"شهادة يسوع هي روح النبوة "
(رؤ 19 : 10)
إن هذا مقالاً مختصراً عن "ما لابد أن يصير بعد هذا" (رؤ 4 : 1) أو الأشياء التي ستحدث فيما بعد.
إننا نعيش الآن في فترة الكنيسة المذكورة في رؤيا 1 : 19 ، وأيضاً في الأصحاح الثاني والثالث ، ولكن الله "قد أجزل لنا نعمته بكل حكمة وفطنة إذ عرفنا بسر مشيئته لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السموات وما علي الأرض في ذاك" (أف 1 : 10) فإن الله أبونا قد أخبرنا بالأحداث التي تعقب هذا الوقت الحاضر "فترة الكنيسة" إلي ذلك الوقت الذي مزمع أن يأخذ فيه المسيح مكانه الحقيقي لكي يكون الله الكل في الكل (1كو 15 : 28) .
ياليت معرفة تلك الأمور تقربنا إلي المسيح أكثر وتفصل قلوبنا وطرقنا عن هذا العالم الحاضر الشرير الذي هو آتي قريباً تحت دينونة الله، فإننا ننتظر ابن الله من السماء الذي سينقذنا من الغضب الآتي (1تس 1 : 10) .ما لابد أن يصير بعد هذا
إن الكنيسة التي هي جسد المسيح والتي قد تكونت في يوم الخمسين بمجئ الروح القدس وأيضاً الذين قد انضموا إليها بواسطة الإيمان بالإنجيل (أع 2 : 47) هم جميعاً قد اتحدوا بواسطة الروح بالمسيح الذي هو الرأس في السماء وأيضاً بكل مؤمن آخر علي الأرض ليكوِّنوا جسداً واحداً" (أف 4 : 4 ، 1كو 12 : 13 ، أف 1 : 13) ، إنه من امتيازنا الآن أن نُجمَع إلي الاسم الغالي لربنا يسوع المسيح كأعضاء جسده (1كو 10 : 17) لكي ما نتذكره في موته إلي أن يجئ (1كو 11 : 23 - 26) .
فعندما يأتي الرب في الهواء بهتاف سيدعو خاصته الأحياء والذين رقدوا في الإيمان إلي بيت الآب (يو 14 : 2 ، 3 ، 1تس 4 : 16-18) ، وقديسو العهد القديم الذين ماتوا في الإيمان سيختطفوا أيضاً في نفس اللحظة وهم (أي مؤمني العهد القديم) ليسوا جزءاً من العروس (الكنيسة) ولكنهم سيكونوا أصدقاء العريس في عُرس الخروف المجيد (1كو 15 : 23 ، يو 3 : 29 ، عب 12 : 23 ، رؤ 19 : 7-9) .
إن كرسي المسيح الذي هو إظهار لحياة المؤمنين سيكون في السماء وسوف ينالون المكافأة لكل أمانة هنا للمسيح ، والأمر هنا ليس هو مقامنا مع المسيح في المجد الذي هو فقط بدم المسيح الثمين ، ولكن كرسي المسيح هو للإظهار والمكافأة ، ونتائج ذلك سوف تُري في عُرس الخروف (رؤ 19 : 7 ، 8) وسوف يظهر هذا أيضاً عندما يقيم المسيح ملكوته (لو 19 : 12-19 ، 1كو 3 : 12-15 ، 1كو 4 : 5) .
بعدما تكون الكنيسة قد أُخذت بمجئ الرب (الاختطاف) ، فإن الله سيبدأ التعامل مع الأمة الاسرائيلية ، وسيكون وقت ضيق علي كل العالم (رؤ 3 : 10) وبصفة خاصة علي اليهود ، لأنهم رفضوا مسيَّاهم (أر 30 : 7) وأيضاً علي المسيحية الاسمية التي هي الكنيسة الزائفة (رؤ 18 : 5 ، 6) ، وفترة السبع سنين هذه تسمي "أسبوع واحد" في دانيال 9 : 27 ، وفي الثلاث سنين ونصف الأخيرة من الضيق (وهذه تسمي الضيقة العظيمة) سيقوم إنسان يسمي (الوحش) الذي هو رأس الأمم الاوروبية العشر المتحدة (رؤ 13 : 1-9) ، وتلك هي الامبراطورية الرومانية العائدة للحياة "الحديد المختلط بخزف الطين" (دانيال 2 : 41-43) ، وهذا بلا شك يظهر لنا الأمم المختلطة الذين هم من أصل اوروبي (الامبراطورية الرومانية القديمة) الذين سيعضدون هذا الاتحاد علي الرغم من أنهم (تقووا جزئياً وانكسروا جزئياً) فالله مزمع أن يستخدم تلك الامم الاوروبية العشر لإبادة الكنيسة الزائفة (رؤ 17 : 16-18) ، وسيتم صنع عهد (اتفاق) بين الوحش والأمة اليهودية بغرض حمايتها وسيكون هناك قائد لاسرائيل يسمي ضد المسيح ،ابن الهلاك الذي سيطلب العبادة لنفسه كالإله (رؤ 13 : 11 ، 2تس 2 : 3-10) ، هذين الاثنين (الوحش وضد المسيح) سيكونوا في اتفاق تام بارتداد مريع (رؤ 13 : 11-18) .
وفي تلك السنوات ستكون هناك بقية تقية من اليهود ستقام من الله وسيبشرون بإنجيل الملكوت (مت 24 : 14) ونتيجة تلك الشهادة سيُضطهدُون ، والبعض منهم يسلم للموت لأجل كلمة الله (رؤ 6 : 9-11) ، والبعض منهم سيرفضون علامة الوحش للسجود له (رؤ 15 : 2 ، 3) فسيتم قتلهم ولكن سيكون لهم نصيباً سماوياً وسيحكمون علي الأرض في فترة الملك الألفي (رؤ 20 : 4) ، والبعض الآخر من الأمناء سيحفظهم الله ويدخلوا الملك الألفي علي الأرض (رؤ 14 : 1-5) ، ونقرأ عن بركة الاسباط الاثني عشر في أرضهم (رؤ 7 : 1-8) ، (حز 20 : 34 - 38) (حيث نقرأ عن عودة العشرة أسباط في نهاية الضيق) فكثير من الأمم الذين لم يرفضوا بشارة نعمة الله وسيقبلون انجيل الملكوت أيضاً سيباركون علي الأرض مع اسرائيل (2تس 2 : 10-12 ، رؤ 7 : 9-17) .
وبسبب الشر المريع الذي سيكون اثناء السبع سنوات من الضيق عندما يُقلع العالم عن الاعتراف بالله والمسيح ويتبعون الوحش وضد المسيح ، فالله سيسمح لملك الشمال مع جيشه من الأمم العربية المتحدة (دا 11 : 40-45 ، مز 83 : 1-8 ، أش 28 : 18 ، 19) أن يدخلوا أرض اسرائيل مثل "السوط الجارف" لإهلاك موطنهم ، وتلك هي بداية (حروب هرمجدون) والتي هي عدد من الدينونات المريعة التي ستنصب علي الأمم الشرقية والغربية قبيل الملك المزمع أن يتأسس علي الأرض مع المسيح كالملك (رؤ 16 : 13 - 16 ، أر 25 : 26 - 33).
فعندما يأتي الوحش (رئيس القوة الغربية للامبراطورية الرومانية العائدة للحياة) مع جيوشه لحماية اسرائيل بحسب العهد المبرم بينهما حينئذٍ سيأتي الرب من السماء مع قديسيه (2تس 1 : 6-10 ، يه 14 ، 15 ، رؤ 1 : 7) ليدين هذا الاتحاد الغربي العظيم ويهلك جيوشه ، ويطرح الوحش وضد المسيح حيين في بحيرة النار (1تس 28 : 14 ، 15 ، دا 9 : 27 ، رؤ 19 : 11-21) .
وظهور الرب في هذا الوقت سيكون لإنقاذ البقية التقية الذين قد وضعوا ثقتهم فيه ومنتظرون إياه (أش 8 : 9-18) .
وسيكون ملك الشمال (الذي هو رئيس الاتحاد العربي) قد دخل إلي مصر (التي هي ملك الجنوب) بعد هجومه علي اسرائيل ، وبعد ذلك سيعود الي اسرائيل ولكن سيتم القضاء عليه بواسطة الرب نفسه (دا 11 : 45 ، 8 : 24 ، 25 ، أش 30 : 30-33) .
وبعدما يكون الرب قد قضي علي تلك الأمم (الاتحاد الاوروبي ، والاتحاد العربي) سيجمع الاسباط الاثني عشر من الأمم إلي أرضهم ليباركوا (أش 18 ، حز 20 : 34-38 ، أش 60 : 1-22) ، وسوف تتحرك روسيا مع كل جيوشها من الشمال في ذلك الوقت محاولة الزحف إلي مملكة المسيح التي تكون قد تأسست في اسرائيل ودينونة هذا العدو واضحة في (حزقيال 38 ، 39 : 1-16) .
وبعدما يؤسس الرب ملكوته علي الأرض فسوف يجمع كل الأمم أمام عرش مجده ، وسيدانوا بحسب تعاملهم مع البقية التقية اليهودية الذين قد أعلنوا انجيل الملكوت (مت 25 : 31-46) فهؤلاء الذين قبلوهم سيدخلون إلي ملكوت البركة الأرضية ، أما الذين رفضوهم فسوف يطرحون إلي العقاب الأبدي ، فالرب يسوع سيحكم بالسلام لمدة ألف سنة (المُلك الألفي) والشر سوف يدان بصفة علنية بمجرد ظهوره (رؤ 20 : 4 ، مز 101 : 8 ، أش 32 : 1 ، عب 2 : 14 ، زك 5 : 1-4) والقديسون السماويون سيحكمون فوق الأرض ، أما اسرائيل فسيحكمون علي الأرض (أف 1 : 10 ، مز 45 : 16 ، رؤ 20 : 4) ، وسوف يُقيَّد الشيطان ويطرح في الهاوية لمدة ألف سنة ولا يكون قادراً علي خداع الأمم مدة الألف سنة هذه (رؤ 20 : 2 ، 3) .
وبعد الألف سنة سيُحل الشيطان ثانية ، وهؤلاء الخاضعين لحكم المسيح ولم يولدوا ثانية (مز 18 : 44) سيتبعون الشيطان ، وبعد ذلك سيدين الرب الشيطان واتباعه وسوف يمحو كل الشر من الأرض إلي الأبد (رؤ 20 : 7-10) ، ثم يقوم الخطاة الذين ماتوا في خطاياهم ويقفوا أمام العرش العظيم الأبيض للدينونة ويُطرحوا في بحيرة النار إلي الأبد (رؤ 20 : 11 - 15) .
بعد هذا سيصنع الله سماء جديدة وأرض جديدة حيث لا يمكن للخطية أن تدخل هناك مطلقاً ، بل سيسكن البر إلي الأبد ، وهناك سيكون مكانان للبركة ، السماوي والأرضي ، ونصيب الكنيسة مع كل هؤلاء الذين ماتوا في الإيمان هو السماوي، بينما سيكون لقديسي الملك الألفي الأرض الأبدية ، وليس هناك أمم أو شعوب في الحالة الأبدية (2بط 3 : 13 ، رؤ 21 : 1-5 ، كو 1 : 20 ، 1كو 15 : 24-28) .
وعندما نتحدث عن هذه الأمور ونفحصها في ضوء كلمة الله ، فدعونا لا ننسي هذا العدد الذي في (رؤ 19 : 10) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة" فالله مسرور بأن يكرم ابنه الحبيب الرب يسوع المسيح ، الإنسان الثاني ، آدم الأخير ، أنه الشخص الذي تمم كل مشورات الله ومقاصده ، ومنذ أن خلصنا اصبحنا جزء من العروس المجيدة ، ونحن مزمعين أن نشاركه مجده كإنسان ، فهو قد أعلن لنا كل الأشياء (يو 15 : 15 ، أف 1 : 8-11) . فيجب أن معرفة نعمته المخلصة تملأ قلوبنا وشفاهنا بالتسبيح ، وتفصلنا عملياً عن هذا العالم البائس الذي هو مزمع أن يلقي الدينونة ، وكخطاة دعونا نتحذر من تلك الدينونة الرهيبة العتيدة ، ولذا أود أن أكرر وعد الله في آخر أصحاح في الكتاب المقدس "من يعطش فليأتِ ومن يُرد فليأخذ ماء حياة مجاناً" ( رؤ 22 : 17) .
بقلم : جوردن هاي هو
ترجمة : عاطف فهيم
ترجمة : عاطف فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق