الثلاثاء، 29 مايو 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (9)

(٢) من خلال المبادئ التي في كلمة الله
دعونا نعرف الطريقة الثانية لإرشاد الله لنا في (مز 17 : 4) "فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" وبعد ذلك (مز 119 : 105) "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" ، و(عدد 130) "فتح كلامك ينير يعقل الجهال" ، وهنا نجد طريقة أخري يرشدنا بها الرب - عن طريق كلمته ، ويجب أن نشكر الرب جداً لأجل تلك الطريقة التي يقودنا بها ويرشدنا بالاضافة الي الإحساس بمحضره ، لأن الإحساس بمحضر الرب لنفوسنا هو امر باطني ، أو تأثير داخلي فينا ، وبما أن قلوبنا مليئة بالخداع كما قيل في (أرميا 17 : 9) "القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس من يعرفه؟" فنحن عرضة بأن نعتقد ان حضور الرب معنا في فعل شئ لنا الرغبة في أن نعمله ، وبينما نكون مخدوعين في ذلك ، وبالتالي يكون الدافع أناني في فعل ذلك ، فمن الجائز جداً أن نتحرك في فعل شئ ما ونؤمن بأننا منقادون فيه من الرب بينما نكون منقادين فقط برغباتنا .

ومن الجميل ان الله اعطانا طرق أخري بها يرشدنا ، وبالتحديد هي كلمته ، وهذا يساعدنا أن نحفظ توازن الأشياء ، ويمكن أن نسأل أنفسنا بخصوص اتخاذ خطوة معينة في أمر ما (هل هذا الامر يتفق مع كلمة الله ؟ وهل هناك مبدأ في كلمة الله يعضد ذلك ؟ ويمكننا قراءة ثلاث أو أربع اعداد فقط لتخبرنا بأن كلمته تؤيدنا؟ ، فكلمة الله هي الطريق الآمن والسعيد لنا خلال هذا العالم ، وعندما نتعلم منها ونجمع المبادئ الكتابية ، ونكنزها في قلوبنا سنقدر أن نستدعي تلك المبادئ في وقت الاحتياج إليها لأجل قيادتنا ، دعونا نقرأ (يع 1 : 21) "لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" ونحن نجد هنا أن تعليم مبادئ الكلمة يفوق جداً مجرد معرفتها من الناحية العقلية ، إنها تعطي المعونة لأن كلمة الله تتعمق داخل كل كياننا وتصبح جزء منا ، وربما تكون سمعت أحد الاخوة في أحد المرات قائلاً لك (خُذ هذا الحق لك) وهذا يعني أن كلمة الله تصبح جزءاً كاملاً من شخصياتنا ، أي أن نحيا عملياً بهذا الحق في حياتنا ، فهي ليس مجرد معرفة في الرأس ، وهذا ما يتكلم عنه يعقوب قائلاً "الكلمة المغروسة" ونفس الفكرة نجدها في (1يو 2 : 14) "كلمة الله ثابتة فيكم" .
ان كلمة الله يجب أن تمسك بنا وتؤثر علي كياننا ويصير ذلك واضحاً في حياتنا.
والآن نحتاج الي وقت لنتعلم ونجمع تلك المبادئ الكتابية لأجل الطريق وقراءة ودراسة كلمة الله ، وكمؤمنين شباب نحن نبدأ بالقليل ربما بالذي قبلناه من والدينا لو كنا قد نشأنا في بيوت مؤمنين ، ولكن الآن إنها مسئوليتنا وامتيازنا أن نجمع المبادئ من الكلمة لكي ننمو بها ، ولذا فأنت تحتاج  أن تبدأ في الطريق الصحيح في حياتك المسيحية بأن تجمع المبادئ لأجل الطريق ، وأنا لا أتحدث عن التعليم مع أنه مهم في مكانه إلا إنني أتحدث عن المبادئ العملية لأجل السلوك في الطريق والذي نحن في أمسّ الحاجة إليه .
وكما قيل في يعقوب هنا  لو تمسكنا بتلك المبادئ الإلهية في كلمة الله أو بالأحري أقول لو أن تلك المبادئ أمسكت بنا فسنطرح كل نجاسة وكثرة شر ، وهذا ينطبق علي الحكم علي الذات من جانبنا وحقيقي سيصبح ذلك جزء لا يتجزأ منا ، والنتيجة بعد ذلك سيكون لنا المعرفة الإلهية للطريق الذي نسير فيها ، وسنعرف ماذا يريد الرب منا أن نفعل .
وافترض أن شخص ما قد جاء إليك وقدم لك وظيفة جميلة وسهلة وراتبها مرتفع ، ولكن مكان تلك الوظيفة ليس قريباً من الاجتماع (أي ستحتاج أن تسافر ساعات لمكان الاجتماع) ، فهل توافق علي تلك الوظيفة ؟ وهل كلمة الله ترشدك لأجل ذلك ؟ أنا أؤمن أنها تفعل ذلك ، فكلمة الله تخبرنا "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 10 : 25) فإذا قبلت تلك الوظيفة فستكون غير قادر علي حضور الاجتماعات حيث يجتمع القديسين معاً الي اسم الرب ، وحيث يجب أن تكون لك شركة معهم في العبادة الصحيحة ، وبالتالي يمكنك أن تجد الكثير في كلمة الله يفيدك بأن لا تقبل مثل هذه الوظيفة بالرغم من هذا العرض المغري ، فمن الجائز أن تربح مادياً ولكنك ستفقد الكثير في نفسك مقابل ذلك ، فيجب أن ترغب في أن تتيقن من أن يكون لك اجتماع تذهب إليه لأجل العبادة والخدمة قبل أن تغير مكان اقامتك ، إنك دائماً تحتاج الي قيادة الرب ، ولكنك ربما تقول (ولكن يوجد هناك مؤمنين كثيرين في تلك المنطقة ويمكنني أن أكون في شركة معهم) ، نعم أن هذا صحيح ولكن هل هؤلاء المؤمنين يسلكون في نور الإعلان الكامل للحق المسيحي ؟ ، وهل هم سالكين في نور حق الكنيسة ؟ ، أم هم منتمون الي اجتماعات طائفية ، وبالتالي لا يمتلكون هذا النور الكامل للحق ، وان كنت مؤمناً شاباً فمن الممكن ان تتخذ خطوة بها مساومة للحق والعدو سيجعلك تأخذ تلك الخطوة لكي يطرحك بعيداً عن الأساس الإلهي للاجتماع ، ورأينا ذلك يحدث كثيراً .
ودعونا نأخذ ايضاحاً آخر ، افترض أن شخص ما أتي إليََّ راغباً في الدخول في علاقة عمل معي ، وهذا الشخص ليس للرب ، فهل اقبل ذلك ؟ ما هي مشيئة الله لي؟ وهل هناك أي مبدأ كتابي يرشدني في ذلك ؟  اعتقد أنني أجدني في هذه الحالة غير محتاج الي الصلاة لكي اطلب فكر الرب في ذلك ، لأنه أظهر لي ذلك ، إنني لست أقصد بأنني لا أصلي لكي أنال نعمة لأفعل مشيئته ، ولكن كلمة الله واضحة بخصوص هذا الشأن تخبرني بأن لا أقيم علاقة عمل مع غير المؤمن "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" (2كو 6 : 14) .
وماذا عن الدخول في علاقة مع شخص ما غير سالك في طريق كلمة الله ؟ يقول الكتاب "هل يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا (يتفقا)" (عاموس 3 : 3) ، والرب يستطيع أن يستخدم أي شاهد من كلمته ليعطيني عن طريقه نور معين .
إنني أعرف أخت أخري كانت مخطوبة لأخ ذو طابع حاد ، وهي ذهبت للرب لكي تعرف فكر الرب فيما يختص بالزواج منه ، وكانت ترجو أن ينمو في النعمة ويحكم علي حالته ، ويوما ما كانت تقرأ (أم 22 : 24) "لا تستصحب غضوباً ومع رجل ساخط لا تجيئ" وهي قد أخذت هذا العدد لنفسها وقالت لنفسها أن هذا العدد هو لي أن لا اصطحب رجل غضوب ، فالرب استخدم ذلك العدد لكي يقودها لكسر تلك العلاقة ، وهذا يبيٍّن لنا أن الرب يقدر أن يستخدم كلمته ليرشدنا بها في الطريق العملي في حياتنا .
أنه نفس الطريق فيما يختص بأمور الاجتماع ، فإذا تحولت الي اعمال (١) ستري أنه كان هناك قرار يحتاج الاخوة الي اخذه بخصوص تعيين تلميذ بدلا من يهوذا ليأخذ مكانه بين الرسل ، فهم طلبوا الي الرب والرب أجابهم من كلمته ، وتذكر بطرس الشاهد الذي يقول "وليأخذ وظيفته آخر" (أع 1 : 20) ، (مز 109 : 8) ، فهو تعلم من هذا الفصل أنه يجب تعيين شخص آخر ليملأ مكان يهوذا  الشاغر ، فكلمة الله اعطتهم نوراً لأجل ذلك الموقف ، وبعد ذلك ألقوا قرعة فوقعت القرعة علي متياس ، وأنا لا أعني أننا يجب أن نلقي قرعة لكي نعرف فكر الرب ، لأن هذا الامر قد عُمِل قبل مجئ الروح القدس إلي الأرض ليسكن في الكنيسة ، وبعد مجئ الروح القدس لا نجد الرسل يفعلون ذلك ، لأن هذا الشئ مأخوذ من العهد القديم ، وهم بالفعل كانوا لا يزالوا تحت العهد القديم في (أعمال ١) ، أو في (أعمال 15) نجد مثال آخر للارشاد بكلمة الله ، وقد كان هناك أمر في غاية الخطورة موضوع أمام الاخوة فكان هناك البعض ينادون ويعلمون بأنه ينبغي أن الشخص يُختَن قبل أن يخلص ، فكانوا يخلطون الناموس بالنعمة ، فأتي الاخوة لكي يبحثوا هذا  الامر ، ولكن كيف يجدون فكر الرب الذي كان في الكلمة ، فأتي يعقوب بمبدأ من كلمة الله أعطي نوراً بما يجب ان يفعلوه بخصوص هذا الشأن .
فياللعجب أن لنا كلمة الله لأجل كل ظرف في الحياة ! ، إنني لا أقول بأننا سنجد أصحاح أو عدد لكل شئ ، ولكن أؤمن بأننا سنجد في مكان ما في الكلمة مبدأ بما يمكننا عمله لأجل ارشادنا ، ولكنك يجب أن تعرف تلك المبادئ فأنت لا يمكنك أن تستخدمها ان كنت لا تعلمها ! ، والطريق الوحيد لتعلم تلك المبادئ الثمينة من كلمة الله هي بواسطة قراءة كتابك المقدس ! ، إنني أود أن أشجعك لكي تتعلم تلك المبادئ القيََّمة لأجل حياتك من الكتب المقدسة ، مكتوب في (مت 13 : 52) "كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجل رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاء" والطريقة الوحيدة التي يمكن بها اخراج الجدد والعتقاء من كنزه لأجل تطبيقها علي احتياجات البيت هي أن يكون قد قضي وقتاً أولاً لكي يضع هذه الأشياء في كنزه ! ، ونفس الشئ يحدث معنا ، فنحن يجب أن نجمع المبادئ من كلمة الله ونخزنها في قلوبنا لوقت الاحتياج حتي يمكننا استخدامها في مواقف الحياة العديدة ، فكل واحد منا له كنز ، ومن امتيازنا ومسئوليتنا أيضاً ان نقضي وقتاً لنجمع تلك المبادئ الي كنزنا .