الثلاثاء، 4 أبريل 2017

رؤيا القدير

رؤيــا القدير
سفر العدد 24 : 4-6

"وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ، مَطْرُوحًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ! كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلَى نَهْرٍ، كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ."
إذا أردنا أفكاراً مفرحة من جهة القديسين فيجب علينا ان نلاحظ الكنيسة كما هي بالحق في عيني الله , ضروري من الحصول علي "رؤيا القدير" أعني معرفة جمال الكنيسة في المسيح في كل كماله لكي تكون نفوسنا حليمة وقلوبنا رقيقة ومتواضعة من جهة ما يحدث حولنا , وإذا لم نتصف بذلك فلا نستطيع ان نثبت في محبة المسيح . ايضاً إذا لم نر الكنيسة إجمالاً والقديسين أفراداً كما هم في المسيح نكون معرضين لأن نسخط عليهم , وعوضاً عن أن نهتم بخدمتهم نقطع الرجاء من جهتهم وذلك لا يليق . نحن في خطر من وجهين , الوجه الأول – إذا اكتفينا بطريق التراخي ولم نهتم لمشاكلة القديسين للعالم , والوجه الثاني – إذا تذمرنا وسخطنا عليهم بروح ناموسية – بمرارة وتضجر . الإيمان يري القديسين أنهم مقبولون في المسيح ويمارس النصائح بالنعمة لكي يثبت القديسون ويزهرون في نعمة المسيح وتكون لهم رائحة زكية "كأودية ممتدة كجنات علي نهر كشجرات عود غرسها الرب , كأرزات علي مياه" .
ما أعظم هذه الصورة الجميلة المباركة ! هل نستطيع أن نفرح إذا رأينا القديسين عاجزين عن النمو ويهينون الرب ؟ لا . هذا لا يوافق مجد المسيح المطلوب منا . لم يقل بولس الرسول للقديسين في كورنثوس "يجب ان تكونوا" بل قال لهم "انكم رسالة المسيح ... مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي" (2كو 3 : 3) لابد ان أحزن إذا وجدت في القديسين شيئاً مغايراً لجمالهم في المسيح لأنهم "كشجرات عود غرسها الرب كأرزات علي مياه" ليس فقط ان "الله لم يبصر اثماً في يعقوب ولا رأي تعباً في اسرائيل" (العدد 23 : 21) بل يري فيهم جمالاً .
آه يا احبائي نحتاج ان نري الكنيسة والقديسين أفراداً في "رؤيا القدير.... مكشوفي العينين" فبدون هذا لا ندخل في قوة فكر الله . اننا لا نحتاج الي "رؤيا القدير" لكي نفهم أن القديس إنما هو قديس ولا نحتاج الي أن نكون "مكشوفي العينين" لنكشف شيئاً غير موافق في سلوك اخوتنا . بل نحتاج الي ذلك لكي نري جمال مجد الكنيسة كما يراها الله . ولنتذكر ان حادثة موضوعنا كانت في حضور بالاق ملك موآب واعتقادنا بهذه الأمور يفرحنا حتي في وسط قوة الشيطان كما قال داود "ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي" (مز 53 : 5) فيري الأعداء كيف أنا مبارك , بينما أنا اعيد وأفرح بالاشياء التي أعدها لي الله "مسحت بالدهن رأسي , كأسي رياً" ليس فقط حصلت علي رحمة وسلام بل لي ملؤها أعني "كأسي رياً" فداود الذي اختبر أمانة الله له في الماضي يعتمد ويتكل عليه في المستقبل أيضاً كما قال "انما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي" ويختم قوله "واسكن في بيت الرب الي مدي الأيام".
"ما أحسن خيامك يا يعقوب . مساكنك يا اسرائيل" يجب أن نتشجع لأننا نعرف شدة محبة الله لأجل تعزيتنا في الوقت الحاضر . ومع أنه توجد رؤيا أو منظر حقيقي عن جمال الكنيسة في المسيح فلا نغض النظر عن قصوراتها هنا والنتيجة تكون تواضع الروح من نحو الرب وكثرة رقة القلب نحو بعضنا البعض . الرب ينعم علينا أن لا نجلس بقلب بارد مكسور ساكتين عن الشر فينا أو في إخوتنا لأن مياه الله قريبة من أصل الشجرة . ما أثمن ذلك الحق , ياليت كل المؤمنين يستيقظون ويدركون ويشعرون بجمالهم حسب فكر الله لكي يبتهجوا في ذاك الذي هو بهجتهم وجمالهم وهو سرور الله وفرحنا ومجدنا .