الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الامتياز والمسئولية

"كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (عدد 13 : 30) ان الرجال الذين تم تعيينهم لمهمة تجسس الأرض ، كانوا في مواقع مسئولية ، لقد كانوا رؤساء لعشائرهم وقادة بين شعب الله ، لا شك أننا جميعاً كمؤمنين مسئولون و نقرأ : "....... وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ" (مر 13 : 34) وأيضاً "فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا ِللهِ" (رو 14 : 12) ، ومع ذلك هناك من هم اكثر مسئولية ، الذين قد أقامهم الله في موقع مسئولية وقيادة سواء في الاجتماع او في دائرة أوسع ، هؤلاء يجب ان يكونوا صاحين وأكثر تدقيقاً . في الحقيقة ان هؤلاء كثيراً ما يكونوا هدف الشيطان الأعظم ، لأنه يعرف جيداً انه اذا استطاع ان يوقع الذين هم في موقع القيادة والتأثير في الخطأ فهذا الخطأ سوف لا يعود علي انفسهم فقط وانما سيأخذون اخرون معهم ، معثرين اياهم ويبعدونهم ،  وقد يتحرروا يوماً ما بعد ذلك ولكن للأسف الشديد نادراً ما يعودوا بتابعيهم مرة أخري ، لا شك ان هذا كان في فكر بولس عندما كان يوجه كلامه لشيوخ أفسس للمرة الاخيرة مشجعاً اياهم "اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ" (أع 20 : 28)  وايضاً يقول لتيموثاوس الذي كان له مكان متقدم كنائب رسولي في الكنيسة الأولي فيقول له "لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا" (1تي 4 : 16) ، فعمل العدو كان دائماً محاولة جذب الأذكياء والاتقياء والمؤثرين لينفذوا مخططاته ، عادة ما يكون هؤلاء من أصحاب الموهبة ولهم قدرات طبيعية ومؤثرين ويعرفون الكتاب المقدس بصورة جيدة ، وكنقطة جانبية يجب الأخذ في الاعتبار الصلاة لكل من هم في موقع قيادة ، سواء كانوا رعاة او شيوخ بين شعب الرب . ويوجد وجه اخر لعمل العدو وهو انشغالنا بأخطائهم وهفواتهم حتي نسد أذاننا عن خدمتهم ومشورتهم ونصائحهم وارشادهم . لكن اذا احضرناهم امام عرش النعمة بالصلاة والدعاء سوف يعطينا هذا وجه مختلف تماماً من خلال عيني المسيح وهذا هو اجراء حماية ووقاية ، فقد يوجد  الكثير من القادة سيحفظون من السقوط لو كنا قد صلينا من اجلهم بصورة اكثر اجتهاد .