أشعر بأني أود أن أتناول موضوع في غاية الأهمية وهو مجئ الرب يسوع المسيح ، وأود أن أتناوله هنا لا كتعليم بل كجزء رئيسي في المسيحية ذاتها . فبعدما قد أسس المسيح الكنيسة بمجيئه الأول ، أصبح المجئ الثاني للمسيح لم يمثل جزء من المعرفة فقط بل جزء من إيمان كنيسة الله، والذي عليه تتوقف حالة القديسين الأدبية والفعلية . وأنت ستري من خلال الشواهد التي سوف نسردها من الكتب أنها تتداخل إلي كل أجزاء المسيحية ، وليس ذلك فقط بل يتعمق هذا الرجاء إلي كل فكر ومشاعر المسيحي . ولا يستطيع إنسان أن يقرأ الكتب بذهن مستنير دون أن يري ذلك الموضوع وهو قد يفرض نفسه تقريبا خلال كل صفحات المكتوب .
بعض من الناس يودون أن يسردوا عدد المرات التي ذكر فيها هذا الموضوع ، لكن المسألة ليست هكذا فقط ، لكنه موضوع بالفعل يرتبط بكل جزء من الحياة المسيحية . فإذا أخرجت هذا الموضوع فأنت بهذا تسلب حق جوهري تتصف به المسيحية في جملتها . أود أن أتناول أولاً الهداية، أعني الرجوع إلي الله ، فالناس يقولون : ماذا لنا أن نفعل بمجئ الرب ؟ أنه ذلك الأمر الذي رجعوا اليه "وتنتظروا ابنه من السماء" . فهذا الإنتظار لابن الله من السماء يعطي لهذا الرجوع صفته الخاصة . فهم قد رجعوا إلي الله ليس فقط ليعبدوه ولكن أيضاً ٍ"لينتظروا ابنه من السماء" (1تس 1 : 10) .
نري هناك موضوعين تنشغل بهما الكتب - بعدما يحصل الإنسان علي الخلاص - أولهما هو النعمة المطلقة التي بها افتدينا من الخطية لنكون مثل المسيح في المجد ، وهذا هو النصيب المبارك لكنيسة الله ، والآخر هو سياسة هذا العالم . واليهود هم مركز سياسة هذا العالم (تث 32 : 8). نحن نجد في سياسة العالم اسرائيل تحتل المركز . اسرائيل لم تمتلك المسيح، وبالتالي قد تنحت جانباً إلي حين . فعرش الله قد أُخِذ من أورشليم في السبي البابلي ، لكن هناك بقية قد انفصلت ورجعت وبالتالي جعلت الملك يحضر إليهم . لكنهم - أي اسرائيل - رفضوه، والآن قد تنحوا جانباً حتي وقت عودته . فهناك تسعة وستون اسبوعاً بالتحديد بحسب دانيآل قد تمت . ويبقي الأسبوع الأخير لم يتم بعد .
بالنسبة للأعياد العظيمة تجد أن الفصح قد تم . "المسيح فصحنا قد ذبح لأجلنا" ، وعيد يوم الخمسين قد تم بنزول الروح القدس ؛ لكن عيد المظال لم يحن وقته بعد .
لكن هنا نأتي إلي عمل الله المبارك، أعني دعوة الله لخطاة فقراء ليكون لهم نصيب مع ابنه ليكونوا مثله لأننا قد دعينا لنكون مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين . فهو أخذنا كخطاة فقراء ليدخلنا إلي نفس المجد الذي لابنه . فعندما يظهر سنظهر معه في المجد .
بعض الناس يدّعون أنه يأتينا بالموت ؛ فأجاوب - فهل تجعل الموت كالمسيح ؟ إن كان هكذا الحال فنحن يجب أن نتوقع مجيئه مئات ومئات المرات ، ونحن نقرأ عن مجيئه مرتين (عب 9 : 28) . فهل أخبركم ما سيحدث عند مجئ المسيح ؟ إنها القيامة ! وهذا شئ مختلف تماماً عن الموت . فبمجئ المسيح لأجل القديسين نهاية للموت ، أي النقيض تماماً . أنا أؤمن انه لا يستطيع أحد أن يجد مثل هذا الفكر في الكتاب - أقصد مجئ المسيح بالموت - فبدلاً من مجيئه بالموت سوف يأتي بالقيامة ، فنحن نذهب للمسيح بالموت، وليس المسيح الذي يأتي إلينا . "انطلق وأكون مع المسيح" ، "غائباً عن الجسد ومستوطناً عند الرب" ، لكني أريد أن أُظهر أن فكر مجئ المسيح يتعمق إلي الحياة المسيحية بكل جزئياتها .
وفي المكانة الأولي ، نحن قد رجعنا الي الله كما سلفت الاشارة "رجعوا لينتظروا ابن الله من السماء . سوف أشير إلي شاهد آخر يعضد هذا . لكن الآن أود أن أشير الي الرسالة الأولي إلي أهل تسالونيكي . في الأصحاح الثاني من الرسالة ، في نهاية الاصحاح يتحدث الرسول عن تعزيته وفرحه في الخدمة هناك . إنه قد سبق وأُضطُهد من التسالونيكيين ، ويكتب إليهم عن تعزيته بالتفكير فيهم . لكن كيف يكون ذلك ؟ "1تس 2 : 19" فهو لا يستطيع أن يتحدث عن اهتمامه بهم وفرحه بدون أن يستحضر لهم مجئ الرب يسوع . مرة أخري بالإشارة إلي القداسة (في نهاية اصحاح 3) "1تس 3 : 13" .
أما فيما يختص بموت المؤمن ، فهم كانوا يعتقدون إنه إذا مات شخص فسوف يتبعونه بعد ذلك . فهم كانوا مخطئين في هذا والرسول يصحح خطأهم ، فالناس يدَّعون بانه إذا مات المؤمن فنحن سوف نذهب بعده ، سوف نتبعه . وهنا لا توجد أي إشارة إلي ذلك الكلام . افترض أنني ذهبت إلي مسيحي لأعزيه في فقيد ما . وقلت له : "لا تضطرب ، المسيح سوف يحضره معه" فسوف يعتبرني شاذاً ، أو علي الأقل يجد هذا غير مفهوم لديه . ومن ثم الطريقة التي يريح بها الرسول المؤمنين هناك "الراقدون بيسوع سوف يحضرهم الله أيضاً معه" (اصحاح 4) . فهو إذا يظهر لهم ما سيفعله الله . "نحن الأحياء لا نسبق الراقدين" أي أننا سوف لا نذهب قبلهم . فأول شئ سيفعله الرب عندما ينزل، سوف يقيم المؤمنين الراقدين . فهو مزمع أن يحضرهم معه : فإذا هم قد رقدوا فيه فسوف يحضر أرواحهم معه ، بل سينالون المجد ، مقامين في مجد ، ليكونوا مثله ، كما كانوا علي صورة أدم الأول ، سوف يلاقونه في الهواء ، ويكونوا إلي الأبد معه . وحينما يظهر فسوف يحضرهم معه ، وهم سيظهرون معه في المجد .
إنك تجد هذا الكلام بصفة عامة في اصحاح (5) ، حيث أن جل رغبة الرسول بولس هنا "لتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح" . فهذا الرجاء إذاً هو جزء من حياة المسيحي علي كل وجه . الرجوع إلي الله ، الفرح ، القداسة ، موت المؤمن ، ونكون بلا لوم ، الكل مرتبط بمجئ الرب .
نأتي الآن إلي مت 25 . فالعذاري الحكيمات قد أخذن زيتا في أنيتهن . لكنهن قد نعسن جميعهن ، ونسين مجئ العريس ، لكن ما أود أن أشير إليه هنا بصفة خاصة ، ماذا كانت الدعوة الأساسية ؟ فقد كانت واضحة وصريحة ، فقد خرجن للقاء العريس . ولكن فيما ابطأ العريس، نعسن ونمن . فقد نسي الجميع مجيئه الحكيمات والجاهلات . فقد اتوا إلي مكان راحة - مكان راحة مكشوف ومقلق للجسد - لكن في منتصف الليل صار صراخ ، "هوذا العريس مقبل" فالشئ الذي أيقظهم من نومهم هو الصراخ ، "هوذا العريس" الغرض الرئيسي ، من ثم الكنيسة في طريقها لمقابلة الآتي ، لكن للأسف حتي المؤمنين الحقيقيين قد نسوا ذلك ، لكن ماذا ايقظهم من نومهم ، الدعوة للخروج لمقابلته في مجيئه . أيضاً نجد بخصوص "الوزنات" نفس الشئ فيما يختص بالخدمة والمسئولية فهو قد ارتحل وأخبرهم "تاجروا حتي اجئ".
أيضاً نقطة أخري جديرة بالالتفات فيما يختص بهذا الحق ، أنه دائماً كان يُتوقع في الحاضر . فإنك لا تجد الرسل يتحدثون ابداً عن مجئ الرب علي أنه شئ سوف يتم بعد انتهاء حياتهم . لربما عند صياح الديك أو في الصباح ، فقد كانوا ينتظرون دائماً ابن الله من السماء . والأمثال تشير إلي أن نفس هؤلاء العذاري اللاتي قد نعسن هن أنفسهن اللاتي قد استيقظن . والخدام الذين أُودُعوا الوزنات هم أنفسهم الخدام الذين نالوا حسابهم عند عودته . ونحن نعلم من القرون الماضية ، أننا لا نعتقد بفكر التباطؤ "في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان" ، "فطوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده ساهراً" مرة أخري فما هو إذاً سبب خراب الكنيسة ؟ إنه في هذا القول "سيدي يبطئ قدومه" إنه ليس القول "سوف لا يأتي ، بل يبطئ قدومه" من ثم ابتدأ العبد يضرب الغلمان رفقاؤه ، ويأكل ويشرب ويسكر وهذا يأتي به إلي دينونة . فإذا أحبت العروس العريس فليس لها أن ترغب إلا لرؤيه . لأن قلبها هناك حيث يكون هو . وإذا فقدت الكنيسة ذلك ، فسوف تستمتع بما لها هنا علي الأرض وتصبح عالمية ولا تعتني بمجئ الرب .
الآن نتوجه إلي لوقا 12 ، وسوف تري كيف يُشكِل هذا الانتظار حياة المسيحي ، وخدمته له اثناء انتظاره . "لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاًً" فهم ممنطقي الأحقاء وموقدي السرج ، تلك هي صفة المسيحي وانتظاره ، لأنهم مثل أناس ينتظرون سيدهم ليفتحوا له للتو . فعواطفهم واقرارهم الكامل له ، بل وانتظارهم لعودته . أنه ليس معرفة حق مجئ الرب فحسب ، بل البركة تحل علي هؤلاء الذين هم بحق ساهرين .
"مثل اناس ينتظرون سيدهم" طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده ساهراً" فاحقائهم ممنطقة وسرجهم موقدة تلمع اثناء انتظاره ، وساهرين يترقبون عودته . من ثم يتقدم ويتكئهم ويتمنطق ويخدمهم . فالآن هم ممنطقين وساهرين - لأن راحتنا ليست هنا - ويقول الرب عندما احفظ قوله ، أنك سوف تجلس علي المائدة ، وسوف أمنطق نفسي وأتقدم لخدمتك . وسأعطيك أن تتمتع بما لي في السماء . وسوف أهبك كل هذا : فقط كن ساهراً .
فالمسيح يبقي بالنعمة عبداً إلي الأبد بحسب الصورة التي أخذها لنفسه . فهو متمنطق الآن بحسب يو 13 ، ومن الطبيعي أن يعتقدوا أن ذهابه إلي المجد هو نهاية خدمته لهم . لكنه يخبرهم "أنا أمضي ، فلا يمكن أن أمكث معكم هنا ، بل يجب أن أمضي لأُعدّكم ليَّ في السماء . "إذا لم اغسلك فليس لك معي نصيب" إنها المياه هنا وليس الدم . "لأن الذي اغتسل ليس له حاجة إلا لغسل رجليه فقط" فاعطاء الحياة والخلاص قد أتم عملهما . لكن تلوث القدم بالنظر إلي الشركة والسلوك ، نجد هناك النعمة والشفاعة لغسل أرجلنا وبصفة خاصة لأجل اعدادنا أمام الله حيث المسيح قد مضي . فبالنسبة لطهارتنا ومقامنا فهذا غير متغير ولكن إذا لم أكن ساهراً ، فسوف أتنجس هنا في الطريق . ليس هذا موجوداً في السماء ، أو الشركة هناك ، وقول الرب المؤثر ، أنا لست ذاهباً لكي أتخلي عنكم ، بل أني ماضي إلي الله والمجد ويجب أن تكونوا ليّ في حالة تتوافق مع ذلك. ويجب أن أغسلكم (ولكن ليس كلكم لأن يهوذا كان هناك) واحفظكم وأردكم حينما تسقطون . ولكن يجب أن تكونوا ساهرين إلي أن أتي .
إنه من المعزي لي أن أعرف أن كل العذاري استيقظوا في حينه . وأنا أؤمن أن كل القديسين سيستيقظوا قبل أن يأتي الرب . ولكن الصعوبة للقلب أنه حينما انظر حولي لا أجد الكثيرين يقبلون ذلك . ولكن الخدمة الحقيقية للرب مرتبطة بالسهر . وتلك هي الحالة المرتبطة بالبركة وبالعيد السماوي ، ومن ثم نجد أمراً أخر فيما يخص الخدمة اثناء انتظاره كنتيجة لذلك "الحق سأجعله يحكم علي كل مالي"، إنه اكثر من مجرد الأكل . كما قيل لاسرائيل من دسم الحنطة ، وهذا في بيت الأب . لكن إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد معه ، فبالنسبة للخدمة اثناء غيابه أجد الملك ، وأجد العيد السماوي بالارتباط بالسهر .
وما يريد الرب أن يشدد عليه هو السهر والخدمة "أنا آتي ثانية ! فيجب أن تكون ساهراً ، كأناس ينتظرون سيدهم" تلك هي سمتهم كمسيحيين . وبفرض أن كل الناس في هذه المدينة كانوا ساهرين ينتظرون الرب من السماء ، ولا يعرفون اللحظة التي سوف يأتي فيها فهل تظن أن حال هذه المدينة سوف لا يتغير ؟ قال لي مرة شخص ما (أنه إذا أمن كل شخص بذلك، فإنه سوف لا يستمر العالم أبداً ، ولا يمكن أن يعيش المسيحي حياة عالمية) .
إذا انتظر الناس الرب حقاً من السماء فإن نغمة وسمة الحياة ستتغير حتماً . من الممكن أن يكون لي مجئ المسيح كتعليم ولا أكون بالفعل متطلعاً إليه أو منتظراً إياه . ولا يجب أن يكون هدفي هو السعي في تكديس الأموال لأن هذا يتنافي مع روح الانتظار .
نأتي الآن إلي فيلبي (٣) . بولس كان يجري في السباق وينسي كل شئ آخر ما خلا الجعالة. ولكن كيف يتكلم عن المسيح في ختام الاصحاح؟ "كونوا متمثلين بي أيها الإخوة ........ فإن سيرتنا (وطننا) هي في السماء التي منها ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح ..." . فهو قد رأي المسيح وسوف لا يهدأ له بال حتي يكون مثله في المجد . بلا شك كان هذا أبعد كثيرا من قوله "انطلق واكون مع المسيح". فهذا ليس غرض قلبه . فالناس يتحدثون عن المجد بعد الموت . لكن هذا فكر بعيداً عن المكتوب ، اقصد المجد بعد الانطلاق لنكون مع المسيح . وليس لي أن أقول أنه من المبارك والمغبوط أن أكون مع المسيح ، لكن ما أود أن أشدد عليه هنا، أنه حينما يأتي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده. فانا منتظر لأنال الجسد الممجد لأكون مثل المسيح في المجد بل والأكثر من ذلك أن المسيح نفسه ينتظر ايضاً .
مجئ الرب له تأثيره في كل الحق الخاص بالمسيحية ، والمسيح الآن ليس في عرشه الخاص . أنه جالس الآن {بحسب عب (10) (مقتبس من مزمور 110)} عن يمين الله، جالس في عرش الآب ، وحسب وعده لكنيسة لاودكية . فهو قد سوي أمر الخطية لأجل هؤلاء الذين أتي إليهم في مجيئه الأول ولم يعد لهم ضمير خطايا ، فقد تطهروا إلي الأبد ولهؤلاء الذين يتطلعون إليه سوف يظهر ثانية بلا خطية للخلاص . فهو ينتظر الآن في السماء حتي توضع اعدائه موطئاً لقدميه . لكن لماذا يقول هنا "اعدائه" ؟ لأنه قد جلس بعد ما أنهي كل ما يخص احبائه، هؤلاء المؤمنين به . فهل كل خطاياك قد طرحت بعيداً عن نظر الله ؟ إذا كانت الاجابة بلا . فمتي سيتم ذلك ؟ وإذا لم تطرحها عند الصليب . فأين ستطرحها ؟ فهل تنتظر أن يموت المسيح ثانية ؟ أم تبحث عن شخص آخر ليفعل لك ذلك ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فسوف لا يتم طرحها ابداً . لأن المسيح حمل خطايانا هناك . ولهذا يقول "لأن الذين تطهروا مرة لا يكون لهم ايضاً ضمير خطايا" ، "لأنه بقربان واحد قد أكمل إلي الأبد المقدسين" .
إذا نظرت الآن الي كولوسي (3) . فسوف تجد نفس الشئ فيما يختص بنتائج هذا الرجاء (رجاؤنا) . "فمتي ظهر المسيح حياتنا حينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد" . فأول وعد قد اعطاه لتلاميذه حينما كان علي وشك أن يغادرهم هو مجيئه ثانية ، لا تضطرب قلوبكم "كأناس بالطبيعة يحزنون علي فراق صديق عزيز لديهم) . أنا لست ذاهباً لأكون بمفردي في بيت الأب . فهناك منازل كثيرة هناك . أنا أمضي لأعد لكم مكاناً . فلا تقلقوا ، لا يمكنني أن أبقي معكم هنا، لذلك يجب أن أخذكم معي هناك ، وأول شئ "سآتي ثانية وأخذكم إليَّ" ، أنه ليس بالموت واحداً بعد الآخر لكن بالقيامة من الأموات . والتغيير للأحياء . إنه مجيئه الفعلي إليهم مقامين أو متغيرين ليكونوا معه حيث هو ويكونوا مثله ، لأننا سنكون في المجد معه .
مرة ثانية فيما يختص بانطلاقه عن تلاميذه تاركاً إياهم هنا ، ماذا حدث أخيرا عندما رأوه ؟ رأوه صاعداً أمام أعينهم ، والملاك قال لهم "لماذا تنظرون هكذا إلي السماء" "إن يسوع هذا ..... سيأتي ثانية هكذا كما رأيتموه" فمجيئه يتخلل حياة المسيحي .
ما هي آخر كلمة دونت في المكتوب ؟ "أنا أتي سريعاً . أمين تعال أيها الرب يسوع" ، وبنفس الطريقة تجد هذا الشئ في البداية . محذراً ومنذراً "يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات ....." "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين" (عدد 7) ، ثم في النهاية (لا أتطرق إلي التعاليم النبوية الآن) "أنا يسوع أرسلت ملاكي" ، "كوكب الصبح المنير" فمن أول من يري كوكب الصبح ، أنهم الساهرون فقط . لأنه ليس هناك كوكب ينير اثناء لمعان الشمس . فهم سيرون كوكب الصبح في الصباح باكراً جداً . لأنه قد تناهي الليل وتقارب النهار . وهنا يدعو المسيح نفسه "أصل وذرية داود ، كوكب الصبح المنير ، والروح والعروس يقولان تعال" فإذا كانت العروس لها المشاعر الصادقة كعروس المسيح . فهي يجب أن ترغب في أن تكون مع العريس . فهي لا تحب المسيح إذا لم تكن راغبة في الوجود معه . فقد قال ابراهيم عن امرأته ، "أنها أختي" ، وبالتالي أخذها المصريون ، أي العالم ، اخذوها إلي منزلهم .
وأود أن أنوه هنا، أنك تجد هنا عواطف الكنيسة "الروح والعروس يقولان تعال (وهذا للعريس) وكل من يسمع فليقل تعال . هذا هو المسيحي الذي سمع كلمة الخلاص ، انضم إلي هذا النداء . وهؤلاء العطاش إلي الماء يقولون تعال "ومن يعطش فليأت" ومن ثم النداء العام "من يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً" . إذاً ماذا أجد في كلمة الله هنا ، الأفكار ، المشاعر ، السلوك ، الأفعال ، والعواطف التي للمسيحيين قد ارتبطت كلها بمجئ المسيح .
خذ الرسالة الأولي إلي يوحنا الأصحاح الثالث "انظروا أية محبة" ، "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون . لكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" . أيها الأحباء نحن دُعينا "لنكون مشابهين صورة ابنه" . وهذا ما قصده الله لنا . ولكن متي سنكون مثل المسيح في المجد ؟ عندما يأتي . إنه ليس عندما يموت شخص، وتذهب روحه مع المسيح، لأنه حينئذ سنكون مثل المسيح وهو في القبر، لكني لا أرغب أن أكون مثل المسيح عندما كان داخل القبر . لكني إذا رقدت سأكون مثل المسيح في هذا . لكن ليس هذا هو ما أصبوا إليه - علي الرغم من أن هذا مبارك في حد ذاته -لكني أود أن أكون مثله في المجد . ومتي سيكون هذا ؟ عندما يأتي ، "فإنه سيغير شكل جسـد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده" ، "لم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن متي أظهر سنكون مثله" ولاحظ الآن ، ما هي النتائج العملية لهذا الرجاء "لأن كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر" ، فأنا أعلم أنني سأكون طاهراً مثل المسيح في المجد، ولهذا أنا أرغب في أن أكون مثله بقدر الإمكان من الآن .
ونلاحظ أيضاً أن تعليم القداسة في الكتب المقدسة يشير دائماً إلي التشبه بالمسيح في المجد . فأنا سأكون مثل المسيح في المجد وليس شيئاً آخر، هذا هو غرضي الذي أسعي اليه . وأريد أن أقتبس عبارة اخري وهي "يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" فقياس كمال المسيحي أن يكون مثله عندما يأتي . ماذا أجد أيضاً كمسيحي في 1كو 15 "يزرع في هوان ويقام في مجد" فنحن لنا اليقين المبارك مصحوباً بالرجاء الحي للقيامة الأولي بكل نتائجها .
فنحن سنكون مثل المسيح، وسنعطي حساباً عن أنفسنا، ولكن هذا سيحدث حينما نكون مثل الشخص الذي سوف نعطي أمامه حساباً . إن تأثير مجئ المسيح الأول قد فُقِد، ولهذا لا يرغب الناس بالتفكير في مجيئه الثاني . لكن بالنسبة للمؤمن "المسيح باكورة ، ثم الذين للمسيح في مجيئه" ، فهل المسيح باكورة للأشرار ؟ بالتأكيد لا . فقيامة المؤمنين ستكون مصادقة علي شهادة الله لهؤلاء الذين هم فيه "المسيح" . كما نجده في لو (20 : 35 ، 36) .
فهل من الممكن أن يظهر لي شخص آية واحدة عن القيامة العامة ؟ فلا يوجد هذا الفكر في الكتاب . أنت تجد في مت 25 ، أن هناك خراف وجداء يمثلوا فئتين وهذا حينما يأتي في مجده هنا . فهو لم يجلس بعد علي العرش العظيم الأبيض . قبل أن تهرب السماء والأرض . فهنا هو أتي وجلس علي عرشه الخاص . فعندما يأتي ويجلس هناك سيجمع كل الأمم والقبائل ليدينهم . إنها دينونة الأحياء ، ولا تجد شيئاً هنا عن القيامة، بل أنه لا توجد أي إشارة إلي قيامة من أصله. أنه موضوع مختلف تماماً . ولكن الموضوع هنا هو كيف تعاملوا مع اخوته (المسيح) ؟ فهنا ليست هي دينونة عامة . فهؤلاء الذين سمعوا شهادة الملكوت سيتم التعامل معهم بحسب قبولهم لرسل الله ، هذا هو أساس الدينونة فقط .
وهنا أعود إلي نفس النقطة ، إن مجئ الرب يشكل ويؤثر في حياة المسيحي ككل . فأنت لا يمكنك أن تفصل أي شئ في طريق المسيحي وطرقه عن مجئ الرب . فهو قد أُظهر مرة في مجيئه الأول ، ولهؤلاء الذين يتطلعون إليه سيظهر ثانية للخلاص . فبحق هو مجئ فعلي . فإذا تناولت القداسة أو الخدمة أو الرجوع الي الله أو شخص قد رقد، نجدها جميعاً ترتبط بمجئ المسيح . فهو يحرضنا لنوجد ساهرين.
من الممكن أن نشير إلي شواهد أخري، لكن أجد من الكافي ما أشرت إليه، أن مجئ الرب مرتبط بكل شئ في حياة المسيحي . فعندما سنراه كما هو عندها فقط سنكون مثله . بحسب قصد الله . والآن سؤال : هل أنت منتظر ابن الله من السماء ؟ فكونه قد حمل خطية كثيرين ، هذا هو أساس الرجاء لكل خاطئ ، فالعمل قد تم وقد ختمنا بالروح القدس ، فماذا أنا منتظر ؟ منتظر ابن الله من السماء ، هل بامكانك أن تقول : أنا ساهر ومنتظر للمسيح ؟ أنا لست أعلم متي هو سيأتي (فطوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده ساهراً) ، أنا لست أسألك هل أنت مدرك لحق مجئ الرب أم لا؟ لأن انتظاره ، هذا هو الشئ الذي قد رجعوا إليه .
الشئ الذي أيقظ العذاري هو "هوذا العريس" هل أنت فعلاً منتظراً لابن الله من السماء؟ هل تود أن يأتي في هذه الليلة ؟ وبطرس يتحدث بصدد التباطؤ قائلاً أن أناته خلاصاً ، فهو لا يشاء أن يهلك أناس ، ماذا تعتقد لو جاء في هذه الليلة ؟ هل نفسك تتطلع إليه ؟ فأنا ذاهب لأجلس علي المائدة . وهو ايضا سيمنطق نفسه ويأتي ليخدمني . يعتقد الناس أن حق انتظار ابن الله من السماء سيوقف البشارة ، فهل قبول شهادة الله بخصوص الطوفان أوقف نوح عن البشارة ؟ ما أبعد هذا الفكر . ليت الرب يعطينا أن نكون مستعدين، فيجدنا عندما يأتي ساهرين ومنتظرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق