الأربعاء، 23 مارس 2011

أعداء المؤمن الثلاثة (1)

خـطـط العـدو
بسبب طول الموضوع سيتم تجزئته على حلقات
الحلقة الاولى
أود أن أتحدث عن موضوع أعداء المؤمن الثلاثة ، دعونا أولاً كبداية نقرأ (2مل ٨ : ١١ ، ٢١) .
"فجعل نظره عليه وثبته حتي خجل فبكي رجل الله ، فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي فقال لأني علمت ما ستفعله ببني اسرائيل من الشر فإنك تطلق  النار في حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم أطفالهم وتشق حواملهم" .
كان هناك وقت حرب في إسرائيل ، فقد كانوا في معركة مع اعدائهم لأنهم يريدون الحفاظ علي ميراثهم الأرضي ، وقد أعلن الرب لأليشع أن هذا الرجل حزائيل سيصبح هو قائد قوات العدو ، وقد غلب عليه الحزن عندما علم بالهلاك الذي سيلحقه حزائيل ببني اسرائيل ، وبالمثل فنحن في معركة روحية ضد أعداء روحيين ، وشكراً للرب لأني استطيع أن أقول بنعمة الرب أنه بالمعونة والمدد الذي أعطانا إياه الرب يمكننا ان نكون منتصرين علي تلك الأعداء المخيفة ونحيا حياتنا لأجل مجد الله .
ومثل النبي أليشع أجدني أشعر بالأسي من أجلكم ومن أجل نفسي لأني أعلم من كلمة الله محاولات الأعداء وما يريد أن يفعله بشعب الله ، وغزو هذه الأعداء علي الشهادة المسيحية قد جعلها في حالة من الخراب والدمار ، فنحن معرضون للعديد من الكوارث خلال المعارك الروحية التي نجتاز فيها ، إننا نندهش عندما نري سطو تلك الأعداء ونجاحها الفائق ، فقد كنت أتحدث إلي أخ منذ سنوات قليلة فكان يحدثني عن الشباب الذين كانوا في اجتماعه المحلي فقال  كان في سنة 1980 ما يقرب من سبعين شاباً نموا في الاجتماع ، والآن ليسوا بموجودين لسبب أو لآخر ، ولكن أين قد ذهب كل هؤلاء ؟ فقد استطاع العدو أن يطوِّح بهم بعيداً بطريقة أو بأخري ، وبعملية حصر بسيطة استطعنا أن نحسب عدد الذين فُقدوا ما يقرب من 80٪ ، ونقول أن ليس كل الذين تركوا الاجتماع انحدروا الي النجاسة أو الشرور الفاضحة ، ولكنهم ابتعدوا عن المكان الذي يحضر فيه الرب في الوسط وحيث يوجد الحق ويمارس ولو بصورة ضعيفة ، وهذا يعني أن الموجودين يمثلون 20٪ فقط .
وكنت قد تقابلت مرة مع أخ من اجتماع آخر في أحد المؤتمرات وأخبرته بذلك ، فمضي وعاد إليَّ بعد قليل وصرَّح بحزن أن نفس هذا الشئ قد حدث في اجتماعه المحلي ، فقد صُدِم عندما علم بتلك الاحصائيات ، والأعداد الغفيرة التي تركت الاجتماع ، وفي طريقنا الي المنزل تحدثنا أنا وزوجتي وتذكرنا عن طريق الصور أعداد الشباب التي كانت في اجتماعنا الصغير خلال العشر سنوات الماضية وأقول لكم أن الأحصائية في اجتماعنا كانت أسوأ فقد ترك ما يقرب من 85٪ من الاجتماع ، فقد طُوََّح بهم خلال مشاكل وظروف عديدة إلي طرق أخري بعيداً ، وعلي أي حال عندما تنظر الي الاحصائيات هذه تجد أن معدلات التآكل بين المجتمعين الي اسم الرب عالية جداً .
ونجد نفس الشئ هنا معنا في كاليفورنيا ، وقد حصلت علي البرهان علي ذلك ، فقد كانت الأخت لديها العديد من صور الشباب من جيلنا في اجتماع
Lassen Pines منذ 25 أو 30 سنة ، فإنك تجد معظم الاخوة في هذه الصورة قد تركوا الاجتماع وذهبوا الي طرقهم المختلفة ، فالإخوة الذين نمونا معهم وكبرنا وعرفناهم حسناً من خلال الشركة سواء بطريقة أو بأخري ذهبوا بعيداً ، لم يذهبوا جميعهم فعلاً الي طرق فاضحة أو معيبة ، لكنهم تركوا الطريق الذي كانوا سالكين فيه بنعمة الله ، قد كان أبفراس "يصلي لأجل القديسين لكي يثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله" (كو 4 : 12)  ، فإذا تركنا أي جزء من الحق الذي أودع لنا نكون بالفعل غير ثابتين "في كل مشيئة الله" وهذا ما قد حدث للأغلبية العظمي من هؤلاء الذين اجتمعوا مرة إلي اسم الرب .
والآن أنا لا أدين هؤلاء الذين تركوا الاجتماع ، فليس هذا قصدي مطلقاً لأننا لسنا أفضل منهم علي الاطلاق ، ولكننا موجودين هنا بنعمة الله فقط ، ولكنني ذكرت هذه الامور لكي أشير أن للعدو نجاح عظيم بين  الشباب ، ولكن ماذا عن هذا الجيل ؟ فيا تري سيكون هناك أي اختلاف ؟ ، فهل يدرك الشباب حقاً خطورة هذا الطريق الذي نسير فيه ، ومقدار القوة الفائقة التي لهؤلاء الأعداء ؟ .
وهذه الأعداء تخطط لأجل غرض واحد وهو أن ينزلق المؤمن الي طريق الحلول الوسط (الحل التوفيقي) ، وبالتالي يمكنه أن يهين الرب ، فغاية العدو هو أن يهين اسم الرب ، مستخدماً المؤمن للوصول الي تلك الغاية إن أمكن ، فالشيطان قد يستخدم غير المؤمن في الهجوم علي الشهادة المسيحية ، فهذا شئ ، ولكن أن يجعل المسيحي (الذي يحمل ذلك الاسم) يتمم غاية إبليس ، فهذا شئ فظيع للغاية .
إمدادات الرب
والآن أود أن أظهر من خلال الكتب تلك الامدادات العجيبة التي قد أعدها الله لنا لكي يمكننا أن نغلب ونهزم خطط تلك الأعداء الثلاثة ، وبالتالي نحيا حياة سعيد ومنتصرة ومثمرة لمجد الله ، فبدون  الرب سوف ننطرح بعيداً مثل هؤلاء الذين ذكرناهم ، فالطريق المسيحي ملئ بالمخاطر والفخاخ ، ولكن طريق السعادة إذا كنا قريبين باستمرار من الرب ، واستفادت أنفسنا من تلك الامدادات التي منحنا إياها الرب لأجل طريقنا هذا ، فيقول الكتاب "حبيب الرب يسكن لديه آمناً" (تث 33 : 12) القرب الكافي من المسيح . هذا هو الشئ الضروري لنا أن نستمر بجواره ، فداود الذي هو مثال للمسيح قال لآبياثار "أقم معي لا تخف ، لأني الذي يطلب نفسي يطلب نفسك ولكنك عندي محفوظ" (1صم 22 : 23) .
دعونا نري شاهداً آخر في (٢بط 1 : 3) "كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي" ، فهذا معناه بأن الله سبق وأعد لنا كل العدة لأجل الطريق ، ولكن قد تسأل ماذا يعني بالقول كل ما هو للحياة والتقوي ؟ .
دعني أخبرك عن بعض من هذه :
١ - لنا كلمة الله لتهدي أقدامنا (مز 119 : 105)
٢ - لنا روح الله الذي يعطينا القوة لأجل السلوك في الطريق (رو 8 : 2) .
٣ - لنا عمل المسيح التوسطي في الأعالي كرئيس وكشفيع ليحفظنا من الخطية ويرد نفوسنا في حالة الاحتياج لهذا (عب 7 : 25 ، 1يو 2 : 1)
٤ - لنا عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه (عب 4 : 16) .
٥ - لنا سلاح الله الكامل ليحمينا من مكايد ابليس (أف 6 : 11 - 18)) .
٦ - لنا عمل الملائكة الموكلين لإنقاذنا من الاخطار الزمنية (عب 1 : 14) .
7 - لنا شركة  القديسين لأجل تشجيعنا في الطريق (2تي 2 : 22) .
إذاً فنحن قد وُهبنا كل ما هو للحياة والتقوي ، وبكلمات أخري فنحن لنا كل شئ نحتاج إليه لأجل الطريق التي نسير فيها ، ولذلك ليس هناك سبب لأجل فقدان الطريق والفشل خلاله ، فهل الطريق اليوم أصعب مما كان عندما كنت شاباً ؟ كلا فإنه نفس العدو الذي ضدنا والذي لايلين ، وللأسف من أجل عدم الاهتمام بتلك الإمدادات التي أعدها لنا الرب ، نجد عدو نفوسنا وقد تمم عمله ، وقد أكمل عمله حسناً جداً ، فكم كم الكوارث قد صنع بنا
(يتبع)

ليست هناك تعليقات: