الخميس، 29 ديسمبر 2011

الاجتماع العظيم في الهواء

الاجتماع العظيم في الهواء


نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ ... ( 1تس 4: 17 )


قريبًا سوف ينعقد اجتماع عظيم جدًا في الهواء الطَلِق، أعظم من أي اجتماع سبق انعقاده. وسوف تكون لهذا الاجتماع مظاهر تختلف عن تلك التي لأي اجتماع شاهده العالم. ولنذكر بعضها:
مكان الاجتماع: ليس على الأرض ولا في السماء. إنه في الهواء ( 1تس 4: 17 )
الحاضرون: هم جماعة المفديين، المُشترون بالدم من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، منَ في القبور منهم، والأحياء على الأرض حينئذٍ. ولا واحد منهم سوف يتخلف عن حضور هذا الاجتماع. وسوف يلبس جميعهم أجسادًا مُمجدة، مُقامة أو متغيرة.
الغائبون: غير المُخلَّصين، غير المفديين بالدم، كل الذين ”بلا مسيح“.
الغرض من الاجتماع: هو «مُلاقاة الرب». فسوف يجتمع حول شخص المخلِِّص المجيد ربوات المفديين. وما أعظم فرح الفادي حينما يرى حوله الذين هم ”تعب نفسه“ الذين من أجلهم ”سكب للموت نفسه“. وأي فرح سوف يملأ قلوب المفديين إذ يتطلعون في وجه فاديهم الذي يشع بالمجد والجلال!
موعد الاجتماع: من المظاهر الغريبة لهذا الاجتماع العظيم أنه ما من إنسان بين كل الشعوب يعلم موعده. ربما في الصباح أو بعد الظهر، في المساء أو في منتصف الليل. ربما هذا العام أو هذا الأسبوع وربما هذا اليوم. على كل واحد أن يبقى في حالة الاستعداد والسهر منتظرًا سماع إشارة بدء الاجتماع. سوف لا تدق أجراس لإعلان بدء الاجتماع، فإن «الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء». وفي لحظة في طرفة عين، سوف يأخذ كل واحد من المفديين مكانه في الاجتماع.
بعد انعقاد الاجتماع: سوف يخيِّم حزن عميق على الذين خارج الاجتماع. لنستمع إلى كلمات أولئك الذين لم يكن في الاجتماع مكان لهم «يا سيد يا سيد افتح لنا». لكن هل هو بالحقيقة سيدهم؟ ربما يكونوا قد اعتمدوا، وكان لهم أماكنهم في الاجتماعات، لكنهم لم يولدوا ثانية. وسوف يُجيبهم الرب: «الحق أقول لكنّ ما أعرفكن». لأنه لم توجد صلة الإيمان بين نفوسهم وبين المسيح. والآن هم خارجًا إلى الأبد. هناك البكاء وصرير الأسنان.
الوقت يسرع: إن كل دقة من دقات الساعة تُعلن الاقتراب من الأبدية. لكن شكرًا للرب لأنه حتى هذه اللحظة لم يَقُم ليغلق الباب

كاتب غير معروف

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

مجهولين

كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ  (2كو 6 : 9)

عندما كتب الرسول بولس في رسالة الخدمة المسيحية "كمجهولين ونحن معروفون" فقد كان يقصد أن العالم لا يعرف ولا يقدِّر الروحيين. ومن الجميل عمومًا أن يخدم الشخص في الخفاء، ويكون نظير ”الجندي المجهول“ الذي يقوم بالعمل في صمت. إن أمثال هؤلاء ليس فقط يبرهنون على صدق تكريسهم وحقيقة اتضاعهم، بل إنه لا توجد خدمة حقيقية لا تحتاج إلى أمثالهم، ففي حين يظهر على مسرح الأحداث أفراد قليلون، فإن أضعافهم يكملون الخدمة من خلف الستار. وهم مجهولون في ثلاث صور:

*
مجهولون في أسمائهم: فنحن لا نعرف اسم الغلام الموكَّل على الحصادين (را2) أو رجل الله الذي من يهوذا (1مل13) أو الفتاة المسبية (2مل5) أو الأخ الذي مدْحه في جميع الكنائس ( 2كو 8: 18 ) ولكنهم جميعًا قاموا بخدمات جليلة وأدّوا رسائل نافعة في أجيالهم.

*
مجهولون في أعمالهم: وهناك مَنْ نعرف أسماءهم ولا نعرف ما عملوه بالتحديد كله؛ مثل برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب ( رو 16: 12 ) أو معظمهم مثل بناياهو بن يهوياداع من أبطال داود المكرَّسين الذي ما أقل ما تسجَّل عن بطولاته، في حين أنه رجل كثير الأفعال ( 2صم 23: 20 ) .

*
مجهولون في أقوالهم: نظير يوسف الذي تلقب بـ «برنابا» أي ”ابن الوعظ“ لعظاته الرائعة وأقواله الجميلة، إلا أننا لم نقرأ له ولا عظة واحدة في كل الكتاب ! ولكنهم أيضًا معروفون في ثلاث دوائر:

*
معروفون لدى الرب: الذي يرى ويعرف كل شيء عنا من الآن! سرًا كان أم علنًا. ويا له من تشجيع وتحذير في الوقت نفسه!

*
معروفون لدى الذين خدموهم: لم يكن الرسول بطرس يعرف طابيثا وأعمالها الخيرية للمحتاجين ( أع 9: 40 ) إلا أنهم عرفوها وأعلنوا خدمتها عندما ماتت قبل أن تحيا من جديد.

*
معروفون لدى الكل قريبًا: عندما سنُظهر أمام كرسي المسيح للمكافأة كمؤمنين، فإن الكل سيُستعلن للمدح والمُجازاة أمام الرب وأمام القديسين والملائكة جميعًا، قريبًا جدًا. يا ليتنا على قدر المستطاع، نُكثر من الاختفاء ونعمل في الخفاء واثقين أن إلهنا الذي يرى في الخفاء سيُجازينا علانيةً.


اسحق ايليا