السبت، 16 يوليو 2011

عبدا الي الابد (6)

عبدا الي الابد (الجزء السادس والاخير)

فياله من شئ مبارك وعظيم أن نري كيفية نزول الرب هكذا ! أنه لم يحبنا من الأعالي فحسب ، أنه لم يقل للخطاة المساكين "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11 : 28) إلا عندما أتي هو أولاً إليهم ، أنه لم يدعو إلي الثقة في محبته إلا عندما أتي هو بنفسه إليهم ، ما أدني الإنسان - إن هذا بالتأكيد يقودنا إلي أن نسجد له ونوقره . شخصاً إلهياً يأتي لكي يكون عبداً حتي تعرف قلوبنا محبته وهو يريد منا أن نعرف ذلك ، هل قال الآب هذا هو ابني فيجب أن تحبوه ؟ كلا أنه فقط يخبرنا بمحبته للمسيح لكي يقودنا نحن بدورنا إلي تلك المحبة ، وبذلك نكون في شركة مع الأب ، وما هي تلك الشركة ؟ إنها امتلاك نفس الأفكار ونفس الأفراح بالبركة ، ونفس المشاعر والمحبة بالبركة وبناء علي ذلك إذا كنت قريباً من الله فإن هذا سوف لا يجعلك تستخف به . فإذا اقتربت من إنسان عظيم في الدولة فإنك سوف تكتشف عيوبه ولكن باقترابك إلي الله فسوف لا يعوزك التقدير له وسوف تكتشف من هو الله ، فليس صعباً أن تصعد إلي الجبل ولكن الأصعب أن تستمر هناك ، فعندما خرج بولس من السماء الثالثة كانت تعوزه شوكة في الجسد لأنه كان هناك خطر من قوله {إنه لم يصعد أحد إلي السماء الثالثة إلا أنت يابولس} أن كل شئ يتمسك به الجسد لهو خطر - سواء كان الناموس أو الإنجيل بل وكل شئ ، وبالتالي فالاقتراب إلي الله لا يعطي الفرصة للجسد.

إذا كان الروح القدس هو نبع أفكارنا ومشاعرنا فسوف لا يكون لنا إلا أفكار الابن ، أننا مساكين وضعفاء ، ولكن إذا نظرت إلي موت المسيح أقول : انظر إلي تلك الطاعة ، هناك توجد محبة للآب وهناك أسلم نفسه حباً لأجلنا ، انظر إلي تكريسه وطاعته وبذل الذات ، إن المحبة تتلألأ من خلال آلام الصليب ، وهي دائماً كذلك ! ألا يسر الآب بهذا ؟ بالتأكيد هو يُسرَّ ، من الطبيعي أن تكون أفكارنا فقيرة ومحدودة ، ولكنه هو ينزل إلينا بمحبته بالنعمة وبالتالي يرفعنا إلي المجد . ونحن نتعلم قوة طاعته عندما لا يعيقه شئ فينا ، أنه بالنعمة هنا يغسل أقدامنا خلال الطريق وسوف يخدمنا هناك في المجد ، الرب يمنحنا أن تكون أحقائنا ممنطقة وسُرُجنا موقدة لكي نوجد في حالة من السهر سالكين في ذلك المكان أو غيره خلال حياتنا اليومية في حالة السهر والاستعداد لأننا كأناس ينتظرون سيدهم متي يرجع وعندما يأتي ويقرع الباب للوقت نفتح له "طوبي لاولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين" ، "يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم" .

ليت محبة الرب وإحسانه تكون هي الأشياء التي تهيّمن علينا وتحكمنا وليست الأشياء التي تزول .

بقلم : يوحنا داربي
ترجمة : عاطف فهيم