السبت، 16 يوليو 2011

عبدا الي الابد (4)

عبدا الي الابد (الجزء الرابع)

إن أحد أعظم الأشياء التي تعزيني هو إنني سوف لا أكون في حاجة إلي ضميري في السماء ، ولكن إذا تركت ضميري ينام الآن ولو إلي لحظة فإنني سوف أفاجأ بالتجارب والفخاخ الكثيرة ، أما هناك فلا يوجد شر ، بل والأكثر من ذلك فإن قلبي سيكون في حالة من الانسكاب ، أما الآن فيجب أن أكون في حالة الصلاة والانتظار ، فسوف لا احتاج إلي ذلك في السماء ، فإن ملء البركة أن الرب نفسه سيكون هناك وبالطبع يلي ذلك أن القديسين سيكونوا في حالة الكمال . فهل رغبة قلبي الآن هي الاعتناء بشعب الرب ؟ أن القديسين يجب أن يكونوا بحسب رغبة قلب المسيح لهم ، وهذا سيتم علي أكمل وجه هناك في السماء ، لأنه سيري من تعب نفسه ويشبع ، وبعد ذلك ستكون هناك هذه التعزية ، إن قلبي يستطيع أن ينسكب هناك لله وللحمل وللقديسين علي قياس ما أيضاً ، وهناك سوف يطوف القلب جائلا وليس هناك إلا ربوع السماء حيث لا يوجد شر بل لا يمكن أن يكون هناك خطأ ما من أي نوع علي الاطلاق .

عندما يأتي سيأخذنا إلي هناك وسوف يُطعَم قلبي علي كل ما تقدمه السماء هناك علي مائدة الله ، هناك سوف تستريح ويتغذي قلبك ، أنه يقول سأمنطق ذاتي وأتقدم لخدمتك ، إنني غير مزمع أن أتخلي عن خدمة محبتي ، إن لي أن أتمتع ببركات الإطعام علي ما قدمه الله ، وسوف يكون لي الشبع الكافي ، لأنه عندما توضع في فمي اللقمة الشهية الإلهية فإنني أقبلها من يد المحبة التي أحضرتها ليّ .

فعندما يستحضرنا إلي هناك فإن كل شئ سيتغيِّر ، هنا نجده يقول يجب أن يكون مصباحك مُنير وتكون في حالة السهر ، وعندما آتي يجب أن استحضرك إلي مكان الراحة واجعلك سعيداً "فإن الابن نفسه أيضاً سيخضع" (1كو 15 : 28) ، فقد خدم عندما كان هنا ، إن الكمال الإنساني هو في تلك الخدمة ، وهذا هو الشئ عينه الذي حاول الشرير أن ينحيه عنه ان استطاع لكي يجعله ينفذ إرادته الذاتية ، ولكن "مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به" ولكن عندما تخضع له كل الأشياء ، فإنه هو نفسه أيضاً سيخضع بعد ذلك في ذلك الوقت سوف يجلس علي عرشه ، فالآن هو يجلس في عرش أبيه كرئيس كهنتنا ، لكنه سيتبوأ عرشه وقوته ، وحُكمه لكي يُخّضِع كل شئ وبعد ذلك سيعطي المُلك بهذا الشكل لأبيه لكي يجعل كل شئ تحت سلطانه ، ففي المُلك الألفي نجد مَلِك يحكم بالبر ، أما في السماء الجديدة والأرض الجديدة فسيسكن البرّ ، إن البراءة كانت تسكن في الجنة الأولي ، والخطية الآن تسكن في الأرض ، وأما في السماء الجديدة والأرض الجديدة "فسيسكن البرّ" (2بط 3 : 13) .

أنه غير مزمع أن يتخلي عن مكانته كالبكر بين إخوة كثيرين إذ أننا متحدين معه لأجل البركة ، فكما أن كل شئ قد تدنس في آدم الأول فالكل مزمع أن يتبارك في آدم الأخير ، لأنه كما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صور السماوي ، ولذا فإنني أجدني متمتعاً بكل شئ يعطيه الله بمحبته ومتمتعاً به بارتباطي بالمسيح كالرأس ، إننا متحدون معه في كل بركة ولذا يقدر القلب أن يتذوق محبته ، فإنه لا يستحضرنا إلي هناك فقط بل أنه سيفعل هذا طوال الابدية ، أنه قد اشترانا بثمن باهظ لكي يرفعنا إلي فوق ، ان محبته متجهه دائماً إلينا ، وهذا يقودنا إلي تقديره أكثر من كل شئ آخر ، إننا نثق في تلك المحبة التي لا تنتهي في السماء إلي  الأبد .
إنك تري قلبه الذي يفيض بالحب هو الذي يفعل هذا ، وبعد هذا يجب أن "ليضئ نوركم (وليس أعمالكم) هكذا قدام الناس" (مت 5 : 16) حتي يتمكنوا من معرفة مصدر تلك الأعمال الصالحة ومن أين تأتي ، وبعد ذلك "فيمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5 : 16) وبالتالي ينسبوا تلك الأعمال إلي الله ، إنني أعمل ما يخبرني الله به وتلك هي الشهادة للمسيح ، فعندما يكون مصباحي لامعاً بكامل لمعانه فتلك هي الشهادة لحياة المسيح ، لأن ذلك يظهر للعالم طبيعتي كمسيحي غريب ونزيل في مختلف الظروف التي أجتاز فيها والتزامات الحياة التي أؤديها ، لأنه هناك خدمة واحدة يجب أن تلازمني دائماً ألا وهي أن أكون رسالة حقيقية للمسيح ، فمن  الجائز أن أكون نجاراً أو نحَّاتاً إلا أنني يجب أن أكون مسيحياً ، ففي مختلف العلاقات والارتباطات ، سواء كنا عبيد أو أسياد سواء في الأكل أو في الشرب في داخل بيوتنا أو في أي عمل أؤديه يجب أن أسلك كمسيحي .
(يتبع)

ليست هناك تعليقات: