الأحد، 13 مارس 2011

مجئ الرب الذي يشكل حياة المؤمن


أشعر بأني‮ ‬أود أن أتناول موضوع في‮ ‬غاية الأهمية وهو مجئ الرب‮ ‬يسوع المسيح‮ ‬،‮ ‬وأود أن أتناوله هنا لا كتعليم بل كجزء رئيسي‮ ‬في‮ ‬المسيحية ذاتها‮ . ‬فبعدما قد أسس المسيح الكنيسة بمجيئه الأول‮ ‬،‮ ‬أصبح المجئ الثاني‮ ‬للمسيح لم‮ ‬يمثل جزء من المعرفة فقط بل جزء من إيمان كنيسة الله،‮ ‬والذي‮ ‬عليه تتوقف حالة القديسين الأدبية والفعلية‮ . ‬وأنت ستري‮ ‬من خلال الشواهد التي‮ ‬سوف نسردها من الكتب أنها تتداخل إلي‮ ‬كل أجزاء المسيحية‮ ‬،‮ ‬وليس ذلك فقط بل‮ ‬يتعمق هذا الرجاء إلي‮ ‬كل فكر ومشاعر المسيحي‮ . ‬ولا‮ ‬يستطيع إنسان أن‮ ‬يقرأ الكتب بذهن مستنير دون أن‮ ‬يري‮ ‬ذلك الموضوع وهو قد‮ ‬يفرض نفسه تقريبا خلال كل صفحات المكتوب‮ .‬
بعض من الناس‮ ‬يودون أن‮ ‬يسردوا عدد المرات التي‮ ‬ذكر فيها هذا الموضوع‮ ‬،‮ ‬لكن المسألة ليست هكذا فقط‮ ‬،‮ ‬لكنه موضوع بالفعل‮ ‬يرتبط بكل جزء من الحياة المسيحية‮ . ‬فإذا أخرجت هذا الموضوع فأنت بهذا تسلب حق جوهري‮ ‬تتصف به المسيحية في‮ ‬جملتها‮ . ‬أود أن أتناول أولاً‮ ‬الهداية،‮ ‬أعني‮ ‬الرجوع إلي‮ ‬الله‮ ‬،‮ ‬فالناس‮ ‬يقولون‮ : ‬ماذا لنا أن نفعل بمجئ الرب ؟ أنه ذلك الأمر الذي‮ ‬رجعوا اليه‮ "‬وتنتظروا ابنه من السماء‮" . ‬فهذا الإنتظار لابن الله من السماء‮ ‬يعطي‮ ‬لهذا الرجوع صفته الخاصة‮ . ‬فهم قد رجعوا إلي‮ ‬الله ليس فقط ليعبدوه ولكن أيضاً‮ ٍ"لينتظروا ابنه من السماء"‮  (‬1تس‮ ‬1‮ : ‬10‮) .‬
نري‮ ‬هناك موضوعين تنشغل بهما الكتب‮ - ‬بعدما‮ ‬يحصل الإنسان علي‮ ‬الخلاص‮ - ‬أولهما هو النعمة المطلقة التي‮ ‬بها افتدينا من الخطية لنكون مثل المسيح في‮ ‬المجد‮ ‬،‮ ‬وهذا هو النصيب المبارك لكنيسة الله‮ ‬،‮ ‬والآخر هو سياسة هذا العالم‮ . ‬واليهود هم مركز سياسة هذا العالم‮ (‬تث‮ ‬32‮ : ‬8‮). ‬نحن نجد في‮ ‬سياسة العالم اسرائيل تحتل المركز‮ . ‬اسرائيل لم تمتلك المسيح،‮ ‬وبالتالي‮ ‬قد تنحت جانباً‮ ‬إلي‮ ‬حين‮ . ‬فعرش الله قد أُخِذ من أورشليم في‮ ‬السبي‮ ‬البابلي‮ ‬،‮ ‬لكن هناك بقية قد انفصلت ورجعت وبالتالي‮ ‬جعلت الملك‮ ‬يحضر إليهم‮ . ‬لكنهم‮  - ‬أي‮ ‬اسرائيل‮ - ‬رفضوه،‮ ‬والآن قد تنحوا جانباً‮ ‬حتي‮ ‬وقت عودته‮ . ‬فهناك تسعة وستون اسبوعاً‮ ‬بالتحديد بحسب دانيآل قد تمت‮ . ‬ويبقي‮ ‬الأسبوع الأخير لم‮ ‬يتم بعد‮ .‬
بالنسبة للأعياد العظيمة تجد أن الفصح قد تم‮ . "‬المسيح فصحنا قد ذبح لأجلنا‮" ‬،‮ ‬وعيد‮ ‬يوم الخمسين قد تم بنزول الروح القدس ؛ لكن عيد المظال لم‮ ‬يحن وقته بعد‮ .‬
لكن هنا نأتي‮ ‬إلي‮ ‬عمل الله المبارك،‮ ‬أعني‮ ‬دعوة الله لخطاة فقراء ليكون لهم نصيب مع ابنه ليكونوا مثله لأننا قد دعينا لنكون مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً‮ ‬بين إخوة كثيرين‮ . ‬فهو أخذنا كخطاة فقراء ليدخلنا إلي‮ ‬نفس المجد الذي‮ ‬لابنه‮ . ‬فعندما‮ ‬يظهر سنظهر معه في‮ ‬المجد‮ .‬
بعض الناس‮ ‬يدّعون أنه‮ ‬يأتينا بالموت ؛ فأجاوب‮ - ‬فهل تجعل الموت كالمسيح ؟ إن كان هكذا الحال فنحن‮ ‬يجب أن نتوقع مجيئه مئات ومئات المرات‮ ‬،‮ ‬ونحن نقرأ عن مجيئه مرتين‮ (‬عب‮ ‬9‮ : ‬28‮) . ‬فهل أخبركم ما سيحدث عند مجئ المسيح ؟ إنها القيامة‮ ! ‬وهذا شئ مختلف تماماً عن الموت‮ . ‬فبمجئ المسيح لأجل القديسين نهاية للموت‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬النقيض تماماً‮ . ‬أنا أؤمن انه لا‮ ‬يستطيع أحد أن‮ ‬يجد مثل هذا الفكر في‮ ‬الكتاب‮ - ‬أقصد مجئ المسيح بالموت‮ - ‬فبدلاً‮ ‬من مجيئه بالموت سوف‮ ‬يأتي‮ ‬بالقيامة‮ ‬،‮ ‬فنحن نذهب للمسيح بالموت،‮ ‬وليس المسيح الذي‮ ‬يأتي‮ ‬إلينا‮ . "‬انطلق وأكون مع المسيح‮" ‬،‮ "‬غائباً‮ ‬عن الجسد ومستوطناً‮ ‬عند الرب‮" ‬،‮ ‬لكني‮ ‬أريد أن أُظهر أن فكر مجئ المسيح‮ ‬يتعمق إلي‮ ‬الحياة المسيحية بكل جزئياتها‮ .‬
وفي‮ ‬المكانة الأولي‮ ‬،‮ ‬نحن قد رجعنا الي‮ ‬الله كما سلفت الاشارة‮ "‬رجعوا لينتظروا ابن الله من السماء‮ . ‬سوف أشير إلي‮ ‬شاهد آخر‮ ‬يعضد هذا‮ . ‬لكن الآن أود أن أشير الي‮ ‬الرسالة الأولي‮ ‬إلي‮ ‬أهل تسالونيكي‮ . ‬في‮ ‬الأصحاح الثاني‮ ‬من الرسالة‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬نهاية الاصحاح‮ ‬يتحدث الرسول عن تعزيته وفرحه في‮ ‬الخدمة هناك‮ . ‬إنه قد سبق وأُضطُهد من التسالونيكيين‮ ‬،‮ ‬ويكتب إليهم عن تعزيته بالتفكير فيهم‮ . ‬لكن كيف‮ ‬يكون ذلك ؟‮ "‬1تس‮ ‬2‮ : ‬19‮" ‬فهو لا‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يتحدث عن اهتمامه بهم وفرحه بدون أن‮ ‬يستحضر لهم مجئ الرب‮ ‬يسوع‮ . ‬مرة أخري‮ ‬بالإشارة إلي‮ ‬القداسة‮ (‬في‮ ‬نهاية اصحاح‮ ‬3‮) "‬1تس‮ ‬3‮ : ‬13‮" .‬
أما فيما‮ ‬يختص بموت المؤمن‮ ‬،‮ ‬فهم كانوا‮ ‬يعتقدون إنه إذا مات شخص فسوف‮ ‬يتبعونه بعد ذلك‮ . ‬فهم كانوا مخطئين في‮ ‬هذا والرسول‮ ‬يصحح خطأهم‮ ‬،‮ ‬فالناس‮ ‬يدَّعون بانه إذا مات المؤمن فنحن سوف نذهب بعده‮ ‬،‮ ‬سوف نتبعه‮ . ‬وهنا لا توجد أي‮ ‬إشارة إلي‮ ‬ذلك الكلام‮ . ‬افترض أنني‮ ‬ذهبت إلي‮ ‬مسيحي‮  ‬لأعزيه في‮ ‬فقيد ما‮ . ‬وقلت له‮ : "‬لا تضطرب‮ ‬،‮ ‬المسيح سوف‮ ‬يحضره معه‮" ‬فسوف‮ ‬يعتبرني‮ ‬شاذاً ،‮ ‬أو علي‮ ‬الأقل‮ ‬يجد هذا‮ ‬غير مفهوم لديه‮ . ‬ومن ثم الطريقة التي‮ ‬يريح بها الرسول المؤمنين هناك‮ "‬الراقدون بيسوع سوف‮ ‬يحضرهم الله أيضاً‮ ‬معه‮" (‬اصحاح‮ ‬4‮) . ‬فهو إذا‮ ‬يظهر لهم ما سيفعله الله‮ . "‬نحن الأحياء لا نسبق الراقدين‮" ‬أي‮ ‬أننا سوف لا نذهب قبلهم‮ . ‬فأول شئ سيفعله الرب عندما‮ ‬ينزل،‮ ‬سوف‮ ‬يقيم المؤمنين الراقدين‮ . ‬فهو مزمع أن‮ ‬يحضرهم معه‮ : ‬فإذا هم قد رقدوا فيه فسوف‮ ‬يحضر أرواحهم معه‮ ‬،‮ ‬بل سينالون المجد‮ ‬،‮ ‬مقامين في‮ ‬مجد‮ ‬،‮ ‬ليكونوا مثله‮ ‬،‮ ‬كما كانوا علي‮ ‬صورة أدم الأول‮ ‬،‮ ‬سوف‮ ‬يلاقونه في‮ ‬الهواء‮ ‬،‮ ‬ويكونوا إلي‮ ‬الأبد معه‮ . ‬وحينما‮ ‬يظهر فسوف‮ ‬يحضرهم معه‮ ‬،‮ ‬وهم سيظهرون معه في‮ ‬المجد‮ .‬
إنك تجد هذا الكلام بصفة عامة في‮ ‬اصحاح‮ (‬5‮) ‬،‮ ‬حيث أن جل رغبة الرسول بولس هنا‮  "‬لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا‮ ‬يسوع المسيح‮" . ‬فهذا الرجاء إذاً‮ ‬هو جزء من حياة المسيحي‮ ‬علي‮ ‬كل وجه‮ . ‬الرجوع إلي‮ ‬الله‮ ‬،‮ ‬الفرح‮ ‬،‮ ‬القداسة‮ ‬،‮ ‬موت المؤمن‮ ‬،‮ ‬ونكون بلا لوم‮ ‬،‮ ‬الكل مرتبط بمجئ الرب‮ . ‬
نأتي‮ ‬الآن إلي‮ ‬مت‮ ‬25‮ . ‬فالعذاري‮ ‬الحكيمات قد أخذن زيتا في‮ ‬أنيتهن‮ . ‬لكنهن قد نعسن جميعهن‮ ‬،‮ ‬ونسين مجئ العريس‮ ‬،‮ ‬لكن ما أود أن أشير إليه هنا بصفة خاصة‮ ‬،‮ ‬ماذا كانت الدعوة الأساسية ؟ فقد كانت واضحة وصريحة‮ ‬،‮ ‬فقد خرجن للقاء العريس‮ . ‬ولكن فيما ابطأ العريس،‮ ‬نعسن ونمن‮ . ‬فقد نسي‮ ‬الجميع مجيئه الحكيمات والجاهلات‮ . ‬فقد اتوا إلي‮ ‬مكان راحة‮ - ‬مكان راحة مكشوف ومقلق للجسد‮ - ‬لكن في‮ ‬منتصف الليل صار صراخ‮ ‬،‮ "‬هوذا العريس مقبل‮" ‬فالشئ الذي‮ ‬أيقظهم من نومهم هو الصراخ‮ ‬،‮ "‬هوذا العريس‮" ‬الغرض الرئيسي‮ ‬،‮ ‬من ثم الكنيسة في‮ ‬طريقها لمقابلة الآتي‮ ‬،‮ ‬لكن للأسف حتي‮ ‬المؤمنين الحقيقيين قد نسوا ذلك‮ ‬،‮ ‬لكن ماذا ايقظهم من نومهم‮ ‬،‮ ‬الدعوة للخروج لمقابلته في‮ ‬مجيئه‮ . ‬أيضاً‮ ‬نجد بخصوص‮ "‬الوزنات‮" ‬نفس الشئ فيما‮ ‬يختص بالخدمة والمسئولية فهو قد ارتحل وأخبرهم‮ "‬تاجروا حتي‮ ‬اجئ‮".‬
أيضاً‮ ‬نقطة أخري‮ ‬جديرة بالالتفات فيما‮ ‬يختص بهذا الحق‮ ‬،‮ ‬أنه دائماً‮ ‬كان‮ ‬يُتوقع في‮ ‬الحاضر‮ . ‬فإنك لا تجد الرسل‮ ‬يتحدثون ابداً‮ ‬عن مجئ الرب علي‮ ‬أنه شئ سوف‮ ‬يتم بعد انتهاء حياتهم‮ . ‬لربما عند صياح الديك أو في‮ ‬الصباح‮ ‬،‮ ‬فقد كانوا‮ ‬ينتظرون دائماً‮ ‬ابن الله من السماء‮ . ‬والأمثال تشير إلي‮ ‬أن نفس هؤلاء العذاري‮ ‬اللاتي‮ ‬قد نعسن هن أنفسهن اللاتي‮ ‬قد استيقظن‮ . ‬والخدام الذين أُودُعوا الوزنات هم أنفسهم الخدام الذين نالوا حسابهم عند عودته‮ . ‬ونحن نعلم من القرون الماضية‮ ‬،‮ ‬أننا لا نعتقد بفكر التباطؤ‮ "‬في‮ ‬ساعة لا تظنون‮ ‬يأتي‮ ‬ابن الإنسان‮" ‬،‮ "‬فطوبي‮ ‬لذلك العبد الذي‮ ‬إذا جاء سيده‮ ‬يجده ساهراً‮" ‬مرة أخري‮ ‬فما هو إذاً‮ ‬سبب خراب الكنيسة ؟ إنه في‮ ‬هذا القول‮ "‬سيدي‮ ‬يبطئ قدومه‮" ‬إنه ليس القول‮ "‬سوف لا‮ ‬يأتي‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬يبطئ قدومه‮" ‬من ثم ابتدأ العبد‮ ‬يضرب الغلمان رفقاؤه‮ ‬،‮ ‬ويأكل ويشرب ويسكر وهذا‮ ‬يأتي‮ ‬به إلي‮ ‬دينونة‮ . ‬فإذا أحبت العروس العريس‮  ‬فليس لها أن ترغب إلا لرؤيه‮ . ‬لأن قلبها هناك حيث‮ ‬يكون هو‮ . ‬وإذا فقدت الكنيسة ذلك‮ ‬،‮ ‬فسوف تستمتع بما لها هنا علي‮ ‬الأرض وتصبح عالمية ولا تعتني‮ ‬بمجئ الرب‮ . ‬
الآن نتوجه إلي‮ ‬لوقا‮ ‬12‮ ‬،‮  ‬وسوف تري‮ ‬كيف‮ ‬يُشكِل هذا الانتظار حياة المسيحي‮ ‬،‮ ‬وخدمته له اثناء انتظاره‮ . "‬لأنه حيث‮ ‬يكون كنزك هناك‮ ‬يكون قلبك أيضاًً‮" ‬فهم ممنطقي‮ ‬الأحقاء وموقدي‮ ‬السرج‮ ‬،‮ ‬تلك هي‮ ‬صفة المسيحي‮ ‬وانتظاره‮ ‬،‮ ‬لأنهم مثل أناس‮ ‬ينتظرون سيدهم ليفتحوا له للتو‮ . ‬فعواطفهم واقرارهم الكامل له‮ ‬،‮ ‬بل وانتظارهم لعودته‮ . ‬أنه ليس معرفة حق مجئ الرب فحسب‮ ‬،‮ ‬بل البركة تحل علي‮ ‬هؤلاء الذين هم بحق ساهرين‮ .‬
‮"‬مثل اناس‮ ‬ينتظرون سيدهم‮" ‬طوبي‮ ‬لذلك العبد الذي‮ ‬إذا جاء سيده‮ ‬يجده ساهراً‮" ‬فاحقائهم ممنطقة وسرجهم موقدة تلمع اثناء انتظاره‮ ‬،‮ ‬وساهرين‮ ‬يترقبون عودته‮ . ‬من ثم‮ ‬يتقدم ويتكئهم ويتمنطق ويخدمهم‮ . ‬فالآن هم ممنطقين وساهرين‮ - ‬لأن راحتنا ليست هنا‮ - ‬ويقول الرب عندما احفظ قوله‮ ‬،‮ ‬أنك سوف تجلس علي‮ ‬المائدة‮ ‬،‮ ‬وسوف أمنطق نفسي‮ ‬وأتقدم لخدمتك‮ . ‬وسأعطيك أن تتمتع بما لي‮ ‬في‮ ‬السماء‮ . ‬وسوف أهبك كل هذا‮ :‬ فقط كن ساهراً‮ .‬
فالمسيح‮ ‬يبقي‮ ‬بالنعمة عبداً‮ ‬إلي‮ ‬الأبد بحسب الصورة التي‮ ‬أخذها لنفسه‮ . ‬فهو متمنطق الآن بحسب‮ ‬يو‮ ‬13‮ ‬،‮ ‬ومن الطبيعي‮ ‬أن‮ ‬يعتقدوا أن ذهابه إلي‮ ‬المجد هو نهاية خدمته لهم‮ . ‬لكنه‮ ‬يخبرهم‮ "‬أنا أمضي‮ ‬،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن أن أمكث معكم هنا‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬يجب أن أمضي‮ ‬لأُعدّكم ليَّ‮ ‬في‮ ‬السماء‮ . "‬إذا لم اغسلك فليس لك معي‮ ‬نصيب‮" ‬إنها المياه هنا وليس الدم‮ . "‬لأن الذي‮ ‬اغتسل ليس له حاجة إلا لغسل رجليه فقط‮" ‬فاعطاء الحياة والخلاص قد أتم عملهما‮ . ‬لكن تلوث القدم بالنظر إلي‮ ‬الشركة والسلوك‮ ‬،‮ ‬نجد هناك النعمة والشفاعة لغسل أرجلنا وبصفة خاصة لأجل اعدادنا أمام الله حيث المسيح قد مضي‮ . ‬فبالنسبة لطهارتنا ومقامنا فهذا‮ ‬غير متغير ولكن إذا لم أكن ساهراً‮ ‬،‮ ‬فسوف أتنجس هنا في‮ ‬الطريق‮ . ‬ليس هذا موجوداً‮ ‬في‮ ‬السماء‮ ‬،‮ ‬أو الشركة هناك‮ ‬،‮ ‬وقول الرب المؤثر‮ ‬،‮ ‬أنا لست ذاهباً‮ ‬لكي‮ ‬أتخلي‮ ‬عنكم‮ ‬،‮ ‬بل أني‮ ‬ماضي‮ ‬إلي‮ ‬الله والمجد ويجب أن تكونوا ليّ‮ ‬في‮ ‬حالة تتوافق مع ذلك‮. ‬ويجب أن أغسلكم‮ (‬ولكن ليس كلكم لأن‮ ‬يهوذا كان هناك‮) ‬واحفظكم وأردكم حينما تسقطون‮ . ‬ولكن‮ ‬يجب أن تكونوا ساهرين إلي‮ ‬أن أتي‮ .‬

إنه من المعزي‮ ‬لي‮ ‬أن أعرف أن كل العذاري‮ ‬استيقظوا في‮ ‬حينه‮ . ‬وأنا أؤمن أن كل القديسين سيستيقظوا قبل أن‮ ‬يأتي‮ ‬الرب‮ . ‬ولكن الصعوبة للقلب أنه حينما انظر حولي‮ ‬لا أجد الكثيرين‮ ‬يقبلون ذلك‮ . ‬ولكن الخدمة الحقيقية للرب مرتبطة بالسهر‮ . ‬وتلك هي‮ ‬الحالة المرتبطة بالبركة وبالعيد السماوي‮ ‬،‮ ‬ومن ثم نجد أمراً‮ ‬أخر فيما‮ ‬يخص الخدمة اثناء انتظاره كنتيجة لذلك‮ "‬الحق سأجعله‮ ‬يحكم علي‮ ‬كل مالي‮"‬،‮ ‬إنه اكثر من مجرد الأكل‮ . ‬كما قيل لاسرائيل من دسم الحنطة‮ ‬،‮ ‬وهذا في‮ ‬بيت الأب‮ . ‬لكن إن كنا نتألم معه فلكي‮ ‬نتمجد معه‮ ‬،‮ ‬فبالنسبة للخدمة اثناء‮ ‬غيابه أجد الملك‮ ‬،‮ ‬وأجد العيد السماوي‮ ‬بالارتباط بالسهر‮ .‬
وما‮ ‬يريد الرب أن‮ ‬يشدد عليه هو السهر والخدمة‮ "‬أنا آتي‮ ‬ثانية‮ ! ‬فيجب أن تكون ساهراً‮ ‬،‮ ‬كأناس‮ ‬ينتظرون سيدهم‮" ‬تلك هي‮ ‬سمتهم كمسيحيين‮ . ‬وبفرض أن كل الناس في‮ ‬هذه المدينة كانوا ساهرين‮ ‬ينتظرون الرب من السماء‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يعرفون اللحظة التي‮ ‬سوف‮ ‬يأتي‮ ‬فيها فهل تظن أن حال هذه المدينة سوف لا‮ ‬يتغير ؟ قال لي‮ ‬مرة شخص ما‮ (‬أنه إذا أمن كل شخص بذلك،‮ ‬فإنه سوف لا‮ ‬يستمر العالم أبداً‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعيش المسيحي‮ ‬حياة عالمية‮) .‬
إذا انتظر الناس الرب حقاً‮ ‬من السماء فإن نغمة وسمة الحياة ستتغير حتماً‮ . ‬من الممكن أن‮ ‬يكون لي‮ ‬مجئ المسيح كتعليم ولا أكون بالفعل متطلعاً‮ ‬إليه أو منتظراً‮ ‬إياه‮ . ‬ولا‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هدفي‮ ‬هو السعي‮ ‬في‮ ‬تكديس الأموال لأن هذا‮ ‬يتنافي‮ ‬مع روح الانتظار‮ .‬
نأتي‮ ‬الآن إلي‮ ‬فيلبي‮ (٣) . ‬بولس كان‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬السباق وينسي‮ ‬كل شئ آخر ما خلا الجعالة‮. ‬ولكن كيف‮ ‬يتكلم عن المسيح في‮ ‬ختام الاصحاح؟‮ "‬كونوا متمثلين بي‮ ‬أيها الإخوة‮ ........ ‬فإن سيرتنا‮ (‬وطننا‮) ‬هي‮ ‬في‮ ‬السماء التي‮ ‬منها ننتظر مخلصاً‮ ‬هو الرب‮ ‬يسوع المسيح‮ ..." . ‬فهو قد رأي‮ ‬المسيح وسوف لا‮ ‬يهدأ له بال حتي‮ ‬يكون مثله في‮ ‬المجد‮ . ‬بلا شك كان هذا أبعد كثيرا من قوله‮ "‬انطلق واكون مع المسيح‮". ‬فهذا ليس‮ ‬غرض قلبه‮ . ‬فالناس‮ ‬يتحدثون عن المجد بعد الموت‮ . ‬لكن هذا فكر بعيداً عن المكتوب‮ ‬،‮ ‬اقصد المجد بعد الانطلاق لنكون مع المسيح‮ . ‬وليس لي‮ ‬أن أقول أنه من المبارك والمغبوط أن أكون مع المسيح‮ ‬،‮ ‬لكن ما أود أن أشدد عليه هنا،‮ ‬أنه حينما‮ ‬يأتي‮ ‬سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي‮ ‬صورة جسد مجده‮. ‬فانا منتظر لأنال الجسد الممجد لأكون مثل المسيح في‮ ‬المجد بل والأكثر من ذلك أن المسيح نفسه‮ ‬ينتظر ايضاً‮ .‬
مجئ الرب له تأثيره في‮ ‬كل الحق الخاص بالمسيحية‮ ‬،‮ ‬والمسيح الآن ليس في‮ ‬عرشه الخاص‮ . ‬أنه جالس الآن‮ {‬بحسب عب‮ (‬10‮) (‬مقتبس من مزمور‮ ‬110‮)} ‬عن‮ ‬يمين الله،‮ ‬جالس في‮ ‬عرش الآب‮ ‬،‮ ‬وحسب وعده لكنيسة لاودكية‮ . ‬فهو قد سوي‮ ‬أمر الخطية لأجل هؤلاء الذين أتي‮ ‬إليهم في‮ ‬مجيئه الأول ولم‮ ‬يعد لهم ضمير خطايا‮ ‬،‮ ‬فقد تطهروا إلي‮ ‬الأبد ولهؤلاء الذين‮ ‬يتطلعون إليه سوف‮ ‬يظهر ثانية بلا خطية للخلاص‮ . ‬فهو‮ ‬ينتظر الآن في‮ ‬السماء حتي‮ ‬توضع اعدائه موطئاً‮ ‬لقدميه‮ . ‬لكن لماذا‮ ‬يقول هنا‮ "‬اعدائه‮" ‬؟ لأنه قد جلس بعد ما أنهي‮ ‬كل ما‮ ‬يخص احبائه،‮ ‬هؤلاء المؤمنين به‮ . ‬فهل كل خطاياك قد طرحت بعيداً‮ ‬عن نظر الله ؟ إذا كانت الاجابة بلا‮ . ‬فمتي‮ ‬سيتم ذلك ؟ وإذا لم تطرحها عند الصليب‮ . ‬فأين ستطرحها ؟ فهل تنتظر أن‮ ‬يموت المسيح ثانية ؟ أم تبحث عن شخص آخر ليفعل لك ذلك ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فسوف لا‮ ‬يتم طرحها ابداً‮ . ‬لأن المسيح حمل خطايانا هناك‮ . ‬ولهذا‮ ‬يقول‮ "‬لأن الذين تطهروا مرة لا‮ ‬يكون لهم ايضاً‮ ‬ضمير خطايا‮" ‬،‮ "‬لأنه بقربان واحد قد أكمل إلي‮ ‬الأبد المقدسين‮" .‬
إذا نظرت الآن الي‮ ‬كولوسي‮ (‬3‮) . ‬فسوف تجد نفس الشئ فيما‮ ‬يختص بنتائج هذا الرجاء‮ (‬رجاؤنا‮) . "‬فمتي‮ ‬ظهر المسيح حياتنا حينئذ تظهرون أنتم أيضاً‮ ‬معه في‮ ‬المجد‮" . ‬فأول وعد قد اعطاه لتلاميذه حينما كان علي‮ ‬وشك أن‮ ‬يغادرهم هو مجيئه ثانية‮ ‬،‮ ‬لا تضطرب قلوبكم‮ "‬كأناس بالطبيعة‮ ‬يحزنون علي‮ ‬فراق صديق عزيز لديهم‮) . ‬أنا لست ذاهباً‮ ‬لأكون بمفردي‮ ‬في‮ ‬بيت الأب‮ . ‬فهناك منازل كثيرة هناك‮ . ‬أنا أمضي‮ ‬لأعد لكم مكاناً‮ . ‬فلا تقلقوا‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬يمكنني‮ ‬أن أبقي‮ ‬معكم هنا،‮ ‬لذلك‮ ‬يجب أن أخذكم معي‮ ‬هناك‮ ‬،‮ ‬وأول شئ‮ "‬سآتي‮ ‬ثانية وأخذكم إليَّ‮" ‬،‮ ‬أنه ليس بالموت واحداً‮ ‬بعد الآخر لكن بالقيامة من الأموات‮ . ‬والتغيير للأحياء‮ . ‬إنه مجيئه الفعلي‮ ‬إليهم مقامين أو متغيرين ليكونوا معه حيث هو ويكونوا مثله‮ ‬،‮ ‬لأننا سنكون في‮ ‬المجد معه‮ .‬
مرة ثانية فيما‮ ‬يختص بانطلاقه عن تلاميذه تاركاً‮ ‬إياهم هنا‮ ‬،‮  ‬ماذا حدث أخيرا عندما رأوه ؟ رأوه صاعداً‮ ‬أمام أعينهم‮ ‬،‮ ‬والملاك قال لهم‮ "‬لماذا تنظرون هكذا إلي‮ ‬السماء‮" "‬إن‮ ‬يسوع هذا‮ ..... ‬سيأتي‮ ‬ثانية هكذا كما رأيتموه‮" ‬فمجيئه‮ ‬يتخلل حياة المسيحي‮ .‬
ما هي‮ ‬آخر كلمة دونت في‮ ‬المكتوب ؟‮ "‬أنا أتي‮ ‬سريعاً‮ . ‬أمين تعال أيها الرب‮ ‬يسوع‮" ‬،‮ ‬وبنفس الطريقة تجد هذا الشئ في‮ ‬البداية‮ . ‬محذراً‮ ‬ومنذراً‮ "‬يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات‮ ....." "‬هوذا‮ ‬يأتي‮ ‬مع السحاب وستنظره كل عين‮" (‬عدد‮ ‬7‮) ‬،‮ ‬ثم في‮ ‬النهاية‮ (‬لا أتطرق إلي‮ ‬التعاليم النبوية الآن‮) "‬أنا‮ ‬يسوع أرسلت ملاكي‮" ‬،‮ "‬كوكب الصبح المنير‮" ‬فمن أول من‮ ‬يري‮ ‬كوكب الصبح‮ ‬،‮ ‬أنهم الساهرون فقط‮ . ‬لأنه ليس هناك كوكب‮ ‬ينير اثناء لمعان الشمس‮ . ‬فهم سيرون كوكب الصبح في‮ ‬الصباح باكراً‮ ‬جداً‮ . ‬لأنه قد تناهي‮ ‬الليل وتقارب النهار‮ . ‬وهنا‮ ‬يدعو المسيح نفسه‮ "‬أصل وذرية داود‮ ‬،‮ ‬كوكب الصبح المنير‮ ‬،‮ ‬والروح والعروس‮ ‬يقولان تعال‮" ‬فإذا كانت العروس لها المشاعر الصادقة كعروس المسيح‮ . ‬فهي‮ ‬يجب أن ترغب في‮ ‬أن تكون مع العريس‮ . ‬فهي‮ ‬لا تحب المسيح إذا لم تكن راغبة في‮ ‬الوجود معه‮ . ‬فقد قال ابراهيم عن امرأته‮ ‬،‮ "‬أنها أختي‮" ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أخذها المصريون‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬العالم‮ ‬،‮ ‬اخذوها إلي‮ ‬منزلهم‮ .‬
وأود أن أنوه هنا،‮ ‬أنك تجد هنا عواطف الكنيسة‮ "‬الروح والعروس‮ ‬يقولان تعال‮ (‬وهذا للعريس‮) ‬وكل من‮ ‬يسمع فليقل تعال‮ . ‬هذا هو المسيحي‮ ‬الذي‮ ‬سمع كلمة الخلاص‮ ‬،‮ ‬انضم إلي‮ ‬هذا‮  ‬النداء‮ . ‬وهؤلاء العطاش إلي‮ ‬الماء‮ ‬يقولون تعال‮ "‬ومن‮ ‬يعطش فليأت‮" ‬ومن ثم النداء العام‮ "‬من‮ ‬يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً‮" . ‬إذاً‮ ‬ماذا أجد في‮ ‬كلمة الله هنا‮ ‬،‮ ‬الأفكار‮ ‬،‮ ‬المشاعر‮ ‬،‮ ‬السلوك‮ ‬،‮ ‬الأفعال‮ ‬،‮ ‬والعواطف التي‮ ‬للمسيحيين قد ارتبطت كلها بمجئ المسيح‮ . ‬
خذ الرسالة الأولي‮ ‬إلي‮ ‬يوحنا الأصحاح الثالث‮  "‬انظروا أية محبة‮" ‬،‮ "‬أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم‮ ‬يظهر بعد ماذا سنكون‮ . ‬لكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو‮" . ‬أيها الأحباء نحن دُعينا‮ "‬لنكون مشابهين صورة ابنه‮" . ‬وهذا ما قصده الله لنا‮ . ‬ولكن متي‮ ‬سنكون مثل المسيح في‮ ‬المجد ؟ عندما‮ ‬يأتي‮ . ‬إنه ليس عندما‮ ‬يموت شخص،‮ ‬وتذهب روحه مع المسيح،‮ ‬لأنه حينئذ سنكون مثل المسيح وهو في‮ ‬القبر،‮ ‬لكني‮ ‬لا أرغب أن أكون مثل المسيح عندما كان داخل القبر‮ . ‬لكني‮ ‬إذا رقدت سأكون مثل المسيح في‮ ‬هذا‮ . ‬لكن ليس هذا هو ما أصبوا إليه‮ - ‬علي‮ ‬الرغم من أن هذا مبارك في‮ ‬حد ذاته‮ -‬لكني‮ ‬أود أن أكون مثله في‮ ‬المجد‮ . ‬ومتي‮ ‬سيكون هذا ؟ عندما‮ ‬يأتي‮ ‬،‮ "‬فإنه سيغير شكل جسـد تواضعنا ليكون علي‮ ‬صورة جسد مجده‮" ‬،‮ "‬لم‮ ‬يظهر بعد ماذا سنكون ولكن متي‮ ‬أظهر سنكون مثله‮" ‬ولاحظ الآن‮ ‬،‮ ‬ما هي‮ ‬النتائج العملية لهذا الرجاء‮ "‬لأن كل من عنده هذا الرجاء به‮ ‬يطهر نفسه كما هو طاهر‮" ‬،‮ ‬فأنا أعلم أنني‮ ‬سأكون طاهراً‮ ‬مثل المسيح في‮ ‬المجد،‮ ‬ولهذا أنا أرغب في‮ ‬أن أكون مثله بقدر الإمكان من الآن‮ .‬
ونلاحظ أيضاً‮ ‬أن تعليم القداسة في‮ ‬الكتب المقدسة‮ ‬يشير دائماً‮ ‬إلي‮ ‬التشبه بالمسيح في‮ ‬المجد‮ . ‬فأنا سأكون مثل المسيح في‮ ‬المجد وليس شيئاً‮ ‬آخر،‮ ‬هذا هو‮ ‬غرضي‮ ‬الذي‮ ‬أسعي‮ ‬اليه‮ . ‬وأريد أن أقتبس عبارة اخري‮ ‬وهي‮ "‬يثبت قلوبكم بلا لوم في‮ ‬القداسة أمام الله أبينا في‮ ‬مجئ ربنا‮ ‬يسوع المسيح مع جميع قديسيه‮" ‬فقياس كمال المسيحي‮ ‬أن‮ ‬يكون مثله عندما‮ ‬يأتي‮ . ‬ماذا أجد أيضاً‮ ‬كمسيحي‮ ‬في‮ ‬1كو‮ ‬15‮ "‬يزرع في‮ ‬هوان ويقام في‮ ‬مجد‮" ‬فنحن لنا اليقين المبارك مصحوباً‮ ‬بالرجاء الحي‮ ‬للقيامة الأولي‮ ‬بكل نتائجها‮ .‬
فنحن سنكون مثل المسيح،‮ ‬وسنعطي‮ ‬حساباً‮ ‬عن أنفسنا،‮ ‬ولكن هذا سيحدث حينما نكون مثل الشخص الذي‮ ‬سوف نعطي‮ ‬أمامه حساباً‮ . ‬إن تأثير مجئ المسيح الأول قد فُقِد،‮ ‬ولهذا لا‮ ‬يرغب الناس بالتفكير في‮ ‬مجيئه الثاني‮ . ‬لكن بالنسبة للمؤمن‮ "‬المسيح باكورة‮ ‬،‮ ‬ثم الذين للمسيح في‮ ‬مجيئه‮" ‬،‮ ‬فهل المسيح باكورة للأشرار ؟ بالتأكيد لا‮ . ‬فقيامة المؤمنين ستكون مصادقة علي‮ ‬شهادة الله لهؤلاء الذين هم فيه‮ "‬المسيح‮" . ‬كما نجده في‮ ‬لو‮ (‬20‮ : ‬35‮ ‬،‮ ‬36‮) .‬
فهل من الممكن أن‮ ‬يظهر لي‮ ‬شخص آية واحدة عن القيامة العامة ؟ فلا‮ ‬يوجد هذا الفكر في‮ ‬الكتاب‮ . ‬أنت تجد في‮ ‬مت‮ ‬25‮ ‬،‮ ‬أن هناك خراف وجداء‮ ‬يمثلوا فئتين وهذا حينما‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬مجده هنا‮ . ‬فهو لم‮ ‬يجلس بعد علي‮ ‬العرش العظيم الأبيض ‮ . ‬قبل أن تهرب السماء والأرض‮ . ‬فهنا هو أتي‮ ‬وجلس علي‮ ‬عرشه الخاص‮ . ‬فعندما‮ ‬يأتي‮ ‬ويجلس هناك سيجمع كل الأمم والقبائل ليدينهم‮ . ‬إنها دينونة الأحياء‮ ‬،‮ ‬ولا تجد شيئاً‮ ‬هنا عن القيامة،‮ ‬بل أنه لا توجد أي‮ ‬إشارة إلي‮ ‬قيامة من أصله‮. ‬أنه موضوع مختلف تماماً‮ . ‬ولكن الموضوع هنا هو كيف تعاملوا مع اخوته‮ (‬المسيح‮) ‬؟ فهنا ليست هي‮ ‬دينونة عامة‮ . ‬فهؤلاء الذين سمعوا شهادة الملكوت سيتم التعامل معهم بحسب قبولهم لرسل الله‮ ‬،‮ ‬هذا هو أساس الدينونة فقط‮ .‬
وهنا أعود إلي‮ ‬نفس النقطة‮ ‬،‮ ‬إن مجئ الرب‮ ‬يشكل ويؤثر في‮ ‬حياة المسيحي‮ ‬ككل‮ . ‬فأنت لا‮ ‬يمكنك أن تفصل أي‮ ‬شئ في‮ ‬طريق المسيحي‮ ‬وطرقه عن مجئ الرب‮ . ‬فهو قد أُظهر مرة في‮ ‬مجيئه الأول‮ ‬،‮ ‬ولهؤلاء الذين‮ ‬يتطلعون إليه سيظهر ثانية للخلاص‮ . ‬فبحق هو مجئ فعلي‮ . ‬فإذا تناولت القداسة أو الخدمة أو الرجوع الي‮ ‬الله أو شخص قد رقد،‮ ‬نجدها جميعاً‮ ‬ترتبط بمجئ المسيح‮ . ‬فهو‮ ‬يحرضنا لنوجد ساهرين‮.‬
من الممكن أن نشير إلي‮ ‬شواهد أخري،‮ ‬لكن أجد من الكافي‮ ‬ما أشرت إليه،‮ ‬أن مجئ الرب مرتبط بكل شئ في‮ ‬حياة المسيحي‮ . ‬فعندما سنراه كما هو عندها فقط سنكون مثله‮ . ‬بحسب قصد الله‮ . ‬والآن سؤال‮ : ‬هل أنت منتظر ابن الله من السماء ؟ فكونه قد حمل خطية كثيرين‮ ‬،‮ ‬هذا هو أساس الرجاء لكل خاطئ‮ ‬،‮ ‬فالعمل قد تم وقد ختمنا بالروح القدس‮ ‬،‮ ‬فماذا أنا منتظر ؟ منتظر ابن الله من السماء‮ ‬،‮ ‬هل بامكانك أن تقول‮ : ‬أنا ساهر ومنتظر للمسيح ؟ أنا لست أعلم متي‮ ‬هو سيأتي‮ (‬فطوبي‮ ‬لذلك العبد الذي‮ ‬إذا جاء سيده‮ ‬يجده ساهراً‮) ‬،‮ ‬أنا لست أسألك هل أنت مدرك لحق مجئ الرب‮ ‬أم‮ ‬لا؟ لأن انتظاره‮ ‬،‮ ‬هذا هو الشئ الذي‮ ‬قد رجعوا إليه‮ .‬
الشئ الذي‮ ‬أيقظ العذاري‮ ‬هو‮ "‬هوذا العريس‮" ‬هل أنت فعلاً‮ ‬منتظراً‮ ‬لابن الله من السماء؟ هل تود أن‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬هذه الليلة ؟ وبطرس‮ ‬يتحدث بصدد التباطؤ قائلاً‮ ‬أن أناته خلاصاً‮ ‬،‮ ‬فهو لا‮ ‬يشاء أن‮ ‬يهلك أناس‮ ‬،‮ ‬ماذا تعتقد لو جاء في‮ ‬هذه الليلة ؟ هل نفسك تتطلع إليه ؟ فأنا ذاهب لأجلس علي‮ ‬المائدة‮ . ‬وهو ايضا سيمنطق نفسه ويأتي‮ ‬ليخدمني‮ . ‬يعتقد الناس أن حق انتظار ابن الله من السماء سيوقف البشارة‮ ‬،‮ ‬فهل قبول شهادة الله بخصوص الطوفان أوقف نوح عن البشارة ؟ ما أبعد هذا الفكر‮ . ‬ليت الرب‮ ‬يعطينا أن نكون‮  ‬مستعدين،‮ ‬فيجدنا عندما‮ ‬يأتي‮ ‬ساهرين ومنتظرين‮ .‬

ليست هناك تعليقات: