السبت، 1 أكتوبر 2016

الإعجاز العددي في الكتاب المقدس

الإعجاز العددي في الكتاب المقدس

"كلمتك ممحصة جداً وعبدك أحبها! » (مز 119 : 140)

 مدلول الأعداد
حقائق مذهلة في النص الأصلي سباعي، الأسماء سباعية، فقد ورد كل اسم في الكتاب المقدس في أعداد سباعية عدد الكتّاب: 21 كاتب في العهد القديم.قيمة الأسماء العددية 3808 أي 7 مضروبة في 544
ويرد ذكر أسماء سبعة أشخاص من العهد القديم في العهد الجديد موسي، داود، أشعياء أرمياء، دانيال، هوشع ويوئيل.عدد ورودها سباعي مثل ورود داود وأرمياء وموسي كل فقرة رئيسية وفرعية هي سباعية. عدد مرات ورودها سباعي.
ورد اسم داود 1134 مرة أي 7 مضروبة في 162
 في البدء خلق الله السموات والأرض .
عدد الكلمات 7 كلمات وعدد الحروف 28 حرف وفي النصف 14 حرف في البدء خلق 14 حرف، السموات والأرض سباعية
قصة نسب المسيح مت 1: 1-  11
عدد الكلمات اليونانية 49 كلمة، عدد الحروف 266 (7*38)
الحروف المتحركة 140، الحروف الساكنة 126 (7*18)
 عدد أسماء النص 42، الأعلام 35 الأسماء العادية 7عدد مرات تردد الأعلام 63
الذكور 28، الإناث 7 عدد مرات تردد أسماء البشر56
 إجمالي نسب المسيح 42364 (7× 6052)
ج- مدلول الأعداد
 الرقم المدلول  
1  الوحدة – الاتحاد       
2  الشهادة – الانفصال
3  كمال اللاهوت
4  العالم – العمل المثمر
5  النعمة
6  النقص والإنسان
7  الكمال 
8  القيامة -البداية- الحياة الجديدة
9 النهاية
10 كمال الطقس
 11 الفوضى
12 الحكومة العادلة
 13 الخطية والعصيان
 37 كلمة الله
العدد 8 : القيامة - البداية.
 البداية : ثمانية أفراد نجوا في الفلك – اختتان الابن الذكر في اليوم الثامن،
المسيح القيامة والحياة: "أنا هو القيامة والحياة"يو 11: 25
الدلالة العددية لكلمة"يسوع"في النص اليونانيJESUS. أيسوس
 J=10 E=8 S=200 O=70 U=400 S=200 = 888مضاعفة العدد 8
الدلالة كلمة"المسيح"1480.الكلمتان يسوع المسيح : 888 + 1480 = 2368
ابن الإنسان = 2960: 370
 القيمة العددية لكلمة المسيح 1480 وهكذا الرب 80 – المخلص 1408 – .. الحق 64 .
مدلول العدد 9 (النهاية)
 العدد 9 عدد منتهي. إذا ضرب اي رقم في 9 يكون مجموع ارقام العدد9 او مضاعفاته. النهاية المطلقة 999 غضب الله في نهاية الدهر 999 الدم : انسكاب الدم هو نهاية الحياة والدينونة 99 مرة. الهاوية 9 مرات. الأبدية 9 مرات مات المسيح في الساعة التاسعة
مدلول الرقم"13"الخطية
هو نفس مدلول الشر- الشك- العصيان- الارتداد-الرياء-السرقة
ارتد عن الله 13 ملك في يهوذا. وكان الملك الثالث عشر مرتدا باستمرار. وكان العام الثالث عشر هو عام العصيان(كدر لعومر (تك 14 : 4
و نري أن الرقم 13 يشير إلي الخطية: السارق: 455 (35 × 13)
في البدء كان الكلمة :. الكلمة"لوجوس"قيمة عدد حروفها تسير كما يلي:
 ل = 30، و = 70، ج= 3، و= 70، س = 200 المجموع 373 أي العدد 3 و 37 كلمة الله
"يسوع ابن داود"888 مضاعفات العدد 8 الذي يرمز للقيامة والحياة الجديدة
"المسيح"1480 مكون من 8 القيامة، 37 الكلمة، 5 المملوء نعمة
"طرح التنين العظيم"النص الكامل 2197، أي 13 × 13× 13
"ابليس الشيطان"2197 مضاعفات العدد 13، التنين 975، المجرب 1053، بليعال 78، الحيه 780، مضاعفات العدد 13.  في البدء خلق الله"2107 أي 73 × 37
د- دقة التركيبات العددية
: يعرف الفلكي موقع الكواكب ووقت ظهورها، كما يعرف المؤمن الذي له دراية لحسابات الاعداد في الكتاب المقدس موقع الحروف، الكلمات والأسفار
البحث في قاموس هادسون. وجد الباحثون ورود أسم موسي 846 مرة في الكتاب المقدس وهذا عدد غير سباعي وبالمراجعة الدقيقة وجدوا أن القاموس أغفل ذكر موسي مرة في رسالة العبرانيين فصار العدد 847 حاصل ضرب 7× 121 أي أنه عدد سباعي. في حالة إضافة أو حذف رقم يتغير التركيب العددي المحكم وتعمل هذه التركيبات ضد العبث بخطة الله.
 القيمة المكانية: مجرد تغيير كلمة من مكانها يتغير التركيب العددي ليست للصدفة في هذا التركيب العجيب أي دور
دقة الخالق: صمم الله الكتاب بدقة متناهية في وضع الكلمات، النقاط، الحروف، الفواصل وهو مثل نسيج خطوط العملة لتأكيد شرعيته وجاءت الاكتشافات العلمية الحديثة درعا واقيا ضد التحريف. فالتركيب العددي، القيمة العددية والقيمة المكانية كلها من عمل الخالق العظيم
 التنظيم العددي الرائع : لا يوجد كتاب أخر في العالم كله يحتوي علي الملامح العددية الموجودة في الكتاب المقدس. ليست هذه الملامح من نتاج الفكر الإنساني بل هي من عمل قوة الله السرمدية، علمه السابق وخططه الحكيمة. وقد كتب أناس الله القديسون كلمات الكتاب مسوقين من الروح القدس. وهذا الامتياز يقتصر علي الكتاب المقدس وحده في تفرده العددي.
لا جدال في الرياضة : لا يستطيع احد أن يجادل في حقيقة تساوي زاويتي القاعدة في المثلث المتساوي الساقيين ومن يحاول ذلك سيفشل. كذلك لا جدال في وحي الكتاب، انه مركب علي حقائق رياضية بأحدث الطرق العلمية في منطق قوي، إدراك سليم.حقائق ثابته تحطم عليها كل جدل وشك لأنها، واضحة للعين عظيمة في حقيقتها وفي منتهي الدقة التي لا يكاد يصدقها العقل البشري. هكذا وضع الله ختمه علي كتابه بهذه الصورة المثيرة ولا يمكننا أن ننكر تنفس الله في كتابه. هذا واضح كالشمس وهو برهان غير قابل للنقاش مع الذي يحاول إنكار وحي الله للكتاب المقدس .
وضوح التركيب بعد انتهاء الكتابة: بعد إتمام كتابه سفر الرؤيا، جاءت التركيبات العددية مترابطة معا، كل جزء مرتبط مع غيره والعهد القديم مع العهد الجديد ووصل إلي المخطط الكامل المتناسق
أعداد الكلمات في الأناجيل : تختلف كلمات أي سفر عن الأخر. كيف عرف متي أن يستخدم عددا معينا من الكلمات لن يستخدمه غيره؟ لو أراد أن يعرف هذه لابد أن يكون العدد أمامه وهو يكتب إنجيله.وليس إنجيله هو آخر سفر في الكتاب بل جاء ت بعده أسفار أخري. في كل سفر كلمات معينه غير وارده في الأسفار الأخرى ويتضح التركيب العددي الشامل. لم يعرف أي كاتب عدد كلمات الأسفار الأخرى وإذا أراد ذلك كان لأبد أن تكون باقي الأسفار أمامه وهو يكتب ومعني هذا انه لأبد أن يكون أخر كاتب وهذه استحالة لأن الأسفار كتبت في تواريخ متتابعة عبر القرون.
ومهما كانت قدرات البشر فأنه لا يمكنهم وضع تخطيط دقيق كهذا بهذه العناية والتناسق الرائع العجيب. فهذه يد الله العظيمة الكاتبة والمحركة للكون. اليد التي ثقبت من أجلنا
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2 تي 3 : 16)


الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الامتياز والمسئولية

"كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (عدد 13 : 30) ان الرجال الذين تم تعيينهم لمهمة تجسس الأرض ، كانوا في مواقع مسئولية ، لقد كانوا رؤساء لعشائرهم وقادة بين شعب الله ، لا شك أننا جميعاً كمؤمنين مسئولون و نقرأ : "....... وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ" (مر 13 : 34) وأيضاً "فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا ِللهِ" (رو 14 : 12) ، ومع ذلك هناك من هم اكثر مسئولية ، الذين قد أقامهم الله في موقع مسئولية وقيادة سواء في الاجتماع او في دائرة أوسع ، هؤلاء يجب ان يكونوا صاحين وأكثر تدقيقاً . في الحقيقة ان هؤلاء كثيراً ما يكونوا هدف الشيطان الأعظم ، لأنه يعرف جيداً انه اذا استطاع ان يوقع الذين هم في موقع القيادة والتأثير في الخطأ فهذا الخطأ سوف لا يعود علي انفسهم فقط وانما سيأخذون اخرون معهم ، معثرين اياهم ويبعدونهم ،  وقد يتحرروا يوماً ما بعد ذلك ولكن للأسف الشديد نادراً ما يعودوا بتابعيهم مرة أخري ، لا شك ان هذا كان في فكر بولس عندما كان يوجه كلامه لشيوخ أفسس للمرة الاخيرة مشجعاً اياهم "اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ" (أع 20 : 28)  وايضاً يقول لتيموثاوس الذي كان له مكان متقدم كنائب رسولي في الكنيسة الأولي فيقول له "لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا" (1تي 4 : 16) ، فعمل العدو كان دائماً محاولة جذب الأذكياء والاتقياء والمؤثرين لينفذوا مخططاته ، عادة ما يكون هؤلاء من أصحاب الموهبة ولهم قدرات طبيعية ومؤثرين ويعرفون الكتاب المقدس بصورة جيدة ، وكنقطة جانبية يجب الأخذ في الاعتبار الصلاة لكل من هم في موقع قيادة ، سواء كانوا رعاة او شيوخ بين شعب الرب . ويوجد وجه اخر لعمل العدو وهو انشغالنا بأخطائهم وهفواتهم حتي نسد أذاننا عن خدمتهم ومشورتهم ونصائحهم وارشادهم . لكن اذا احضرناهم امام عرش النعمة بالصلاة والدعاء سوف يعطينا هذا وجه مختلف تماماً من خلال عيني المسيح وهذا هو اجراء حماية ووقاية ، فقد يوجد  الكثير من القادة سيحفظون من السقوط لو كنا قد صلينا من اجلهم بصورة اكثر اجتهاد .


الثلاثاء، 19 يوليو 2016

عدم الإيمان

عدم الإيمان


"ُثّم كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً : «أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. رَجُلاً وَاحِدًا لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ آبَائِهِ تُرْسِلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسٌ فِيهِمْ». فَأَرْسَلَهُمْ مُوسَى مِنْ بَرِّيَّةِ فَارَانَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيل"  (عدد13 : 1-3)
نقرأ ان الرب قد أوصي موسي بأن يعين رجال ليدخلوا ويتجسسوا أرض كنعان .
اذا كان سفر العدد الاصحاح الثالث عشر هو كل ما يقص علينا هذا ، لاعتقدنا ان هذا ما كان إلا فكر الرب بأن يرسلوا جواسيس ، ويمتلكوا ميراثهم فوراً بالإيمان . ولكن القراءة المتأنية لتثنية (1) توضح ان هذا لم يكن فكر الرب ! ، ان وصيته المبدأية ورغبته ان يدخلوا فوراً بالإيمان وان يمتلكوا ميراثهم ، اذا كانوا قد اطاعوا وفعلوا هذا لكانوا في غني حتي عن رفع سيفهم ضد الساكنين في الأرض ، فهو كان قد وعد بأنه سوف يتقدمهم ويخرج أعدائهم خارجاً ، لقد كانت هذه إرادته الفعالة لشعبه ، ولكن بسبب عدم إيمانهم فقد سمح لهم بأن يرسلوا جواسيس بإرادته السماحية  اسمع لما يقوله موسي في هذا الاصحاح " الرَّبُّ إِلهُكُمُ السَّائِرُ أَمَامَكُمْ هُوَ يُحَارِبُ عَنْكُمْ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ مَعَكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ وَفِي الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ رَأَيْتَ كَيْفَ حَمَلَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَمَا يَحْمِلُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سَلَكْتُمُوهَا حَتَّى جِئْتُمْ إِلَى هذَا الْمَكَانِ ، وَلكِنْ فِي هذَا الأَمْرِ لَسْتُمْ وَاثِقِينَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمُ "(تث 1 : 30-32)     
كثيرا ما نري في الكتاب الله وهو يسمح بإرادته السماحية بما هو ليس بحسب إرادته القيادية ، هذا ما يفعله الله عندما تكون الحالة الروحية لشعبه غير سامية ، ولكن تذكر انه عندما لا نتبع إرادته القيادية هناك دائماً خسارة بطريقة أو بآخري . ونجد مثال اخر هو عندما طلب الشعب لحماً نقرأ "فَأَعْطَاهُمْ سُؤْلَهُمْ، وَأَرْسَلَ هُزَالاً فِي أَنْفُسِهِمْ" (مز 106 : 15) مرة أخري في إرادته السماحية ، سمح لهم بشئ لم يكن في صالحهم ، لذلك لا يجب ابداً ان نسأل الله بما هو ليس بحسب فكره ، وهذا قد لا يكون لبركتنا وفائدتنا ، فهو قد يسمح بها ، ولكن لابد أن يكون هناك حصاد مر . يجب ان نصلي بنفس روح الرب يسوع كإنسان معتمد علي الله ، "وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" (لو 22 : 42) ، مثال أخر لأمر سمح به الله بإرادته السماحية وهو الطلاق فنقرأ رد الرب علي الفريسيين في هذا الأمر ٍ"مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق، فَتُطَلَّقُ ، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةَ، وَلكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ،وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ" (مر 10 : 4-10) ان الطلاق لم يكن أبدا فكر الرب تحت أي ظرف من الظروف ،  ولكنه سمح به بسبب حالة قلوب شعبه في هذا الوقت .
انه من المحزن في هذا الوقت ونحن نقرأ عن كالب ونري شعب الله وهو ممتلئ بعدم الإيمان ، ونحن شباب صغار كان اخ متقدم كثيراً ما يذكرنا بأننا من الممكن ان نكون "مؤمنين بلا إيمانِ" ، فطوال تاريخ الشعب في البرية نجد عدم الإيمان كان يظهر علي السطح مرة تلو الاخري . "وَرَذَلُوا الأَرْضَ الشَّهِيَّةَ. لَمْ يُؤْمِنُوا بِكَلِمَتِهِ بَلْ تَمَرْمَرُوا فِي خِيَامِهِمْ. لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ" (مز 106 : 24-25)  .
لقد كانت هذه هي حالة الرسول توما ، بعد قيامة الرب من الأموات ، فكثيرا ما نتحدث عن توما الشكاك ، ولكن الأمر كان اكثر من هذا ، فقد قال توما : "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ ....... لاَ أُومِنْ" (يو 20 : 25) لقد كان توما رسولاً بالحق ، ولكن كانت هناك فترة في حياته كان مؤمنا بلا ايمان واضطر الرب ان يقول له "وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (يو 20 : 27) ، دائما الثقة والشجاعة مقترنان ، وهذا واضح في حياة الكثير من الرجال والنساء في الكتاب المقدس ، مثال ابراهيم ، دبورة ، جدعون ، نحميا ، استير وطبعاً كالب موضوع تأملنا ، ومن المحزن ايضاً أن نجد الجبن وعدم الإيمان مقترنان معاً أيضا .
كثيرا ما يطلب منا ان نثق بالرب ، ان نتوكل عليه ، فهو جدير بقتنا ولن يخيب إيماننا أبدا ، فهو قادر علي خطوات الإيمان الكبيرة ، قبل الصغيرة ، وقادر علي تحديات الحياة ، لنتذكر كلمات سليمان "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ" (امثال 3 : 5) وقد قال داود أبوه من قبله "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" (مز 37 : 5) تحكي قصة عن اختين مؤمنات كانتا تتحدثان معاً في امسية وهما تتناولان الشاي فقالت واحدة للاخري عندي آية مشجعة وتساعدني كثيراً هي "فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ" (مز 56 : 3) ، فأجابت الاخري وقالت عندي آية افضل "هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ " (اش 12 : 20) في ختام الامر نري شعب اسرائيل في تاريخه وقد تم تلخيصه في تلك الآيات الاتية : "فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ" (عب 3 : 19) فيالها من خاتمة حزينة !! .


الاثنين، 18 يوليو 2016

ميراثنا

ميراثنا


"لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ" (1بط 1 :4)
كان هناك ميراثا ينتظر شعب اسرائيل ، كان هذا الميراث علي الضفة الاخري لنهر الاردن من برية سيناء .
لقد قال الرب " فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً" (خر 3 : 8)
كثيراً ما يشار لكنعان في الترانيم كصورة للسماء  أو ما يأتي بعد الموت ، بمعني اخر حالة لا نأتي إليها في هذه الحياة ، ولكن في الواقع كنعان هي صورة ما نستطيع ويجب ان نتمتع به الان . انها تشكل صورة للبركات التي لنا في المسيح ، تلك البركات السماوية التي نقرأ عنها في (اف 1 : 3) "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ"
ان ميراث اسرائيل كان أرضياً ، وبالتالي كان مناسباً ولائقاً بهم ان يغزوا بالسيف ، الواقع انه بسبب عدم قيامهم بهذا بصورة كاملة ، فنسل اعدائهم اصبحوا ولازالوا بلاء لهم في فلسطين الي هذا اليوم .
بالنسبة لنا فبركاتنا سماوية ، لذلك فإننا لا نحارب باسلحة مادية ، ومع اننا لا نحارب حرب مادية ، إلا انها حرب حقيقية ، ان الشيطان وجنوده هم اعداء حقيقيين ، يسعون لاعاقة تمتعنا بمالنا في المسيح  "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ " (اف 6 :12) فنحن الان في منطقة حرب ولن نخرج خارجها الي ان نترك هذا العالم ليكون لنا السلام والراحة في السماء ، والتمتع بكل ما هو في بيت الأب بدون أي اعاقة .
ولكن السؤال كيف ونحن بصدد خصم قوي جداً يحتشد ضدنا ان نسلك بقوة وفي تمتع بميراثنا ونحن علي ارض الاعداء ؟ إن الحقيقة الرائعة هي أننا لا يجب ان نواجه هذا العدو بقوتنا الشخصية ، كما كان الامر بالنسبة لشعب الله في العهد القديم ، وبلا شك اذا حاولنا ذلك فسوف تكون الهزيمة حليفتنا ، فنحن لسنا أهل لمواجهة ابليس ولا قوته ، ففي (2كو 10 : 4 ) يقول "إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ"
فنحن لنا سلاح الله الكامل (اف 6 : 11) ليت الرب يعطينا الطاقة الروحية لنقوم بما هو مكتوب في (اف 6 : 13) "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا"
فتيموثاوس كان يتم تذكرته دائماً بواسطة الرسول أنه "جندي صالح ليسوع المسيح" (5تي 2 : 3)  ، من المهم بمكان ان نلاحظ ان المواجهة الحقيقية لم تبدأ إلا بعد عبورهم الاردن ، ودخلوا ليمتلكوا الأرض  ، صحيح انهم واجهوا عماليق في معركة في البرية (صورة للشيطان يعمل في الجسد وهو يسعي ليعطل سلوكنا مع الله في برية هذا العالم) (خر 17 : 8-15) ، ولكن كان هناك اعداء يجب مواجهتهم في كنعان بنفس مقياس سعي المؤمن ليتمتع ببركته الروحية ويسير في جود نصيبه السماوي ، والعدو سيكون هناك بطريقة او باخري ليعيق ويحبط .
فالشيطان لا يرغب لنا ان نحيا في فرح التمتع بالسماويات ، فهو يعارض ويصد بتصميم شديد كل ما هو من الله أو للمسيح .
اما بالنسبة لاسرائيل كان الاعداء هم "الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ" (يش 3 : 10)
وفي عصر التكنولوجيا اعدائنا تختلف ، فمع ان هناك أشياء ضرورية (الكمبيوتر – الموبايل .....الخ) ونحتاجها في الدراسة والعمل إلا ان هذه الاشياء نفسها قد تعوقنا عن التمتع بالمسيح والسماويات إذا لم نحترص . فهي تشد انتباهنا وتقلل تركيزنا في ساعات وأوقات ضائعة كان يمكن استغلالها في التمتع بميراثنا السماوي ، فألعاب الفيديو ودي في دي مثلاً ، يمكن ان تضيع ساعات كثيرة وبسرعة دون ان ندري وهي أوقات ضائعة لا يمكن استردادها ، أن التلفزيون احضر العالم الي بيوتنا ، اما الانترنت فأحضرنا وأخذنا الي العامل خارجاً ، هذه امور تقلل حساسيتنا وتستهلك عقولنا وتضعف ايماننا . وتلك بعض الاشياء التي تمنعنا من التمتع بالمسيح ، انها اشياء قد لا تكون خطأ في حد ذاتها ولكن اذا لم نكن حريصين فهي تشكل عائق لتقدمنا الروحي ، فيا له من شيطان خبيث !! .
للأسف ان هناك كثيرين من المؤمنين ، بالرغم من انهم مفديين ومخلصين وفي طريقهم للسماء ولكنهم من الناحية العملية لم يعبروا الاردن ليتمتعوا بميراثهم في هذه الحياة ، إنهم لا يعرفون فرح تملك ميراثهم وبركاتهم الروحية كامتلاك حالي .
فيا ليتنا ان لا نجعل العدو يسلبنا التمتع بما هو لنا في المسيح .


الأحد، 12 يونيو 2016

طريق السعادة

طريق السعادة

أيها المؤمن العزيز. أريدك أن تمسك قائمة حساب مع الله. إذا حدث أنك وجدت نفسك عاثراً أو أنك أخطأت في شيء، فلا تستصغر الأمر. إنه بالنسبة لك أمر له أهميته وله خطره، لأنه يعطل شركتك مع الله، وليس هناك ما يعوض عن هذه الخسارة. وعليك في الحال أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، واعترف بالخطأ لأبيك السماوي. راجع نفسك وكن ديَّاناً لها مع الاعتراف القلبي لله. واقبل منه غفراناً أبوياً وتطهيراً من كل إثم (1يو 9:1). وإن كان الخطأ في حق آخرين فلا تتباطأ عن الاعتراف لهم أيضاً، مهما كان الاعتراف مذلاً ومخجلاً، فإن هذا سيحفظ ضميرك صالحاً وحساساً وتحت التدريب، ويؤول إلى تعمق شركتك وإلى زيادة أفراحك.
اقرأ كلمة الله. لأن واحداً من أقوى أسباب الهزيمة في حياة كثيرين من شعب الرب هو إهمال قراءة كلمة الله. كثيرون منهم يبدو أن شهيتهم للقراءة ضعيفة جداً. هم يظنون أن قراءة أصحاح في الصباح قراءة عابرة هو كل المطلوب. ولو أنهم فعلوا ذلك بالنسبة لأجسادهم وتناولوا مثل هذه الوجبات الخفيفة التافهة، لانهارت صحتهم. فالأمر الهام جداً هو أن ننمي الشهية لقراءة الكتاب. اقرأ بقدر ما تستطيع. ومع القراءة صلِّ لأجل الاستنارة ولأجل القوة، واطلب نعمة لكي يظهر في حياتك مفعول هذا الغذاء الروحي. لا تخجل أن تُرى قارئاً للكتاب أمام الآخرين. اجعل من هذه الكلمة أهل مشورتك، لأن هناك حكمة بين سطورها وهناك نوراً وهناك ما يسد أعوازك. هي صوت الله الذي يتكلم به الروح القدس في وسط سكون إنسانك الباطن لإرشادك ونُصحك. وهي أيضاً طعام الحياة الجديدة. ولأجل ذلك «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (1بط 2:2)
اقرأ وضع علامات وملاحظات، وافهم وتعلّم واهضم كتابك المقدس، مع الصلاة. ولا تيأس إذا أنت لم تفهم ولم تستفد في بعض الأحيان. والأكيد أنك ستأخذ ما يكفي حاجتك. ودائماً سوف تجد أن عندك الكثير لتقدمه للآخرين لو أنك رغبت في ذلك. «يوجد مَن يفرّق فيزداد أيضاً». وهكذا كلما أعطيت، كلما أخذت أيضاً لتعطي وكلما ازداد سرورك بالعطاء.
صلِّ كثيراً. فكل رجال الله هم رجال صلاة، يعيشون في جو الصلاة وفي روح الصلاة. ويجدون لذتهم في الانسحاب كلما سنحت الفرصة للاختلاء مع الله. إن الصلاة هي تعبير المؤمن عن ثقته واتكاله على الله. هي الضعف البشري متعلقاً بقوة القدير، ومربوطاً إليها بمحبة الله العطوفة.
أيها المؤمن، اتكئ كثيراً على صدره، واتكئ بكل قوتك عليه. تعامل مع الله كأبيك، وتعوّد على ممارسة ثقة غير محدودة فيه. ولا تفتكر أن هناك أمراً صغيراً أو تافهاً يمر دون ملاحظته. «ملقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم» (1بط 7:5). ويا لها من كلمات ثمينة "كل همكم .. هو يعتني بكم".
ولا تهمل صلاتك الفردية الخاصة. وإذا شعرت أنك تهاونت في ذلك، فتأكد أن هناك خطأ من نوع ما يزحف على حياتك. وعليك أن تسحب نفسك في الحال وتفحص قلبك أمام الرب، وإلا فإن السقوط وشيك. لا تكن حياتك صورة أمام الناس بل عش أمام الله. 
ترقب الإجابة وعد بالشكر لله على كل إجابة. لا تنس أن تكون شاكراً دائماً حتى لو طال الانتظار. ولتكن هذه النصائح هي من سمات حياتك. 

بهذا تضمن سعادة نفسك .. «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين» (يه 24).

يوحنا داربي