الاثنين، 27 فبراير 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (3)

وربمـا تقول حسناً فما هي مشيئة الله إذاً ؟ ، ولذلك أريد أن اقرأ (أف 1 : 8-10) "التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة ، إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السموات وما علي الأرض في ذاك" . وتلك هي مشيئة الله ! ، فالله قد عيََّن يوماً (ونحن ندعوه الملك الألفي) فيه هو مزمع أن يمجد ابنه في دائرتين ، في السماء ، وعلي الأرض ، وفي ذلك اليوم سوف يأخذ الرب يسوع الكنيسة في جانبه والتي هي ملؤه وعروسه وبصفة خاصة كإناء للشهادة لأنه مزمع أن يظهر مجد ابنه من خلالها قدام العالم ! ، وببساطة فمشيئة الله هي أن يمجد ابنه .
وما يفعله الله الآن هو أنه يدعو أشخاص خارجين من اليهود والأمم بواسطة الإنجيل وهم الذين يُكِّونون جسد وعروس المسيح ، فنحن عندما نخلص نصبح جزء من ذلك الإناء الذي سيُعرِض مجد المسيح ، وهذا هو بالحقيقة ما قد خلصنا لأجله ، أي مجد المسيح ! ، وهو لا يرغب أن ينتظر حتي يظهر مجد المسيح في اليوم الآتي ، ولكنه يريد أن يمجده الآن ونحن هنا في هذا العالم ، وإذا عشنا حياتنا بحق في مشيئة الله فنحن بدورنا سنمجد المسيح !
يوجد العديد من  المسيحيين الذين يتناولون موضوع مشيئة الله من النهاية الخاطئة ، انهم يتطلعون الي الكتب ليخرجوا منها ما يقوله الله عنهم ، فهم يتطلعون الي بركاتهم ، وامتيازاتهم وكيف تنطبق تلك الأمور علي حياتهم ..الخ ، وبالتأكيد يوجد أشياء كثيرة في كلمة الله تتحدث عن تلك الغاية ، ولكنني أخشي أن يكون ذلك من مجرد منظور أناني وغير ناضج ، ولكن الطريق الأسمي والأكثر بركة هو أن ننظر إلي كلمة الله لكي نري ما يريد الله أن يعرفنا به ، وهو ما يختص  بابنه ، فنحن نرغب أن ننظر الي المسيح في الكلمة ، ونري ما يمجده ، وبالتالي نفعل تلك الأشياء ، ولكن كما ذكرت أن الله يريد أن يمجد ابنه في العالم الآن من خلال حياتنا التي تشمل جسده ! ، وبالتالي كل تفاصيل حياتنا تخضع لهذا الهدف ! ، فما هي إلا مكونات في الصورة الكبيرة التي تمجد ابنه ، وهذا هو مفتاح إدراك مشيئة الله في حياتنا ! .
فكل شئ نفعله في حياتنا بحسب مشيئة الله يجب أن يكون بهدف تعظيم وتمجيد ابنه ، وكل قرار نأخذه يجب أن يؤدي الي هدف الله العظيم هذا ، وبالتطبيق العملي علي حياتنا فنحن يجب أن نصحح اختيارنا لشراء سيارة مثلا ً ، أو أين نعيش ، أو بمن أتزوج ....الخ ، فكل تلك الأشياء فقط مكونات لتحقيق هدف الله أي مشيئته والتي هي تمجيد ابنه ، فإذا تمسكنا بتلك النقطة الخطيرة فسوف يساعدنا الرب علي تمييز مشيئته لأجل حياتنا .
ولذلك نجد أمامنا "مفترق  الطرق" مكان القرار ، ونحن نرجو لك أن تأخذ قرار اليوم بأن تدع الرب يقود حياتك ، وبالتالي ستنال بركة لحياتك ، إن الحياة المسيحية بحق حياة جميلة وبسيطة فقط إذا عشناها بحسب مشيئة الله ! ، فالرب له خطة لحياة كل واحد منا وإذا عشنا في تلك الخطة فسنختبر أن "طريقه كامل" (مز 18 : 30) ، وهذه الخطة مختلفة لكل واحد منا ، لأن ما قصده الله لك سيكون مختلفاً بنوع ما عما قصده لشخص آخر ، ولكن العناصر الأساسية لمشيئة الله هي واحدة  للكل ، وأود الآن أن أتأمل في تلك الأشياء الأساسية ، وبعد ذلك سندخل في التفصيلات التي يقودنا بها الرب .
والآن دعونا نتأمل في بعض الشواهد الكتابية التي تعيننا علي معرفة العناصر الأساسية لمشيئة الله لحياتنا لأن كلمة الله تخبرنا  بوضوح عن هذه الامور .

(١) أن نؤمــن بــه
نقرأ (يو 6 : 38 - 40) "لأتي نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني ، وهذه مشيئة الأب الذي  أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً بل أقيمه في اليوم الأخير ، لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل من يري الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" .
نجد هنا الشئ الأول والعظيم بحسب مشيئة الله ، فطالما نرغب في معرفة مشيئة الله لحياتنا فإن تلك هي البداية ، وببساطة أن نؤمن بالرب يسوع المسيح ، فالله قد أوضح لنا الأمر تماماً وهو يرغب أن تؤمن بانه الرب يسوع المسيح  ، وياللعجب فيما يقوله الرب "من يقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً" لأن كل إنسان سمع دعوة الإنجيل واستجاب وأتي للرب يسوع سوف لا يخرج ولا ينطرح بعيداً مرة أخري ! ، بغض النظر عن نوع هذا الإنسان أياً كان وعن الخطية التي اقترفها أياً كانت ، وعن الحياة التي عاشها مهما تكن ، فلا أحد يُطرَد خارجاً ، لأنه قال "تعالوا  إليَّ ياجميع المتعبين والثقيلي  الأحمال و أنا أريحكم ، احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب  فتجدوا راحة لنفوسكم" فالرب يسوع يدعو كل إنسان أن يأتي بالإيمان ويدخل في علاقة معه ، وبالتالي يبدأ طريقاً في هذا العالم عاملاً مشيئة الله ، تلك هي البداية أيها الأحباء لمعرفة مشيئة الله لحياتنا، أن تكون لنا علاقة مع الرب يسوع ، وأود أن أسألك سؤال "هل عرفت الرب يسوع كمخلصك ؟ وهل لك علاقة إيمان شخصية معه لحياتك ؟ ، وهل طلبت منه أن يغسلك من خطاياك ويخلصك ؟ فإذا لـم تكن قد حصلت علي الخلاص لا يمكنك أن تتوقع أن تعرف مشيئة الله لحياتك ، لأن تلك هي البداية ! ، فليس هناك وقت أفضل من هذا لكي تنتبه لدعوة الرب ، فتعال إليه لكي تخلص ، إنها مشيئة الله لك أن تفعل ذلك ، فإذا كنت ترغب أن تعرف بحق مشيئة الله لحياتك فأولاً آمن بالرب يسوع المسيح ! .
يتبع