الثلاثاء، 29 مارس 2011

من هم المؤمنون المجتمعون الي اسم الرب

 ان الرب يسوع المسيح الذي هو ابن الله الحي أعطي المؤمنين وعداً في( مت 18 : 20)  "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم" .
ومعني هذا الوعد أنه هو شخصياً المركز الإلهي الذي يجتمع إليه المؤمنون .
فهل هو يأخذ مكانته اللائقة به كالرب في كل الظروف ؟ للأسف هذا ليس دائماً هو الحال معنا ، ولكن هناك فئة من المؤمنين الذين يجتمعون تحت لواء اسم الرب يسوع ، وهم يحتفلون بعشاء الرب كل يوم أحد ، وهم غالباً يصلون معاً وثابتين في تعليم بولس بنفس الروح كما كان المؤمنون الأوائل في بداية كنيسة المسيح .

ما هو نوع هؤلاء المؤمنون المجتمعون الي اسم الرب؟
أنهم أناس خطاة في نظر الله ، وقد أمنوا أن يسوع المسيح قد حمل خطاياهم في جسده علي الصليب (1بط 2 : 24) وهم قد اعترفوا بأثمهم الي الله وبالإيمان قد غفرت خطاياهم وتطهروا من كل اثم (1يو 1 : 9) ، وبقبولهم المسيح يسوع قد صار لهم الحق أن يُدعَوا ابناء الله لأنهم قد ولدوا من الله بعمل الروح القدس (يو 1 : 12 ، 13) ، وبذبيحة المسيح قد تطهروا مرة وإلي الأبد .

ولكن هل هؤلاء المؤمنون أفضل من الباقين ؟
في ذواتهم - كلا - فهم ليسوا أفضل علي الاطلاق ، ولكنهم يستطيعوا أن يفتخروا بنعمة الله التي حررتهم وحفظتهم والتي يثقوا بها عندما يسقطون أو يفشلون .
فهم يعلمون ان "الجسد" الذي هو الطبيعة الشريرة والغير قابلة للإصلاح لازالت فيهم والتي بها يهينون الرب عندما لا يكونوا في حالة من اليقظة ،  و لكن شكراً لله لأن المؤمنون فيهم أيضاَ الطبيعة الجديدة والتي نتوقع منها أشياء صالحة (أف 2 : 10) ، فهم يقدِّرون أولاد الله الحقيقيين ويحبونهم ، فهم يعترفون انهم متحدون معهم كأعضاء في "جسد المسيح" ، وهذا التعبير الكتابي عن وحدة المؤمنين العملية والتي للأسف
معطلة بسبب التعليم الغير الكتابي والسلوك الذي ليس بحسب المكتوب .

ولماذا لا يريد هؤلاء المؤمنون اسماً خاصاً بهم ؟
لأن الكتاب يدين صراحة المجموعات والطوائف المستقلة ، "لأنه متي قال واحد أنا لبولس وآخر أنا لأبلوس ، أفلستم جسديين فمن هو بولس ومن هو أبلوس، بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطي الرب لكل واحد" (1كو 3 : 4 ، 5) .
"ودعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية أولاً" (أع 11 : 26) ،  ولهذه الأسباب هم يرغبون في أن يدعوا باسم واحد فقط "مسيحيين" وليس اسماً بحسب الناس أو المكان أو التعليم ، فكل الانقسامات التي حدثت من أي نوع من الواضح أنها ليست بحسب التعليم أو الروح في العهد الجديد .

وما هو التعليم الذي لهؤلاء المؤمنون ؟
إن تعليمهم هو كلمة الله (فهم ليس لهم إلا الكتاب المقدس ، انهم يتمسكون بهذا الكتاب لأنها كلمة الله الموحي بها والمعصومة من الخطأ) .
فهذه الكلمة هي مُرشدهم الوحيد في كل تعليم ولأجل كل سلوك يومي .
"كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر" (2تي 3 : 16)  

وهم يؤمنون ان يسوع المسيح هو ابن الله الأزلي الذي ولد بالروح القدس ومن العذراء مريم ، وهو قد تألم ومات وقام من بين الأموات وهو جالس الآن عن يمين الله
وهل هناك حُكم في وسط هذه الجماعة ؟
إن كلمة الله تعلمنا أن "خميرة صغيرة تُخمِّر العجين كله" (1كو 5 : 6) ولذا يجب أن تُدان الخطية ويُحكَم عليها ، ويجب أن يُـنزع الخمير  سواء كان خمير تعليمي أو خمير في السلوك أعني خطية ، فكل تعليم ليس بحسب كلمة الله هو خمير وكل سلوك ضد كلمة الله يُحسب أيضاً خمير "إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1كو 5 : 7) وقد قال أحد الكُتَّاب هذا القول (إن كنيسة بلا حُكم لا يمكن أن تسمي كنيسة الله)

وما هو هدف هؤلاء المؤمنون ؟
أنهم يريدون أن يسيروا في الطريق الذي هو بحسب المكتوب. وهذا قد قاد البعض ان يتركوا طوائف موجودة لأن هذه الطوائف تُنكِر سواء بالتعليم أو بالسلوك سلطان الرب يسوع وسلطان الروح القدس ، ولكن المجتمعين الي اسم الرب يعلمون من خلال المكتوب ان كل المؤمنين هم كهنة ، ويجب ان يمارسوا هذه الخدمة ، فكل الذين ولدوا ولادة جديدة أي المسيحيين الحقيقيين هم حجارة حية ، بيتاً روحياًً ، كهنوتاً مقدساً يقدمون ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح .

ولماذا يترك هؤلاء المؤمنون الطوائف ؟
ان الله يبغض الخلط بين النور والظلمة ، بين المؤمن وغير المؤمن كما كتب الرسول بولس "لأنه أية خلطة للبر والاثم ؟ وأية شركة للنور مع الظلمة ، واي اتفاق للمسيح مع بليعال ، وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن" (2كو 6 : 14 ، 15) ، فإذا كان المؤمنون في اتحاد مع الذين يعيشون في الخطية او الذين يُعلِّمون أو يتمسكون بأشياء خاطئة تمس شخص أو عمل المسيح فهم بذلك لا يقدرون أن يكرموا الله كما يريد ، ولذا مكتوب "وليتجنب الاثم كل من يسمي باسم المسيح" (2تي 2 : 19) .

ولكن ألا يكوِِّن هؤلاء المؤمنون طائفة جديدة ؟
ان الكتاب المقدس يُعرِّف الطائفة بأنهم جماعة من الناس يتبعون تعليم الناس أو يتبعون إنسان (أع 5 : 17 ، تي 3 : 9-11 ، 1كو 3 : 3 ، 4 ، 21) .
نحن لا نمثل طائفة جديدة ، فإذا رجعنا الي تعليم الرسل وسلوكهم في بداية تاريخ الكنيسة الأولي فإنهم كانوا لا يتبعون تعاليم بشر وإنما اتبعوا الكتاب المقدس وحده دون سواه ، فالمسيحية قد تمزقت وانقسمت إلي انقسامات عديدة وطوائف كثيرة وصاروا لا يحفظون وحدانية الروح برباط السلام (أف 4 : 3) ، فإذا أردنا أن نمارس هذه الوحدة فيجب أن نتبع الكتاب المقدس وما يقوله لنا بالانفصال عن كل طائفة أو عقيدة من صنع البشر أياً كانت .

ما هو الأساس الذي وضعه الله للاجتماع ؟
في بداية الكنيسة نقرأ "وكانوا يواظبون علي تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع 2 : 42) ، ونقرأ فيما يختص بوحدة الكنيسة "جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد ، رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة ، إله وآب واحد للكل الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم" (أف 4 : 4 - 6) ، "لكن الله مزج الجسد .... لكي لا يكون انشقاق في الجسد" (1كو 12 : 24 ، 25) ولكنني اطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاً واحداً ، ولا يكون بينكم انشقاقات" (1كو 1 : 10)
"ليكون الجميع واحداً ....." (يو 17 : 21)

ومتي تكونت الكنيسة ؟
قال الرب يسوع لبطرس "أبني كنيستي" (مت 16 : 18) وهذه الكلمات تدل علي أن الكنيسة لم تكن قد تكونت بعد ، فأساس الكنيسة التي هي بيت الله قد وُضِع بواسطة الرسل والأنبياء في العهد الجديد (أف 2 : 19 ، 20) ، وقد كتب الرسول بولس الي كنيسة كورنثوس قائلاً "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر غير الذي وضُع الذي هو يسوع المسيح" (1كو 3 : 11) ، فإن ميلاد الكنيسة قد تحدد بواسطة نزول الروح القدس في يوم الخمسين كما هو موضح في أعمال (2) ، أن الروح القدس يسكن في الكنيسة التي هي هيكل الله (1كو 3 : 16)

وماذا يحدث في هذه الاجتماعات ؟
ان المؤمنون الذين يجتمعون الي الرب يسوع يثقون في وعده بأن يحضر في الوسط بحسب (مت 18 : 20) ، وهم لا يتركون قيادة اجتماعاتهم لقائد بشري أياًَ كان ، ففي عب 2 : 12 ليس هناك ضرورة لقائد بشري ، وليس هناك أية اشارة في العهد الجديد بتعيين أي فرد بواسطة الله أو بواسطة إنسان ليقود عبادة الله ، وأيضاً ليس هناك إشارة واحدة إلي أنه يجب أن يمارس إنسان واحد كل مواهب الروح القدس
إن فكرة الاكليروس (الرياسات) هي غريبة عن تعليم العهد الجديد ، وقد كتب بولس الي الكنيسة في كورنثوس "متي اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم له لسان له إعلان له ترجمة فليكن كل شئ للبنيان" (1كو 14 : 26) .
أليس هناك لدي هؤلاء المؤمنون أي تشويش؟

عندما يُخضِع المؤمنون أنفسهم لكلمة الله ويضعوا انفسهم تحت قيادة الروح القدس (رو 8 : 5) ، فإنه سيتعهد بأن يسير كل شئ علي ما يرام "لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام" (1كو 14 : 33)
وخدمة الكلمة التي ستتم بواسطة هؤلاء الموهوبين سواء كانوا أنبياء أو رعاة أو معلمين سوف تكون لأجل منفعة القديسين وبنيان جسد المسيح (أف 4 : 11 ، 12 ، 1كو 14 : 29)
وهؤلاء المؤمنون يخضعون لكلمة الله بأن تأخذ المرأة مكان الصمت في الاجتماعات   (1كو 14 : 34)

ويا تري من هو المؤهل للعضوية في تلك الاجتماعات؟
إن هولاء المؤمنين ليسوا منظمة بشرية سيصبح الشخص عضواً بها ، لأن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك طالما ان كلمة الله هي مرجعنا الوحيد فإن الكنيسة هي جسد المسيح والتي تشمل كل أولاد الله الحقيقيين
"فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ، ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد ، هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر" (رو 12: 4 ، 5).
"لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضاً ، لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا الي جسد واحد" (1كو 12 : 12 ، 13) .

والآن ما هي مسئوليتك؟
إن كان الرب قد أعدك لكي تأخذ طريق الطاعة ، فالله يحدد لك الطريق من خلال كلمته الكاملة ، ويجب أن تكون مثل أهل بيرية الذين "قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا" (أع 17 : 22) .
يجب ان تصلي لأجل هذا السؤال التالي والذي هو في غاية الأهمية .
- كيف وأين يجب أن يجتمع المؤمنين معاً ؟
فالله سيوضح مشيئته لك ، ولكن هناك شرطان بسيطان يجب أن يتوافرا لديك .
 - كن أميناً تجاه الله
- إنحني بخضوع طائعاً لكلمته

 
الكاتب غير معروف
ترجمة : عاطف فهيم