الاثنين، 6 يونيو 2011

التلمذة الحقيقية للمسيح (4)


(٦) يجب أن تكون لنا محبة غيورة لكل خاصة المسيح
دعونا نقرأ يو (13 : 34 - 35) "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً ، كما أحببتكم أنا تحبون بعضكم بعضاً ، بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض" النقطة الواضحة هنا أن التلميذ الحقيقي يحب إخوته ، ويقول الرسول هنا "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله" (1يو 4 : 7) ، وأيضاً "كل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضاً" (1يو 5 : 1) .

والشرط هنا بسيط جداً بحسب الظاهر ولكننا إذا وضُعِنا في الامتحان نجد من الصعب علينا تطبيق ذلك خصوصاً لو كان لنا أخ مشاكس أو أخت يصعب التعامل معها ! فالتلميذ الحقيقي يحب أخيه أو أخته مهما كان الشخص الموجه إليه المحبة لا يستحقها ، إن كلمة محبة هنا في اليونانية AGAPAO والتي تعني محبة ثابتة في استعدادها كنتيجة لاتخاذ قرار ، إنها ليست PHILEO والتي تعني  محبة عاطفية متأثرة بالدوافع والمشاعر ، فإن نحب بالمعني الأول للمحبة هو أن نحب الآخر كما يحبه الله والتي محبته ثابتة من نحونا بالرغم من أننا لا نستحق محبته تماماً ، فالتلميذ الحقيقي للرب يسوع يحب أخيه حتي لو كان أخيه لا يسلك جيداً ، ولو كان يوجد هذا النوع من المحبة في الكنيسة اليوم لتغيرت الشهادة الضعيفة هذه تماماً أمام العالم .

وبالنسبة للمجتمعين الي اسم الرب يسوع الذين انفصلوا عن كل ترتيب بشري (مت 18 : 20) فإن محبتنا محصورة تجاه هؤلاء الذين نسير معهم ، ولكن التلميذ الحقيقي يحب كل إخوته (أف 1 : 15) علي الرغم من أنه لا يقدر أن يسير مع كل إخوته .

وقد قال الرب "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حباً بعضكم لبعض" وللأسف نقول كثيراً ما لا يري العالم ذلك ، فكثير من الانقسامات الحادثة في المسيحية المعترفة اليوم هي نتيجة لأن  المؤمنين لا يحبون بعضهم البعض محبة حقيقية ونتيجة لذلك لا يجتمعون جميعهم معاً ، فالناس يتركون  الشركة مع مسيحي ليسيروا مع آخر لأنهم يشعرون أنهم محبوبون هناك تماماً وهكذا ، فإذا سارت الكنيسة كجماعة في التلمذة الحقيقية بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا المسيح لما كنا نري الانقسامات الحادثة بيننا والتي تهين اسم المسيح .

وهناك ثلاثة أشياء عظيمة تعطل الكنيسة كي تسير كما يجب وهم (الجهل - عدم الخضوع - عدم المبالاة) ، فيوجد  هناك جهل فظيع بمبادئ كلمة الله ويوجد عدم خضوع لمبادئ بسيطة في الكلمة ويوجد عدم مبالاة كثيرة بحقوق المسيح .

ياليت الله يعطينا محبة لإخوتنا كما يحبنا المسيح


(٧) يجب أن يكون لنا حياة الصلاة والشركة والتي تنتج فينا ثمر لأجل مجد الله .

نقرأ (يو 15 : 7 - 8) "إن ثبتم فيَّْ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم ، بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي" وهنا نجد أن تلاميذ الرب يسوع الحقيقيين يحيون في شركة معه ونتيجة لذلك لهم ثمر في حياتهم ، فهو يقول "إذا ثبتم فيّ ...." أي ان  كانت لكم شركة معي ، أن "نثبت" في الرب يسوع هو ان نحيا في القرب العملي بالقلب معه ، ومن ثم يقول "وثبت كلامي فيكم" ، وهذا يحدثنا عن ادراك فكر الله ، لأن ذهننا يتشكل بحسب معرفة كلمة الله ، فعندما يكون هذين الشيئين فينا فصلواتنا ستكون متوافقة معه وكل ما نطلبه يكون لنا .

والآن لكي نُحفَظ يجب أن نكون في شركة مع الرب ، وإذا انقطعت الشركة عن طريق السماح بدخول خطية ما إلي حياتنا مهما كانت صغيرة فنحن نحتاج ان نعترف بها للرب لكي تُرََد نفوسنا للشركة مرة أخري ، إننا لا نرغب أن تتراكم الخطايا في حياتنا ، لأننا يمكن أن ننحرف عن الطريق في وقت قصير جداً ، والتلميذ الحقيقي للرب يسوع يرغب في أن يكون في شركة مع الرب في كل الأوقات ، وإذا ما أفسد شئ ما هذه  الشركة فهو يشعر بعدم التوافق إلي أن يعود مرة أخري ، فهو يحتاج باستمرار الي الحكم علي كل شئ يدخل ليعكر صفو هذه الشركة ويعترف للرب به ،  و (يوحنا 1 : 9) يقول "إذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" .

ويوجد نتيجتين لحياة الشركة مع الرب واضحين في (يو15) أولاً صلاتنا تستجاب ، وأيضاً نأتي بالثمر لمجد الآب ، وحمل  الثمار يعني نقل صورة السمات الأدبية التي في المسيح لتظهر في المؤمن ، وعلي أي حال فنحن نأتي بالثمر إذا ثبتنا فيه ، فهذا العالم قد طرح المسيح خارجاً ولكن قصد الله في أن يظل المسيح مستمراً هنا في العالم من خلال شعبه ، فتلاميذه يظهرون طبيعته أمام العالم ، والله سيتمجد فيه ، فنحن يمكننا أن نمجد الله عن طريق إظهار المسيح في حياتنا .

في (2كو 3 : 2-3) يخبرنا الرسول بولس بأن روح الله يريد أن يكتب المسيح في قلوبنا ، أي يختمنا بجماله ، فعندما يكون المسيح ساكناً في عواطف قلوبنا فإن طبيعته ستتراءي في حياتنا ، وعلي قياس مشغوليتنا بالمسيح سيتصور المسيح فينا ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف نتغير الي تلك  الصورة عينها من مجد الي مجد كما من الرب الروح" (2كو 3 : 18) فياله من امتياز أن نمثل المسيح هنا في هذا العالم كرسالته "معروفاً ومقروءاً لجميع الناس" .

والآن نريد أن نلخص النقاط التي يجب أن نتمتع بها لنكون تلاميذ حقيقيين للرب:

١ - أن نعطي الرب المكانة الأولي في حياتنا .
٢ - أن نكون راغبين في قبول مكان الرفض
٣ - أن نستودع حياتنا كلها للرب
4 - أن يكون لدينا التقدير الحقيقي لقوة العدو
5 - أن نثبت في كلمته بلا مساومة
6 - المحبة لإخوتنا دائماً
7 - أن يكون لنا حياة الصلاة  والشركة مع الرب

شروط التلمذة هذه تبين لنا أن الله يبحث عن إخوة وأخوات أمناء وليس بالضرورة أناس موهوبين أو ذوو فصاحة أو طلاقة ، فالرب قال : "الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير" (لو 16 : 10) ، وبولس قال "ثم يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أميناً" (1كو 4 : 2) ، وأيضاً في تيموثاوس الثانية 2 : 2 "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء" ، ففي التلمذة لا يطلب الرب منا أن نكون ذوي مقدرة أو  عدم مقدرة بل أن نسلم أنفسنا بالتمام له ، فهل نضع أنفسنا بالتمام بين يدي الرب ليستخدمنا كما يتراءي له ؟ وهل لديَّ الرغبة في أن أكون أحد تلاميذه ؟ .

(يتبع)

ليست هناك تعليقات: