الاثنين، 17 ديسمبر 2012

خطاب تعزية لمتألم

خطاب تعزية لمتألم :

تكفيك نعمتي
(2كو 12)


الفاضل والمحبوب في الرب ...

النعمة معك

نما الي علمي امر وعكتك .. وهناك جبلان نقف عليهما , ونري من فوقهما هذا الامر او غيره .

أولهما جبل المر (نش 4) أو المريا (تك 22) نقف عليه ونبكي قتلانا , ونترك العنان لشعورنا ولعواطفنا ودموعنا .

ولا تحسبني مستهيناً بما اصابك ايها الحبيب . ان "كفيت علي شعوري معجنا (ماجورا) وذلك حرصا علي سلامتك , وخوفا من ان "تصعب عليك نفسك" وعسي ألا يتسرب جزء من الدموع من تحت هذا المعجن (الماجور) وتراها فيسيئك رؤيتها , وألا تتسلل بعض الأنات المرفوعة من أجلك وتسمعها فيبكيك سماعها .

ودعنا نتذكر ان تل اللبان هو ملازم لجبل المر (نش 4) وان شهادة اللبان العطرة لابراهيم كانت ملازمة لجبل المريا (تك 22) , كذلك تلك الشهاد ة للشونمية (عب 11) كانت ملازمة لمرارة موت وحيدها .

فلنفعل اذا ما فعلاه ابراهيم والشونمية فالأول رفع عينيه "فاذا كبش ممسك .." والثانية رفعت القضية برمتها الي العلية (2مل 4) وأحكمت اكفاء (الماجور) إذ اغلقت الباب , ثم رفعت عينيها وقلبها , بل ورجليها سعيا الي رجل الله .

والنتيجة معها ومع ابراهيم "يهوه يرأه"


اما ثاني هذين الجبلين فهو "رأس الفسجة" (عدد 23 , تث 34) .

ومن يقف عليه حتي ولو كان بلعام , "لن يبصر اثماً في يعقوب ولن يري تعباً في اسرائيل" . مع ان الامر في حقيقته مخالف لذلك تماماً , لكنها "رؤيا القدير" ونظرة العيون المفتوحة (عدد 24) , والتطلع الي الامور من وجهة نظر الله , الذي يدعو الاشياء غير الموجودة كأنها موجودة .

تذهب الصحة وتصير غير موجودة لكنها من علي "رأس الفسجة" كأنها موجودة , نفتقر الي اشياء كثيرة لكنها من "رأس الفسجة" كأنها موجودة . كيف يتم ذلك عملياً ؟ أهي أضغاث احلام نتوهمها بوجود غير الموجود ؟ كلا بل هي النعمة التي تعوضنا عن كل نقص وعن أي شوكة عما فقدناه ونفقده .

بل دعني اقول لك ما هو اكثر من ذلك , اننا نظن احياناً ان الله يلجأ الي النعمة يجزلها لنا وكأنه حل للإشكال , لكن من قال ان هناك لدي الرب اشكالاً ؟! ان الامر علي العكس من ذلك تماماً ..

ان الله عندما يريد ان يعطينا نعمة اضافية , فإنه يؤهلنا لقبولها عن طريق الضعف , هذا الذي نظنه اشكالاً . فليس ما اصابنا ورطة يقع فيها الله ويحتاث ان جاز التعبير ولا يجد مخرجاً له , فيسترضينا بشئ من النعمة يعوضنا به عما فقدناه , حاشا ! بل ان ما يسمح لنا به من نقص او ضعف انما هو تأهيل لقبول النعمة .

ام كان اليشع عاجزاً عن ابادة جيوش ارام بدلا من ضربهم بالعمي ؟ كلا , اذا لماذا ضربهم بالعمي ولم يهلكهم ؟ أهو عقاب مخفف ؟ كلا . اذا ماذا ؟ ان اليشع يمثل ذلك الذي جاء الينا "مملوء نعمة وحقاً" (يو 1) , وقد اراد ان ينعم علي هؤلاء القوم فيستحييهم . سؤال يقفز ؟ اذا لماذا ضربهم بالعمي ما دامت نيته حسنة تجاههم ؟ الجواب انه فعل هذا لكي يؤهلهم عن طريق العجز لقبول النعمة .

فليس استحياؤهم تعويضا لهم عن عماهم بقدر ما ان عماهم هو التأهيل لاستحيائهم .

ان ضعفنا هو الحيثية التي نستحضر بها رحمته ونعمته ذلك لأن "قوتي في الضعف تكمل .

وللتأهيل شهادات او قل بطاقات . ودعنا نسرح ولو قليلاً .

تحسن الدولة صنعاً اذ تقدم الدعم للفقراء من المواطنين . وهي تقدمه عامة عن طريق بطاقات تموينية .

لكن هناك (كوادر) من الشعب أفقر من أن تكفيها البطاقات العامة .. لهؤلاء يستخرجون بطاقات اضافية يسمونها الفئوية .. الخ

وما اصبت به قديما كان بطاقة عامة اعطاها الرب لك , تقدمها لعرش النعمة - كمستحق للدعم – فتصرف بموجبها ما يلزمك من تموين النعمة .

لكن لأنك ايها الحبيب "مسكين بالروح" (مت 5) ولكن مضاعفا , فكان لزاما لك من بطاقة اضافية . وما مرضك الاخير إلا هذه البطاقة الفئوية الجديدة , اعطاها لك الرب . ويعطيها للفئة التي تماثلك من المحتاجين .

فلكي نصرف احتياجنا من النعمة الاضافية لابد لنا من هذه البطاقات الجديدة يعطيها لنا الرب مسبقاً . فنقدمها لعرش النعمة لنصرف بها التموين الاضافي .

ودعني من قلب منكسر أهنئك بهذه البطاقة الجديدة . وأعرض عليك ".. ان كنت تعبان الشهر ده اصرف لك التموين ... وابعت لك" .

كما اود ان تحتفط بهذا السر ان انا همست به في أذنك , وهو ان اخاك كاتب هذه السطور يزيد عنك درجة في هذه النواحي .

فهو لا تكفيه البطاقة العامة ولا حتي الفئوية التي تصرف لمدقعي الفقر . انه معدم . لذلك فهو يتقاضي معاشاً استثنائياً . انه كالأرملة وكاليتيم , بل فاقهما , فربما تزوجت الارملة او كبر اليتيم . لكن اخاك مربوط علي درجة يتيم (تث 24) حماك الله وجنبك امثاله .

وأرجو ان أتمكن قريباً من رؤيتك معاف وأن أرسل اليك بعص الوريقات الاخري عن المعاش الاستثنائي .

سلامي لافراد اسرتكم الكريمة


الرب معك
اخوك اسحق اسكندر