الأحد، 13 مارس 2011

هل من طريق


سؤال حائر طالما تردد في‮ ‬أذهان
وقلوب البشر ردد صداه تاريخ الإنسانية
‮"‬كيف‮ ‬يتبرر الإنسان أمام الله ؟
إنه موضوع كل إنسان على اختلاف
الجنس‮  ‬واللغة والدين‮ ...‬
كيف أكون مقبولاً‮ ‬لدى الله ؟‮!‬
إن الله القدوس البار‮ ‬يكره‮  ‬الخطية‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يقبل أن‮ ‬يكون في‮ ‬علاقة مع إنسان خاطئ‮ ‬،‮ ‬مع أنه في‮ ‬نفس الوقت محب ورحيم وغفور‮ ‬،‮ ‬ولكن الله لا‮ ‬يغفر ولا‮ ‬يرحم بغض النظر عن اعتبارات بره وعدله التي‮ ‬لابد وأن تقتص من الإنسان الخاطئ‮ »‬لأن أجرة الخطية هي‮ ‬موت‮« .‬
لقد دخلت الخطية للإنسان فصار خاطئاً‮ ‬عاصياً‮ ‬مذنباً‮ .‬
ولقد نجست الخطية الإنسان فصار نجساً‮ .‬
ولقد فصلت بينه وبين الله‮ (‬وهو الحياة‮) ‬فصار ميتاً روحياً‮ ‬،‮ ‬واستحق الموت أبدياً‮ .‬
أين الطريق إذاً‮ ‬؟
وهل‮ ‬يمكن ان‮ ‬يُقبَل إنسان خاطئ مذنب‮ ‬،‮ ‬نجس‮ ‬،‮ ‬ميت أمام الله القدوس العادل ؟
إن‮  ‬للإنسان طرقه التي‮ ‬يحاول ان‮ ‬يصل بها إلي‮ ‬الله‮ .‬

❊ ‬وأول هذه الطرق هي‮ ‬الأعمال الحسنة‮ :‬
من صلاة وصدقة وزيارة الأماكن المقدسة‮ ..‬
وغيرها مما‮ ‬يمكن عمله‮ ..‬
ولكن‮ ‬يبقي‮ ‬السؤال‮ : ‬هل تقدر هذه الأعمال أن تبرر الإنسان أمام الله ؟ إن الأعمال التي‮ ‬قد تبدو حسنة أمام الناس ليست كذلك أمام الله‮ ..‬
فالإنسان‮ ‬ينظر الي‮ ‬العينين أما الرب فإنه‮ ‬ينظر الي‮ ‬القلب‮ ..‬
وماذا‮ ‬يجد الله في‮ ‬القلب سوي‮ ‬نجاسة الخطية وشناعتها ؟
وهل‮ ‬يقبل الله عملاً‮ ‬خارجاً من قلب وكيان نجستهما الخطية ؟
إن العمل دائماً‮ ‬يتصف بصفات المصدر‮ ‬،‮ ‬لذا فإن أعمال برنا هي‮ ‬نجاسة في‮ ‬نظر الله‮ .‬
هب أني‮ ‬أعطيتك تفاحة ليس بها عيب‮ .. ‬ولكن قدمتها لك بيد قذرة‮ . .. ‬فهل تقبلها مني؟‮.‬
إن كان جوابك لا‮ .. ‬فهل‮ ‬يقبل الله عملاً ،‮ ‬مهما كان حسناً‮ - ‬من إنسان نجس ؟ فالإنسان عاجز عن فعل الصلاح‮ .‬
لكن دعونا نفترض جدلا أنه استطاع أن‮ ‬يعمل حسناً‮ ‬،‮ ‬أيحسب هذا العمل تفضلاً‮ ‬؟ أم واجباً‮ ‬بحيث‮ ‬يعد التقصير فيه خطية ؟
وعلي‮ ‬فرض أن الإنسان استطاع أن‮ ‬يعمل أعمالاً حسنة‮ ‬،‮ ‬هل هذه الأعمال كافية للتكفير عن خطاياه ومنحه‮ ‬غفراناً‮ ‬إلهياً‮ ‬؟
دعونا نفكر ونزن ليس كل السيئات‮ ‬،‮ ‬بل سيئة واحدة امام كل ما‮ ‬يستطيع الإنسان أن‮ ‬يعمله من أعمال حسنة‮ .‬
إن الخطية تقاس بالشخص المخطأ ضده‮ ‬،‮ ‬بحيث‮ ‬يحسب الخطأ بالكبير كبيراً ،‮ ‬وحيث أن خطايانا هي‮ ‬في‮ ‬الأصل كسر لشرع الله‮ ‬،‮ ‬فهي‮ ‬موجهة أساساً‮ ‬ضده تعالي‮ .‬
وحيث أن الله‮ ‬غير محدود في‮ ‬عظمته‮ ‬،‮ ‬فخطية واحدة ضد الله‮ ‬غير محدودة‮ ‬،‮ ‬أما كل ما نعمله من أعمال‮ ‬،‮ ‬فهي‮ ‬صادرة من إنسان محدود فهي‮ ‬محدودة في‮ ‬قيمتها‮ .‬
وهنا نقول هل‮ ‬يستقيم ميزان في‮ ‬إحدي‮ ‬كفتيه خطية‮ ‬غير محدودة وفي‮ ‬الأخري‮ ‬أعمال محدودة ؟ الي‮ ‬اي‮ ‬جهة‮ ‬يميل ؟
إن اعمالنا‮ ‬غير مجدية للتكفير عن خطايانا ولقبولنا لدي‮ ‬الله‮ .

‮❊ ‬الطريق الثاني‮ ‬هو التوبة‮ :‬
لكن دعونا نسأل مع ماذا تتعامل التوبة ؟
مع الماضي‮ ‬؟ أم أنها تتعامل مع المستقبل ؟
الحقيقة أن لسان حال التائب‮ : ‬إنني‮ ‬لن أعملها مرة أخري‮ ‬،‮ ‬ولو أنه‮ ‬يعود ويعملها‮ .‬
حسناً‮ .. ‬ولكن ماذا عن الخطايا التي‮ ‬عملت بالفعل ؟
دعوني‮ ‬أوضح فكرتي‮ :‬
هب أن مجرماً‮ ‬قاتلاً‮ ‬مثل أمام العدالة نادماً‮ ‬علي‮ ‬ما اقترفت‮ ‬يداه‮ ‬،‮ ‬معلناً‮ ‬توبته وواعداً‮ ‬ألا‮ ‬يقتل إنساناً‮ ‬أبداً‮.‬
هل‮ ‬يقضي‮ ‬القاضي‮ ‬ببراءته ويأمر بإطلاق سراحه ؟
حسناً لقد تبت‮ ‬،‮ ‬لكن ماذا عن القتيل الذي‮ ‬قتلت ؟
هل نظن أن الله القدوس أقل عدلاً‮ ‬من القاضي‮ ‬البشري‮ ‬؟ حاشا‮ . ‬فمع أن التوبة مطلوبة‮ .. ‬لكنها وحدها لا تكفي‮ ‬
إذاً‮ ‬ما الحل ؟
إن كانت الأعمال لا تجدي‮ ‬،‮ ‬والتوبة لا تكفي‮ ‬،‮ ‬وليس لدينا طريق آخر ؟ نعم ليس لدينا طريق آخر‮ ‬،‮ ‬لكن الله عنده الطريق‮ ..‬
إنه الفداء‮ ... ‬الذي‮ ‬يوفي‮ ‬مطالب الله العادلة ويفتح باب الغفران للإنسان‮ .‬
ولقد أوضحه الله لنا رمزياً‮ ‬في‮ ‬قصة فداء ابن ابراهيم‮ :‬
إن الحل كان من عند الله‮ ‬،‮ ‬فالله هو الذي‮ ‬رتب الفداء‮ ‬،‮ ‬ممثلاً في‮ ‬هذا الكبش الذي‮ ‬قدمه ابراهيم فداء عن ابنه‮ .. ‬وقد كان ذبحاً‮ ‬عظيماً‮ ‬،‮ ‬ليس الكبش‮ ‬،‮ ‬لكن قيمة الفداء عند الله‮ .‬
لكن‮ .. ‬هل‮ ‬يكفي‮ ‬الكبش أو أية ذبيحة حيوانية لفداء الإنسان ؟
كلا فإن قيمة الحيوان أقل من قيمة الإنسان‮ ‬،‮ ‬إن الذبيحة الحيوانية كانت رمزاً فقط للفداء الحقيقي‮.‬
ولقد أمر الله في‮ ‬القديم بتقديم الذبائح ليعلم الإنسان شيئاً‮ ‬عن قداسته‮ ‬،‮ ‬وكراهيته للخطية‮ ‬،‮ ‬ولكي‮ ‬يعترف الإنسان بخطيته وانه مستوجب الذبح جزاء خطاياه‮ .‬
لكن من هو إذاً‮ ‬الفادي‮ ‬الحقيقي‮ ‬؟ وما هي‮ ‬الشروط الواجب توافرها فيه ؟
أولاً‮ : ‬يجب أن‮ ‬يكون إنساناً‮ : ‬لكي‮ ‬يكون بديلاً عن الإنسان فإن ما هو أقل لا‮ ‬يكفي‮ ‬،‮ ‬يمكن للأعلي‮ ‬أن‮ ‬يفدي‮ ‬الأقل ولكن الأدني‮ ‬لا‮ ‬يكفي‮ ‬لفداء الأعلي‮ .‬
ثانياً‮ : ‬يجب أن‮ ‬يكون هذا الإنسان بلا خطية‮ : ‬وإلا استحق الموت جزاء خطاياه الشخصية‮ .‬
ثالثاً‮ : ‬يجب أن تكون قيمته‮ ‬غير محدودة‮ : ‬بحيث تغطي‮ ‬قيمته كل البشر لأن كل البشر‮ ‬يحتاجون الي‮ ‬الفداء‮ .‬
رابعاً ‮: ‬يجب أن‮ ‬يكون الفادي‮ ‬غير مخلوق‮ : ‬لماذا ؟‮ . . ‬لأنه لو كان مخلوقاً‮ ‬لكانت نفسه ملك خالقه‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يكن له‮  ‬الحق أن‮ ‬يضع ذاته فداء لآخرين ولا أن‮ ‬يضحي‮ ‬بما ليس‮ ‬يمتلك‮ .

إنها حقاً‮ ‬شروط معجزة‮ !!‬
أين لنا بمثل ذلك الفادي‮ ❊ ‬الإنسان‮ ❊ ‬الذي‮ ‬بدون خطية‮ ❊ ‬غير محدود القيمة‮ ❊ ‬والغير مخلوق؟
مرة أخري‮ ‬نقول‮ ‬،‮ ‬نحن ليس لدينا حل هذه الأحجية‮ ‬،‮ ‬لكن الله عنده الحل‮ . ‬فهو القادر علي‮ ‬كل شئ‮.‬
إن الله‮ ‬يعلن لنا نفسه في‮ ‬الكتاب المقدس‮ ‬،‮ ‬كالله‮  ‬الواحد‮ ‬،‮ ‬ولكنه‮ ‬يعلن لنا أيضاً‮ ‬،‮ ‬ان وحدانيته هي‮ ‬من نوع فريد خاص به تعالي‮ ‬فهي‮ ‬وحدانية جامعة‮ .‬
وهل‮ ‬يوجد‮ ‬غير الوحدانية المطلقة البسيطة‮  ‬نعم‮ .. ‬ففي‮ ‬الإنسان نفسه ظل لذلك‮ .. ‬فالكيان الإنساني‮ ‬الواحد للفرد ليس كياناً‮ ‬بسيطاً‮ ‬فهو‮ ‬يضم ثلاث عناصر متميزة في‮ ‬كيان إنساني‮ ‬واحد وهي‮ :‬
الروح‮ ‬،‮ ‬والنفس‮ ‬،‮ ‬والجسد‮ ‬في‮ ‬الإنسان الواحد الفرد‮ .‬
فإن كنت أنا المخلوق البسيط لي‮ ‬وحدانية ليس بسيطة‮ ‬،‮ ‬فإن أعلن لي‮ ‬الله خالقي‮ ‬أنه له وحدانية جامعة خاصة به‮ ‬،‮ ‬هل استطيع أن أنكر عليه ذلك ؟‮! ‬كلا‮  ‬البتة‮ .‬
لقد أعلن الله أنه الواحد الجامع للأقانيم‮ ‬،‮ ‬واقنوم هي‮ ‬كلمة سريانية‮ ‬،‮ ‬وتعني‮ ‬شخص مميز‮ ‬،‮ ‬لكن‮ ‬غير منفصل‮.‬
وأقانيم الله الواحد‮ ‬،‮ ‬الآب والابن والروح القدس‮ .‬
الآب والابن ليس بمعني‮ ‬جسدي‮ ‬،‮ ‬حاشا‮ ‬،‮ ‬ولكن هي‮ ‬علاقة روحية خاصة‮  ‬بالله‮ ‬،‮ ‬وتعني‮ ‬المساواة والمعادلة والمحبة المتبادلة والإعلان‮ .‬
لأن الله أحب العالم‮ ‬،‮ ‬فهو المحب الودود‮ ‬،‮ ‬أراد أن‮ ‬يفديه ويفتح أمامه طريق الخلاص والغفران‮ ‬،‮ ‬فلقد أرسل الله ابنه‮ ‬،‮ ‬بمعني‮ ‬أن اقنوم الابن قد تجسد‮ .‬
السؤال هنا‮ : ‬أيستطيع الله‮ ‬،‮ ‬لو أراد‮ ‬،‮ ‬أن‮ ‬يتجسد‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬يأخذ لنفسه جسداً‮ ‬ليصير إنساناً‮ ‬؟ نقول نعم‮ ‬،‮ ‬لأنه سبحانه قادر علي‮ ‬كل شئ‮ ‬،‮ ‬لقد تجسد الابن الأزلي‮ ‬،‮ ‬وولد المسيح من عذراء بدون أب بشري‮ ‬،‮ ‬لأنه هو في‮ ‬الحقيقة ابن الله‮ .‬
ولد‮  ‬المسيح إنساناً‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬ذات الوقت كان هو الله الظاهر في‮ ‬الجسد‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬،‮ ‬إنساناً‮ ‬والله في‮ ‬ذات الوقت‮ .‬
لقد ظهرت في‮ ‬المسيح كل الصفات الإنسانية‮ ‬،‮ ‬فقد ولد وكبر‮ ‬،‮ ‬وأكل‮ ‬،‮ ‬وشرب‮ ‬،‮ ‬وحزن‮ ‬،‮ ‬وتهلل‮ ‬،‮ ‬وأخيراً‮ ‬أسلم نفسه للموت‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬ذات الوقت أظهر كل الصفات الإلهية‮ ‬،‮ ‬وعمل الأعمال الإلهية‮ .‬
وكان المسيح هو‮  ‬الإنسان الوحيد الذي‮ ‬عاش علي‮ ‬الأرض بلا خطية‮ ‬،‮ ‬فهو القدوس البار‮ ‬،‮ ‬الزكي‮ ‬،‮  ‬الخالي‮ ‬من‮  ‬العيوب‮ ‬،‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يستطع الشيطان أن‮ ‬يمسه من قريب أو من بعيد‮ .‬
ولأنه ابن الله فهو‮ ‬غير محدود في‮ ‬قيمته‮ .‬
ولأنه الله الظاهر في‮ ‬الجسد‮ : ‬فهو الخالق وليس مخلوقاً‮ . ‬
وبذلك تكون كل شروط الفادي‮ ‬فد تحققت في‮ ‬المسيح‮ ‬،‮ ‬وهو الوحيد الذي‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يفدي‮ ‬،‮ ‬بل جاء لكي‮ ‬يفدي‮ ‬،‮ ‬لقد قال عن نفسه‮ : »‬إن ابن الإنسان لم‮ ‬يأتِ‮ ‬ليُخدَم بل ليخدم‮ ‬،‮ ‬وليبذل نفسه فدية عن كثيرين‮« . ‬وأيضاً‮ »‬إن ابن الإنسان قد جاء لكي‮ ‬يطلب ويُخلِّص ما قد هلك‮« .‬
وبعد حياة رائعة‮ ‬،‮ ‬مجيدة‮ ‬،‮ ‬شهد فيها الكل عن بره‮ ‬،‮ ‬اسلم نفسه للموت‮ ‬،‮ ‬ليس لأنه‮ ‬يستحق‮ ‬،‮ ‬حاشا‮ ‬،‮ ‬بل لكي‮ ‬يفدي‮ ‬جنسنا العاصي‮ ‬الأثيم‮ ‬،‮ ‬وليس خافياً‮ ‬أنه كان‮ ‬يمكن للمسيح ان‮ ‬يتحاشي‮ ‬الصلب إن أراد‮ ‬،‮ ‬فهو الذي‮ ‬صنع المعجزات العظيمة‮ ‬،‮ ‬ومعجزة صغيرة كانت كافية لتفريق الأعداء من حوله‮ ‬،‮  ‬ولكنه ذهب لموت الصليب طوعاً‮ ‬واختياراً‮ ‬،‮ ‬فهو الذبيح العظيم الذي‮ ‬كانت ترمز إليه كل الذبائح‮ .‬
ولكنك قد تسأل‮ : ‬لماذا‮ ‬يقبل المسيح وهو الإله أن‮ ‬يموت عني‮ ‬؟
إنها المحبة الإلهية للإنسان‮ ‬،‮ ‬فإن طبيعة الله محبة وهو المصدر والمنبع لكل محبة في‮ ‬قلوب خلائقه‮ ‬،‮ ‬دعني‮ ‬أوضح ذلك‮ :‬
هب أنك في‮ ‬بيتك‮ ‬،‮ ‬وابنك‮ ‬يلعب وفجأة هبت النيران في‮ ‬غرفة الابن فكيف ستتصرف كأب ؟ أنا واثق أنك ستندفع نحو الغرفة‮ ‬غير عابئ‮ ‬يالنيران ولا ما قد‮ ‬يصيبك من أذي‮ ‬،‮ ‬غير هيَّاب الموت‮ ‬،‮ ‬لأنك تحبه‮ ‬،‮ ‬ولأنه ابنك‮ ‬،‮ ‬دعني‮ ‬أسألك من علمَّك أن تفعل هذا ؟ إنه الله المحب الذي‮ ‬وضع في‮ ‬قلبك تلك المحبة المضحية تجاه ابنك‮ ‬،‮ ‬فـــإن كـنـت وأنت إنسـان محـدود تحب ابنك حتي‮ ‬الموت‮ ‬،‮ ‬فهل محبة الله‮ ‬،‮ ‬وهو مصدر كل حب‮ ‬،‮ ‬أقل من محبتك لأبنك ؟ لذلك قبل المسيح أن‮ ‬يموت‮ ‬،‮ »‬لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي‮ ‬لا‮ ‬يهلك كل من‮ ‬يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية‮« (‬يوحنا‮ ‬3‮ : ‬16‮) ‬وفي‮ ‬موته الكفاري‮ ‬علي‮ ‬الصليب بديلاً‮ ‬عن الخطاة‮ ‬،‮ ‬وبسبب قيمة شخصه الغير المحدودة‮ ‬،‮ ‬فقد وفي‮ ‬الله كل مطالب بره وعدله‮ .‬
وعلي‮ ‬هذا الأساس‮ ‬،‮  ‬فإن الله‮ ‬،‮ ‬وقد وفيت مطالبه العادلة في‮ ‬المسيح‮ ‬،‮ ‬فقد قبل عمل المسيح الكفاري‮ ‬،‮ ‬والدليل هو قيام المسيح من الأموات في‮ ‬اليوم الثالث وصعوده الي‮ ‬السماء‮ ‬،‮ ‬والله الآن‮ ‬يقبل كل من‮ ‬يؤمن بالمسيح وبعمله الفدائي‮ ‬ويأتي‮ ‬إليه عن طريق المسيح‮ ‬،‮ ‬ويمنحه‮ ‬غفراناً‮ ‬أبدياً‮ ‬وحياة أبدية‮ ‬،‮ ‬وبالإضافة الي‮ ‬ذلك فإن من‮ ‬يأتي‮ ‬لله في‮ ‬المسيح‮ ‬،‮ ‬فإن الله‮ ‬يخلقه خليقة روحية جديدة‮ ‬،‮ ‬ويعطيه طبيعة تتوافق معه‮ ‬،‮ ‬وتحب العلاقة والشركة معه‮ ‬،‮ ‬وتميل إلي‮ ‬الصلاح‮ ‬،‮ ‬وتكره الشر‮ .‬
هل فهمت عزيزي‮ ‬معنى الفداء ؟
هل أدركت طريق الله للتبرير والقبول لديه ؟
لقد قال المسيح‮ »‬أنا هو الطريق والحق والحياة‮« . ‬ولقد قال الكتاب المقدس‮ »‬ليس بأحدي‮ ‬غيره‮ (‬أي‮ ‬المسيح‮) ‬الخلاص‮ ‬،‮ ‬لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي‮ ‬بين الناس به‮ ‬ينبغي‮ ‬أن نخلص‮« .‬
عزيزي‮ »‬توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة‮ ‬،‮ ‬وعاقبتها طرق الموت‮« . ‬هل الطريق الذي‮ ‬تسير فيه من هذا النوع ؟‮! ‬اطلب الي‮ ‬الله الذي‮ ‬يعرفك‮ ‬،‮ ‬ويحبك‮ ‬،‮ ‬ويسمعك‮ ‬،‮ ‬وبالتأكيد سوف‮ ‬يجيبك‮ ‬،‮ ‬قل له افتح قلبي‮ ‬وذهني‮ ‬من فضلك‮ ‬،‮ ‬واهدني‮ ‬الي‮ ‬طريقك القويم‮ ‬،‮ ‬وأنر قلبي‮ ‬بمعرفتك المعرفة الحقيقية‮ .‬
آمين
أشجعك أن تقرأ الكتاب المقدس‮ ‬،‮ ‬لتجد لنفسك فيه الطريق الوحيد للقبول أمام الله‮ .‬

ليست هناك تعليقات: