الاثنين، 17 ديسمبر 2012

خطاب تعزية لمتألم

خطاب تعزية لمتألم :

تكفيك نعمتي
(2كو 12)


الفاضل والمحبوب في الرب ...

النعمة معك

نما الي علمي امر وعكتك .. وهناك جبلان نقف عليهما , ونري من فوقهما هذا الامر او غيره .

أولهما جبل المر (نش 4) أو المريا (تك 22) نقف عليه ونبكي قتلانا , ونترك العنان لشعورنا ولعواطفنا ودموعنا .

ولا تحسبني مستهيناً بما اصابك ايها الحبيب . ان "كفيت علي شعوري معجنا (ماجورا) وذلك حرصا علي سلامتك , وخوفا من ان "تصعب عليك نفسك" وعسي ألا يتسرب جزء من الدموع من تحت هذا المعجن (الماجور) وتراها فيسيئك رؤيتها , وألا تتسلل بعض الأنات المرفوعة من أجلك وتسمعها فيبكيك سماعها .

ودعنا نتذكر ان تل اللبان هو ملازم لجبل المر (نش 4) وان شهادة اللبان العطرة لابراهيم كانت ملازمة لجبل المريا (تك 22) , كذلك تلك الشهاد ة للشونمية (عب 11) كانت ملازمة لمرارة موت وحيدها .

فلنفعل اذا ما فعلاه ابراهيم والشونمية فالأول رفع عينيه "فاذا كبش ممسك .." والثانية رفعت القضية برمتها الي العلية (2مل 4) وأحكمت اكفاء (الماجور) إذ اغلقت الباب , ثم رفعت عينيها وقلبها , بل ورجليها سعيا الي رجل الله .

والنتيجة معها ومع ابراهيم "يهوه يرأه"


اما ثاني هذين الجبلين فهو "رأس الفسجة" (عدد 23 , تث 34) .

ومن يقف عليه حتي ولو كان بلعام , "لن يبصر اثماً في يعقوب ولن يري تعباً في اسرائيل" . مع ان الامر في حقيقته مخالف لذلك تماماً , لكنها "رؤيا القدير" ونظرة العيون المفتوحة (عدد 24) , والتطلع الي الامور من وجهة نظر الله , الذي يدعو الاشياء غير الموجودة كأنها موجودة .

تذهب الصحة وتصير غير موجودة لكنها من علي "رأس الفسجة" كأنها موجودة , نفتقر الي اشياء كثيرة لكنها من "رأس الفسجة" كأنها موجودة . كيف يتم ذلك عملياً ؟ أهي أضغاث احلام نتوهمها بوجود غير الموجود ؟ كلا بل هي النعمة التي تعوضنا عن كل نقص وعن أي شوكة عما فقدناه ونفقده .

بل دعني اقول لك ما هو اكثر من ذلك , اننا نظن احياناً ان الله يلجأ الي النعمة يجزلها لنا وكأنه حل للإشكال , لكن من قال ان هناك لدي الرب اشكالاً ؟! ان الامر علي العكس من ذلك تماماً ..

ان الله عندما يريد ان يعطينا نعمة اضافية , فإنه يؤهلنا لقبولها عن طريق الضعف , هذا الذي نظنه اشكالاً . فليس ما اصابنا ورطة يقع فيها الله ويحتاث ان جاز التعبير ولا يجد مخرجاً له , فيسترضينا بشئ من النعمة يعوضنا به عما فقدناه , حاشا ! بل ان ما يسمح لنا به من نقص او ضعف انما هو تأهيل لقبول النعمة .

ام كان اليشع عاجزاً عن ابادة جيوش ارام بدلا من ضربهم بالعمي ؟ كلا , اذا لماذا ضربهم بالعمي ولم يهلكهم ؟ أهو عقاب مخفف ؟ كلا . اذا ماذا ؟ ان اليشع يمثل ذلك الذي جاء الينا "مملوء نعمة وحقاً" (يو 1) , وقد اراد ان ينعم علي هؤلاء القوم فيستحييهم . سؤال يقفز ؟ اذا لماذا ضربهم بالعمي ما دامت نيته حسنة تجاههم ؟ الجواب انه فعل هذا لكي يؤهلهم عن طريق العجز لقبول النعمة .

فليس استحياؤهم تعويضا لهم عن عماهم بقدر ما ان عماهم هو التأهيل لاستحيائهم .

ان ضعفنا هو الحيثية التي نستحضر بها رحمته ونعمته ذلك لأن "قوتي في الضعف تكمل .

وللتأهيل شهادات او قل بطاقات . ودعنا نسرح ولو قليلاً .

تحسن الدولة صنعاً اذ تقدم الدعم للفقراء من المواطنين . وهي تقدمه عامة عن طريق بطاقات تموينية .

لكن هناك (كوادر) من الشعب أفقر من أن تكفيها البطاقات العامة .. لهؤلاء يستخرجون بطاقات اضافية يسمونها الفئوية .. الخ

وما اصبت به قديما كان بطاقة عامة اعطاها الرب لك , تقدمها لعرش النعمة - كمستحق للدعم – فتصرف بموجبها ما يلزمك من تموين النعمة .

لكن لأنك ايها الحبيب "مسكين بالروح" (مت 5) ولكن مضاعفا , فكان لزاما لك من بطاقة اضافية . وما مرضك الاخير إلا هذه البطاقة الفئوية الجديدة , اعطاها لك الرب . ويعطيها للفئة التي تماثلك من المحتاجين .

فلكي نصرف احتياجنا من النعمة الاضافية لابد لنا من هذه البطاقات الجديدة يعطيها لنا الرب مسبقاً . فنقدمها لعرش النعمة لنصرف بها التموين الاضافي .

ودعني من قلب منكسر أهنئك بهذه البطاقة الجديدة . وأعرض عليك ".. ان كنت تعبان الشهر ده اصرف لك التموين ... وابعت لك" .

كما اود ان تحتفط بهذا السر ان انا همست به في أذنك , وهو ان اخاك كاتب هذه السطور يزيد عنك درجة في هذه النواحي .

فهو لا تكفيه البطاقة العامة ولا حتي الفئوية التي تصرف لمدقعي الفقر . انه معدم . لذلك فهو يتقاضي معاشاً استثنائياً . انه كالأرملة وكاليتيم , بل فاقهما , فربما تزوجت الارملة او كبر اليتيم . لكن اخاك مربوط علي درجة يتيم (تث 24) حماك الله وجنبك امثاله .

وأرجو ان أتمكن قريباً من رؤيتك معاف وأن أرسل اليك بعص الوريقات الاخري عن المعاش الاستثنائي .

سلامي لافراد اسرتكم الكريمة


الرب معك
اخوك اسحق اسكندر

الأحد، 16 سبتمبر 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (12)

مشيئة الله الكاملة ومشيئته المسموح بها


أريد أن أتحدث قليلاً‮ ‬عن النوعين من مشيئة الله‮ ‬،‮ ‬فتوجد مشيئته الكاملة لنا‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬تميز حياتنا لأجل مجده‮ ‬،‮ ‬والكتاب‮ ‬يقول عنها‮ "‬لتختبروا ما هي‮ ‬ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة‮" (‬رو‮ ‬12‮ : ‬2‮) ‬،‮ ‬وتوجد أشياء في‮ ‬اتجاهاتنا وطرقنا لا تسر الرب وبينما هو‮ ‬يريدنا أن نسير في‮ ‬طريق مشيئته الكاملة إلا أنه قد‮ ‬يسمح لنا بأن نسير في‮ ‬طريقنا الخاص‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬تلك الحالات سيكون متحكماً في‮ ‬كل الظروف وهو‮ ‬يحكم فوقها‮ ‬،‮ ‬ولكن في‮ ‬حكمته وطرقه‮ ‬يأخذ نفس الشئ الذي‮ ‬ربطنا به أنفسنا سبباً‮ ‬لتأديبنا لأجل تصحيحنا‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يسمي‮ ‬مشيئة الله التي‮ ‬يسمح بها‮ (‬1كو‮ ‬16‮ : ‬7‮ ‬،‮ ‬أع‮ ‬21‮ : ‬14‮) .‬

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخيراً‮ ‬توجد مواقف في‮ ‬الحياة ليس لنا بها أصحاح أو آية لأجل توجهنا‮ ‬،‮ ‬وعلي‮ ‬سبيل المثال‮ ‬،‮ ‬هل أذهب الي‮ ‬المؤتمر القادم أو لا أذهب‮ ‬،‮ ‬أو هل اشتري‮ ‬هذا الشئ أو لا أشتريه‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬تلك الحالات تحتاج ان تفصل رغبات الجسد عن مشيئة الله الحقيقية في‮ ‬هذا‮  ‬الامر‮ ‬،‮ ‬وأنا أعلم أن هذا صعب لأن قلوبنا مليئة بالخداع‮ (‬أر‮ ‬17‮ : ‬9‮) ‬وفي‮ ‬هذه الحالة سأعطيك بعض الاسئلة‮ ‬يمكنك أن تسأل بها نفسك لأجل معونتك في‮ ‬ذلك الأمر‮.‬
‮(١) ‬هل هذا الشئ هو لأجل المسيح ؟‮  (‬كو‮ ‬3‮ : ‬17‮)‬
‮(٢) ‬هل هذا سيمجد الله ؟‮ (‬1كو‮ ‬10‮ : ‬31‮)‬
‮(٣) ‬ما هو مصدر تلك الرغبة‮ ‬،‮ ‬هل هي‮ ‬من الجسد أم من الروح ؟‮  (‬غل‮ ‬5‮ : ‬16‮ -‬26‮) .‬
‮(٤) ‬أي‮ ‬الطبيعتين سيغذي‮ ‬هذا الشئ‮   ‬؟‮ (‬رو‮ ‬8‮ : ‬13‮) .‬
‮(٥) ‬هل هذا الأمر سيجعل المسيح أكثر غلاوة علي‮ ‬نفسي‮ ‬؟‮ (‬1بط‮ ‬2‮ : ‬7‮)..‬
‮(٦) ‬هل هذا سيزيد التقوي‮ ‬فيَّ‮ ‬؟
‮(٧) ‬هل أشعر بحرية أن استحضر الرب هناك لو كان موجوداً‮ ‬معي‮ ‬بالجسد ؟‮ (‬خر33‮ : ‬14‮ ‬،‮ ‬15‮)‬
‮(٨) ‬هل الرب‮ ‬يفعل ذلك الامر ؟‮ (‬1بط‮ ‬2‮ : ‬21‮)‬
‮(٩) ‬هل أود أن أعمل هذا الشئ عندما‮ ‬يأتي‮ ‬الرب ؟‮ (‬مت‮ ‬24‮ : ‬46‮)‬
(10) ‬هل أشعر بالسلام في‮ ‬فعل ذلك‮ ‬،‮ ‬أو بعدم ارتياح ؟‮ (‬2مل‮ ‬5‮ : ‬19‮) .‬
(11) ‬هل أجدني‮ ‬قادر علي‮ ‬تبرير ذلك أمام الآخرين ؟‮ (‬أيوب‮ ‬9‮ : ‬20‮)‬
(12) ‬ان كان هذا الامر‮ ‬يختص بانفاق أموال فهل هذا أفضل انفاق للأموال ؟‮ (‬أم‮ ‬3‮ : ‬19‮).
(13) ‬اذا كان الامر متعلق بالوقت هل هذا أفضل انفاق للوقت ؟‮ (‬أف‮ ‬5‮ : ‬16‮).‬
(14) ‬هل هذا الامر‮ ‬يؤثر علي‮ ‬سلوكي‮ ‬أمام الآخرين ؟‮ (‬1كو‮ ‬8‮ : ‬9‮ - ‬13‮) .‬
(15) ‬هل هذا‮ ‬يظهر أي‮ ‬شر ؟‮ (‬1تس‮ ‬5‮ : ‬22‮) .‬
(16)  ‬هل في‮ ‬هذا الامر أي‮ ‬استعباد أو قيد ؟‮ (‬1كو‮ ‬6‮ : ‬12‮)‬
‮(71) هل أجدني‮ ‬متعجلاً في‮ ‬فعل ذلك الشئ ؟‮ (‬أم‮ ‬19‮  : ‬2‮) .‬
‮(‬18) هل طلبت مشورة مؤمنين أتقياء في‮ ‬هذا الامر ؟‮ (‬أم‮ ‬11‮ : ‬14‮)‬

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (11)

‮(٤) ‬من خلال الأنبياء


نري‮ ‬طريقة رابعة‮ ‬يرشدنا بها الرب دعونا نقرأ‮ (‬أم‮ ‬11‮ : ‬14‮) "‬حيث لا تدبير‮ (‬مشورة‮) ‬يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المشيرين‮" ‬،‮ ‬وأيضاً‮ (‬أم‮ ‬12‮ : ‬15‮) "‬طريق الجاهل مستقيم في‮ ‬عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم‮" ‬فهنا نجد طريقة أخري‮ ‬يرشدنا بها الرب‮ ‬،‮ ‬وذلك من خلال أقوال الانبياء‮ !‬ ،‮ ‬ولربما تقول‮ "‬هل الله لا‮ ‬يزال‮ ‬يستخدم أنبياء اليوم ؟ بالحقيقة هو‮ ‬يفعل ذلك‮ ‬،‮ ‬أنه مزمع ان‮ ‬يستخدم إخوتك كأنبياء أو بطريقة نبوية في‮ ‬الحديث لفكرك‮ ‬،‮ ‬فمن الممكن ان أحد اخوتك‮ ‬يأتي‮ ‬إليك بكلمة من الله عن طريق فمه أو فمها ويعطيك مشورة إلهية سواء‮ ‬يحرضك علي‮ ‬شئ أو‮ ‬يحذرك من شئ فهم‮ ‬يتصرفون في‮ ‬ذلك الوقت كأنبياء ونحن نحتاج ان نسمع لهم‮ ‬،‮ ‬وان كان هذه هي‮ ‬الحالة فإنني‮ ‬أرجوك أن تسمع لهؤلاء الذين لديهم معرفة بطرق الله ولهم اختبار في‮ ‬الطريق مع الرب‮ ‬،‮ ‬فهم‮ ‬يقدرون أن‮ ‬يعطوك نصيحة ومشورة صالحة فيما‮ ‬يختص بقرارات الحياة‮ ‬،‮ ‬ويجب أن تتحذر بالطبع لأن هناك نصائح كثيرة حرة محيطة بنا فلا ننساق وراء أي‮ ‬نصيحة لأنه توجد نصائح سيئة وتذكر أنني‮ ‬قلت أنه في‮ ‬كل الأربع الطرق التي‮ ‬يقودنا بها الرب أننا‮ ‬يجب أن نكون في‮ ‬حالة روحية صحيحة أولاً ،‮ ‬وبالتالي‮ ‬إذا جاء شخص ما إليك بنصيحة فاسدة فستكون قادراً‮ ‬علي‮ ‬تمييزها‮ .‬

دعني‮ ‬أعطيك مثالاً ،‮ ‬فنحن كنا نفكر أن نبيع منزلنا وقد سمعت مشورة من عدد من الإخوة‮ ‬،‮ ‬البعض نصحونا ان نبيع والبعض الآخر قال لا تبيع‮ ‬،‮ ‬فماذا نفعل ؟‮ ‬،‮ ‬أنا اعتقد أن نصيحة الأخ‮ "‬Jim‮"‬‮ ‬كانت الافضل وقال لنا‮ "‬انتظروا الرب‮" ‬،‮ ‬فهو لم‮ ‬يورط نفسه في‮ ‬أحد الطريقين نبيع أو لا نبيع‮ ‬،‮ ‬وأنا اعتقد أن هذا هو الصواب‮ ‬،‮ ‬فأحياناً‮ ‬عندما لا تكون متأكداً‮ ‬من شئ فمن الأفضل أن تقول هكذا فلا خطأ في‮ ‬أن تقول‮ "‬أنا لا أعرف ولا أرغب أن أضللك‮" .‬

دعونا نقرأ‮ (‬2مل‮ ‬6‮ : ‬8‮ ‬-‮ ‬12‮) ‬،‮"‬وأما ملك أرام فكان‮ ‬يحارب اسرائيل‮ ‬،‮ ‬وتآمر مع عبيده قائلاً‮ : "‬في‮ ‬المكان الفلاني‮ ‬تكون محلتي‮" ‬،‮ ‬فأرسل رجل الله الي‮  ‬ملك اسرائيل‮ ‬يقول‮ : "‬احذر من أن تعبر بهذا الموضع‮ ‬،‮ ‬لأن الأراميين حالون هناك‮" ‬،‮ ‬فأرسل ملك اسرائيل الي‮ ‬الموضع الذي‮ ‬قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرة ولا مرتين‮ ‬،‮ ‬فاضطرب قلب ملك أرام من هذا الأمر‮ ‬،‮ ‬ودعا عبيده وقال لهم‮ : "‬أما تخبرونني‮ ‬من منا هو لملك اسرائيل ؟‮" ‬فقال واحد من عبيده‮ "‬ليس هكذا‮ ‬يا سيدي‮ ‬الملك‮ ‬،‮ ‬ولكن أليشع النبي‮ ‬الذي‮ ‬في‮ ‬اسرائيل‮ ‬يخبر ملك اسرائيل بالأمور التي‮ ‬تتكلم بها في‮ ‬مخدع مضطجعك‮" .‬
وهنا نجد مثالا عن النصيحة الصالحة‮ ‬،‮ ‬فملك اسرائيل كان تحت هجوم من ملك أرام‮ ‬،‮ ‬ونري‮ ‬أليشع متحدثاً‮ ‬بكلمة الله إليه‮ ‬،‮ ‬فأخبر ملك اسرائيل‮ "‬لا تذهب الي‮ ‬الموضع الفلاني‮ ‬لأن الله أخبرني‮ ‬أن العدو هناك ويعد لك كميناً‮" ‬وطالما ملك اسرائيل أصغي‮ ‬الي‮ ‬النبي‮ ‬فسيكون في‮ ‬أمان‮ ‬،‮ ‬أما النية اليوم هي‮ ‬أن نهجر النبي‮ ‬لأنه لا‮ ‬يخبرنا بما نحب‮ ‬،‮ ‬وأما هنا فنجد الملك‮ ‬يسمع لأقوال النبي‮ ‬ويعمل بها‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬ينجي‮ ‬نفسه مرة ومرات‮ .‬

وهذا تعليم هام لأنه توجد أماكن معينة في‮ ‬هذا العالم لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يذهب إليها إنسان الله‮ ‬،‮ ‬لأن عدونا بالتأكيد موجود هناك وبالتأكيد سيهلكنا لو ذهبنا الي‮ ‬هناك‮ ‬،‮ ‬ومن الجائز أن‮ ‬يكون مكان بالنسبة لك مختلف عن الذي‮ ‬ليَّ‮ ‬،‮ ‬ومهما تنوعت عاداتك واهتماماتك فإن العدو هناك ليهاجمك‮ ‬،‮ ‬فمن الجائز ان‮ ‬يكون نوع من الرياضة الخاصة التي‮ ‬تأخذ اهتماماتك ووقتك‮ ‬،‮ ‬أو مكان‮ ‬يقدر العدو أن‮ ‬يعثرك فيه ويتسلط عليك اكثر واكثر‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬تلك الحالة من الافضل أن لا تذهب الي‮ ‬ذلك المكان‮ .‬
فيجب أن نحترس ونحتاج الي‮ ‬أن نحذر أحدنا الآخر‮ ‬،‮ ‬فلو رأينا أخ‮ ‬يعمل شئ ممكن أن‮ ‬يؤدي‮ ‬الي‮ ‬تلف لحياته الروحية‮ ‬،‮ ‬فالأخ‮  ‬الأمين أو الأخت‮ ‬يجب أن تحذره من الخطر‮ ‬،‮ ‬وبهذه الطريقة نتصرف كأنبياء أو بروح النبوه‮ ‬،‮ ‬ومن الجائز أن لا نحب ذلك ولكن الكتاب‮ ‬يقول‮ "‬لا تحتقروا النبوات‮" (‬1تس‮ ‬5‮ : ‬20‮) .‬

كنا نتحدث قبلاً‮ ‬عن ذهاب بولس الي‮ ‬اورشليم عندما كان روح الله‮ ‬يخبره في‮ ‬كل مكان‮ "‬وإذ وجدنا التلاميذ مكثنا هناك سبعة أيام وكانوا‮ ‬يقولون لبولس بالروح أن لا‮ ‬يصعد الي‮ ‬اورشليم‮" (‬أع‮ ‬21‮ : ‬4‮) ‬،‮ ‬وهنا نجد صوت الاخوة كأنبياء‮ ‬،‮ ‬والذي‮ ‬كان بولس‮ ‬يفعل حسناً‮ ‬لو أصغي‮ ‬إليهم‮ ‬،‮ ‬وبعد قليل في‮ ‬نفس الاصحاح نجد نبي‮ ‬اسمه اغابوس قال نفس الشئ لبولس وحذره عن طريق أنه أخذ منطقته وربط‮ ‬يدي‮ ‬نفسه ورجليه‮ ‬،‮ ‬فتلك هي‮ ‬أمثلة للاخوة الذين‮ ‬يخبرونا بنبوة لصالحنا ونجد في‮ (‬أم‮ ‬25‮ : ‬12‮) "‬قرط من ذهب وحلي‮ ‬من إبريز الموبخ الحكيم لأذن سامعة‮" ‬ياليت تكون لنا الأذن الصاغية‮ .‬

والآن أريد أن أضع ملخصاً‮ ‬لما قيل‮ : ‬أود أن أقول انه من المهم جداً لكي‮ ‬نميز مشيئة الرب أن ننتبه لحالتنا الروحية‮ ‬،‮ ‬نحتاج أن نتنحي‮ ‬عن رغباتنا في‮ ‬ذلك الامر‮ ‬،‮ ‬فلا تكون لنا ارادة خاصة بهذا الشأن‮ ‬،‮ ‬وأنا أدرك أن هذا ليس بالامر الهين‮ ‬،‮ ‬ولكن هؤلاء الذين ليس لهم مشيئة خاصة‮  ‬سيميزون مشيئة الله‮ ‬،‮ ‬ومكتوب في‮ (‬مز‮ ‬25‮ : ‬9‮) "‬يدرب الودعاء في‮ ‬الحق ويعلم الودعاء طرقه‮" ‬والشخص الوديع هو الذي‮ ‬لا‮ ‬يصرِّ‮ ‬علي‮ ‬إرادته الذاتية‮ ‬،‮ ‬وهذا لا‮ ‬يعني‮ ‬أننا‮ ‬يجب أن نكون كاملين‮ ‬،‮ ‬لأننا تحدثنا عن أننا نحتاج الي‮ ‬تدريب لكي‮ ‬نعرف مشيئته‮ ‬،‮ ‬ولكن لو كنا ودعاء فإن وعد الرب هو أن‮ ‬يرشدنا‮ .‬

والشئ المعزي‮ ‬لنا هو إننا لو كنا سالكين بالإيمان فإن الرب سوف لا‮ ‬يدعنا نخطئ لأن الكتاب‮ ‬يقول‮ "‬أكرم‮  ‬الذين‮ ‬يكرمونني‮" ‬،‮ ‬فالله‮ ‬يكرم الإيمان‮ ‬،‮ ‬وإن كنا نأخذ خطوات خاطئة في‮ ‬امر ما وكنا أمناء ومخلصين أننا نسلك بحسب مشيئته ومحاولين أن نسره فبالتأكيد سيوقفنا من خلال أشياء معينة تبين لنا خطأنا‮ ‬،‮ ‬أليس هذا فكر معزي‮ ‬لنا ؟‮! ‬،‮. ‬فكم إلهنا صالح‮ ! ‬،‮ ‬ولنا إيضاح لهذه النقطة في‮ (‬تك‮ ‬20‮) ‬،‮ ‬لأن أبيمالك حاول أن‮ ‬يأخذ امرأة ابراهيم‮ (‬معتقداً‮ ‬أنها اخت ابراهيم‮) ‬لتكون له زوجة‮ ‬،‮ ‬وعمل ذلك عن دون قصد بسلامة قلبه ونقاوة‮ ‬يديه‮ ‬،‮ ‬ولكن الله أتي‮ ‬إليه في‮ ‬حلم وأخبره إنها كانت زوجة إنسان آخر‮ ‬،‮ "‬فقال له الله في‮ ‬حلم أنا أيضاً‮ ‬علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا وأنا أيضاً‮ ‬أمسكتك عن أن تخطئ إليَّ‮ ‬،‮ ‬لذلك لم أدعك تمسها‮" (‬تك‮ ‬20‮ : ‬6‮) ‬فأبيمالك كان لا‮ ‬يعلم ولكن الله حفظه من أن‮ ‬يخطئ إليه خطئأً‮ ‬كبيراً‮ ‬،‮ ‬وأنا أؤمن أنه سيحفظنا من أن نخطئ إليه أيضاً‮ ‬،‮ ‬لو كنا نعمل شيئاً‮ ‬بإيمان وليس بحسب مشيئته‮ ‬،‮ ‬والآن صحيح لو كنا نحتاج إلي‮ ‬تأديب فكما ذكرنا سيعطينا مطلبناً‮ ‬ولكن سيرسل هزالاً‮ ‬في‮ ‬أنفسنا‮ (‬مز‮ ‬106‮ : ‬15‮) ‬،‮ ‬ولكن ذلك لكي‮ ‬يعلمنا شيئاً‮ ‬لم نقدر أن نتعلمه في‮ ‬مدرسة الله‮ ‬،‮ ‬وذلك فقط بسبب عناد قلوبنا‮ ‬،‮ ‬ولكن هذا موضوع آخر‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لو كنا نسير بضمير صالح ونتصرف بالإيمان في‮ ‬أمر ما فالرب سيوقفنا ويمنعنا من فعل شئ ليس بحسب مشيئته‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬هذا تعزية عجيبة لنا‮ ‬،‮ ‬ويعطينا ثقة أن نتقدم بالإيمان واثقين فيه‮ .‬

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (10)

‮(٣) ‬من خلال العناية الإلهية


دعونا نقرأ‮ (‬أم‮ ‬16‮ : ‬9‮) "‬قلب الإنسان‮ ‬يفكر في‮ ‬طريقه والرب‮ ‬يهدي‮ ‬خطواته‮" ‬وأيضاً في‮ (‬أرميا‮ ‬10‮ : ‬23‮) "‬عرفت‮ ‬يارب أنه ليس للإنسان طريقه‮ . ‬ليس لإنسان‮ ‬يمشي‮ ‬أن‮ ‬يهدي‮ ‬خطواته‮" ‬وهنا نجد عددين‮ ‬يستحضران أمامنا طريق آخر‮ ‬يرشدنا الله به‮ ‬،‮ ‬وهذا من خلال عنايته‮ ‬،‮ ‬ويمكنك أن تسأل ما هي‮ ‬العناية ؟ إنها طرق عمل الله من خلف الستار في‮ ‬حياة البشر‮ ‬،‮ ‬وبما أن الله له كل القوة في‮ ‬السماء وعلي‮ ‬الأرض تحت إرادته‮ ‬،‮ ‬لذا فهو‮ ‬يقدر ويعمل في‮ ‬كل مشاهد الحياة اليومية‮ ‬،‮ ‬فلا شئ‮ ‬يحدث مصادفة‮ ‬،‮ ‬لأنه مكتوب في‮ (‬مراثي‮ ‬3‮ : ‬37‮) "‬من ذا الذي‮ ‬يقول فيكون والرب لم‮ ‬يأمر ؟‮" ‬فلا شئ‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث إلا بتعيينه‮ ‬،‮ ‬ونحن قد سمعنا في‮ ‬أحد المؤتمرات أن المسيح‮ "‬رأس لكل الأشياء للكنيسة‮" (‬أف‮ ‬1‮ : ‬22‮) ‬،‮ ‬فكل شئ‮ ‬يمس حياة هؤلاء الذين‮ ‬يكونون الكنيسة هو فوق ذلك الشئ‮ ‬،‮ ‬فهو لا‮ ‬يسمح إلا بما‮ ‬يريد أن‮ ‬يمسنا فقط‮ ‬،‮ ‬تلك هي‮ ‬العناية الإلهية‮ ‬،‮ ‬فهو‮ ‬يقودنا بواسطة أشياء معينة‮ ‬يسمح بها في‮ ‬طريقنا وبها نقدر أن نميز مشيئة الله‮ .‬

ويجب أن نتحذر عندما ننقاد بواسطة الظروف‮ ‬،‮ ‬لأننا من الجائز أن ننخدع‮  ‬،‮ ‬فالخطورة هي‮ ‬عندما نحاول تفسير الظروف ونحن لسنا في‮ ‬شركة مع الرب‮ ‬،‮ ‬وبالفعل‮ ‬يجب في‮ ‬كل هذه ان نكون في‮ ‬شركة مع الرب لأجل تمييز فكره‮  ‬،‮ ‬ونحن عرضه لأن نسيئ فهم الظروف ونسيئ فهم الكتب وكل شئ طالما لسنا في‮ ‬شركة مع‮  ‬الرب‮ .‬

دعني‮ ‬اقرأ لك‮ (‬أع‮ ‬16‮ : ‬9‮ - ‬11‮) "‬وظهرت لبولس رؤيا في‮ ‬الليل رجل مكدوني‮ ‬قائم‮ ‬يطلب إليه ويقول اعبر إلي‮ ‬مكدونية وأعنا‮ ‬،‮ ‬فلما رأي‮ ‬الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الي‮ ‬مكدونية متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم‮ ‬،‮ ‬فأقلعنا من ترواس وتوجهنا بالاستقامة الي‮ ‬ساموثراكي‮ ‬وفي‮ ‬الغد إلي‮ ‬نيابوليس‮" ‬
وهذه هي‮ ‬المرة الأولي‮ ‬التي‮ ‬دخل فيها الانجيل الي‮ ‬اوروبا‮ ‬،‮ ‬فترواس كانت المكان الذي‮ ‬تقابل فيه لوقا مع بولس وسيلا وتيموثاوس واصطحبوهم الي‮ ‬اليونان‮ ‬،‮ ‬واصبحوا بعد ذلك أربعة ارساليات‮ ‬،‮ ‬وعلي‮ ‬أي‮ ‬حال بولس تعلم من هذه الرؤيا عن طريق ظرف سمح به الله في‮ ‬عنايته ان‮ ‬يرشده في‮ ‬طريقه‮ ‬،‮ ‬وتحققوا ان الله دعاهم ليذهبوا الي‮ ‬مكدونية التي‮ ‬هي‮ ‬شمال اليونان‮ .‬

وهنا لنا مثال‮  ‬واضح عن كيفية استخدام الله للظروف كيما‮ ‬يرشدنا بها في‮ ‬طريق مشيئة الله‮ ‬،‮ ‬وعناية الله تظهر مرة أخري‮ ‬في‮ ‬العدد القادم أنهم عبروا خلال البحر في‮ ‬يومين‮ ‬،‮ ‬وتوجهوا الي‮ ‬ساموثراكي‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬جزيرة وكانت نصف الطريق عبر بحر أجيان‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬يوم واحد‮ ‬،‮ ‬وفي‮  ‬اليوم التالي‮ ‬وصلوا الي‮ ‬نيابوليس في‮ ‬مكدونية‮ ‬،‮ ‬وهذا أمر هام جداً بالنسبة لي‮ ‬،‮ ‬فالرياح قد اعانتهم ليعبروا تلك الرحلة سريعاً عبر المياه‮ ‬،‮ ‬فانت‮ ‬يمكنك أن تقول أن الرب كان فاتحاً‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬وانظر بعد اصحاحات قليلة في‮ ‬هذا السفر الي‮ (‬أع‮ ‬20‮ : ‬6‮) ‬عندما حصل بولس علي‮ ‬فكرة ان‮ ‬يذهب الي‮ ‬اورشليم‮ ‬،‮ ‬لكن روح الله قاده الي‮ ‬طريق أخري‮ ‬،‮ ‬فكان عليه أن‮ ‬يعبر نفس المياه‮ ‬،‮ ‬ولكن بالعكس‮ ‬،‮ ‬ولكن لاحظ هنا أنه قيل‮ "‬وأما نحن فسافرنا في‮ ‬البحر بعد أيام الفطير من فيلبي‮ ‬ووافيناهم في‮ ‬خمسة أيام الي‮ ‬ترواس‮" ‬أي‮ ‬أن الرحلة استغرقت خمسة أيام هذه المرة‮ ! ‬،‮ ‬فماذا نتعلم من ذلك ؟ فعندما دعاهم الرب الي‮ ‬الذهاب الي‮ ‬غرب مكدونية‮ ‬،‮ ‬فإن ذلك أخذ‮ ‬يومين فقط ليعملوا تلك الرحلة‮ ‬،‮ ‬ولكن عندما ذهبوا في‮ ‬طريق أخري‮ ‬حيث لم‮ ‬يكن بولس تحت قيادة الروح القدس‮ (‬أع‮ ‬20‮ : ‬22‮ ‬-‮ ‬23‮ ‬،‮ ‬21‮ : ‬4‮ ‬،‮ ‬10‮ ‬-‮ ‬14‮) ‬فهذا أخذ خمسة أيام‮ !‬ ،‮ ‬فالرياح كانت مضادة للسفينة فأخذت طريقها رجوعاً‮ ‬الي‮ ‬ترواس‮ ‬،‮ ‬فالظروف كانت تشير الي‮ ‬أنه لم‮ ‬يكن متحركاً‮ ‬بحسب مشيئة الله الكاملة‮ ‬،‮ ‬فنحن‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون لنا القرب‮  ‬الكافي‮ ‬من الرب لنميز فكره في‮ ‬ظروف مثل هذه‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يتطلب شركة مع الرب‮ .‬

فالله‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يستخدم أشياء بسيطة‮ ‬،‮ ‬ولكن ان كنا قريبين قرباً‮ ‬كافياً‮ ‬إليه سنميز هذه الأمور‮ ‬،‮ ‬فربما‮ ‬يوجد شئ ما خاص بشخص‮ ‬يقلقك وتريد أن تخبره‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬تريد أن تتخلص من حمل علي‮ ‬كاهلك‮ ‬،‮ ‬فترفع سماعة التليفون وتحاول الاتصال به لكنك تجد الخط مشغول‮ ! ‬،‮ ‬وتعاود الاتصال مرة أخري‮ ‬،‮ ‬ولكن الخط لايزال مشغول‮ ‬،‮ ‬وربما تحاول ذلك عدة مرات‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬موقف مثل ذلك ربما‮ ‬يريد الرب أن‮ ‬يخبرك بأن لا تفعل ذلك‮ !‬ ،‮ ‬فمن الجائز ان تقول شئ ما‮ ‬يجعلك تندم بعد ذلك‮ ‬،‮ ‬والرب‮ ‬يحاول أن‮ ‬ينقذك منه‮ ‬،‮ ‬فربما الجسد الذي‮ ‬فيك‮ ‬يود الاندفاع‮ !‬ ،‮ ‬والرب قد سمح بأن‮ ‬يكون الخط مشغول مرة ومرات‮ ‬،‮ ‬وربما‮ ‬يريد أن‮ ‬يخبرك أنك تسلك ضد مشيئته في‮ ‬هذا الأمر‮ .‬

دعونا نتوجه الي‮ ‬ايضاح في‮ ‬العهد القديم لمعرفة ارشاد الرب بواسطة الظروف في‮ (‬تك‮ ‬24‮) ‬،‮ ‬أن ابراهيم كان مرسلاً‮ ‬عبده ليجد‮ (‬معيناً‮) ‬أي‮ ‬زوجة لابنه اسحق‮ ‬،‮ ‬وإني‮ ‬استعين بذلك لأنه‮ ‬يوجد بعض الشباب لديهم الرغبة في‮ ‬ايجاد الشخص المعين من قبل الرب لأجل حياتهم‮ ‬،‮ ‬وهذا حسن‮ ‬،‮ ‬فابراهيم قد استعان بعبده الذي‮ ‬هو صورة للروح القدس‮ ‬،‮ ‬وإنني‮ ‬أرجو أن تدع الروح‮ ‬يرشدك في‮ ‬هذا الامر الهام جداً لحياتك‮ .‬

فنجد أولاً أن هذا العبد قد صلي‮ ‬من أجل ذلك ووضع الأمر امام الرب لكي‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يأخذ الامر من الرب لمقابلة البنت المعينة من قبله‮ ‬،‮ ‬فهو صلي‮ ‬أنه عندما‮ ‬يسأل البنت بعض الماء ليشرب‮ ‬،‮ ‬وتكون هي‮ ‬في‮ ‬نفس الوقت راغبة أن تعطيه ليشرب وأكثر من ذلك تكون راغبة في‮ ‬أن تسقي‮ ‬جماله أيضاً‮ ‬،‮ ‬وهذا بالضبط ما حدث‮ !‬ ،‮ ‬ونري‮ ‬ذلك الأمر موجود في‮ (‬تك‮ ‬24‮ : ‬27‮) "‬وقال مبارك الرب إله سيدي‮ ‬ابراهيم الذي‮ ‬لم‮ ‬يمنع لطفه وحقه عن سيدي‮ ‬إذ كنت أنا في‮ ‬الطريق هداني‮ ‬الرب إلي‮ ‬بيت إخوة‮  ‬سيدي‮"‬ ‮.‬
فقد بارك الله وشكره لأنه أتي‮ ‬به الي‮ ‬حيثما كان‮ ‬يقصد‮ ‬،‮ ‬وعندما تحدث الي‮ ‬الفتاة واكتشف بنت من هي‮ ‬ووجد أنها من نفس العائلة التي‮ ‬أخبره سيده عنها‮ ‬،‮ ‬ويمكننا استخلاص الكثير من الدروس من هذا الاصحاح فيما‮ ‬يختص بهذا القرار الهام لحياتك‮ ‬،‮ ‬أليس أمراً‮ ‬شيقاً‮ ‬أن نجدهما‮ ‬يجتمعان بهذه الطريقة ؟ أنه كان متطلعاً‮ ‬الي‮ ‬فتاة من نفس العائلة‮ ‬،‮ ‬ولماذا كان‮ ‬يجب أن‮ ‬يقصد هذه الأسرة بالذات ؟ حسناً أنه من‮  ‬المهم جداً أن تجد رفيقاً‮ ‬لحياتك من بين هؤلاء الذين لهم إيماناً مساوياً‮ ‬ثميناً‮ ‬مثلك‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يؤسفني‮ ‬أن أجد شخص‮ ‬يخرج ليبحث عن زوجة أو تبحث عن زوج في‮ ‬الدوائر المسيحية الأخري‮ ‬،‮ ‬أو حتي‮ ‬بين العالم‮ ‬،‮ ‬لأنني‮  ‬أعلم أنه من الصعوبة أن‮ ‬يكون هناك توافقاً‮ ‬بيننا وبين تلك الدوائر‮ .‬

كن حذراً‮ ‬عندما تريد أن ترتبط فيجب أن تأخذ من نفس السيط الذي‮ ‬أنت فيه‮ ‬،‮ ‬وهذا تعبير مأخوذ من سفر العدد أصحاح‮ (‬36‮) ‬،‮ ‬حيث قيل لبني‮ ‬اسرائيل أن‮ ‬يتزوج كلا منهم من نفس السبط‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬ينطبق رمزياً‮ ‬علينا كمؤمنين فيجب أن نرتبط من نفس دائرتنا‮ ‬،‮ ‬وبكلمات أخري‮ ‬من بين المجتمعين الي‮ ‬اسم الرب‮ .‬

وأمـر شيق أن نري‮ ‬الخمس البنات اللاتي‮ ‬كن لصفلحاد أخذن نصيباً‮ ‬في‮ ‬الميراث لأن الميراث كان‮ ‬يقسم للأولاد في‮ ‬الأسرة‮ ‬،‮ ‬وأما الفتيات كن‮ ‬يتوقع لهن أن‮ ‬يتزوجن بشخص ما له ميراث ونصيب من أبيه‮ ‬،‮ ‬ولكن تلك الفتيات لم‮ ‬يكن لهن اخوة‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أخذن ميراث أبيهن‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الأولاد الذين‮ ‬يتزوجون بهن سيكون لكلا منهم نصيب مضاعف من الميراث‮ !‬ ،‮ ‬لأن هؤلاء الأولاد لهم بالفعل ميراث من أبيهم وسيضاف اليهم نصيب عندما‮ ‬يرتبطوا بتلك الفتيات‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل الأولاد‮ ‬يقبلون علي‮ ‬الارتباط بهن‮ !‬ ،‮ ‬إنني‮ ‬غير متأكد من شكلهن‮ ‬،‮ ‬ولكن الشاب الذي‮ ‬سيرتبط بواحدة منهن سيكون له نصيب مضاعف‮ ‬،‮ ‬ويمكنك أن تقرأ عن ذلك في‮ ‬يشوع‮ (‬17‮) ‬،‮ ‬فكان هناك عشرة أنصبة وقعوا في‮ ‬سبط منسي‮ ‬بسبب بنات صلفحاد‮ .‬

وأريد أن أخبر الشباب الآن‮ ‬،‮ ‬إذا كنت ستأخذ واحدة من الفتيات اللاتي‮ ‬نشأن في‮ ‬الاجتماع‮ ‬،‮ ‬وهن في‮ ‬حالة روحية مناسبة ويرغبن أن‮ ‬يسرن مع الرب سيكون لك نصيباً مضاعفاً‮ !‬ ،‮ ‬لأن تلك الفتيات لديهن شيئاً‮ ‬ما قد تعلمهن من خلال اختبارهن في‮ ‬السلوك مع الرب‮ ‬،‮ ‬وهذا شئ ذو قيمة كبيرة‮ ‬،‮ ‬فلا تخسر ذلك‮ ‬،‮ ‬فإذا أخذت نصيباً‮ ‬لنفسك والفتاة التي‮ ‬تزوجت بها لها أيضاً‮ ‬نصيب‮ ‬،‮ ‬فياله من زواج رائع‮ ‬،‮ ‬تطلع الي‮ ‬الرب‮ ‬،‮ ‬وهو سيرشدك في‮ ‬هذا القرار الهام‮ ‬،‮ ‬ولاحظ قول العبد‮ "‬إذ كنت في‮ ‬الطريق هداني‮ ‬الرب‮" (‬تك‮ ‬24‮ : ‬27‮) ‬فهو كان سائراً‮ ‬في‮ ‬الطريق الذي‮ ‬يدل علي‮ ‬نشاط الإيمان عندما قاده الرب‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يبيِّن لنا أن الله‮ ‬يقود شعبه عندما‮ ‬يكونوا سائرين بالإيمان‮ ‬،‮ ‬والإيمان مثل دفة السفينة‮ ‬،‮ ‬فهي‮ ‬توجه السفينة فقط أثناء تحركها‮ ‬،‮ ‬فإذا توقفت السفينة وحاول القبطان تحريك الدفه هنا أو هناك فلا تفيد شيئاً‮ ‬إلا إذا تحركت السفينة‮ ‬،‮ ‬وهكذا نفس الشئ معنا‮ ‬،‮ ‬فنحن‮ ‬يجب أن نكون متحركين في‮ ‬تدريب الإيمان‮ ‬،‮ ‬نحتاج أن نضع أقدامنا ونتقدم إلي‮ ‬الأمام ونثق في‮ ‬الرب‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يُكرِم الإيمان‮ ‬،‮ ‬وسيفتح الطريق أمامنا‮ ‬،‮ ‬أحياناً‮ ‬نتوقع أن‮ ‬يفتح الرب لنا الطريق بينما نحن جلوس وننتظره لكي‮ ‬نتحرك‮ ‬،‮ ‬ولكنه‮ ‬يريدنا أن نكون في‮ ‬حالة تدريب‮ - ‬اي‮ ‬في‮ ‬حالة السير‮ - ‬وهو سيكرم خطوات الإيمان ويقودنا‮ .‬

فالرب‮ ‬يقدر أن‮ ‬يعلن فكره لنا من خلال الظروف السلبية أيضاً‮ ‬،‮ ‬ويقول في‮ (‬مز‮ ‬32‮ : ‬9‮) "‬لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم‮ ‬،‮ ‬بلجام وزمام زينته‮ ‬يكم لئلا‮ ‬يدنو إليك‮" ‬،‮ ‬وأحياناً‮ ‬لا نكون في‮ ‬شركة معه والرب لا‮ ‬يزال‮ ‬يرشدنا‮ ‬،‮ ‬وهذا لا‮ ‬يكون مُسرِّ‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يستخدم‮ (‬مدرسة الطرقات القاسية‮) ‬إن الحصان‮ ‬يوجه بواسطة اللجام والزمام وشئ مؤلم لدي‮ ‬الحصان أن تضع اللجام في‮ ‬فمه لكي‮ ‬توجهه هنا أو هناك‮ .‬
ونحن نجري‮ ‬أحياناًَ عندما لا‮ ‬يدعونا الرب أن نجري‮ ‬ونأخذ خطوة عندما لا‮ ‬يوجهنا الرب في‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬ولذا‮ ‬يقول هنا‮ (‬لا تكن كذلك‮) ‬،‮ ‬وأحياناً‮ ‬نتحرك سريعاً‮ ‬باتخاذ قرارات في‮ ‬الحياة وبعدها نجد أنفسنا في‮ ‬صعوبة ويقول الكتاب بهذا الشأن‮ "‬والمستعجل برجليه‮ ‬يخطأ‮" (‬أم‮ ‬19‮ : ‬2‮) ‬ويقول أيضاً‮ "‬من آمن لا‮ ‬يهرب‮ (‬يتعجل‮)" (‬أش‮ ‬28‮ : ‬16‮) .‬

ومن الجانب الآخر‮ ‬يمكننا أن نشبه البغل‮ ‬،‮ ‬وأنت تعرف البغل أنه‮ ‬يتسم بالعند والحرون‮ ‬،‮ ‬وقد اعتادأبي‮ ‬أن‮ ‬يحكي‮ ‬لنا‮  ‬قصة قد حدثت اثناء الحرب العالمية الأولي‮ (‬1914‮ - ‬1918م‮) ‬عندما اعتادت البغال أن تحمل الأثقال أثناء الحرب‮  ‬وقد قال لنا أنه كان وقت عصيب جداً ،‮ ‬فكانت البغال تدخل المعركة وعندما تسمع صوت المتفجرات تتوقف عن الحركة من الخوف‮ ‬،‮ ‬وكانت تعند ولا تتحرك والمحارب كان‮ ‬يحمل معه مسدساً‮ ‬وفي‮ ‬هذه الحالة كان‮ ‬يرمي‮ ‬البغل بالرصاص في‮ ‬رأسه‮ ‬،‮ ‬ويستحضر‮ ‬غيره‮ ‬،‮ ‬ونحن‮ ‬يمكننا أن نتشبه بالبغل أيضاً‮ ‬،‮ ‬والرب قد‮ ‬يدعونا لفعل شئ ولكننا لا نتحرك‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يقول لنا‮ "‬لا تكونوا كبغل‮" .‬

اعرف شاباً كان راغباً في‮ ‬الذهاب الي‮ ‬مكان ما‮ ‬،‮ ‬وكان في‮ ‬موضع شك بالنسبة لذلك‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يكن متأكداً‮ ‬من فكر الرب‮ ‬،‮ ‬ولكنه بكل تهور أراد‮  ‬أن‮ ‬يذهب‮ ‬،‮ ‬وكان في‮ ‬صراع بهذا الشأن‮ ‬،‮ ‬فصعد الي‮ ‬حجرة نومه حيث كان له نتيجة‮ ‬يومية‮ ‬يقرأ بها في‮ ‬كل‮ ‬يوم عدد معين من الآيات‮ ‬،‮ ‬والآن بما أنه‮ ‬غير متأكد من الرغبة في‮ ‬فعل ذلك الشئ فأراد أن‮ ‬يقلب النتيجة ليقرأ عدد جديد‮ ‬،‮ ‬لربما‮ ‬يجد اجابة وهو كان‮ ‬يأمل أن‮ ‬يجد عدداً يخبره بالذهاب الي‮ ‬هناك مثل‮ (‬2مل‮ ‬6‮ : ‬2‮) "‬فلنذهب‮" ‬وعندما قرأ النتيجة وجد كلمة تدعوه قائلاً‮ "‬من فضلك ارجع‮" ‬وهذا لم‮ ‬يكن عدداً في‮ ‬الكتاب‮ ‬،‮ ‬ولكنه بالتأكيد كان اجابة عن سؤاله‮ ‬،‮ ‬والنقطة هنا ان الله‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يستخدم اي‮ ‬شئ ليوجهنا في‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬وإذا كنا في‮ ‬شركة سيكون لنا القدرة علي‮ ‬تمييز فكره‮ .‬

أمثال‮ (‬3‮ : ‬5‮ ‬،‮ ‬6‮) "‬توكل علي‮ ‬الرب بكل قلبك وعلي‮ ‬فهمك لا تعتمد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬كل طرقك اعرفه وهو‮ ‬يقوِّم سبلك‮" ‬والرب‮ ‬يسرِّ‮ ‬أن‮ ‬يرشدك في‮ ‬الطريق وإحدي‮ ‬طرق ارشاده هي‮ ‬أن‮ ‬يجعل طريقك مستقيماً ،‮ ‬لأن كلمة‮ ‬يُقوِّم تعني‮ ‬أن‮ ‬يجعل الطريق مستقيماً‮ ‬،‮ ‬فإذا كان الطريق التي‮ ‬أنت مزمع أن تمضي‮ ‬فيها تبدو معقدة فإن هذا صوت من الرب لأجل ارشادك‮ ‬،‮ ‬فعندما‮ ‬يفتح الطريق لنا لنذهب فيها سيكون الطريق مستقيم وبسيط‮ ‬،‮ ‬فنحن نحتاج ان نصلي‮ ‬مع كاتب المزمور‮ (‬مز‮ ‬27‮ : ‬11‮) "‬علمني‮ ‬يارب طريقك واهدني‮ ‬في‮ ‬سبيل مستقيم‮" .‬

فإذا كنت تصلي‮ ‬بشأن أمر ما والاجابة لم تأتي‮ ‬واضحة‮ ‬،‮ ‬أو ليست هي‮ ‬الطريق المستقيم المفتوح قدامك لأجل توجيهك فهذا من المحتمل أن الرب‮ ‬يريد أن‮ ‬يدعك تمكث حيث أنت علي‮ ‬الأقل في‮ ‬الوقت الراهن‮ .‬
وشيئاً‮ ‬واحد من المهم أن نعيه عندما ننقاد بواسطة الظروف وهو أنه‮ ‬يجب أن نكون في‮ ‬شركة لكي‮ ‬نميز فكر‮  ‬الرب في‮  ‬الأشياء التي‮ ‬تأتي‮ ‬في‮ ‬حياتنا‮ ‬،‮ ‬فيمكننا بسهولة أن نميز الظروف بطريقة خاطئة تماماً‮ ‬ونفقد الطريق‮ ‬،‮ ‬فيونان مثلا كان في‮ ‬حالة سيئة وعندما أراد أن‮ ‬يذهب الي‮ ‬ترشيش نزل ووجد السفينة التي‮ ‬كانت ذاهبة إلي‮ ‬نفس المكان الذي‮ ‬يرغبه‮ ‬،‮ ‬فمن الممكن أن‮ ‬يقول‮ "‬ان الظروف مرتبة‮  ‬بالنسبة‮  ‬ليَََّ‮ ‬وهذا دليل واضح علي‮ ‬الذهاب في‮ ‬الطريق الصحيح‮" ‬ولكنه كان في‮ ‬الطريق المعاكس تماماً لمشيئة الرب‮ ‬،‮ ‬وإذا كنا نصمم ونحدد طريقنا الخاص‮ ‬،‮ ‬فالرب‮ ‬يدعنا نمضي‮ ‬في‮ ‬تلك الطريق حتي‮ ‬نتذوق من ثمار طريقنا‮ ‬،‮ ‬مكتوب في‮ (‬مز‮ ‬106‮ : ‬15‮) "‬فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالاً في‮ ‬أنفسهم‮" ‬فهو سيعلمنا في‮ "‬مدرسة الألم القاسي‮" ‬أن اختيارنا ليس صالحاً‮.‬

الثلاثاء، 29 مايو 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (9)

(٢) من خلال المبادئ التي في كلمة الله
دعونا نعرف الطريقة الثانية لإرشاد الله لنا في (مز 17 : 4) "فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" وبعد ذلك (مز 119 : 105) "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" ، و(عدد 130) "فتح كلامك ينير يعقل الجهال" ، وهنا نجد طريقة أخري يرشدنا بها الرب - عن طريق كلمته ، ويجب أن نشكر الرب جداً لأجل تلك الطريقة التي يقودنا بها ويرشدنا بالاضافة الي الإحساس بمحضره ، لأن الإحساس بمحضر الرب لنفوسنا هو امر باطني ، أو تأثير داخلي فينا ، وبما أن قلوبنا مليئة بالخداع كما قيل في (أرميا 17 : 9) "القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس من يعرفه؟" فنحن عرضة بأن نعتقد ان حضور الرب معنا في فعل شئ لنا الرغبة في أن نعمله ، وبينما نكون مخدوعين في ذلك ، وبالتالي يكون الدافع أناني في فعل ذلك ، فمن الجائز جداً أن نتحرك في فعل شئ ما ونؤمن بأننا منقادون فيه من الرب بينما نكون منقادين فقط برغباتنا .

ومن الجميل ان الله اعطانا طرق أخري بها يرشدنا ، وبالتحديد هي كلمته ، وهذا يساعدنا أن نحفظ توازن الأشياء ، ويمكن أن نسأل أنفسنا بخصوص اتخاذ خطوة معينة في أمر ما (هل هذا الامر يتفق مع كلمة الله ؟ وهل هناك مبدأ في كلمة الله يعضد ذلك ؟ ويمكننا قراءة ثلاث أو أربع اعداد فقط لتخبرنا بأن كلمته تؤيدنا؟ ، فكلمة الله هي الطريق الآمن والسعيد لنا خلال هذا العالم ، وعندما نتعلم منها ونجمع المبادئ الكتابية ، ونكنزها في قلوبنا سنقدر أن نستدعي تلك المبادئ في وقت الاحتياج إليها لأجل قيادتنا ، دعونا نقرأ (يع 1 : 21) "لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" ونحن نجد هنا أن تعليم مبادئ الكلمة يفوق جداً مجرد معرفتها من الناحية العقلية ، إنها تعطي المعونة لأن كلمة الله تتعمق داخل كل كياننا وتصبح جزء منا ، وربما تكون سمعت أحد الاخوة في أحد المرات قائلاً لك (خُذ هذا الحق لك) وهذا يعني أن كلمة الله تصبح جزءاً كاملاً من شخصياتنا ، أي أن نحيا عملياً بهذا الحق في حياتنا ، فهي ليس مجرد معرفة في الرأس ، وهذا ما يتكلم عنه يعقوب قائلاً "الكلمة المغروسة" ونفس الفكرة نجدها في (1يو 2 : 14) "كلمة الله ثابتة فيكم" .
ان كلمة الله يجب أن تمسك بنا وتؤثر علي كياننا ويصير ذلك واضحاً في حياتنا.
والآن نحتاج الي وقت لنتعلم ونجمع تلك المبادئ الكتابية لأجل الطريق وقراءة ودراسة كلمة الله ، وكمؤمنين شباب نحن نبدأ بالقليل ربما بالذي قبلناه من والدينا لو كنا قد نشأنا في بيوت مؤمنين ، ولكن الآن إنها مسئوليتنا وامتيازنا أن نجمع المبادئ من الكلمة لكي ننمو بها ، ولذا فأنت تحتاج  أن تبدأ في الطريق الصحيح في حياتك المسيحية بأن تجمع المبادئ لأجل الطريق ، وأنا لا أتحدث عن التعليم مع أنه مهم في مكانه إلا إنني أتحدث عن المبادئ العملية لأجل السلوك في الطريق والذي نحن في أمسّ الحاجة إليه .
وكما قيل في يعقوب هنا  لو تمسكنا بتلك المبادئ الإلهية في كلمة الله أو بالأحري أقول لو أن تلك المبادئ أمسكت بنا فسنطرح كل نجاسة وكثرة شر ، وهذا ينطبق علي الحكم علي الذات من جانبنا وحقيقي سيصبح ذلك جزء لا يتجزأ منا ، والنتيجة بعد ذلك سيكون لنا المعرفة الإلهية للطريق الذي نسير فيها ، وسنعرف ماذا يريد الرب منا أن نفعل .
وافترض أن شخص ما قد جاء إليك وقدم لك وظيفة جميلة وسهلة وراتبها مرتفع ، ولكن مكان تلك الوظيفة ليس قريباً من الاجتماع (أي ستحتاج أن تسافر ساعات لمكان الاجتماع) ، فهل توافق علي تلك الوظيفة ؟ وهل كلمة الله ترشدك لأجل ذلك ؟ أنا أؤمن أنها تفعل ذلك ، فكلمة الله تخبرنا "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 10 : 25) فإذا قبلت تلك الوظيفة فستكون غير قادر علي حضور الاجتماعات حيث يجتمع القديسين معاً الي اسم الرب ، وحيث يجب أن تكون لك شركة معهم في العبادة الصحيحة ، وبالتالي يمكنك أن تجد الكثير في كلمة الله يفيدك بأن لا تقبل مثل هذه الوظيفة بالرغم من هذا العرض المغري ، فمن الجائز أن تربح مادياً ولكنك ستفقد الكثير في نفسك مقابل ذلك ، فيجب أن ترغب في أن تتيقن من أن يكون لك اجتماع تذهب إليه لأجل العبادة والخدمة قبل أن تغير مكان اقامتك ، إنك دائماً تحتاج الي قيادة الرب ، ولكنك ربما تقول (ولكن يوجد هناك مؤمنين كثيرين في تلك المنطقة ويمكنني أن أكون في شركة معهم) ، نعم أن هذا صحيح ولكن هل هؤلاء المؤمنين يسلكون في نور الإعلان الكامل للحق المسيحي ؟ ، وهل هم سالكين في نور حق الكنيسة ؟ ، أم هم منتمون الي اجتماعات طائفية ، وبالتالي لا يمتلكون هذا النور الكامل للحق ، وان كنت مؤمناً شاباً فمن الممكن ان تتخذ خطوة بها مساومة للحق والعدو سيجعلك تأخذ تلك الخطوة لكي يطرحك بعيداً عن الأساس الإلهي للاجتماع ، ورأينا ذلك يحدث كثيراً .
ودعونا نأخذ ايضاحاً آخر ، افترض أن شخص ما أتي إليََّ راغباً في الدخول في علاقة عمل معي ، وهذا الشخص ليس للرب ، فهل اقبل ذلك ؟ ما هي مشيئة الله لي؟ وهل هناك أي مبدأ كتابي يرشدني في ذلك ؟  اعتقد أنني أجدني في هذه الحالة غير محتاج الي الصلاة لكي اطلب فكر الرب في ذلك ، لأنه أظهر لي ذلك ، إنني لست أقصد بأنني لا أصلي لكي أنال نعمة لأفعل مشيئته ، ولكن كلمة الله واضحة بخصوص هذا الشأن تخبرني بأن لا أقيم علاقة عمل مع غير المؤمن "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" (2كو 6 : 14) .
وماذا عن الدخول في علاقة مع شخص ما غير سالك في طريق كلمة الله ؟ يقول الكتاب "هل يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا (يتفقا)" (عاموس 3 : 3) ، والرب يستطيع أن يستخدم أي شاهد من كلمته ليعطيني عن طريقه نور معين .
إنني أعرف أخت أخري كانت مخطوبة لأخ ذو طابع حاد ، وهي ذهبت للرب لكي تعرف فكر الرب فيما يختص بالزواج منه ، وكانت ترجو أن ينمو في النعمة ويحكم علي حالته ، ويوما ما كانت تقرأ (أم 22 : 24) "لا تستصحب غضوباً ومع رجل ساخط لا تجيئ" وهي قد أخذت هذا العدد لنفسها وقالت لنفسها أن هذا العدد هو لي أن لا اصطحب رجل غضوب ، فالرب استخدم ذلك العدد لكي يقودها لكسر تلك العلاقة ، وهذا يبيٍّن لنا أن الرب يقدر أن يستخدم كلمته ليرشدنا بها في الطريق العملي في حياتنا .
أنه نفس الطريق فيما يختص بأمور الاجتماع ، فإذا تحولت الي اعمال (١) ستري أنه كان هناك قرار يحتاج الاخوة الي اخذه بخصوص تعيين تلميذ بدلا من يهوذا ليأخذ مكانه بين الرسل ، فهم طلبوا الي الرب والرب أجابهم من كلمته ، وتذكر بطرس الشاهد الذي يقول "وليأخذ وظيفته آخر" (أع 1 : 20) ، (مز 109 : 8) ، فهو تعلم من هذا الفصل أنه يجب تعيين شخص آخر ليملأ مكان يهوذا  الشاغر ، فكلمة الله اعطتهم نوراً لأجل ذلك الموقف ، وبعد ذلك ألقوا قرعة فوقعت القرعة علي متياس ، وأنا لا أعني أننا يجب أن نلقي قرعة لكي نعرف فكر الرب ، لأن هذا الامر قد عُمِل قبل مجئ الروح القدس إلي الأرض ليسكن في الكنيسة ، وبعد مجئ الروح القدس لا نجد الرسل يفعلون ذلك ، لأن هذا الشئ مأخوذ من العهد القديم ، وهم بالفعل كانوا لا يزالوا تحت العهد القديم في (أعمال ١) ، أو في (أعمال 15) نجد مثال آخر للارشاد بكلمة الله ، وقد كان هناك أمر في غاية الخطورة موضوع أمام الاخوة فكان هناك البعض ينادون ويعلمون بأنه ينبغي أن الشخص يُختَن قبل أن يخلص ، فكانوا يخلطون الناموس بالنعمة ، فأتي الاخوة لكي يبحثوا هذا  الامر ، ولكن كيف يجدون فكر الرب الذي كان في الكلمة ، فأتي يعقوب بمبدأ من كلمة الله أعطي نوراً بما يجب ان يفعلوه بخصوص هذا الشأن .
فياللعجب أن لنا كلمة الله لأجل كل ظرف في الحياة ! ، إنني لا أقول بأننا سنجد أصحاح أو عدد لكل شئ ، ولكن أؤمن بأننا سنجد في مكان ما في الكلمة مبدأ بما يمكننا عمله لأجل ارشادنا ، ولكنك يجب أن تعرف تلك المبادئ فأنت لا يمكنك أن تستخدمها ان كنت لا تعلمها ! ، والطريق الوحيد لتعلم تلك المبادئ الثمينة من كلمة الله هي بواسطة قراءة كتابك المقدس ! ، إنني أود أن أشجعك لكي تتعلم تلك المبادئ القيََّمة لأجل حياتك من الكتب المقدسة ، مكتوب في (مت 13 : 52) "كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجل رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاء" والطريقة الوحيدة التي يمكن بها اخراج الجدد والعتقاء من كنزه لأجل تطبيقها علي احتياجات البيت هي أن يكون قد قضي وقتاً أولاً لكي يضع هذه الأشياء في كنزه ! ، ونفس الشئ يحدث معنا ، فنحن يجب أن نجمع المبادئ من كلمة الله ونخزنها في قلوبنا لوقت الاحتياج حتي يمكننا استخدامها في مواقف الحياة العديدة ، فكل واحد منا له كنز ، ومن امتيازنا ومسئوليتنا أيضاً ان نقضي وقتاً لنجمع تلك المبادئ الي كنزنا .