الحلقة الثانية
كيفية ثبات الفرح الحقيقي
كيفية ثبات الفرح الحقيقي
أود الآن أن أتحدث عن كيفية ثبات حياة الفرح والسعادة ، فالله ليس فقط مهتم أن يعطينا الفرح أي فرح الخلاص في البداية فقط و لكنه يرغب أن يعطينا الثبات لذلك الفرح خلال طريقنا المسيحي .
إن السر لامتلاك حياة مثمرة ومليئة بالسعادة هي في اتباع طريق الرب يسوع عندما عاش هنا في هذا العالم ، ان كل شئ يحتاجه المؤمن لأجل ثبات حياته موجود في شخص المسيح ، إنه هو الحل ! ، وكما تقول الترنيمة الجميلة "إن يسوع هو الجواب لعالم اليوم" وهذا هو الحال دائماً كما كان في الماضي يسوع هو الجواب كذلك اليوم أيضاً وإلي الأبد ! ، فيسوع هو الحل لكل شئ في حياة المؤمن ، فإذا كنت راغباً أن تحيا حياة مثمرة وسعيدة للإيمان ، هو أن تتبع آثار طريق ربنا المبارك يسوع المسيح .
فرح المسيح كإنسان
إن الرب يسوع المسيح كان إنسان الفرح ، ولكنه لم يكن فرح بطياشة اطلاقاً ، فقد اجتاز في ظروف في منتهي القسوة وقد كانت كل الأشياء ضده ، ولكنه قد وجد فرحه من ينابيع فوق الظروف ، وهذا قد أعانه في طريقه ههنا ، والرب يريد أن يأتي بك الي هذا الفرح لكي يثبت فرحك كمؤمن خلال حياتك هنا أيضاً .
وأريد أن اقرأ بعض الآيات في المكتوب لكي نري تلك الأشياء التي جعلت المسيح سعيداً كإنسان ، ونري ما الذي ساعده في حياته عندما اجتاز هذا العالم ، وتلك الأشياء التي عضدته وجعلته إنساناً سعيداً هي بعينها نفس الأشياء التي تجعلني أنا وأنت في نفس حالة الفرح هذه .
إن الرب يسوع المسيح كان إنسان الفرح ، ولكنه لم يكن فرح بطياشة اطلاقاً ، فقد اجتاز في ظروف في منتهي القسوة وقد كانت كل الأشياء ضده ، ولكنه قد وجد فرحه من ينابيع فوق الظروف ، وهذا قد أعانه في طريقه ههنا ، والرب يريد أن يأتي بك الي هذا الفرح لكي يثبت فرحك كمؤمن خلال حياتك هنا أيضاً .
وأريد أن اقرأ بعض الآيات في المكتوب لكي نري تلك الأشياء التي جعلت المسيح سعيداً كإنسان ، ونري ما الذي ساعده في حياته عندما اجتاز هذا العالم ، وتلك الأشياء التي عضدته وجعلته إنساناً سعيداً هي بعينها نفس الأشياء التي تجعلني أنا وأنت في نفس حالة الفرح هذه .
1- كانت مسرته في كلمة الله
دعونا نقرأ أولاً (مز 1 : 1-3) "طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ، لكن في ناموس الرب مسرته ، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً ، فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في آوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح" إن المزمور الأول يبين لنا حياة المسيح كإنسان مطوَّب وكلمة طوبي تعني الفرح أو السعادة ونحن نجد هنا الشئ الأول والعظيم الذي استحضر الفرح والسرور الي قلب الرب يسوع عندما سار هنا علي أرضنا ، فقد كان إنساناً سعيداً حقاً ، وياتري ما هو سر سعادته كما يخبرنا ذلك المزمور ؟ إن سعادته كانت في ناموس الرب الذي هو كلمة الله ، وهنا سر الفرح والسعادة الحقيقية ! ، فقد كان متأملاً في تلك الكلمة ليلاً ونهاراًَ وهذا جعله في تلك الحالة من السعادة ، ولاحظ أنه في اثناء حياة الرب لم تكن الكلمة المطبوعة التي في وقتنا الحالي ، فالطباعة ابتدأت منذ حوالي 500 سنة فقط ، ولكن كان المكتوب في مخطوطات كتبت باليد ، والتي كانت تقرأ في المجمع حيث يقرأونها يوم السبت ، فهو كان يسمعها ويختزنها في قلبه ، كما هو مكتوب "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك" (وبالطبع لم يكن لديه أي ميل للخطأ ضد الله ولكن كانت كلمة الله مختبئة في قلبه ) ، وهذا هو المكان الذي يجب أن نخبئ فيه الكلمة ، أي قلوبنا وبالتالي نلهج فيها خلال اليوم ، ويقول في (مز 17 : 4) "بكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" واعلم جيدا أن كلمة الله هي التي تحميك من خطط عدوك ، فالعدو يريد أن يفسد فرحك ، فهو يرغب ان يزج بك في طريق ليس بحسب مشيئة الله ، ولذا فنحن في أمَّس الاحتياج لمبادئ كلمة الله لأجل ارشادنا كل يوم من أيام حياتنا .
دعني اسألك هل تمثل كلمة الله جزء من حياتك ؟ هل هي جزء مكمل لحياتك أو تقرأها مجرد قراءة سطحية ؟ هل خصصت وقت يومي لقراءة الكتاب والصلاة للرب ؟ وأود أن أقول أن هذا هو الشئ الأول الذي تحتاجه لحياتك المسيحية ، لأنه بواسطة تلك الكلمة يتجدد الإنسان الداخلي يوماً فيوماً (2كو 4 : 16) ، فإذا كنت تخصص عزيزي الشاب وقتاً يوميا تحصل فيه من كلمة الله فإن ذلك سيكون لبركتك ، ولأجل حياتك الروحية ، وإذا كنت لا تطعم من كلمة الله ، فإن الحياة الجديدة التي فيك سوف لا تنمو ، فإن الحياة الأبدية يجب أن تتغذي علي المسيح في الكتب ، فإن ما تسمعه أيها الشاب من الآب أو الأم أو ما تسمعه في اجتماع قراءة الكتاب غير كافي لك بالمرة .
وسأعطيك سبعة أسباب لقراءة الكتاب :
1 - يجب أن المؤمن يقرأ كتابه ليتعلم عن المسيح أكثر ، "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية ، وهي التي تشهد لي" (يو 5 : 39 ، لو 24 : 25 - 27 ، 44) أنه هو موضوع كل الكتاب ، فهل تعلم أن الله عندما كتب الكتب المقدسة كان المسيح أمامه ! ، ولذا إذا أردنا الحصول علي بركة من الكتب فيجب أن يكون المسيح أمامنا عندما نقرأ ! ، وإذا كان الأمر هكذا فإننا سنحصل علي بركة من الكتب ! ، وسنجد الفرح الذي تحدثنا عنه في المزمور الأول.
2 - المؤمن يقرأ كتابه ليحصل علي النور والارشاد في الطريق ، ولكي يُحفَظ من طرق المعتنف (2تي 3 : 15 ، مز 17 : 4 ، مز 19 : 7 ، مز 119 : 105 ، 130 ، 2مل 6 : 8-12) .
3 - يقرأ الكتاب لكي ينمو روحياً في نعمة الله ، ولكي يتصور فيه المسيح (1بط 2 : 2 ، 2كو 3 : 18) .
4 - نقرأ لكتاب لكي نتعلم عن بركاتنا الروحية التي لنا في المسيح حيث نبني ونثبت في الإيمان المقدس (أع 20 : 32 ، رو 16 : 25 ، 26 ، يهوذا 20).
5 - نقرأ الكلمة لكي نجد التعزية والقوة والفرح في وقت التجربة والحزن (رو 15 : 4 ، مز 119 : 49 ، 50) .
6 - نقرأ الكلمة لكي تتطهر نفوسنا من كل دنس وخطية ، بواسطة غسل الماء بالكلمة ، وهذا ينشئ توبة واعتراف ورد النفس للرب ، فالكلمة لها سمة التطهير لنفوسنا بطريقة عملية (مز 119 : 9 ، أف 5 : 26 ، مز 19 : 7) .
7 - نقرأ لكي نعرف احداث المستقبل لنعرف غرض الله لتمجيد ابنه في العالم الآتي في دائرتين ، دائرة السماء ودائرة الأرض ، (2بط 1 : 19 - 21 ، رؤ 1 : 1-3 ، أف 1 : 10) .
إني قد ذكرت لك الأسباب التي تستدعي قراءة الكتاب المقدس ، فهل يمكن أن تعطيني سبب واحد يجعلك غير راغب في قراءة الكتاب المقدس ؟ ! ، إنك سوف لا تجد سبب واحد لهذا ، فليس هناك أي سبب يجعل المؤمن لا يقرأ كتابه كل يوم ، فهل تقرأ كتابك يومياً ؟ إنني أدعوك وأحرِّضك علي ذلك لكي تنمو حياتك الروحية ، ليتك ما تجعل هذا الأمر له الأولوية في حياتك اليومية وستختبر البركة بنفسك .
2 - كانت مسرته في الشركة مع القديسين
أود أن أتحدث عن الشئ الثاني في (مز 16 : 1 - 3) وأيضاً الرب يسوع أمامنا كالإنسان المتكل علي الله "احفظني ياالله لأني عليك توكلت ، قلت للرب أنت سيدي خيري لا شئ غيرك القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم" فنجد هنا ان الرب يسوع كان له مصدراً آخر لفرحه وسروره وهي العلاقة مع القديسين مثل بطرس ويعقوب ويوحنا ومريم ومرثا ولعازر ... وغيرهم أنهم الذين يدعوهم هنا "الأفاضل كل مسرتي بهم" وهذا لا يعني انهم كانوا كاملين من الناحية الأدبية ، ولكنهم كانوا أفاضل لأن لهم إيمان ، فالرب لا يقصد أنه يكون مع الذين يسلكون بالكمال فقط ، شكراً للرب لأجل ذلك ، فهذا ليس المقصود هنا ، ولكننا نجد هنا أن الرب يستمد فرحه من وجوده مع القديسين ، بالسلوك في علاقة معهم ، وفي هذا نجد نحن سرورناً أيضاً ! .
وأنت يمكنك أن تكون في علاقة مع هؤلاء المذكور عنهم في (2بط 1 : 1) "إيماناً ثميناً مساوياً لنا" أرجو أن نكون سبب تقوية لأحدنا الآخر ، ونتشجع للاستمرار في طريق الإيمان لأجل الرب ، وبالنسبة لي عندما كنت في عمر الشباب كنت أجد أعظم التشجيع من هؤلاء المتقاربين معي في السن (وهذا لا يعني إنني ليس لي أصدقاء من الكبار سناً فإنني بالفعل لي الكثير منهم) ولكن عندما تري آخرين من نفس عمرك فإن هذا يشجعك في طريق الإيمان والنمو ، وأنا أؤمن أنه ان كان البعض منا راغباً في السلوك في الحق ومسرة الرب فسيكون لهم التأثير علي الآخرين لا محالة ، ونرجو ان يكون الحال هكذا معنا .
فإننا نري الرب يسوع هنا كالإنسان المتكل علي الله في هذا المزمور وقد وجد مسرته في العلاقة بالقديسين ، فالله لا يريدنا أن نخرج خارج دائرة شعب الله لأجل أي احتياج لنا سواء كان احتياج اجتماعي أو روحي ، ففي وسط شعبه نجد اشباع لكل أعوازنا ، وفي بداية الكنيسة نجد أن الله أنشأ علاقة بين القديسين ، وهذا يتحدث عنه في (أع 2 : 42) "كانوا يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" الله يعلم إننا بحاجة الي الشركة ، وأنا أعرف أن البعض منهم الذين هم في اجتماعات قليلة العدد لا يجدوا الكثير من الشركة ، وهذا أمر صعب ولكن الرب سيرتب لنا أوقات للشركة سنشكر الرب عليها .
فالرب يسوع وجد مسرته مع خاصته كما يجب أن نكون نحن أيضاً كما هو مكتوب "ولما أطلقا أتيا الي رفقائهما ..." (أع 4 : 23) فياله من مكان للانتعاش والراحة فقد كان الرب يذهب عادة إلي بيت عنيا حيث وجد هناك بيت كان مفتوح له دائماً حيث يجد تعزية وانتعاش في الشركة مع مريم ومرثا ولعازر ، فقد وجد شركته بين شعب الله ، وياتري أين تجد شركتك ؟ ، فهل تجد شركتك مع دائرة شعب الرب ، من الجائز ان تفعل ذلك لتشبع احتياج اجتماعي داخلك ، لكن هذا سيكون له تأثيره علي حياتك الروحية وسيكون غير ايجابي ، لأن عدو نفسك قد يستخدم ذلك لابعادك عن الشركة مع شعب الله ، وإنا لا أحب ذلك واعتقد أن الرب لا يحب ذلك أيضاً .
مزمور (119 : 63) "رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك" ولاحظ أنه لم يقل "رفيق أنا لكل شعب اسرائيل" لأنه كان يوجد اسرائيليين كثيرين في ذلك الوقت لا يسلكون حسناً ، فهو كان رفيقاً فقط لهؤلاء الذين يخافون الرب ويحفظون وصاياه ، فهناك فئة من شعب الله ينطبق عليها هذا القول ويجب ان يكون ذلك معنا نحن أيضاً بالمثل ، فلا يجب ان يكون كل مؤمن رفيقاً لنا ، هل أدركت ما قلت ؟ فالله يريدك ان تختار رفقائك الذين يكونوا سبب في تقويتك ومعونة لك ، فليس كل المؤمنين سيكونوا سبب اعانة لك في الطريق ، من المؤكد أننا يجب أن نحب كل المؤمنين أياً كان وضعهم (وفي الواقع يجب أن نحب كل الناس سواء كانوا مؤمنين أم لا) ولكن للأسف ليس كل المؤمنين سالكين في الطريق الصحيح الذي هو حسب اختيار الله ، ولا هم يرغبون في حفظ وصاياه ، وهذا العدد الذي قرأناه يبين لنا أي نوع من الرفقاء يجب ان يكون لنا .
عدو آخر يأتي الي ذهني فيما يختص بعروس النشيد (شالوميث) في سفر نشيد الأنشاد ، فقد رغبت أن تعرف أين يرعي العريس (سليمان) قطيعه ، فماذا قاله لها ؟ "اخرجي علي آثار الغنم" أي تحفظ آثار القطيع وتسير وراءها وهذه نصيحة غالية لنا أيضاً .
3 - يقرأ الكتاب لكي ينمو روحياً في نعمة الله ، ولكي يتصور فيه المسيح (1بط 2 : 2 ، 2كو 3 : 18) .
4 - نقرأ لكتاب لكي نتعلم عن بركاتنا الروحية التي لنا في المسيح حيث نبني ونثبت في الإيمان المقدس (أع 20 : 32 ، رو 16 : 25 ، 26 ، يهوذا 20).
5 - نقرأ الكلمة لكي نجد التعزية والقوة والفرح في وقت التجربة والحزن (رو 15 : 4 ، مز 119 : 49 ، 50) .
6 - نقرأ الكلمة لكي تتطهر نفوسنا من كل دنس وخطية ، بواسطة غسل الماء بالكلمة ، وهذا ينشئ توبة واعتراف ورد النفس للرب ، فالكلمة لها سمة التطهير لنفوسنا بطريقة عملية (مز 119 : 9 ، أف 5 : 26 ، مز 19 : 7) .
7 - نقرأ لكي نعرف احداث المستقبل لنعرف غرض الله لتمجيد ابنه في العالم الآتي في دائرتين ، دائرة السماء ودائرة الأرض ، (2بط 1 : 19 - 21 ، رؤ 1 : 1-3 ، أف 1 : 10) .
إني قد ذكرت لك الأسباب التي تستدعي قراءة الكتاب المقدس ، فهل يمكن أن تعطيني سبب واحد يجعلك غير راغب في قراءة الكتاب المقدس ؟ ! ، إنك سوف لا تجد سبب واحد لهذا ، فليس هناك أي سبب يجعل المؤمن لا يقرأ كتابه كل يوم ، فهل تقرأ كتابك يومياً ؟ إنني أدعوك وأحرِّضك علي ذلك لكي تنمو حياتك الروحية ، ليتك ما تجعل هذا الأمر له الأولوية في حياتك اليومية وستختبر البركة بنفسك .
2 - كانت مسرته في الشركة مع القديسين
أود أن أتحدث عن الشئ الثاني في (مز 16 : 1 - 3) وأيضاً الرب يسوع أمامنا كالإنسان المتكل علي الله "احفظني ياالله لأني عليك توكلت ، قلت للرب أنت سيدي خيري لا شئ غيرك القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم" فنجد هنا ان الرب يسوع كان له مصدراً آخر لفرحه وسروره وهي العلاقة مع القديسين مثل بطرس ويعقوب ويوحنا ومريم ومرثا ولعازر ... وغيرهم أنهم الذين يدعوهم هنا "الأفاضل كل مسرتي بهم" وهذا لا يعني انهم كانوا كاملين من الناحية الأدبية ، ولكنهم كانوا أفاضل لأن لهم إيمان ، فالرب لا يقصد أنه يكون مع الذين يسلكون بالكمال فقط ، شكراً للرب لأجل ذلك ، فهذا ليس المقصود هنا ، ولكننا نجد هنا أن الرب يستمد فرحه من وجوده مع القديسين ، بالسلوك في علاقة معهم ، وفي هذا نجد نحن سرورناً أيضاً ! .
وأنت يمكنك أن تكون في علاقة مع هؤلاء المذكور عنهم في (2بط 1 : 1) "إيماناً ثميناً مساوياً لنا" أرجو أن نكون سبب تقوية لأحدنا الآخر ، ونتشجع للاستمرار في طريق الإيمان لأجل الرب ، وبالنسبة لي عندما كنت في عمر الشباب كنت أجد أعظم التشجيع من هؤلاء المتقاربين معي في السن (وهذا لا يعني إنني ليس لي أصدقاء من الكبار سناً فإنني بالفعل لي الكثير منهم) ولكن عندما تري آخرين من نفس عمرك فإن هذا يشجعك في طريق الإيمان والنمو ، وأنا أؤمن أنه ان كان البعض منا راغباً في السلوك في الحق ومسرة الرب فسيكون لهم التأثير علي الآخرين لا محالة ، ونرجو ان يكون الحال هكذا معنا .
فإننا نري الرب يسوع هنا كالإنسان المتكل علي الله في هذا المزمور وقد وجد مسرته في العلاقة بالقديسين ، فالله لا يريدنا أن نخرج خارج دائرة شعب الله لأجل أي احتياج لنا سواء كان احتياج اجتماعي أو روحي ، ففي وسط شعبه نجد اشباع لكل أعوازنا ، وفي بداية الكنيسة نجد أن الله أنشأ علاقة بين القديسين ، وهذا يتحدث عنه في (أع 2 : 42) "كانوا يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" الله يعلم إننا بحاجة الي الشركة ، وأنا أعرف أن البعض منهم الذين هم في اجتماعات قليلة العدد لا يجدوا الكثير من الشركة ، وهذا أمر صعب ولكن الرب سيرتب لنا أوقات للشركة سنشكر الرب عليها .
فالرب يسوع وجد مسرته مع خاصته كما يجب أن نكون نحن أيضاً كما هو مكتوب "ولما أطلقا أتيا الي رفقائهما ..." (أع 4 : 23) فياله من مكان للانتعاش والراحة فقد كان الرب يذهب عادة إلي بيت عنيا حيث وجد هناك بيت كان مفتوح له دائماً حيث يجد تعزية وانتعاش في الشركة مع مريم ومرثا ولعازر ، فقد وجد شركته بين شعب الله ، وياتري أين تجد شركتك ؟ ، فهل تجد شركتك مع دائرة شعب الرب ، من الجائز ان تفعل ذلك لتشبع احتياج اجتماعي داخلك ، لكن هذا سيكون له تأثيره علي حياتك الروحية وسيكون غير ايجابي ، لأن عدو نفسك قد يستخدم ذلك لابعادك عن الشركة مع شعب الله ، وإنا لا أحب ذلك واعتقد أن الرب لا يحب ذلك أيضاً .
مزمور (119 : 63) "رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك" ولاحظ أنه لم يقل "رفيق أنا لكل شعب اسرائيل" لأنه كان يوجد اسرائيليين كثيرين في ذلك الوقت لا يسلكون حسناً ، فهو كان رفيقاً فقط لهؤلاء الذين يخافون الرب ويحفظون وصاياه ، فهناك فئة من شعب الله ينطبق عليها هذا القول ويجب ان يكون ذلك معنا نحن أيضاً بالمثل ، فلا يجب ان يكون كل مؤمن رفيقاً لنا ، هل أدركت ما قلت ؟ فالله يريدك ان تختار رفقائك الذين يكونوا سبب في تقويتك ومعونة لك ، فليس كل المؤمنين سيكونوا سبب اعانة لك في الطريق ، من المؤكد أننا يجب أن نحب كل المؤمنين أياً كان وضعهم (وفي الواقع يجب أن نحب كل الناس سواء كانوا مؤمنين أم لا) ولكن للأسف ليس كل المؤمنين سالكين في الطريق الصحيح الذي هو حسب اختيار الله ، ولا هم يرغبون في حفظ وصاياه ، وهذا العدد الذي قرأناه يبين لنا أي نوع من الرفقاء يجب ان يكون لنا .
عدو آخر يأتي الي ذهني فيما يختص بعروس النشيد (شالوميث) في سفر نشيد الأنشاد ، فقد رغبت أن تعرف أين يرعي العريس (سليمان) قطيعه ، فماذا قاله لها ؟ "اخرجي علي آثار الغنم" أي تحفظ آثار القطيع وتسير وراءها وهذه نصيحة غالية لنا أيضاً .
3 - كانت مسرته في فعل مشيئة الله
دعونا نقرأ (مز 40 : 7 ، 8) "حينئذٍ قلت هأنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك ياإلهي سررت وشريعتك في وسط احشائي" وهذا امر آخر كان سبب سرور للرب يسوع وهو فعل مشيئة الله ، فهل سمعت تلك الكلمات "أن أفعل مشيئتك ياإلهي سررت" فهذا المزمور يدعي مزمور المحرقة ، وهو يتوافق مع انجيل يوحنا ، لأنه يستحضر إلينا المسيح الذي جاء الي الأرض ليصنع مشيئة الله ومجده ، في هذا المزمور نجده كالإنسان المكرس ذاته تماماً لله.
دعونا نقرأ (يو 15 : 10 ، 11) "ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته ، كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" .
من هذين الفصلين نجد أنه كان هناك نبع واحد للفرح في حياة ربنا يسوع المسيح عندما كان سائراً هنا في هذا العالم ، فقد كان جل فرحه وسروره في عمل مشيئة الله أبيه ، وفي الشركة معه ، وهذا هو سر السعادة والثمر لحياة كل مؤمن أي صنع مشيئة الله ! .
فقد كان الرب يسوع يستيقظ من صباح الي صباح متلقياً التعاليم من أبيه ، حتي يعرف طريقه وخدمته في حياته ههنا (أش 50 : 4) ، وكل مكان ذهب إليه هنا في أرض اسرائيل كان لبركة الآخرين لأنه عاش ليعمل مشيئة أبيه .
والله يريدك أنت أن تحيا بحسب مشيئته أيضاً ؟ ، فإذا عشت بحسب مشيئة الله في حياتك المسيحية فستكون مؤمناً سعيداً ومثمراً ، فالرب يسوع يهتم أن يشركنا معه في فرحه ، لكي يثبت فرحه فينا ويصير فرحنا كاملاً ، ونتعلم هنا أن الفرح الحقيقي يوجد عندما نتمثل بالرب يسوع في صنع مشيئة الله ، فصدقوني يا أحبائي أنه هناك فرح في فعل مشيئة الله ، ويختبر ذلك فقط السالكين في ذلك الطريق ، ولكنك قد تسأل : "ولكني لا أعرف مشيئة الله بالنسبة لي" وهذا قد يكون صحيحاً ولكن تأكد بأن الرب يريدك أن تعرف مشيئته لأن الكتاب يقول "لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" (أف 5 : 17) ، وأنا أؤمن أنك لو جئت أمامه بصلاة صادقة مثل صلاة شاول الطرسوسي في أعمال (9) "يارب ماذا تريد مني أن أفعل" فسوف يُعرفِّك مشيئته ، وإذا كان شخص يجد صعوبة في معرفة مشيئة الله فهذا لأنه توجد متطلبات لمعرفة تلك المشيئة غير متوفرة في حياة الشخص ، وسأشرح باختصار هذا الامر .
أولاً : وأول كل شئ فإننا بحاجة الي تسليم ارادتنا ، مكتوب في (يو 7 : 17) "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم" فهو لم يقل "ان شاء أحد أن يعرف مشيئته فسيعرف" بل يقول بالأحري إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف ، فيوجد اختلاف شاسع بين الرغبة في معرفة مشيئته والرغبة في عمل مشيـئة الله ، والمقصود هنا هو رغبة القلب الصادقة في عمل مشيئة الله ، مهما تكلف هذا الامر ! ، فإذا رغبنا في وضع حياتنا في يده ، وسلمنا ارادتنا بالكامل له فسوف يعرفنا مشيئته .
ثانياً : الحاجة ليس فقط لإرادة تسلم للرب ، بل أيضاً حياة الانفصال ، لأن (رو 12 : 2) يقول "لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" ونفهم من تلك الكلمات ان الاحتياج هنا الي حياة الانفصال لأجل تمييز مشيئة الله ، لأن عادة الاهتمامات العالمية والطموحات الأرضية تكون بمثابة سحابة تشوه صورة معرفة مشيئة الله ، لأنه لو كان لنا طموحات نرغب أن نحققها أو أشياء نريد انجازها في الحياة أو ربما أماكن نرغب أن نذهب إليها ، فإن تلك الامور ستعوق تمييزنا لفكر الرب ، فيجب أن ننحي تلك الطموحات والاهتمامات العالمية جانباً كي يصير طريق الرب واضحاً لنا .
ثالثاً : نحتاج ايضاً الي قلب مدرب ، فنقرأ في (أف 5 : 14-17) "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح، فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" . فتري هنا أننا نحتاج الي تدريب القلب ، فيقول يوحنا داربي "إن الله لا يعطي نور لنفوس نائمة وغير مبالية" فالمؤمن الغير مبال سوف لا يحصل علي نور واضح من الله للطريق الذي يسير فيه ، فنحتاج الي قلب مدرب تدريب خاص ، فالله غير مزمع أن يعطي فكره لمؤمن غير مبال ، لأنه يحتاج الي قلب مدرب ، وأنا أعتقد ان التدريب في (أف 5) هو النهوض من بين الأموات أي الاهتمام بالأمور الخاصة بالله ، فنحتاج إلي أن نطلب الرب بكل قلوبنا وأفكارنا ، وأنا أؤمن أنه سيقودنا خلال الطريق وسنعرف مشيئته ، وسنختبر الفرح الحقيقي في السلوك في شركة معه لفعل مشيئته .
4 - مسرته كانت في طلب المفقود (الضال)
دعونا نأخذ مثال آخر حيث أن الرب يسوع يجد فيه فرحه أيضاً ، نقرأ (لو 15 : 4-7) "أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحد منها ، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتي يجده ؟ وإذا وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ، ويأتي إلي بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم : افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال ! ، أقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون الي توبه" .
وهنا نجد ان الرب يسوع قد وجد مسرته في طلب الضال ، أن فرحه ان يستحضر الي البركة المحتاجين والمساكين ويخلصهم لكي يأتي بهم الي مكان الراحة والأمان .
فيوجد فرح خاص في طلب الضال ، فلا تعتقد أن هذا العمل هو منوط فقط بالمبشرين مثل الأخ چون كمب ، ولكن هذا الامر يمكن لجميعنا ان يؤديه ويفرح بتلك الخدمة ، فيوجد نوع خاص من الفرح عند الاعتراف بالمسيح أمام النفوس ، ولا يدري هذا الفرح سوي الذين يفعلون ذلك فقط ، فهل تعرف شخص ما في حاجة للمسيح ؟ فاخبره بما تعرفه عن الرب يسوع ، اخبره بالانجيل ، من الممكن أن تعطي شخص نبذه أو كلمة مقوله وستجد فرح في فعل ذلك ، وهو نفس الفرح الذي للرب يسوع المسيح نفسه .
5 - كانت مسرته في التضحية لأجل الآخرين
نقرأ الفصل الأخير في (مت 13 : 44-46) "أيضاً يشبه مسلكوت السماوات كنزاً مخفي في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضي وباع كل ما كان له واشتري ذلك الحقل ، أيضاًَ يشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضي وباع كل ما كان له واشتراها"
هنا نجد الكنز واللؤلؤة وهي تمثل هؤلاء الذين تتكون منهم الكنيسة ، أي أنت وأنا ، والنقطة هنا أن الرب يسوع قد وجد فرحه بأن يترك ما هو من حقه شخصياً أي تنازل عن حقوقه لكي يأتي بك وبي الي البركة ! ، وهذا يبين لنا الفرح في التضحية لأجل الآخرين ، نعم أن هذا مصدر آخر للفرح كان للرب يسوع في حياته ، وهو شئ نحتاجه كمؤمنين أن يكون في حياتنا مثل هذا النوع من الفرح .
وأجد هنا في هذا الفصل الذي قرأناه نوعين عظيمين من الذبائح ، الأولي موجودة في (في 2 : 5-8) ، فنجد أنه قد أتي الي هذا العالم وقد أخلي نفسه ليعمل كالله علي الرغم من أنه لم يتخلي عن لاهوته ، إنه شئ مثل اللواء في كامل زينته والأوسمة الخاصة به ، وفي المساء عندما يذهب الي بيته يخلع الزي الخاص باللواء ، فقد خلع الزي الخاص بكل مجده ، ولكنه لا يزال لواء ، والرب يسوع علي الرغم من أنه أخلي مجده الظاهر لكنه لم يتخلي عن لاهوته ، فهو كان ولازال وسيكون هو الله دائماً ! .
فهو أولاً قد أخلي نفسه من مجده الظاهر ، ولكن ليس من لاهوته ، فقد أتي الي هذا العالم ، وأخذ صورة إنسان ، ومنذ ذلك الحين اصبح خاضعاً لله أبيه ، لأن لكتاب يقول "تعلَّم الطاعة مما تألم به" (عب 5 : 8) وأيضاً "وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه" (في 2 : 8) ، ويالها من ذبيحة رائعة ، فقد تخلي الرب عن مجده الظاهر (الخارجي) في حجاب الناسوت ، ولذا فقد أخذ مكان الخضوع .
ويوجد نوع آخر من الذبيحة قدمها الرب يسوع أيضاً ليصل بها إليك وإليَّ ، فقد تخلي عن كل حقوقه كالمسيا لاسرائيل ، اي حقوقه الملكية ، الحقوق التي له في الملكوت والعرش ، كل ذلك قد تركه عندما قُطِع بالموت ، كماهو في (دانيال 9 : 26) "يُقطَع المسيح وليس له" ، فقد ترك كل حقوقه كالمسيا ، فقد باع كل ما كان له ، ولماذا فعل ذلك ؟ لأنه كان طالباً نفسك ونفسي ، فقد كان راغباً أن يحضرنا الي بركات الكنيسة ، فالآن هو المثال الفائق للمحبة المضحية بذاتها لأجل الآخرين ، وقد وجد فرحه في ذلك ! ، وأنا أؤمن أنك انت وأنا سنجد فرحنا في تلك التضحيات أيضاً .
وفي (أعمال 20 : 35) يخبرنا أن الرب يسوع قد قال "مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ" فقد كان بولس متحدثاً الي الشيوخ في أفسس مبيناً لهم أنهم بخدمة العطاء يمكنهم الوصول الي القديسين الذين يرعونهم ، وهذا درس هام جداً لهؤلاء الشيوخ ، فإذا كنا راغبين في الوصول الي قلب شعب الله فإننا بحاجة الي خدمة العطاء ، والرب يسوع المسيح نفسه هو المثال لنا في ذلك .
منذ وقت ليس ببعيد قرر احد الاخوة ان يدعو اخوة الاجتماع الي مائدة علي الغداء واشتري الكثير من الطعام واللحوم لأجل تلك المأدبة وأتي الاخوة بدون أي شئ معهم لأن كل شئ قد أعد ، وقضيناً وقتاً طيباً جداًَ وسعيداً ! ، وفي طريقنا الي المنزل سألت زوجتي "هل تعلمين من كان أسعد الاشخاص في ذلك الحفل ؟ إنه الشخص الذي دعي الي تلك الوليمة هو وزوجته لأنهم كانوا مهتمين بالقديسين ويخدمونهم وقد انفقوا الكثير من الدولارات في هذا الطعام ، وبالرغم من أنهم أنفقوا مبلغاً كبيراً إلا أنهم أسعد حالاً من الكل لأنهم تعلموا كلمات الرب المبارك القائلة "مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ" وتذكر ان كلمة مغبوط تعني يالسعادة ، فأريد أن أشجعك ، إذا كنت تريد بحق حياة السعادة فيجب أن تتحلي بفضيلة العطاء ، من الجائز ان لا يكون لديك الكثير من المال كي تعطيه ولكنك يمكنك ان تعطي وقتك ، وتعطي من مجهودك للرب ، يمكنك أن تعطي الكثير من الأشياء ، والشخص المعطي هو شخص سعيد ! .
وبذلك نكون قد رأينا خمسة أشياء جعلت الرب يسوع كإنسان سعيداً في هذا العالم ، وهي تلك الأشياء بعينها التي تجعلنا بدورنا نحن سعداً أيضاً ، وبالحق هذا هو سر الحياة المسيحية السعيدة والمثمرة .
دعونا نقرأ (مز 40 : 7 ، 8) "حينئذٍ قلت هأنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك ياإلهي سررت وشريعتك في وسط احشائي" وهذا امر آخر كان سبب سرور للرب يسوع وهو فعل مشيئة الله ، فهل سمعت تلك الكلمات "أن أفعل مشيئتك ياإلهي سررت" فهذا المزمور يدعي مزمور المحرقة ، وهو يتوافق مع انجيل يوحنا ، لأنه يستحضر إلينا المسيح الذي جاء الي الأرض ليصنع مشيئة الله ومجده ، في هذا المزمور نجده كالإنسان المكرس ذاته تماماً لله.
دعونا نقرأ (يو 15 : 10 ، 11) "ان حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته ، كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" .
من هذين الفصلين نجد أنه كان هناك نبع واحد للفرح في حياة ربنا يسوع المسيح عندما كان سائراً هنا في هذا العالم ، فقد كان جل فرحه وسروره في عمل مشيئة الله أبيه ، وفي الشركة معه ، وهذا هو سر السعادة والثمر لحياة كل مؤمن أي صنع مشيئة الله ! .
فقد كان الرب يسوع يستيقظ من صباح الي صباح متلقياً التعاليم من أبيه ، حتي يعرف طريقه وخدمته في حياته ههنا (أش 50 : 4) ، وكل مكان ذهب إليه هنا في أرض اسرائيل كان لبركة الآخرين لأنه عاش ليعمل مشيئة أبيه .
والله يريدك أنت أن تحيا بحسب مشيئته أيضاً ؟ ، فإذا عشت بحسب مشيئة الله في حياتك المسيحية فستكون مؤمناً سعيداً ومثمراً ، فالرب يسوع يهتم أن يشركنا معه في فرحه ، لكي يثبت فرحه فينا ويصير فرحنا كاملاً ، ونتعلم هنا أن الفرح الحقيقي يوجد عندما نتمثل بالرب يسوع في صنع مشيئة الله ، فصدقوني يا أحبائي أنه هناك فرح في فعل مشيئة الله ، ويختبر ذلك فقط السالكين في ذلك الطريق ، ولكنك قد تسأل : "ولكني لا أعرف مشيئة الله بالنسبة لي" وهذا قد يكون صحيحاً ولكن تأكد بأن الرب يريدك أن تعرف مشيئته لأن الكتاب يقول "لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" (أف 5 : 17) ، وأنا أؤمن أنك لو جئت أمامه بصلاة صادقة مثل صلاة شاول الطرسوسي في أعمال (9) "يارب ماذا تريد مني أن أفعل" فسوف يُعرفِّك مشيئته ، وإذا كان شخص يجد صعوبة في معرفة مشيئة الله فهذا لأنه توجد متطلبات لمعرفة تلك المشيئة غير متوفرة في حياة الشخص ، وسأشرح باختصار هذا الامر .
أولاً : وأول كل شئ فإننا بحاجة الي تسليم ارادتنا ، مكتوب في (يو 7 : 17) "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم" فهو لم يقل "ان شاء أحد أن يعرف مشيئته فسيعرف" بل يقول بالأحري إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف ، فيوجد اختلاف شاسع بين الرغبة في معرفة مشيئته والرغبة في عمل مشيـئة الله ، والمقصود هنا هو رغبة القلب الصادقة في عمل مشيئة الله ، مهما تكلف هذا الامر ! ، فإذا رغبنا في وضع حياتنا في يده ، وسلمنا ارادتنا بالكامل له فسوف يعرفنا مشيئته .
ثانياً : الحاجة ليس فقط لإرادة تسلم للرب ، بل أيضاً حياة الانفصال ، لأن (رو 12 : 2) يقول "لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" ونفهم من تلك الكلمات ان الاحتياج هنا الي حياة الانفصال لأجل تمييز مشيئة الله ، لأن عادة الاهتمامات العالمية والطموحات الأرضية تكون بمثابة سحابة تشوه صورة معرفة مشيئة الله ، لأنه لو كان لنا طموحات نرغب أن نحققها أو أشياء نريد انجازها في الحياة أو ربما أماكن نرغب أن نذهب إليها ، فإن تلك الامور ستعوق تمييزنا لفكر الرب ، فيجب أن ننحي تلك الطموحات والاهتمامات العالمية جانباً كي يصير طريق الرب واضحاً لنا .
ثالثاً : نحتاج ايضاً الي قلب مدرب ، فنقرأ في (أف 5 : 14-17) "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح، فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" . فتري هنا أننا نحتاج الي تدريب القلب ، فيقول يوحنا داربي "إن الله لا يعطي نور لنفوس نائمة وغير مبالية" فالمؤمن الغير مبال سوف لا يحصل علي نور واضح من الله للطريق الذي يسير فيه ، فنحتاج الي قلب مدرب تدريب خاص ، فالله غير مزمع أن يعطي فكره لمؤمن غير مبال ، لأنه يحتاج الي قلب مدرب ، وأنا أعتقد ان التدريب في (أف 5) هو النهوض من بين الأموات أي الاهتمام بالأمور الخاصة بالله ، فنحتاج إلي أن نطلب الرب بكل قلوبنا وأفكارنا ، وأنا أؤمن أنه سيقودنا خلال الطريق وسنعرف مشيئته ، وسنختبر الفرح الحقيقي في السلوك في شركة معه لفعل مشيئته .
4 - مسرته كانت في طلب المفقود (الضال)
دعونا نأخذ مثال آخر حيث أن الرب يسوع يجد فيه فرحه أيضاً ، نقرأ (لو 15 : 4-7) "أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحد منها ، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتي يجده ؟ وإذا وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ، ويأتي إلي بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم : افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال ! ، أقول لكم إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون الي توبه" .
وهنا نجد ان الرب يسوع قد وجد مسرته في طلب الضال ، أن فرحه ان يستحضر الي البركة المحتاجين والمساكين ويخلصهم لكي يأتي بهم الي مكان الراحة والأمان .
فيوجد فرح خاص في طلب الضال ، فلا تعتقد أن هذا العمل هو منوط فقط بالمبشرين مثل الأخ چون كمب ، ولكن هذا الامر يمكن لجميعنا ان يؤديه ويفرح بتلك الخدمة ، فيوجد نوع خاص من الفرح عند الاعتراف بالمسيح أمام النفوس ، ولا يدري هذا الفرح سوي الذين يفعلون ذلك فقط ، فهل تعرف شخص ما في حاجة للمسيح ؟ فاخبره بما تعرفه عن الرب يسوع ، اخبره بالانجيل ، من الممكن أن تعطي شخص نبذه أو كلمة مقوله وستجد فرح في فعل ذلك ، وهو نفس الفرح الذي للرب يسوع المسيح نفسه .
5 - كانت مسرته في التضحية لأجل الآخرين
نقرأ الفصل الأخير في (مت 13 : 44-46) "أيضاً يشبه مسلكوت السماوات كنزاً مخفي في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضي وباع كل ما كان له واشتري ذلك الحقل ، أيضاًَ يشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضي وباع كل ما كان له واشتراها"
هنا نجد الكنز واللؤلؤة وهي تمثل هؤلاء الذين تتكون منهم الكنيسة ، أي أنت وأنا ، والنقطة هنا أن الرب يسوع قد وجد فرحه بأن يترك ما هو من حقه شخصياً أي تنازل عن حقوقه لكي يأتي بك وبي الي البركة ! ، وهذا يبين لنا الفرح في التضحية لأجل الآخرين ، نعم أن هذا مصدر آخر للفرح كان للرب يسوع في حياته ، وهو شئ نحتاجه كمؤمنين أن يكون في حياتنا مثل هذا النوع من الفرح .
وأجد هنا في هذا الفصل الذي قرأناه نوعين عظيمين من الذبائح ، الأولي موجودة في (في 2 : 5-8) ، فنجد أنه قد أتي الي هذا العالم وقد أخلي نفسه ليعمل كالله علي الرغم من أنه لم يتخلي عن لاهوته ، إنه شئ مثل اللواء في كامل زينته والأوسمة الخاصة به ، وفي المساء عندما يذهب الي بيته يخلع الزي الخاص باللواء ، فقد خلع الزي الخاص بكل مجده ، ولكنه لا يزال لواء ، والرب يسوع علي الرغم من أنه أخلي مجده الظاهر لكنه لم يتخلي عن لاهوته ، فهو كان ولازال وسيكون هو الله دائماً ! .
فهو أولاً قد أخلي نفسه من مجده الظاهر ، ولكن ليس من لاهوته ، فقد أتي الي هذا العالم ، وأخذ صورة إنسان ، ومنذ ذلك الحين اصبح خاضعاً لله أبيه ، لأن لكتاب يقول "تعلَّم الطاعة مما تألم به" (عب 5 : 8) وأيضاً "وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه" (في 2 : 8) ، ويالها من ذبيحة رائعة ، فقد تخلي الرب عن مجده الظاهر (الخارجي) في حجاب الناسوت ، ولذا فقد أخذ مكان الخضوع .
ويوجد نوع آخر من الذبيحة قدمها الرب يسوع أيضاً ليصل بها إليك وإليَّ ، فقد تخلي عن كل حقوقه كالمسيا لاسرائيل ، اي حقوقه الملكية ، الحقوق التي له في الملكوت والعرش ، كل ذلك قد تركه عندما قُطِع بالموت ، كماهو في (دانيال 9 : 26) "يُقطَع المسيح وليس له" ، فقد ترك كل حقوقه كالمسيا ، فقد باع كل ما كان له ، ولماذا فعل ذلك ؟ لأنه كان طالباً نفسك ونفسي ، فقد كان راغباً أن يحضرنا الي بركات الكنيسة ، فالآن هو المثال الفائق للمحبة المضحية بذاتها لأجل الآخرين ، وقد وجد فرحه في ذلك ! ، وأنا أؤمن أنك انت وأنا سنجد فرحنا في تلك التضحيات أيضاً .
وفي (أعمال 20 : 35) يخبرنا أن الرب يسوع قد قال "مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ" فقد كان بولس متحدثاً الي الشيوخ في أفسس مبيناً لهم أنهم بخدمة العطاء يمكنهم الوصول الي القديسين الذين يرعونهم ، وهذا درس هام جداً لهؤلاء الشيوخ ، فإذا كنا راغبين في الوصول الي قلب شعب الله فإننا بحاجة الي خدمة العطاء ، والرب يسوع المسيح نفسه هو المثال لنا في ذلك .
منذ وقت ليس ببعيد قرر احد الاخوة ان يدعو اخوة الاجتماع الي مائدة علي الغداء واشتري الكثير من الطعام واللحوم لأجل تلك المأدبة وأتي الاخوة بدون أي شئ معهم لأن كل شئ قد أعد ، وقضيناً وقتاً طيباً جداًَ وسعيداً ! ، وفي طريقنا الي المنزل سألت زوجتي "هل تعلمين من كان أسعد الاشخاص في ذلك الحفل ؟ إنه الشخص الذي دعي الي تلك الوليمة هو وزوجته لأنهم كانوا مهتمين بالقديسين ويخدمونهم وقد انفقوا الكثير من الدولارات في هذا الطعام ، وبالرغم من أنهم أنفقوا مبلغاً كبيراً إلا أنهم أسعد حالاً من الكل لأنهم تعلموا كلمات الرب المبارك القائلة "مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ" وتذكر ان كلمة مغبوط تعني يالسعادة ، فأريد أن أشجعك ، إذا كنت تريد بحق حياة السعادة فيجب أن تتحلي بفضيلة العطاء ، من الجائز ان لا يكون لديك الكثير من المال كي تعطيه ولكنك يمكنك ان تعطي وقتك ، وتعطي من مجهودك للرب ، يمكنك أن تعطي الكثير من الأشياء ، والشخص المعطي هو شخص سعيد ! .
وبذلك نكون قد رأينا خمسة أشياء جعلت الرب يسوع كإنسان سعيداً في هذا العالم ، وهي تلك الأشياء بعينها التي تجعلنا بدورنا نحن سعداً أيضاً ، وبالحق هذا هو سر الحياة المسيحية السعيدة والمثمرة .
الأشياء التي تعطل فرحنا
دعونا نقرأ (2كو 1 : 24) "ليس أننا نسود علي ايمانكم بل نحن مؤازرون لسروركم ، لأنكم بالإيمان تثبتون" وأيضاً (في 1 : 25 ، 26) "فإذ أنا واثق بهذا أعلم أني أمكث وأبقي مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان ، لكي يزداد افتخاركم في المسيح يسوع فيَّ بواسطة حضوري أيضاً عندكم" .
تحدثنا عن موضوع سر الحياة المسيحية المثمرة والسعيدة ، وقلنا كيف تبدأ تلك الحياة وهذا من خلال معرفة الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياتنا ، وإذا كنا قد خلصنا فإنني أثق أننا اختبرنا هذا النوع من الفرح وهذا للأسباب التالية :-
1 - أن خطايانا قد محيت من فكر الرب كما تقول كلمة الله "لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد " (عب 10 : 17) وهذا الضمان هو بواسطة الله نفسه بسبب عمل المسيح الذي قد أكمله علي الصليب .
2 - خطايانا لا يمكن الوصول اليها "كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 103 : 12) .
3 - ان خطايانا بعيدة كل البعد عن النظر "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي" (أش 38 : 17) .
ولهذا فإن لنا أسباب تدعو لهذا الفرح لو كنا قد عرفنا لمسيح كمخلص شخصي لحياتنا ، فالله الذي أخبرنا بأننا اخطأنا هو نفسه الذي قال لنا ان خطايانا قد محيت الي الأبد .
فهل هناك احد لا يدرك ان لنا حياة سعيدة مع الله لأن نفوسنا قد تصالحت معه وان كان هناك أحد لم يختبر هذا الفرح فنحن نصلي لكي ينال نعمة الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح ، فيمكنك ان ترفع صوتك وتقول "أيها الرب يسوع أريد أن أخلص وأصير مؤمناً مثل هؤلاء الناس واختبر هذا النوع من الفرح ويصير الرب يسوع هو مخلصي والله كأب لي والرب يستجيب تلك الطلبة (مز 145 : 18 ، 19) فهو سيزيح عنك خطاياك ويعطيك الإحساس بالفرح والسلام الذي نتحدث عنه الآن فتفرح وتسبح وتعبد الرب وتختبر هذا الفرح الذي لنا .
والآن أريد أن أتقدم في موضوعنا هذا وأتحدث عن الأشياء التي تعطل فرحنا كمؤمنين ، فالاعداد التي قرأناها في المقدمة كان بولس يكتبها لكورنثوس وفيلبي وهي تنطبق علينا نحن أيضاً بالمثل ، فماذا كانت طلبته ؟ ان يكون مؤازراً لفرحهم او لكي يجعل فرحهم يزداد فيصير فرحاً فائقاً في الرب يسوع ويالها من رغبة كانت لدي الرسول بولس ! ، فهو لم يرغب فقط في أن يفرح المؤمنين بل أن فرحهم يزداد ويزداد وهذه نفس رغبة الله لنا بالتمام ! .
تحدثنا عن موضوع سر الحياة المسيحية المثمرة والسعيدة ، وقلنا كيف تبدأ تلك الحياة وهذا من خلال معرفة الرب يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياتنا ، وإذا كنا قد خلصنا فإنني أثق أننا اختبرنا هذا النوع من الفرح وهذا للأسباب التالية :-
1 - أن خطايانا قد محيت من فكر الرب كما تقول كلمة الله "لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد " (عب 10 : 17) وهذا الضمان هو بواسطة الله نفسه بسبب عمل المسيح الذي قد أكمله علي الصليب .
2 - خطايانا لا يمكن الوصول اليها "كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 103 : 12) .
3 - ان خطايانا بعيدة كل البعد عن النظر "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي" (أش 38 : 17) .
ولهذا فإن لنا أسباب تدعو لهذا الفرح لو كنا قد عرفنا لمسيح كمخلص شخصي لحياتنا ، فالله الذي أخبرنا بأننا اخطأنا هو نفسه الذي قال لنا ان خطايانا قد محيت الي الأبد .
فهل هناك احد لا يدرك ان لنا حياة سعيدة مع الله لأن نفوسنا قد تصالحت معه وان كان هناك أحد لم يختبر هذا الفرح فنحن نصلي لكي ينال نعمة الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح ، فيمكنك ان ترفع صوتك وتقول "أيها الرب يسوع أريد أن أخلص وأصير مؤمناً مثل هؤلاء الناس واختبر هذا النوع من الفرح ويصير الرب يسوع هو مخلصي والله كأب لي والرب يستجيب تلك الطلبة (مز 145 : 18 ، 19) فهو سيزيح عنك خطاياك ويعطيك الإحساس بالفرح والسلام الذي نتحدث عنه الآن فتفرح وتسبح وتعبد الرب وتختبر هذا الفرح الذي لنا .
والآن أريد أن أتقدم في موضوعنا هذا وأتحدث عن الأشياء التي تعطل فرحنا كمؤمنين ، فالاعداد التي قرأناها في المقدمة كان بولس يكتبها لكورنثوس وفيلبي وهي تنطبق علينا نحن أيضاً بالمثل ، فماذا كانت طلبته ؟ ان يكون مؤازراً لفرحهم او لكي يجعل فرحهم يزداد فيصير فرحاً فائقاً في الرب يسوع ويالها من رغبة كانت لدي الرسول بولس ! ، فهو لم يرغب فقط في أن يفرح المؤمنين بل أن فرحهم يزداد ويزداد وهذه نفس رغبة الله لنا بالتمام ! .
(يتبع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق