الاثنين، 14 أكتوبر 2019

طريق السعادة


طريق السعادة

أيها المؤمن العزيز. أريدك أن تمسك قائمة حساب مع الله. إذا حدث أنك وجدت نفسك عاثراً أو أنك أخطأت في شيء، فلا تستصغر الأمر. إنه بالنسبة لك أمر له أهميته وله خطره، لأنه يعطل شركتك مع الله، وليس هناك ما يعوض عن هذه الخسارة. وعليك في الحال أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، واعترف بالخطأ لأبيك السماوي. راجع نفسك وكن ديَّاناً لها مع الاعتراف القلبي لله. واقبل منه غفراناً أبوياً وتطهيراً من كل إثم (1يو 9:1). وإن كان الخطأ في حق آخرين فلا تتباطأ عن الاعتراف لهم أيضاً، مهما كان الاعتراف مذلاً ومخجلاً، فإن هذا سيحفظ ضميرك صالحاً وحساساً وتحت التدريب، ويؤول إلى تعمق شركتك وإلى زيادة أفراحك.
اقرأ كلمة الله. لأن واحداً من أقوى أسباب الهزيمة في حياة كثيرين من شعب الرب هو إهمال قراءة كلمة الله. كثيرون منهم يبدو أن شهيتهم للقراءة ضعيفة جداً. هم يظنون أن قراءة أصحاح في الصباح قراءة عابرة هو كل المطلوب. ولو أنهم فعلوا ذلك بالنسبة لأجسادهم وتناولوا مثل هذه الوجبات الخفيفة التافهة، لانهارت صحتهم. فالأمر الهام جداً هو أن ننمي الشهية لقراءة الكتاب. اقرأ بقدر ما تستطيع. ومع القراءة صلِّ لأجل الاستنارة ولأجل القوة، واطلب نعمة لكي يظهر في حياتك مفعول هذا الغذاء الروحي. لا تخجل أن تُرى قارئاً للكتاب أمام الآخرين. اجعل من هذه الكلمة أهل مشورتك، لأن هناك حكمة بين سطورها وهناك نوراً وهناك ما يسد أعوازك. هي صوت الله الذي يتكلم به الروح القدس في وسط سكون إنسانك الباطن لإرشادك ونُصحك. وهي أيضاً طعام الحياة الجديدة. ولأجل ذلك «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (1بط 2:2)
اقرأ وضع علامات وملاحظات، وافهم وتعلّم واهضم كتابك المقدس، مع الصلاة. ولا تيأس إذا أنت لم تفهم ولم تستفد في بعض الأحيان. والأكيد أنك ستأخذ ما يكفي حاجتك. ودائماً سوف تجد أن عندك الكثير لتقدمه للآخرين لو أنك رغبت في ذلك. «يوجد مَن يفرّق فيزداد أيضاً». وهكذا كلما أعطيت، كلما أخذت أيضاً لتعطي وكلما ازداد سرورك بالعطاء.
صلِّ كثيراً. فكل رجال الله هم رجال صلاة، يعيشون في جو الصلاة وفي روح الصلاة. ويجدون لذتهم في الانسحاب كلما سنحت الفرصة للاختلاء مع الله. إن الصلاة هي تعبير المؤمن عن ثقته واتكاله على الله. هي الضعف البشري متعلقاً بقوة القدير، ومربوطاً إليها بمحبة الله العطوفة.
أيها المؤمن، اتكئ كثيراً على صدره، واتكئ بكل قوتك عليه. تعامل مع الله كأبيك، وتعوّد على ممارسة ثقة غير محدودة فيه. ولا تفتكر أن هناك أمراً صغيراً أو تافهاً يمر دون ملاحظته. «ملقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم» (1بط 7:5). ويا لها من كلمات ثمينة "كل همكم .. هو يعتني بكم".
ولا تهمل صلاتك الفردية الخاصة. وإذا شعرت أنك تهاونت في ذلك، فتأكد أن هناك خطأ من نوع ما يزحف على حياتك. وعليك أن تسحب نفسك في الحال وتفحص قلبك أمام الرب، وإلا فإن السقوط وشيك. لا تكن حياتك صورة أمام الناس بل عش أمام الله. 
ترقب الإجابة وعد بالشكر لله على كل إجابة. لا تنس أن تكون شاكراً دائماً حتى لو طال الانتظار. ولتكن هذه النصائح هي من سمات حياتك. 

بهذا تضمن سعادة نفسك .. «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين» (يه 24).

يوحنا داربي


السبت، 21 سبتمبر 2019

راحة الله



راحة الله
بقيت راحة لشعب الله! لأن الذي دخل راحته استراح هو أ يضًا من أعماله، كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة  (عب 4 : 9-11)

إننا نحن مؤمني عهد النعمة نجتاز برية العالم الناشفة واليابسة والتي بلا ماء، وصولاً إلى راحة المجد العتيد. ولنلاحظ أيها القارئ العزيز أن الراحة المرجوَّة هي «راحة الله» نفسه، ليست فقط راحة أعدها لنا، بل هي راحته الشخصية ـ راحة نفسه وشبع محبته حين يتم القول: «الرب إلهك في وسطك... يسكت (يستريح) في محبته» ( صف 3: 17 ). وجميل أن نتطلع إلى هذه الراحة، والأجمل أن تكون هذه الراحة هي راحة الله نفسه.

إن الخلاص أمر مُحبب للنفس المُكبلة بالقيود، وذلك لأنه ( خلاص الله» ( أع 28: 28 ). والسلام لفظ حلو للمسامع لأنه (سلام الله» ( في 4: 7 )، والبر هو مطلب الساعي إليه، ولكن الله أظهره لنا «بر الله» ( رو 3: 5 ، 21،  22). والمحبة كلمة لها رنين عذب ـ واحة خضراء في فيافي القفر المخوف لأنها «محبة الله» (يه21)، هكذا الراحة التي نصبو إليها، والتي يطيب لإلهنا الكريم أن نقاسمه إياها هي «راحة الله».

«
راحة الله» ـ مقطع يتجاوز منطقة الإدراك البشري. مبدئيًا يجب ألا يفوتنا أن هذه الراحة مستقبلة، يوم يرتاح الله من رؤية مشاهد الخراب والألم والحزن والإهانة لاسمه المجيد، وعربدة الشيطان وأتباعه، يوم تبرأ السماوات والأرض إذ يقول الجالس على العرش «ها أنا أصنع كل شيءٍ جديدًا!».

تلك هي الراحة التي يتطلع إليها الإيمان مؤسسًا على الوعد، الراحة التي أهاب كاتب رسالة العبرانيين بالأخوة القديسين أن «يجتهدوا أن يدخلوا تلك الراحة» ( عب 4: 11 ). ونلاحظ أنه لا يقصد أن نبذل الجهد لنفسح مجالاً للدخول إلى تلك الراحة، بل أن نبذل قصاري جهدنا لكي نكون جادين في اعترافنا، جادين وثابتي العزم ونحن في الطريق إلى تلك الراحة. ليت الأمر يكون كذلك معنا إذ ونحن نطلب وطنًا أفضل، لا نكلّ من مصاعب عيشة الإيمان والانفصال.

هي راحة نسابق الزمن في الاستمساك بأهادبها، ونحن نقطع «القفر العظيم المخوف»، «وادي البكاء» ذاهبين «من قوة إلى قوة» إلى أن نُرى «قدام الله»، هي راحة ”باقية“، دائمة وثابتة لأنها «راحة الله»، راحة المجد حيث دخل يسوع ... كسابقٍ لأجلنا.
أديب يسي


السبت، 9 مارس 2019

سبَّحوا وخرجوا


(سبَّحوا وخرجوا)

ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ (مرقس 14: 26)
إن كانت شجاعة الرب في ذهابه إلى أورشليم نبيلة بهذا المقدار بما فيها من أعمال الرحمة التي أسدَاها في الطريق للمتألمين، فهي لم تكن بأعظم مما صنعه عندما مضى بعد ذلك بأيام قليلة ليأكل الفصح مع تلاميذه في العلِّية. كانت الليلة الأخيرة، فلم يصرفها مع أقاربه، ولا في أمور دنيوية، بل مع تلاميذه ليُعلِّمهم واجباتهم السماوية. كان امتحانًا قاسيًا على شجاعته أن يحتفل بالفصح في نفس الليلة التي كان سيُسلَّم فيها، لأنه حسب تقاليد اليهود كان الفصح مناسبة فرح عظيم، لأنه ذكرى إنقاذهم من العبودية. ويُقال إنهم في حفلة العشاء كانوا يشربون كأس البركة أربع مرات، وبفرح عظيم يُسبِّحون من مزمور 113 إلى مزمور 118. وكان الرب يعلَم كل ذلك، ومع كُلٍ لم يشترك معهم في صمت، بل قال: «شهوةً اشتهيت أن آكُل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم» (لو 22: 15)، وكان هذا يتضمن التسبيح، كما كتب مرقس البشير «ثم سبَّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون» (مر 14: 26). كانت كل رغبته أن يمجِّد الآب وينفذ مشيئته. كان في عنفوان شبابه وقوته، ولكنه كان يُسلِّم نفسه للموت طاعةً لمشيئة أبيه. كان يقترب من الآلام والأحزان، ولكنه كان يُسبِّح!
رأى آخر غروب، وأكَلَ آخر أكلة، ولمَّا تعمَّق الليل كانت برودة الصليب وظلمته تَطبِقان عليه، ومع كلٍ كان يُسبِّح. لقد كان يعرف أن جثسيماني تواجهه بعد ساعة أو ساعتين، ومع كلٍ كان يُسبِّح. لقد أطلق يهوذا ليغدر به، وكان يعلَم أنه سيلاقيه بقُبلته الغاشة، ومع كلٍ كان يُسبِّح!
كان يعلَم أنه في دُجى الليل سينكره بطرس ويتركه هو وباقي التلاميذ ويهربون، ومع كلٍ عمل على إراحتهم إلى المُنتهى، إذ قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم»، وبعدما سبَّح معهم كان المُخلِّص يعلَم أنه، وهو المُعلَم بين ربوة، سيكون «مَنظرُهُ كذا مُفسَدًا أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم» (إش 52: 14). عرف كل ذلك، ومع كلٍ كان يُسبِّح!
كان يعلَم أنه بعد ساعات قليلة سيُعلَّق على صليب اللعنة، ومع كلٍ كان يُسبِّح. كان يعلَم أنه قبل أن ينتهي ذلك اليوم سيُجلَد، ويُطعَن بالحربة في جنبه، ويوضع في القبر ميتًا، ومع كلٍ كان يُسبِّح!
أي إنسان هذا!! إن شجاعته لا تُبارى ولا تُقاس، ونحن إذ نتطلَّع في تقدير وإعجاب نهتف: يا له من مُخلِّص!

يوحنا بليت
أعلى النموذج


الخميس، 28 فبراير 2019

الحالة المتردية التي صرنا عليها


الخطاب الثانى
5
وَدَعَوْا اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بُوكِيمَ (وَمَعْنَاهُ: الْبَاكُونَ) وَقَدَّمُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَ لِلرَّبِّ ( قض٢: ٥ (
منذ عدة سنوات عديدة مضت سُمـع صوت بكاء فى بوكيم ، ومن وقتها إنقطع صوت البكاء فالعبيد المحبوبين والأمناء ذهبوا ليرتاحوا عند سيدهم.
ولكن الآن صار هناك عدة أصوات للصراخ ، إنه صراخ الروح القدس فهو يدعونا إلى بوكيم ، فالحزن هو الذي يجمعنا هناك ، لكنه المكان الذى يستطيع الرب أن يجتمع بنا فيه حيث يثقل الحزن قلوب الكثيرين ، فإن افتقدنا بوكيم فسوف نفتقد الرب أيضا ، ذلك لأنه المكان المعين للإجتماع .
هيا أيها الأخوة لنأتى إلى بوكيم
لقد صار الإنحراف فى هذه الأيام أكثر وضوحا حولنا وفى وسطنا ، لقد سمحنا بالإنزلاق رويدا رويدا عن ما تسلمناه من الرب وأزداد كثيرا الان ، لقد فشلنا وبكل حزن فى التدريب العملى والممارسة حتى فى الأمور المتيقنة بين المؤمنين ، إن الإجتهاد فى حفظ وحدانية الروح صار أكثر ضعفا ورباط السلام أصبح أقرب للنسيان ، وروح الإنقسام صارت أعلى وتيرة والحالة الروحية صارت أكثر إنحدارا ، ولم تعد حالتنا ينطبق عليها القول " بل كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد " ١كو ١: ١٠، وصرنا نبذل كل الجهد لكى نظل مرتبطين ببعضنا البعض ، ونسينا النعمة وقوة الروح القدس الماكث بيننا ، وصارت حالتنا أقل خضوعا للمسيح عندما نجمع إلى اسمه ، وخدماتنا على مايرام لكنها ليس عمل الإيمان ، والمحبة الأخوية والإتكال أصبحت أضعف ، وأحشاء المسيح صارت متضيقة فينا وبيننا ، ولنا المسيح لكنه ليس أمامنا فى سلوكنا اليومي ، وضعف تكريسنا له وازدادت حالتنا العالمية .
وضلالتنا المحزنة صارت فى طرق متعددة من طرق الشيطان ولم يعد لنا القوة لمواجهتها .
والذى يدعو للأسي والعار أن المتقدمين بيننا بذلوا المساعى بأمانة لعلاج بعض هذة الشرور لكنهم وياللحزن فشلوا ، بل خاطروا بتشويه الشهادة التى إستودعها الرب بين أيدينا .
إنه ليس أوان الجلجال بل الله يأتى بنا إلى بوكيم ، بالتأكيد الرب يدعونا إلى هناك ، إنه يدعو ليس الشيوخ فقط ولا الأحداث فقط إنه يدعو الجميع ، وَمِمَّا لا شك فيه عندما تمس الضمائر فعلى المتقدمين أن يذهبوا أولا "مبتدأٓ من الشيوخ إلى الآخرين" ، ليس البعض بل الرب يدعو الكل ألا نذهب إلى بوكيم ، لكننا نسمع البعض يقول " إنه ليس وقت التذلل والصلاة بل هو وقت العمل " ، آه أليس أول عمل لروح الله هو أن يأتى بركبنا ونعترف بما صرنا عليه من فشل ونحزن على انحرافنا العام الذى أتى بنا إلى هذا الوضع ؟ وإذا لم نأتى إلى بوكيم فلن نستطيع أن نبرر الله ضد أنفسنا .
وفى يشوع ( ٧: ٦- ١٣ ) والذى يجب أن يكون لهذا الجزء التمييز والتقدير الروحى أمام حالتنا ، هل نحن حقا فى الجلجال أم إن بوكيم هو مكاننا ، وهل نضم أنفسنا مع هؤلاء الذين دحرج الله عنهم عار مصر ، ويقودنا فى الإنتصار ضد قوى العدو ؟ وهل أُخذنا وانخدعنا بخطية معينة - وهذا شئ رهيب - ونحتاج قوة لمواجهتها ؟ حاشا إلا أننا نرى يشوع والشيوخ حقا منكفئ على وجهه مبررا حقوق الله ضد نفسه ؟
ولنقرأ بدقة لقد ظل هناك على وجهه أمام الرب وهناك إستطاع أن يتلقى التوجيه والقوة ليعمل ، آه ليت الله يجعلنا نصل إلى تلك النقطة .
هل نحن على كل المستويات لنا التوجيه من الله لنعرف كيف نتصرف ، أم كل واحد له حكمه الخاص أو بالحرى لنا أحكاما مختلفة ، كلا إننا لابد أن يكون لنا الفكر الواحد من الروح الواحد الماكث بيننا ، وبدون ذلك لن تستطيع الكنيسة أن تفعل شئ ، بل سيتغلغل بينها طابع الطائفية وليس طابع الكنيسة ، وإن لم نتصرف هكذا فعلينا أن نذهب إلى بوكيم كأفراد وكجماعة
إننا لم يعد لنا القوة الروحية تحت أى مقياس لنصرخ فى بوكيم ، هل نشعر بالضعف لننحنى هناك لأجل أنفسنا لذاك الذى قوته فى الضعف تُكمل ؟
لنحفظ أنفسنا من الإدعاء الكاذب صارخين هيا هيا نعمل ، وهل صرخنا حقيقة ليحفظنا الرب كاملين فى فكر واحد ورأى واحد ، وهل لنا الشعور بحالتنا لنأخذ مكاننا كباكين أمام الرب ؟ وهل نأتى بوجوهنا فى التراب فى محضره ؟ وهل نأتى إليه بكل أمانة وغيرة ووحدة صارخين وباكين ( عز ٩ : ٤ ) ، ومعترفا بخطيتى وخطية شعبى ( دا ٩: ٢٠ ) ، إنه المكان الذى يتقابل فيه الله مع شعبه فى هذه الأيام المظلمة ، إنه المكان الذى يوجد فيه روح المسيح وحيث يباركنا الله ، إن الشهادة التى أقامها الله لابد أن تبقى إلى أن يجئ ، لكن أول خطوة فى إيقاظها وإتعاشها لابد أن تكون مختلطة بدموع بوكيم .
لكن هل لابد من الحكم على الشر ؟ بلا شك لكن فى طريق نعمة الله وقوته ، لكن أن نفعل هذا دون إتضاع فإن هذا يثير غيرة الرب ، إن الإدعاء بالقوة التى ليست لنا فإننا بذلك نعيد تاريخ حُرمة ، لكن لابد أن يكون لنا المزيد من الإتضاع .
أيها الأخوة ليس لنا مكان إلا بوكيم ، إن لنا كل الحزن بسبب الفشل لكن لابد أن نكون باكين أمام الرب " أما نحن فلنا العار وخزى الوجوه ، هل لنا الأمانة ؟ هل نسير أمام الله ونتطلع إليه كأطفال مفطومين عن أمهاتهم ، فإن لم يكن لنا هذا الحزن أمام الرب فلن يكون لنا إلا الاهانة أمامه .
لكن هناك غفران لهؤلاء الذين يخافونه " إلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامى "
أيها الأحباء لقد عين لن الرب مكانا ليلتقى بنا ألا وهو بوكيم فلا يغيب أحد منا ولا نخسر الرب 

Tomas Neatby
May 1879

منذ أن كتب هذا الخطاب إزداد ضعفنا وصار أكثر إستعلانا ، والعالمية تغلغلت بيننا بوضوح ، والشعور بالغنى والتساهل أزاح من أمامنا التدريبات والإختبارات أمام الرب ، وصرنا فى عدم توافق مع مجد الله وأخذنا مكان لاودكية ، ليساعدنا الرب فى هذه الأيام أن نتفاعل مع الأحزان الإلهية ونتوب

كلمة للمعرب
قصد الرب فى نعمته ومحبته أن يضع لنا هذان الخطابان ، وهو قد قارب مجيئه لإختطافنا لعلنا ننتبه إلى حالتنا وننكسر أمامه بحزن حقيقى وتوبة بعمل إلهى ، حتى ننفض الشرور التى لحقت بنا وندينها ونرجع للرب فهو ينتظر ليترأف علينا ويعيد لمعان الشهادة قبل أن ينطفئ سراج الله ، وإن لم يحدث هذا فما زالت تتردد فى قلبى تلك الكلمات التى قالها أشعياء " لماذا أضللتنا يارب عن طرقك ، قسيت قلوبنا عن مخافتك إرجع من إجل عبيدك أسباط ميراثك " ( اش٦٣: ١٧ )
أعلى النموذج