الحلقة الخامسة
في النوع الثالث من التجربة نأتي للأشياء الدينية ، فالشيطان يستحضر الرب الي جناح الهيكل ، وهنا نجد حيلة اكثر خطورة من ذي قبل فهو يقترح علي الرب ان يقفز الي أسفل لكي يُظهِر نفسه قدام الناس في الهيكل .
فالشيطان يعمل شئ هنا لم يعمله في التجربتين السابقتين ، فالشيطان قد لاحظ أن الرب يسوع يواجهه بكلمة الله لأجل كل موقف ، ففي كل مرة يقترح الشرير شئ يستحضر المسيح كلمة الله والشيطان بحيله الماكرة هنا يقول {أنا ايضاَ سأستخدم كلمة الله} ، فالشيطان هنا أكثر مكراً من ذي قبل لأنه يستخدم كلمة الله ، فهو يجب أن يستخدم الكتب أو قل يسيئ استخدام الكتب ، فيوجد مؤمنين كثيرين قد انخدعوا بإساءة استخدام الكتب والخروج عن فعل ارادة الله ، أتذكر احد الشباب منذ وقت ليس ببعيد كان قد التحق بأحد المعاهد (معهد تفسير خاطـئ للكتب المقدسة) وكان قد ترك الاجتماع ، فتحدث اليه بعض اصدقائه وكانت اجابته (لماذا تأتون بآية من الكتاب المقدس لأجل كل شئ) حسناً فدعني اخبركم يا أصدقائي الأعزاء ان الشيطان ايضاً له آيات هو الاخر يستطيع ان يستخدمها وهنا الكلام صحيح ، لكن السؤال هل الشيطان في تلك الحالة علي صواب ؟
إن الشيطان يحاول أن يستخدم كلمة الله لينحي الرب عن فعل مشيئة الله ، ولكن لاحظ الطريقة التي يستخدم بها الكلمة هنا فهو لا يقتبس الآية كاملة بل يحذف ما يشاء ، لا تعتقد أبداً أنه يحذف اجزاء من كلمة الله عن جهل ، فهو يقول هنا "انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنهم علي أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك" (لو 4 : 11) وحذف الجزء "في كل طرقك" من هذا الشاهد لأنه كان يرجو أن لا يُحفَظ الرب في تلك المرة بل يسقط ، فخلف تلك التجربة كان يخفي بحيله الماكره محاولة ظهور الرب بكبرياء الجسد دينياً لكي يراه الكثيرون لكن هذا لم يحدث لأن الرب ليس له طبيعة خاطئة .
فقد أخذه الي أعلي الهيكل ، مكان حيث يقدر القديسين ان يروه واقترح عليه أن يظهر نفسه لهم ان استطاع وكأنه يقول لماذا لا تقذف بنفسك علي مرأي من القديسين لكي يعرفوك ويعرفوا ماذا تستطيع أن تفعل فيعلموا أنك أنت المسيا لاسرائيل وأنت تريدهم ان يقبلونك ، فقط تظاهر قدامهم وسوف يقبلونك وبهذا تكون قد تممت ما جئت من اجله ، لكن الرب يسوع لم يطلب ان يفوز بالناس بهذه الطريقة وهذا العرض المرئي ، والذي يشبع فقط الجسد في الإنسان وبالتالي لا يصير ايمانهم في تدريب .
إن العدو ينجح جداً في تجاربه مع البشر في الدوائر الدينية ، فالكثيرين قد انحرفوا الي طرق الاثم وتسببوا في انقسامات عديدة في أشياء كثيرة وقد استخدم الشيطان فيها الكتب بطريقة خاطئة ، وهذه حقيقة يجب ان نفطن لها ولذا فنحن في حاجة الي ان نتعلم مبادئ كلمة الله ، وكيف نطبقها التطبيق الصحيح حتي لا ننحرف عن طريق فعل مشيئة الله .
وأود أن أشجع كل واحد منا عن أهمية كلمة الله لأننا نحتاجها كثيراً في مواقف الحياة المتنوعة مثل المثال الذي قلته سابقاً عن النير المتخالف مع غير المؤمن ، ولكن أريد أن أخبرك ان العدو لا يأتي بهذه البساطة وذلك الوضوح ، فهو في منتهي الدهاء ، فالاكثر احتمالاً ان يجعل شخص مؤمن آخر يرغب في الدخول معك في علاقة عمل ، ولكن هذا الشخص لا يسلك في نفس الطريق التي تسلك فيها أنت ولا يُكرَم الرب في حياته ، اي مؤمن غير مدقق السلوك ، ولكن هذا الموقف يتطلب اكثر تمييزاً ، وهنا فالشاهد الذي في (2كو 6 : 14) لا ينطبق بالتحديد علي هذا الموقف لأن هذا الشخص ليس غير مؤمناً ، وبالتالي لا يمكنك استخدام هذا العدد ، وهذا يتطلب الاستعانة بشاهد اخر من كلمة الله ، ولذا فليس هناك وقت مثل الآن يمكنك ان تجمع فيه كنزك من المبادئ الكتابية منذ الصغر ، ولذا نجد رب البيت في (مت 13 : 52) له كنز يستطيع ان ينال منه في اي وقت ، فيستطيع ان يخرج من كنزه جدد وعتقاء بما يتلاءم مع الموقف الذي يتعرض له ، فكل منا له كنز ، لكنك لا تقدر ان تخرج من هذا الكنز لو لم تكن قد قضيت وقتاً لتجمع إياه ، فلو كنا مجتهدين في هذا سوف نجد المبادئ الصحيحة التي ترشدنا في الوقت المناسب لمواقف هذه الحياة ، وهذا يعني القراءة الدائمة لكلمة الله وليس قراءة الاجزاء المفضلة لدينا فقط مثل المزامير والامثال ، ولكن كل الكتاب ، لأن روح الله سوف يعطينا دروس بها يرشدنا في طريقنا هنا .
(3) ليفسد شهيتنا لكلمة الله
رأينا طرق العدو وهجومه المستمر لكي يفسد بهجة خلاصنا وأيضاً هجومه ليعطلنا عن فعل مشيئة الله ، وهنا نجد نقطة اخري لهجوم العدو لأجل افساد فرحنا ، فإن هجومه الآخر هو ان يتلف شهيتنا لأجل كلمة الله ، وكما رأينا في النقطة السابقة ، إن فرحنا هو في فعل مشيئة الله ، وعمل تلك المشيئة يتوقف علي معرفتنا لكلمة الله ، وطالما أن الحالة هكذا فإن العدو سيأخذ علي عاتقه هذا الامر للهجوم ، فلو استطاع ان يفسد شهيتنا لقراءة الكلمة فليس فقط فرحنا سيضعف بل أيضاً سنكون عرضه للوقوع في حيله التي تخرجنا عن طريقنا لفعل مشيئة الله .
يوجد الكثير من الشباب الذين يقرأون هذا المقال واهتمامهم قليل بكلمة الله ونادراً ما يفتحون كتابهم المقدس لأن الشهية قليلة لذلك ويالها من حالة مؤسفة لأن عدو نفوسنا عندما يعلم ذلك يمكنه أن يتحرك ويخطط لإفساد حياتنا .
نقرأ في أرميا (15 : 16) "وُجِد كلامك فأكلته ، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" وأيضاً في (مز 119 : 162) "ابتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" وهذا عادي بالنسبة لكل ابن لله ، إننا نسر بكلمة الله .
دعونا نقرأ سفر (العدد 11 : 4-8) "واللفيف الذي في وسطهم اشتهي شهوة ، فعاد بنو اسرائيل أيضاً وبكوا وقالوا "من يطعمنا لحماً ؟ قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً ، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم والآن قد يبست انفسنا ، ليس شئ غير أن أعيننا الي هذا المن!" ، وأما المن فكان كبزر الكزبر ومنظره كمنظر المقل ، كان الشعب يطوفون ليلتقطوه ثم يطحنونه بالرحي أو يدقونه في الهاون ويطبخونه في القدور ويعملونه ملات وكان طعمه كطعم قطائف بزيت"
هنا نجد قصة الشعب في حالة من عدم الفرح ، فقد صاروا يبكون ويتذمرون ، لماذا ؟ لأنهم ابتدأوا يتذمرون علي المن أي الطعام الذي اعطاهم الله ، فالله قد اعطانا طعاماً لينعش احتياجنا الروحي أي كلمة الله ، المسيح في الكتب ، فهل نحن مثل هؤلاء الشعب نتضجر من كلمة الله ؟
ونجد هنا الاسباب التي جعلتهم يتذمرون علي الطعام الذي اعطاه الرب ، فهم كانوا يفتكرون في طعام مصر ، ومصر صورة لهذا العالم ، فقد كانوا ستة أنواع من الاطعمة وعدد (6) يحدثا في المكتوب عن النقص عن الوصول لحالة الكمال ، أنه يدعي رقم الإنسان ، لأنه الإنسان هو دون مستوي مجد الله (رؤيا 13 : 18) ، فهم اشتهوا اطعمة مصر ، وبالتالي ذهبت شهيتهم عن المن ، ويبست نفوسهم ، واتبدأ يكرهون الخبز الناز ل من السماء ، وكما قلنا ان تلك طريقة أخري يحاول بها العدو أن يفسد فرحنا ، وهو افساد شهيتنا لكلمة الله ، انه يرغب ان نشتهي الامور التي يُطعَم عليها العالم ، وهي كثيرة جداً من حولنا .
كان هناك أب أتي الي المنزل من عمله وجلس لأجل العشاء مع امرأنه وأسرته . وكانت الأم قد عملت وليمة جيدة لأجل هذا العشاء ، لحوم وطماطم وكل الأنواع الشهية للأكل ، وجلسوا للأكل ثم لاحظ الآب أن الأولاد يلعبون بالطعام بدلاً من الأكل ، وبالتالي شجعهم لكي يأكلوا مذكراً اياهم بأن الأكل مهم لأجل صحتهم وتقويتهم ، ولكن الاطفال لم يلتفتوا لذلك ، فقد كانوا غير جائعين ، وأخيراً سأل الأب زوجته إذا كانت تعلم لماذا هم لا يأكلون ، فأجابت نحن للتو كانت لنا وليمة من الكيك والآيس كريم ، وهذا يوضح السبب ! ، فماذا حدث ؟ لم تصبح لهم أي شهية للطعام الجيد .
وهذا ما يحدث معنا علي المستوي الروحي فواحد من الأسباب التي تفقدنا الشهية لكلمة الله هو أننا نأكل كثيراً من (الكيك) ! ، فنحن نُطعَم علي أنواع كثيرة من الأشياء من الصباح الي المساء ، وبالتالي يجب أن لا نتعجب من أن كلمة الله لا تبدو حية وفعالة في حياتنا ! . ولاحظ ان الشعب هنا تذمروا علي الرب لأن المن قد فقد حلاوته ، ولكن ما الذي حدث ؟ ففي (خر 16 : 31) يقال أن طعمه أصبح مثل "قطائف بزيت" أي الزيت الطازج حسب الأصل ، فماذا حدث ؟ فهل المن تغير طعمه ؟ كلا ولكن التغيير كان في تذوق الشعب ، وهذا هو الذي تغير ، فهل قد ذقت الزيت الطازج ؟ فهو ليس شهي علي الاطلاق ! .
وهذا ما يحدث معنا ، فلو انشغلنا من الصباح الي المساء بكل أنواع الأشياء ، أي الأشياء التي هي فقط طبيعية وعالمية ، سنفقد شهيتنا للكتب المقدسة ، فيمكنك ان تقضي يوم جميل في العاب الرياضة ، وبعد ذلك الذهاب الي الكافتيريا ، وسماع الموسيقي العذبة ، ثم الذهاب الي المنزل لمشاهدة التليفزيون لبعض الوقت ، وقراءة بعض المجلات ، ويتبقي بعد ذلك وقت قليل في اليوم ، فتقوم بتشغيل الكمبيوتر ولعب بعض الألعاب ، وبعد كل ذلك قبل أن تذهب الي الفراش تقول يجب اقرأ بعضاً من كلمة الله ، فتخرج كتابك المقدس لكن شهيتك قد ضاعت ، لماذا ؟ لأنك أخذت بعض الكيك فهل تعلم ذلك ! .
إن شعب اسرائيل قد فقدوا شهيتهم للمن وابتدأوا يعملون بعض الأشياء التي تجعله لذيذاً في المذاق ، فيقال كانوا "يطحنونه بالرحي أ و يدقونه في الهاون ويطبخونه في القدور ويعملونه ملات" فعملوا كل الأشياء التي تغير من طعمه ، لأنهم فقدوا تذوقهم له ! ، وللأسف المؤمنين الآن يعملون نفس الشئ مع كلمة الله ، فهم يحولونها الي صورة أفلام أو مسرحيات ، أو مجلات لكي يجعلوها فعالة ومسرة بالنسبة لهم ، ولماذا هذا ؟ لأنهم في الحقيقة قد فقدوا شهيتهم لقراءة الكتب المقدسة ، ويالها من محالة محزنة ! .
وياتري ما السبب في كل هذا ؟ إن السبب هو اشتهاء أطعمة مصر ، البصل والثوم والكرات .... الخ . وأنت تعلم أنه ان كان شخص يتغذي علي تلك الأشياء ، فأنت يمكنك أن تشتم رائحتها من فمه لأن لها رائحة نفاذة ومميزة سواء رائحة البصل أو الثوم ، ونفس الشئ بالنسبة للأشياء الروحية ، فإذا وجدت أحد يتغذي علي الأشياء العالمية ، فإنك بسهولة تستطيع أن تعرف ذلك من خلال طريقة السلوك والأحاديث والملابس وغيرها ، فلا يمكنك ان تنخدع في ذلك ، فأنت لست بحاجة ان تخبرنا عما تطعم عليه في حياتك ، لأننا نعلم جيداً ، ولكن الخسارة الفادحة هو أنك ستفقد فرحك كمؤمن ويالها من خسارة .
الامتحان فيما يختص بالأشياء الدينية
في النوع الثالث من التجربة نأتي للأشياء الدينية ، فالشيطان يستحضر الرب الي جناح الهيكل ، وهنا نجد حيلة اكثر خطورة من ذي قبل فهو يقترح علي الرب ان يقفز الي أسفل لكي يُظهِر نفسه قدام الناس في الهيكل .
فالشيطان يعمل شئ هنا لم يعمله في التجربتين السابقتين ، فالشيطان قد لاحظ أن الرب يسوع يواجهه بكلمة الله لأجل كل موقف ، ففي كل مرة يقترح الشرير شئ يستحضر المسيح كلمة الله والشيطان بحيله الماكرة هنا يقول {أنا ايضاَ سأستخدم كلمة الله} ، فالشيطان هنا أكثر مكراً من ذي قبل لأنه يستخدم كلمة الله ، فهو يجب أن يستخدم الكتب أو قل يسيئ استخدام الكتب ، فيوجد مؤمنين كثيرين قد انخدعوا بإساءة استخدام الكتب والخروج عن فعل ارادة الله ، أتذكر احد الشباب منذ وقت ليس ببعيد كان قد التحق بأحد المعاهد (معهد تفسير خاطـئ للكتب المقدسة) وكان قد ترك الاجتماع ، فتحدث اليه بعض اصدقائه وكانت اجابته (لماذا تأتون بآية من الكتاب المقدس لأجل كل شئ) حسناً فدعني اخبركم يا أصدقائي الأعزاء ان الشيطان ايضاً له آيات هو الاخر يستطيع ان يستخدمها وهنا الكلام صحيح ، لكن السؤال هل الشيطان في تلك الحالة علي صواب ؟
إن الشيطان يحاول أن يستخدم كلمة الله لينحي الرب عن فعل مشيئة الله ، ولكن لاحظ الطريقة التي يستخدم بها الكلمة هنا فهو لا يقتبس الآية كاملة بل يحذف ما يشاء ، لا تعتقد أبداً أنه يحذف اجزاء من كلمة الله عن جهل ، فهو يقول هنا "انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنهم علي أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك" (لو 4 : 11) وحذف الجزء "في كل طرقك" من هذا الشاهد لأنه كان يرجو أن لا يُحفَظ الرب في تلك المرة بل يسقط ، فخلف تلك التجربة كان يخفي بحيله الماكره محاولة ظهور الرب بكبرياء الجسد دينياً لكي يراه الكثيرون لكن هذا لم يحدث لأن الرب ليس له طبيعة خاطئة .
فقد أخذه الي أعلي الهيكل ، مكان حيث يقدر القديسين ان يروه واقترح عليه أن يظهر نفسه لهم ان استطاع وكأنه يقول لماذا لا تقذف بنفسك علي مرأي من القديسين لكي يعرفوك ويعرفوا ماذا تستطيع أن تفعل فيعلموا أنك أنت المسيا لاسرائيل وأنت تريدهم ان يقبلونك ، فقط تظاهر قدامهم وسوف يقبلونك وبهذا تكون قد تممت ما جئت من اجله ، لكن الرب يسوع لم يطلب ان يفوز بالناس بهذه الطريقة وهذا العرض المرئي ، والذي يشبع فقط الجسد في الإنسان وبالتالي لا يصير ايمانهم في تدريب .
إن العدو ينجح جداً في تجاربه مع البشر في الدوائر الدينية ، فالكثيرين قد انحرفوا الي طرق الاثم وتسببوا في انقسامات عديدة في أشياء كثيرة وقد استخدم الشيطان فيها الكتب بطريقة خاطئة ، وهذه حقيقة يجب ان نفطن لها ولذا فنحن في حاجة الي ان نتعلم مبادئ كلمة الله ، وكيف نطبقها التطبيق الصحيح حتي لا ننحرف عن طريق فعل مشيئة الله .
وأود أن أشجع كل واحد منا عن أهمية كلمة الله لأننا نحتاجها كثيراً في مواقف الحياة المتنوعة مثل المثال الذي قلته سابقاً عن النير المتخالف مع غير المؤمن ، ولكن أريد أن أخبرك ان العدو لا يأتي بهذه البساطة وذلك الوضوح ، فهو في منتهي الدهاء ، فالاكثر احتمالاً ان يجعل شخص مؤمن آخر يرغب في الدخول معك في علاقة عمل ، ولكن هذا الشخص لا يسلك في نفس الطريق التي تسلك فيها أنت ولا يُكرَم الرب في حياته ، اي مؤمن غير مدقق السلوك ، ولكن هذا الموقف يتطلب اكثر تمييزاً ، وهنا فالشاهد الذي في (2كو 6 : 14) لا ينطبق بالتحديد علي هذا الموقف لأن هذا الشخص ليس غير مؤمناً ، وبالتالي لا يمكنك استخدام هذا العدد ، وهذا يتطلب الاستعانة بشاهد اخر من كلمة الله ، ولذا فليس هناك وقت مثل الآن يمكنك ان تجمع فيه كنزك من المبادئ الكتابية منذ الصغر ، ولذا نجد رب البيت في (مت 13 : 52) له كنز يستطيع ان ينال منه في اي وقت ، فيستطيع ان يخرج من كنزه جدد وعتقاء بما يتلاءم مع الموقف الذي يتعرض له ، فكل منا له كنز ، لكنك لا تقدر ان تخرج من هذا الكنز لو لم تكن قد قضيت وقتاً لتجمع إياه ، فلو كنا مجتهدين في هذا سوف نجد المبادئ الصحيحة التي ترشدنا في الوقت المناسب لمواقف هذه الحياة ، وهذا يعني القراءة الدائمة لكلمة الله وليس قراءة الاجزاء المفضلة لدينا فقط مثل المزامير والامثال ، ولكن كل الكتاب ، لأن روح الله سوف يعطينا دروس بها يرشدنا في طريقنا هنا .
(3) ليفسد شهيتنا لكلمة الله
رأينا طرق العدو وهجومه المستمر لكي يفسد بهجة خلاصنا وأيضاً هجومه ليعطلنا عن فعل مشيئة الله ، وهنا نجد نقطة اخري لهجوم العدو لأجل افساد فرحنا ، فإن هجومه الآخر هو ان يتلف شهيتنا لأجل كلمة الله ، وكما رأينا في النقطة السابقة ، إن فرحنا هو في فعل مشيئة الله ، وعمل تلك المشيئة يتوقف علي معرفتنا لكلمة الله ، وطالما أن الحالة هكذا فإن العدو سيأخذ علي عاتقه هذا الامر للهجوم ، فلو استطاع ان يفسد شهيتنا لقراءة الكلمة فليس فقط فرحنا سيضعف بل أيضاً سنكون عرضه للوقوع في حيله التي تخرجنا عن طريقنا لفعل مشيئة الله .
يوجد الكثير من الشباب الذين يقرأون هذا المقال واهتمامهم قليل بكلمة الله ونادراً ما يفتحون كتابهم المقدس لأن الشهية قليلة لذلك ويالها من حالة مؤسفة لأن عدو نفوسنا عندما يعلم ذلك يمكنه أن يتحرك ويخطط لإفساد حياتنا .
نقرأ في أرميا (15 : 16) "وُجِد كلامك فأكلته ، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" وأيضاً في (مز 119 : 162) "ابتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" وهذا عادي بالنسبة لكل ابن لله ، إننا نسر بكلمة الله .
دعونا نقرأ سفر (العدد 11 : 4-8) "واللفيف الذي في وسطهم اشتهي شهوة ، فعاد بنو اسرائيل أيضاً وبكوا وقالوا "من يطعمنا لحماً ؟ قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً ، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم والآن قد يبست انفسنا ، ليس شئ غير أن أعيننا الي هذا المن!" ، وأما المن فكان كبزر الكزبر ومنظره كمنظر المقل ، كان الشعب يطوفون ليلتقطوه ثم يطحنونه بالرحي أو يدقونه في الهاون ويطبخونه في القدور ويعملونه ملات وكان طعمه كطعم قطائف بزيت"
هنا نجد قصة الشعب في حالة من عدم الفرح ، فقد صاروا يبكون ويتذمرون ، لماذا ؟ لأنهم ابتدأوا يتذمرون علي المن أي الطعام الذي اعطاهم الله ، فالله قد اعطانا طعاماً لينعش احتياجنا الروحي أي كلمة الله ، المسيح في الكتب ، فهل نحن مثل هؤلاء الشعب نتضجر من كلمة الله ؟
ونجد هنا الاسباب التي جعلتهم يتذمرون علي الطعام الذي اعطاه الرب ، فهم كانوا يفتكرون في طعام مصر ، ومصر صورة لهذا العالم ، فقد كانوا ستة أنواع من الاطعمة وعدد (6) يحدثا في المكتوب عن النقص عن الوصول لحالة الكمال ، أنه يدعي رقم الإنسان ، لأنه الإنسان هو دون مستوي مجد الله (رؤيا 13 : 18) ، فهم اشتهوا اطعمة مصر ، وبالتالي ذهبت شهيتهم عن المن ، ويبست نفوسهم ، واتبدأ يكرهون الخبز الناز ل من السماء ، وكما قلنا ان تلك طريقة أخري يحاول بها العدو أن يفسد فرحنا ، وهو افساد شهيتنا لكلمة الله ، انه يرغب ان نشتهي الامور التي يُطعَم عليها العالم ، وهي كثيرة جداً من حولنا .
كان هناك أب أتي الي المنزل من عمله وجلس لأجل العشاء مع امرأنه وأسرته . وكانت الأم قد عملت وليمة جيدة لأجل هذا العشاء ، لحوم وطماطم وكل الأنواع الشهية للأكل ، وجلسوا للأكل ثم لاحظ الآب أن الأولاد يلعبون بالطعام بدلاً من الأكل ، وبالتالي شجعهم لكي يأكلوا مذكراً اياهم بأن الأكل مهم لأجل صحتهم وتقويتهم ، ولكن الاطفال لم يلتفتوا لذلك ، فقد كانوا غير جائعين ، وأخيراً سأل الأب زوجته إذا كانت تعلم لماذا هم لا يأكلون ، فأجابت نحن للتو كانت لنا وليمة من الكيك والآيس كريم ، وهذا يوضح السبب ! ، فماذا حدث ؟ لم تصبح لهم أي شهية للطعام الجيد .
وهذا ما يحدث معنا علي المستوي الروحي فواحد من الأسباب التي تفقدنا الشهية لكلمة الله هو أننا نأكل كثيراً من (الكيك) ! ، فنحن نُطعَم علي أنواع كثيرة من الأشياء من الصباح الي المساء ، وبالتالي يجب أن لا نتعجب من أن كلمة الله لا تبدو حية وفعالة في حياتنا ! . ولاحظ ان الشعب هنا تذمروا علي الرب لأن المن قد فقد حلاوته ، ولكن ما الذي حدث ؟ ففي (خر 16 : 31) يقال أن طعمه أصبح مثل "قطائف بزيت" أي الزيت الطازج حسب الأصل ، فماذا حدث ؟ فهل المن تغير طعمه ؟ كلا ولكن التغيير كان في تذوق الشعب ، وهذا هو الذي تغير ، فهل قد ذقت الزيت الطازج ؟ فهو ليس شهي علي الاطلاق ! .
وهذا ما يحدث معنا ، فلو انشغلنا من الصباح الي المساء بكل أنواع الأشياء ، أي الأشياء التي هي فقط طبيعية وعالمية ، سنفقد شهيتنا للكتب المقدسة ، فيمكنك ان تقضي يوم جميل في العاب الرياضة ، وبعد ذلك الذهاب الي الكافتيريا ، وسماع الموسيقي العذبة ، ثم الذهاب الي المنزل لمشاهدة التليفزيون لبعض الوقت ، وقراءة بعض المجلات ، ويتبقي بعد ذلك وقت قليل في اليوم ، فتقوم بتشغيل الكمبيوتر ولعب بعض الألعاب ، وبعد كل ذلك قبل أن تذهب الي الفراش تقول يجب اقرأ بعضاً من كلمة الله ، فتخرج كتابك المقدس لكن شهيتك قد ضاعت ، لماذا ؟ لأنك أخذت بعض الكيك فهل تعلم ذلك ! .
إن شعب اسرائيل قد فقدوا شهيتهم للمن وابتدأوا يعملون بعض الأشياء التي تجعله لذيذاً في المذاق ، فيقال كانوا "يطحنونه بالرحي أ و يدقونه في الهاون ويطبخونه في القدور ويعملونه ملات" فعملوا كل الأشياء التي تغير من طعمه ، لأنهم فقدوا تذوقهم له ! ، وللأسف المؤمنين الآن يعملون نفس الشئ مع كلمة الله ، فهم يحولونها الي صورة أفلام أو مسرحيات ، أو مجلات لكي يجعلوها فعالة ومسرة بالنسبة لهم ، ولماذا هذا ؟ لأنهم في الحقيقة قد فقدوا شهيتهم لقراءة الكتب المقدسة ، ويالها من محالة محزنة ! .
وياتري ما السبب في كل هذا ؟ إن السبب هو اشتهاء أطعمة مصر ، البصل والثوم والكرات .... الخ . وأنت تعلم أنه ان كان شخص يتغذي علي تلك الأشياء ، فأنت يمكنك أن تشتم رائحتها من فمه لأن لها رائحة نفاذة ومميزة سواء رائحة البصل أو الثوم ، ونفس الشئ بالنسبة للأشياء الروحية ، فإذا وجدت أحد يتغذي علي الأشياء العالمية ، فإنك بسهولة تستطيع أن تعرف ذلك من خلال طريقة السلوك والأحاديث والملابس وغيرها ، فلا يمكنك ان تنخدع في ذلك ، فأنت لست بحاجة ان تخبرنا عما تطعم عليه في حياتك ، لأننا نعلم جيداً ، ولكن الخسارة الفادحة هو أنك ستفقد فرحك كمؤمن ويالها من خسارة .
4 - ليجعلنا ننشغل بذواتنا
دعونا نقرأ (مز 42 : 1-6) "كما يشتاق الإيل الي جداول المياه ، هكذا تشتاق نفسي إليك يالله ، عطشت نفسي الي الله ، إلي الإله الحي متي أجئ وأتراءي قدام الله ؟ صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يوم أين إلهك ؟ ، هذه اذكرها فأسكب نفسي عليَّّ لأني كنت أمر مع الجماع أتدرج معهم إلي بيت الله بصوت ترنم وحمد ، جمهور معيد ، لماذا أنت منحنية يا نفسي ؟ ولماذا تئنين فيَّ ؟ ار تجي الله ، لأني بعد أحمده لأجل خلاص وجهه . يا إلهي نفسي منحنية فيَّ" .
وهنا نجد شخص منطرح ويشعر بالحزن الشديد ويمكننا أن نسأل لماذا ؟ وعندما تقرأ هذا المزمور تجد كلمة أنا ومشتقاتها كثيراً جداً ، ولذلك هذا هو سبب اضطرابه هنا ، فقد كان منشغلاً بذاته والنتيجة كانت البؤس والتعاسة ، فإن كان هناك طريق لعدم السرور هو التطلع الي نفسك ، فالمشغولية بالذات هي شئ سقيم .
فعندما ننظر الي الوراء نحمده ، وعندما نتطلع الي قدام نثق به ، وعندما ننظر الي أعلي نتوقعه ، ولما ننظر حولنا نخدمه ، ولكن لا ننظر الي داخلنا لأننا بالتأكيد عندما نفعل ذلك فسوف نُحبَط ، باستثناء إدانة أنفسنا فقط والتي لا يجب أن تطول أو تمتد ، لأن الشئ الطبيعي للمؤمن هو عدم انشغاله بالذات اطلاقاً بل المشغولية بالمسيح .
ولنا مثال لذلك فالمرأة التي في (لو 13 : 11-13) "وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة ، وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب البتة . فلما رآها يسوع دعاها وقال لها "يا امرأة ، إنك محلولة من ضعفك!" ووضع عليها يديه ، ففي الحال استقامت ومجَّدت الله" ولمدة 18 سنة كانت هذه المرأة منحنية ولم تستطع أن تفعل شئ لكي ترفع نفسها إلي أعلي ، فكل ما استطاعت ان تراه هو نفسها فقط ، نفسها والظروف المحيطة بها ، أي المشغولية بالذات فقط ! ، وقد رأيت الكثير من الناس الذين ينشغلون بأنفسهم وظروفهم في الحياة وهم بالحق أناس تعساء ، وما فعله الرب مع تلك المرأة هو أن لمس ظهرها فاستقامت وارتفعت عن نفسها فنظرت وجه الرب المبارك نفسه .
ولذا لا تستطيع أن تختبر الفرح الحقيقي وهو التضحية بالذات لأجل الآخرين ، والمشغولية بالذات هي علي النقيض من ذلك تماماً ، فلا يجب أن ننشغل بأنفسنا بل نخرج من ذواتنا وننشغل بالآخرين ، والعدو لا يرغب في ذلك أبداً بل يريدنا أن نعتني بذواتنا فقط ونتطلع الي داخلنا ، وهذا يبعدنا عن خدمة الآخرين ، فهل تعلم لماذا يسمي البحر الميت هكذا ؟ ، هل لأن كل شئ به هو ميت ليس ذلك فقط بل أن كل شئ يجري إليه ولا شئ يخرج منه ، فهو يقبل فقط ولا يعطي أبداً ، فالمياه تجري إليه ولا تخرج منه ، فهو راكد وميت تماماً ، وبالنسبة لنا إذا كنا راغبين أن نكون في حالة من السعادة والثمر المتكاثر كمؤمنين فنحن بحاجة الي ان نعطي ، فليس فقط نأخذ الأشياء الروحية في حياتنا بل أيضاً نحتاج ان نخرج تلك الأمور للآخرين لأن هذا هو مصدر الفرح للمؤمن ، فالشرير يريدنا أن نتحول لننشغل بأنفسنا واحتياجاتنا وليس باحتياجات الآخرين وهذا يعطل فرحنا .
دعونا نقرأ (مز 42 : 1-6) "كما يشتاق الإيل الي جداول المياه ، هكذا تشتاق نفسي إليك يالله ، عطشت نفسي الي الله ، إلي الإله الحي متي أجئ وأتراءي قدام الله ؟ صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يوم أين إلهك ؟ ، هذه اذكرها فأسكب نفسي عليَّّ لأني كنت أمر مع الجماع أتدرج معهم إلي بيت الله بصوت ترنم وحمد ، جمهور معيد ، لماذا أنت منحنية يا نفسي ؟ ولماذا تئنين فيَّ ؟ ار تجي الله ، لأني بعد أحمده لأجل خلاص وجهه . يا إلهي نفسي منحنية فيَّ" .
وهنا نجد شخص منطرح ويشعر بالحزن الشديد ويمكننا أن نسأل لماذا ؟ وعندما تقرأ هذا المزمور تجد كلمة أنا ومشتقاتها كثيراً جداً ، ولذلك هذا هو سبب اضطرابه هنا ، فقد كان منشغلاً بذاته والنتيجة كانت البؤس والتعاسة ، فإن كان هناك طريق لعدم السرور هو التطلع الي نفسك ، فالمشغولية بالذات هي شئ سقيم .
فعندما ننظر الي الوراء نحمده ، وعندما نتطلع الي قدام نثق به ، وعندما ننظر الي أعلي نتوقعه ، ولما ننظر حولنا نخدمه ، ولكن لا ننظر الي داخلنا لأننا بالتأكيد عندما نفعل ذلك فسوف نُحبَط ، باستثناء إدانة أنفسنا فقط والتي لا يجب أن تطول أو تمتد ، لأن الشئ الطبيعي للمؤمن هو عدم انشغاله بالذات اطلاقاً بل المشغولية بالمسيح .
ولنا مثال لذلك فالمرأة التي في (لو 13 : 11-13) "وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة ، وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب البتة . فلما رآها يسوع دعاها وقال لها "يا امرأة ، إنك محلولة من ضعفك!" ووضع عليها يديه ، ففي الحال استقامت ومجَّدت الله" ولمدة 18 سنة كانت هذه المرأة منحنية ولم تستطع أن تفعل شئ لكي ترفع نفسها إلي أعلي ، فكل ما استطاعت ان تراه هو نفسها فقط ، نفسها والظروف المحيطة بها ، أي المشغولية بالذات فقط ! ، وقد رأيت الكثير من الناس الذين ينشغلون بأنفسهم وظروفهم في الحياة وهم بالحق أناس تعساء ، وما فعله الرب مع تلك المرأة هو أن لمس ظهرها فاستقامت وارتفعت عن نفسها فنظرت وجه الرب المبارك نفسه .
ولذا لا تستطيع أن تختبر الفرح الحقيقي وهو التضحية بالذات لأجل الآخرين ، والمشغولية بالذات هي علي النقيض من ذلك تماماً ، فلا يجب أن ننشغل بأنفسنا بل نخرج من ذواتنا وننشغل بالآخرين ، والعدو لا يرغب في ذلك أبداً بل يريدنا أن نعتني بذواتنا فقط ونتطلع الي داخلنا ، وهذا يبعدنا عن خدمة الآخرين ، فهل تعلم لماذا يسمي البحر الميت هكذا ؟ ، هل لأن كل شئ به هو ميت ليس ذلك فقط بل أن كل شئ يجري إليه ولا شئ يخرج منه ، فهو يقبل فقط ولا يعطي أبداً ، فالمياه تجري إليه ولا تخرج منه ، فهو راكد وميت تماماً ، وبالنسبة لنا إذا كنا راغبين أن نكون في حالة من السعادة والثمر المتكاثر كمؤمنين فنحن بحاجة الي ان نعطي ، فليس فقط نأخذ الأشياء الروحية في حياتنا بل أيضاً نحتاج ان نخرج تلك الأمور للآخرين لأن هذا هو مصدر الفرح للمؤمن ، فالشرير يريدنا أن نتحول لننشغل بأنفسنا واحتياجاتنا وليس باحتياجات الآخرين وهذا يعطل فرحنا .
بقلم : بروس انيستي
ترجمة : عاطف فهيم
ترجمة : عاطف فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق