الخميس، 17 مارس 2011

خلاص في الماضي والحاضر والمستقبل

"الذي‮ ‬خلصنا ودعاناً‮ ‬دعوة مقدسة لا بمقتضي‮ ‬أعمالنا‮ ‬،‮ ‬بل بمقتضي‮ ‬القصد والنعمة‮" (‬2تي‮ ‬1‮ : ‬9‮)‬
‮"‬ونحن مصالحون نخلص بحياته‮" (‬رو‮ ‬5‮ : ‬10‮)‬"
‮"‬فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا‮"    (‬رو‮ ‬13‮ : ‬11‮)‬"

الــذي‮ ‬خلَّـصـنا
فياله من خلاص عجيب هذا الذي‮ ‬نناله عندما نقبل الرب‮ ‬يسوع المسيح كمخلصنا‮ ‬،‮ ‬عندها‮ ‬يمكننا أن نعلم الآن ونحن في‮ ‬هذا العالم أننا قد خلصنا‮ ‬،‮ ‬وصار لنا السلام مع الله والضمان الأبدي‮ ‬،‮ ‬ويمكننا أن نتحدث عن هذا الأمر علي‮ ‬أنه أمر قد تم وانقضي‮ ‬ههنا لأجل كل شئ‮ ‬،‮ ‬يمكننا أن نقول أننا صرنا مغفوري‮ ‬الإثم‮ (‬1يو‮ ‬2‮ : ‬12‮) ‬،‮ "‬بهذا‮ ‬يتبرر كل من‮ ‬يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسي‮" (‬أع‮ ‬13‮ : ‬39‮) ‬،‮ ‬فكل خطايانا قد تطهرت بدم المسيح الثمين‮ (‬1يو‮ ‬1‮ : ‬7‮) ‬،‮ ‬ونحن نعلم أن لنا حياة أبدية‮ ‬،‮ ‬لأننا نقرأ في‮ (‬1يو‮ ‬5‮ : ‬13‮) "‬كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله‮ ‬،‮ ‬لكي‮ ‬تعلموا أن لكم حياة أبدية‮" ‬فنحن نعرف أن لنا ضمان أبدي‮ ‬،‮ ‬لأن‮ ‬يوحنا‮ ‬يقول‮ "‬وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلي‮ ‬الأبد ولا‮ ‬يخطفها أحد من‮ ‬يدي‮" (‬يو‮ ‬10‮ : ‬28‮) .‬
أيضاً‮ ‬نحن نعرف من خلال كلمة الله أن الحياة الأبدية التي‮ ‬أعطيت لنا هي‮ ‬حياة المسيح نفسه‮ ‬،‮ ‬كما نقرأ في‮ ‬كولوسي‮ (‬3‮ : ‬4‮) "‬المسيح حياتنا‮" ‬،‮ ‬وأيضاً‮ ‬الله‮ ‬يعطي‮ ‬المؤمن‮ "‬روح الموعد القدوس الذي‮ ‬هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده‮" (‬أف‮ ‬10‮ : ‬13،‮ ‬14‮) ‬،‮ ‬فالرب‮ ‬يضمنا إلي‮ ‬كنيسته منذ لحظة خلاصنا‮ ‬،‮ ‬كما نقرأ في‮ (‬أعمال‮ ‬2‮ : ‬47‮) "‬وكان الرب كل‮ ‬يوم‮ ‬يضم إلي‮ ‬الكنيسة الذين‮ ‬يخلصون‮" ‬ونحن نحتاج أن نفحص الكتب لكي‮ ‬نعرف خطة الله في‮ ‬كيفية اجتماع المسيحيين معاً‮ ‬،‮ ‬فنحن نعلم أننا بالفعل جزء من‮ "‬كنيسة الله التي‮ ‬اقتناها بدمه‮" (‬أع‮ ‬20‮ : ‬28‮) ‬أنه من امتيازنا أن نُجمَع إلي‮ ‬اسم الرب‮ ‬يسوع المسيح وحده‮ (‬مت‮ ‬18‮ : ‬20‮) ‬هذه هي‮ ‬الطريقة التي‮ ‬عيّنها هو لذلك علي‮ ‬مائدته لكي‮ ‬نصنع ذكري‮ ‬موته إلي‮ ‬أن‮ ‬يجئ‮ ( ‬1كو‮ ‬10‮ : ‬15‮ - ‬17‮ ‬،‮ ‬11‮ : ‬23‮ - ‬26‮) .‬

نخلص بحياته
وهذا‮ ‬يأتي‮ ‬بنا إلي‮ ‬ما قيل في‮ (‬رو‮ ‬5‮ : ‬10‮) "‬لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه‮ ‬،‮ ‬فبالأولي‮ ‬كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته‮" .‬
فالكتاب‮ ‬يخبرنا بأنه علي‮ ‬الرغم من أننا خلصنا ولنا حياة المسيح نفسه إلا أن الطبيعة القديمة والساقطة الموروثة فينا في‮ ‬هذا العالم لازالت موجودة بنا‮ ‬،‮ ‬ويجب ألا نسمح لها أن تقود حياتنا‮ ‬،‮ ‬فالرب‮ ‬يسوع الذي‮ ‬مات لأجلنا‮ ‬يحيا الآن عن‮ ‬يمين الله كرئيس كهنة لأجلنا أيضاً‮ (‬عب‮ ‬4‮ : ‬14‮-‬16‮) ‬لكي‮ ‬يمـدُنا بالنعمة والقوة‮ ‬يوماً‮ ‬بيوم لكي‮ ‬يحفظنا من السقوط في‮ ‬الخطية‮ ‬،‮ ‬وبهذه الطريقة نخلص بحياته‮ ‬،‮ ‬فإذا لم نطلب منه المعونة لكي‮ ‬يحفظنا ووضعنا ثقتنا في‮ ‬قلوبنا فسرعان ما نسقط في‮ ‬الخطية كما حدث مع بطرس عندما أنكر سيده‮ ‬،‮ ‬وحتي‮ ‬إذا حدث لنا ذلك نحن لا زلنا نمتلك تلك الحياة الجديدة أي‮ ‬حياة المسيح نفسه‮ ‬،‮ ‬والإنسان العتيق‮ (‬طبيعتنا القديمة‮) ‬لا تزال موجودة في‮ ‬أجسادنا ويخبرنا الكتاب بأننا‮ ‬يجب أن نضعها في‮ ‬حكم الموت ونجعل الإنسان الجديد أي‮ ‬حياة المسيح هي‮ ‬التي‮ ‬توجه وتقود حياتنا‮ (‬رو‮ ‬6‮ : ‬11-14‮) .‬
فإذا فشلنا في‮ ‬أن نسأل المعونة من الرب‮ (‬رئيس كهنتنا العظيم‮) ‬فنحن كمؤمنين سوف نقع في‮ ‬الخطية وبالتالي‮ ‬نحتاج هنا إلي‮ ‬المسيح كشفيعنا‮ (‬1يو‮ ‬2‮ : ‬1‮) ‬فهو‮ ‬يقودنا إلي‮ ‬الاعتراف بالخطية وإلي‮ ‬ردّنا إلي‮ ‬الشركة أو العلاقة مع الرب مرة ثانية‮ (‬1يو‮ ‬1‮ : ‬9‮) ‬وهذا ما‮ ‬يشار إليه في‮ (‬رو‮ ‬5‮ : ‬10‮) "‬نخلص بحياته‮" ‬فهذا هو عمله الحاضر لأجلنا وهو في‮ ‬المجد‮ .

خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا
هناك وجه آخر للخلاص ألا وهو الخلاص في‮ ‬المستقبل‮ "‬فخلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا‮" (‬رو‮ ‬13‮ : ‬11‮) ‬فنحن كمؤمنين الآن نتطلع إلي‮ ‬مجئ الرب وعندها سوف‮ ‬يكمل خلاصنا‮ ‬،‮ ‬فنحن الآن نمتلك خلاص نفوسنا‮ ‬،‮ ‬وننال من الرب‮ ‬يسوع‮ (‬كرئيس كهنتنا‮  ‬الأعظم‮) ‬معونة‮ ‬يومية بقدر ما نحتاج‮ ‬،‮ ‬وأيضاً‮ ‬كشفيعنا‮ ‬يردّ‮ ‬نفوسنا عندما نسقط‮ ‬،‮ ‬لكننا لازلنا في‮ ‬أجساد الضعف هذه ولا زالت فيها الطبيعة الساقطة‮ ‬،‮ ‬وعندما‮ ‬يأتي‮ ‬الرب فإنه سيغيّر أجسادنا لتكون علي‮ ‬صورة جسد مجده ومن ثم سوف لا تكون هناك‮ "‬طبيعة ساقطة‮" ‬فليس هناك إنساناً‮ ‬عتيقاً‮ ‬في‮ ‬تلك الأجساد الممجدة وعندما سيكون خلاصنا كاملا‮ ‬،‮ ‬فإن لحظة مجئ الرب‮ "‬أقرب مما كان حين آمنا‮" ‬ونحن في‮ ‬انتظار تلك اللحظة المجيدة‮ (‬في‮ ‬3‮ : ‬21‮ ‬،‮ ‬رؤ‮ ‬22‮ : ‬20‮) .‬
ياليت معرفة هذا الحق الثمين المُعلَن لنا في‮ ‬كلمة الله‮ ‬يملأ قلوبنا بالتسبيح والشكر ويعطينا الرغبة أن نحيا‮ ‬يوماً‮ ‬فيوماً‮ ‬في‮ ‬ملء‮ ‬يقين الإيمان‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬طاعة المحبة للشخص الذي‮ ‬أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا‮ . "‬كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى‮" (‬2بط‮ ‬1‮ : ‬3‮) ‬إننا قد خَلُصنا ونخلص وسنخلص‮ "‬فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً‮ ‬هذا مقداره‮" (‬عب‮ ‬2‮ : ‬3‮) .‬
فإن كان أحد قُرَّاء هذه‮  ‬السطور لم‮ ‬يُخلص بعد فنحن نناشده في‮ ‬المحبة أن‮ ‬يأتي‮ ‬للمسيح بإيمان وتوبة حقيقية‮ ‬،‮ ‬لأنه علي‮ ‬استعداد أن‮ ‬يخلِّص وقادر أن‮ ‬يحفظ‮ "‬وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً‮ ‬أن‮ ‬يصيروا أولاد الله‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬المؤمنين باسمه‮"(‬يو‮  ‬1‮ : ‬12‮)‬


بقلم : جوردن هاي هو
ترجمة : عاطف فهيم

ليست هناك تعليقات: