السبت، 26 مارس 2011

اعداء المؤمن الثلاثة (5)

تابع اعداء المؤمن الثلاثة
الحلقة الخامسة

الشيطان وكيفية التغلب علي حيله
دعونا نقرأ (1بط 5 : 8 ، 9) "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجري علي اخوتكم الذين في العالم" (لو 22 : 31) ، "وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة" إن العدو الثالث للمؤمن هو الشيطان ، ، إنه هو الرئيس لكل قوة مقاومة ويستخدم العدوين الآخرين لكي يبعدنا عن طريق الحق ، وإن أمكن يجعلنا نهين الرب في حياتنا .
الشئ الأول الذي نراه في تلك الفصول أن الشيطان موجه هدفه إليك وإليَّ ! ، ونحن رأينا شباب أذكياء كثيرين والبعض منهم موهوب أيضاً ، والشيطان يعرف كل ذلك ، وهو يرغب أن يغربلكم مثلما حدث مع بطرس ، وهل تعرفون ما هي الغربلة ؟ انها تعني نزع أشياء عن أشياء أخري مختلطة بها ، وهذا بالضبط ما يرغب الشيطان أن يفعله لكل واحد منا ، أنه يريد أن يبعدنا عن الاجتماع ، انه يريدك أن تذهب خارجاً ويطرحك بعيداً عن الاجتماع .
ولاحظ أن الرب هنا يقول "سمعان سمعان ......" فمن الواضح أن بطرس يسلك بحسب الجسد ، لأن الرب يدعوه سمعان باسمه القديم ، فعندما يسلك بحسب الطبيعة الجديدة يدعوه الرب بطرس باسمه الجديد ، فبطرس كان في طريقه للغربلة بواسطة الشيطان ، فقد احتاج ان يتعلم درس هام بواسطة ذلك لم يكن ممكناً أن يتعلمه بطريقة أخري ، وعلي أي حال بطرس كان قائداً الي حد ما بين التلاميذ ، ونري الشيطان يتعقبه ، فهو خطط لبطرس لأنه علم أنه لو ضل بعيداً يمكنه أن يقود آخرين معه أيضاً ، انظر (يو 21 : 2 ، 3) أنني أتحدث بصفة خاصة للشباب ، فإذا كان لديك إمكانية للقيادة بين شعب  الله ، أو أنك شخص مميز ، فأنت تحتاج أن تتحذر جيداً لأجل إيمانك ، لأنه يوجد عدو لديه الرغبة في أن يتخلص منك أنت بالذات ، ويوجد رمز في (1مل 20 : 1 - 3) عن بنهدد الذي هو رمز للشيطان فقد أتي ضد بني اسرائيل وطلب شبابهم بصفة خاصة "بنوك  الحسان" ، وأيضاً في (2مل 24 : 14) نجد ملك بابل رمز آخر للشيطان أتي وأخذ كل الرؤساء وجميع جبابرة البأس ولم يترك إلا مساكين الشعب ، والنقطة الهامة هنا أنه إذا كنت ذو موهبة ما فإن العدو سيتعقبك ! . والآن من الجائز أن تقول (حسناً إنني سعيد لأنني مجرد شخص عادي وليس لديَّ مواهب فالشيطان سيتركني بمفردي) لكن إن كنت تعتقد ذلك فأنت مخطئ ، فلاحظ أنه مكتوب في لو22 "الشيطان طلبكم" وكلمة طلبكم هنا جمع وليس مفرد ، فإذا كان الرب يشير إلي سمعان فقط لم يكن بحاجة الي استخدام كلمة بالجمع وليس بالمفرد ، وهذا يعني أن الرب أراد أن يقول لكل التلاميذ أن الشيطان طلبكم ، وهذا نفس الحال معنا ، فهو يريد أن يبعد كل واحد منا ، الشخص المميز والشخص العادي أيضاً .
والآن كيف يمكنني أن أجد النصرة علي هذا العدو  المحتال ؟ دعونا نقرأ (1بط 5 : 9) "فقاوموه راسخين في الإيمان" وهذا يخبرنا أنه ينبغي أن نقاوم الشرير بواسطة الإيمان الذي هو إعلان الحق الذي أُحضِر إلينا بواسطة الرسل ، أيضاً في (يع 4 : 7) "فاخضعوا لله ، قاوموا إبليس فيهرب منكم" وهنا نجد أن الشرير يُهزم بواسطة الخضوع لله ، وهذا يشير الي الطاعة لفكر الله والتي نتعلمها من خلال كلمته ، وأيضاً في (1يو 2 : 14) "كلمة الله ثابتة فيكم ، وقد غلبتم  الشرير" وهنا نجد النصرة علي الشرير بواسطة حق الكلمة ، وأخيراً في (لو 4) عندما جرب الشرير الرب فُهزم بواسطة طاعة الرب لكلمة الله ، ففي كل هذه الحالات نجد أن الشرير قد قوبل بواسطة حق كلمة الله .
فالعلاج لكل حيل الشرير نجدها في الطاعة البسيطة لمبادئ كلمة الله ، ولكن هذا بالطبع يتطلب معرفة بكلمة الله في نفوسنا لكي نقدر أن نستخدمها في الوقت المناسب ، وهذا معناه أن نقضي وقت أمام كلمة الله لنجمع المبادئ لحياتنا ، لأنه عندما نضعف في إحدي الجهات يمكننا أن نتأكد من أن الشرير سيضع لنا فخاً .
والآن نأتي إلي (2مل 6 : 8 -10) لكي نجد ايضاحاً في العهد القديم "وأما ملك أرام فكان يحارب اسرائيل وتآمر مع عبيده قائلاً في  المكان الفلاني تكون محلتي ، فأرسل رجل الله الي ملك اسرائيل يقول احذر من أن تعبر بهذا الموضع لأن الآراميين حالون هناك ، فأرسل ملك اسرائيل الي الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرة ولا مرتين" وملك آرام هنا هو صورة أخري للشرير الذي أراد أن يضع كميناً لبني اسرائيل ، وقد أراد أن تكون في مكان ما محلته ولكن في كل مرة كان يُهزَم في مقاصده لأن النبي أنقذ ملك اسرائيل بكلمة من الله أن لا يذهب إلي هناك ، أن كلمة الله الشفاهية انقذت ملك اسرائيل ، فأخبر ملك اسرائيل ان لا يذهب الي المكان الذي كان العدو منتظره هناك لينال منه ، وبالمثل فهناك أماكن معينة في هذا العالم لا يجب أن نذهب إليها لأن الشرير يخفي لنا فخاً هناك ، ومن  الجائز أن يكون هذا المكان بالنسبة لك يختلف عن المكان الذي ليَّ ، انه يعتمد علي ماهية الشئ الذي يستحوذ علي اهتمامنا هناك ، فالشرير ساهر علي حياتك بدرجة كافية تجعله يعرف إلي أين تذهب وماذا تفعل ، أنه يعرف نقاط ضعفك ، وهو ينتظر النقطة التي بها يجتذبك خارج الطريق ، وهو يسعي محاولاً أن يجد المكان الذي فيه يمكن أن يعرقلك ، ربما يقودك الي شئ في الحياة أو يهاجمك في حياتك العقائدية ، وربما يجعل الامر يختلط عليك فيما يختص بالاجتماع بشئ ما لا تفهمه وبواسطة هذا الشئ يطرحك الي خارج بعيداً ، انه محتال جداً ولا يمكننا ان ندرك كل حيله ، الطريق الوحيد لتصرتنا علي هذا الشرير هو حفظ اقدامنا باستمرار بواسطة كلمة الله ، فإذا ثبتت أقدامنا في ذلك الطريق فإن العدو لا يمكن أن يمسنا . وقد قدم يوحنا بنيان ايضاحاً رمزياً في كتابه الشهير (سياحة المسيحى) متحدثاً عن المسيحي أثناء ارتحاله نحو المدينة السماوية ، وفي أحد النقاط خلال رحلته قد سمع زئير الأسود التي تواجهه ، وفكر قائلا "لا إنني لا أقدر علي مواجهة الأسد!" ، لكن عندما رجع الي خريطته التي تحدد له الطريق الذي يسير فيه قد وجد أن كل واحد من هذه الأسود مقيد بسلاسل والسلاسل في طولها لا تقدر أن تصل إليه - فالمدد والعون كان من خلال خريطته ! ، والأسود تقدر أن تزأر كما شاءت ولكنها لا تقدر أن تمسه ! ، فاستخدم بنيان هذا الايضاح ليظهر بالطبع أن كلمة الله هي خريطتنا وهي مرشدنا في الطريق ، و( بطرس 5 : 8 ) يدعونا أن نصحو ونسهر لأن إبليس خصمنا كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو ! وبالمثل نحن أيضاً إذا حفظنا أرجلنا في طريق الكلمة سوف نُنقَذ من كل خطط العدو .
والآن يمكنك أن تري أنه ليس هناك عذر لأي واحد منا أن يفقد الطريق ، لأن الله قد سبق وأعد العده لنا لأجل هذه الأعداء الثلاثة . ونلخص الآن ما قدمنا .
العـالم : ويمكننا الانتصار علي هذا العدو بواسطة الإيمان الثابت في المسيح كالمركز لعالم آخر مختلف تماماً لعالم مجيد وعجيب .
الجسـد : ويمكننا  الانتصار علي أعمال هذا العدو بواسطة السلوك في الروح .
الشـرير : ونجد النصرة علي هذا العدو بواسطة طاعة مبادئ كلمة الله .

بقلم : بروس انيستي
ترجمة : عاطف فهيم

ليست هناك تعليقات: