الثلاثاء، 7 يونيو 2011

التلمذة الحقيقية للمسيح (6)


مكافآت التلمذة
نقرأ (مرقس 10 : 28 - 30)
"وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك ، فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الانجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاد وحقولاً مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" .

نري من هذه الأعداد المكافأة في الحاضر وفي المستقبل لأجل التلمذة ، فتوجد أمور نحصل عليها "الآن في هذا الزمان" وأمور سنكافأ بها في الدهر  الآتي .


توجد بعد الترجمات لم تأتي بها كلمة "زوجة" لأن الرب لا يشجع أحد أن يترك أمرأته لكي يخدم ، ولكن الكتاب يعلمنا أن أخدم الرب أنا ووزوجتي ، وبولس يقول في (1كو 9 : 5) "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة ؟" ، وعلي أي حال قد أعطيت لنا هذه المكافآت لأجل تشجيعنا ، فالكتاب واضح أن الشخص الذي سيصبح تلميذ للرب يسوع سيكون هو الرابح! ، فنحن رابحين الآن وسنربح في الدهر الآتي ! .

رفقة المسيح لنا
دعونا نقرأ في (يو 12 : 25 ، 26) "من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا   العالم يحفظها الي حياة أبدية ، ان كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا هناك يكون خادمي وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" .

نجد مكافآتين في هذه الاعداد ، المكافآة الأولي هي رفقة الرب يسوع ! ، فمن يستطيع أن يُقدِّر هذا الامتياز ؟! . أن نسير في هذه الحياة في صحبة وشركة مع الرب يسوع المسيح ، أنه أعظم امتياز يمكن أن يحصل عليه إنسان ! (يو 14 : 21) إن الوقت الذي نقضيه في شركة حلوة معه لهو أعظم من أي شئ آخر ، أن يكون الرب لك رفيقاً دائماً ، فيالها من مكافأة عجيبة ! ، والرب قال لابراهيم "أنا ترس لك وأجرك الكثير جداً" (تك 15 : 1) .

ان الشركة مع الرب أفضل من أي شئ ممكن أن يقدمه العالم ، فيوجد نوع من الاشباع والرضي الداخلي والسلام لايمكن أن يعطيه شئ آخر ، وكاتب المزمور يقول في (مز 84 : 10) "لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف" والسؤال هنا ألف ماذا ؟ أي ألف يوم تقضي في أي مكان آخر بعيداً عن السير في شركة وألفة مع الرب يسوع.

الشعور برضا الآب
وفي نهاية عدد (26) يقول "إن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" وهذه مكافأة أخري أن الرب يعطينا الشعور بالرضا ، هذا شئ لا يمكن أن يعطيه العالم ، أن نسير في هذا العالم بالإحساس بمحبة الآب ورضاه أي الشئ الذي كان يتمتع به الرب يسوع في حياته هنا (يو 1 : 14) والرب يريدنا أن نعرف ونتمتع بذلك أيضاً (يو 14 : 13) .

وكما رأينا هاتين المكافأتين هما في الحاضر ، وهما جواب الرب عندما قال "من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها" (مت 16 : 25) . ففي امتلاك الشركة مع الرب يسوع والحصول علي رضا الآب نجد بحق المعني الحقيقي للحياة ! وبولس عندما يُحرِّض تلميذه تيموثاوس "لكي يمسكوا بالحياة الأبدية" (1تي 6 : 19) وفي الأصل تتأتي هذه الآية "لكي يمسكوا بما هو حياة حقيقة" فالناس يعتقدون أنهم يعيشون بحق عندما يسيرون وراء أمور هذا العالم ، ولكن الحياة الحقيقية هي السير في الشركة مع الله ، حياة القرب والشركة مع الأقانيم الإلهية - الآب والابن والروح القدس - وياله من امتياز عظيم يفوق كل امتياز آخر .

كنز في السماء
نأتي الآن الي مكافآتين في المستقبل ، أود الرجوع مرة أخري لقصة الشاب الغني ، عندما قال له الرب "فيكون لك كنز في السماء" (لو 18 : 22) يمكنني عن طريق اتباع المسيح في وقت رفضه كواحد من تلاميذه أن أصنع لنفسي كنز في السماء (مت 6 : 20 ، 21 ) ، وهذا  هو أعظم استثمار يمكن أن تصنعه ! فالرب له سفر تذكرة هناك فهو يسجل كل شئ نعمله لأجله (ملا 3 : 16) ، فعندما أعيش كتلميذ حقيقي للمسيح وأخدمة كذلك فإنني أرسل كنز في السماء يسبق دخولي إليها ، وبالتالي سأنال استحسان وقبول الرب "نعماً أيها العبد الصالح والأمين ، كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير ، أدخل الي فرح سيدك" (مت 25 : 21) ، وأحد كنوزنا في ذلك اليوم هو أن ندخل الي فرحه هو لكي نتمتع بكل ما يتمتع به في حالتنا المجيدة ، هذا هو الكنز الذي في السماء ! ، فنحن يمكننا ان ندخل اليه الآن ، ولكن هناك سيكون في ملء الكمال بدون معطل .

مكافآت الملكوت
في (مت 16 : 27) الرب يربط التلمذة بمجيئه وبالمكافآت التي سيمنحها ، "فإن ابن الانسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذٍ يجازي كل واحد حسب عمله" ، هذا العدد متسع جداً فهو يشمل حساب المؤمن وغير المؤمن ! ، إن بمجيئه (ظهوره) سيبدأ وقت المكافأة للكل ، المؤمن كما نعلم سينال مكافأته أمام كرسي المسيح ، الذي سيحدث بعد الاختطاف ، ليس فقط سينال استحسان وقبول الرب "نعماً أيها العبد الصالح والأمين" (مت 25 : 21) ، ولكن أيضاً هناك مكافآت ستعطي عن طريق المكانة والكرامة في الملكوت ، فهي ستعطي لهؤلاء الذين كانوا أمناء هنا في العالم (مت 24 : 45 - 47) .


إن هذه الأمور قد وضعت قدامنا كتشجيع لنا لكي نخطو نحو التلمذة الحقيقية ، ونحصل علي بركاتها ، ياليت الله يعطينا نعمة لكي نعطيه المكانة اللائقة به في حياتنا ونختبر بركات ذلك .

بقلم : بروس انيستي
ترجمة : عاطف فهيم


ليست هناك تعليقات: