السبت، 16 يوليو 2011

عبدا الي الابد (5)

عبدا الي الابد (الجزء الخامس)

إن ما يميِّز اولئك العبيد هو حالة السهر وبالتالي سوف ينالون البركة ، "طوبي لاولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"    (لو 12 : 37) . آه أيها الاحباء ، هل أنتم في حالة من السهر وانتظار المسيح من الناحية العملية ؟ لا يمكن أن أكون ساهراً وفي نفس الوقت سالكاً في طرقي الخاصة ، فهل مصباحي مضئ أم أنني انزويت إلي مكان ما لأجل الراحة والرفاهية في هذا العالم مثل باقي الناس ؟ إن هذا لا يُظهِر أن أحقائي ممنطقة ، لأن الامر ليس هو مجرد التمسك بالتعليم فحسب لكنه بالأحري هو حالة عملية .

إنه يشير إلي الخدمة في عدد (43) ، ولكن المكافأة مرتبطة بشئ آخر ، أن هذا العبد الساهر سيقيمه علي كل ماله ، وهذا يشير إلي الملكوت ، أي الجانب الأدني ، ففي دعوتي إنني اتطلع لا إلي الحكم بل إلي الأفضل من ذلك إنني اتطلع إلي أن أحصل علي هذا الشخص الذي أنتظره وأتطلع إليه ، إن الدعوة هي أسمي من مجرد الميراث "ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رو 8 : 17)  ، فأنت تجد في رؤيا (٤) أن الشيوخ جالسين علي العروش ولكن عند إعلان طبيعة الله نجدهم يتركون عروشهم ، وهذا هو المكان الأسمي فعندما يسجدون فانهم يوقروا ويعظموا مجده . ففي التجلي عندما جاء الصوت من السحابة (والسحابة تشير دائماً إلي حضور يهوه في اسرائيل) فنجدهم قد دخلوا السحابة ، وهذا أسمي من الملكوت ، انه صوت قد  جاء من المجد الأسني ومن حيـث قد جاء هذا الصوت نجدهم يدخلون ذلك المكان عينه . إنه شئ عظيم ومبارك أن نقف هناك علي الجبل ولكن الأعظم من ذلك أن ندخل السحابة أي إلي بيت الآب وهناك كانوا خائفين . أنه شئ عجيب أن نعرف أن الحُكم هو لنا (عدد 44) لكن هذا ليس هو أسمي شئ ، أن محبته تأخذنا إلي التمتع بكل ما له هو شخصياً وإلي كل مكان قد حصل هو عليه (لا أقصد اللاهوت هنا بالطبع) أي كل ما قد حصل عليه من الآب كإنسان ، أنه يعطي لنا كل شئ بمحبته الإلهية ، أنه لا يعطي كما يعطي العالم ، إن العالم وان كان يعطي بسخاء أحياناً إلا أنه يعطي ما هو زائل ، أما المسيح فلا يعطي ما هو زائل أنه يأخذنا إلي نفسه وإلي حيثما هو يوجد ، ويعطينا ما له هو شخصياً سلامه ومجده .

وكم كان يبدو غريباً علي بطرس أن يري الرب يغسل قدميه ولكن أين كنا سنوجد نحن لو لم يغسل الرب أقدامنا ؟ إن مكاننا حينئذٍ كان هو الخزي والعار ، فلو لم يكن هو كالعبد والخادم الآن لكانت أرجلنا متسخة وقذرة فيالنا من مخلوقات مسكينة ! وبعد ذلك سيكون لنا ملء السعادة بخدمته هناك علي مائدة الله لأجلنا . إن نصف تلك السعادة كان سيفقد لو لم يقم المسيح بتلك الخدمة لنا ، أما الآن فإنه يبذل كل ما بوسعه كي يطمئننا بمحبته ، ويقنعنا بتلك المحبة ، "أنتم أفضل من عصافير كثيرة" (لو12 : 7) ، ولذا فيقول لا تخافوا وبعد ذلك يعطي الباعث القوي لخدمته ، ولذلك في رسالة يوحنا لا يقول نحن يجب أن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً ، وهذا حقيقي تماماً ، ولكنه بالأحري يقول "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو 4 : 19) ، فعندما يكون الشعور حقيقي بمحبة الرب لنا حينئذٍ سوف يكون صدي لذلك الحب فينا عائداً إليه ، فعندما تستمع إلي طفل متحدثاً إليك عن أمه وقائلاً {لو أنك عرفت أمي وصبرها ومحبتها عندما كنت متعباً ، فكم كانت محبتها فائقة لدرجة إنني لا يمكنني أن أصف لك حبها} فإنني أحكم حالاً بأن هذا الطفل يحب أمه ، إن له الإحساس في نفسه بمحبة أمه له وتلك هي المحبة . أنه صدي القلب في الشعور بتلك المحبة المباركة التي أحبنا هو بها . إن تدفق المحبة مع قدرة الطبيعة الجديدة علي قبولها تلك هي المحبة .

ليست هناك تعليقات: