الرب يسوع في اتضاعه وخدمته (الجزء الثالث والاخير)
فهو الإنسان الوحيد البارع الذي كانت له القوة الكافية ليعتق الإنسان من كل تأثيرات الخطية ، فقد كان يجول يشفي المرضي وجميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه ، فقد كان فيه القوة التي تعمل بالنعمة ، وماذا كانت النتيجة ؟ فقد رفضوه ولم يقبلوه ، مع أنه كان الرب الذي له القوة لإزالة تأثيرات قوة الشيطان ، ولكن من وراء ذلك كان قلب الإنسان الذي طلب منه أن ينصرف عنه ، ونجد هذا الموقف عندما كان لاجئون الشياطين وقد أخرجهم من الإنسان وأمرهم أن يدخلوا في الخنازير ، وهنا طلب منه الرعاة أن ينصرف عن تخومهم ، فلم يقبلوه ، فالشيطان الذي أغوي قلوبهم كان أسوأ من لاجئون الشياطين الذي دخل في قطيع الخنازير وانطرح في البحر
فهو الإنسان الوحيد البارع الذي كانت له القوة الكافية ليعتق الإنسان من كل تأثيرات الخطية ، فقد كان يجول يشفي المرضي وجميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه ، فقد كان فيه القوة التي تعمل بالنعمة ، وماذا كانت النتيجة ؟ فقد رفضوه ولم يقبلوه ، مع أنه كان الرب الذي له القوة لإزالة تأثيرات قوة الشيطان ، ولكن من وراء ذلك كان قلب الإنسان الذي طلب منه أن ينصرف عنه ، ونجد هذا الموقف عندما كان لاجئون الشياطين وقد أخرجهم من الإنسان وأمرهم أن يدخلوا في الخنازير ، وهنا طلب منه الرعاة أن ينصرف عن تخومهم ، فلم يقبلوه ، فالشيطان الذي أغوي قلوبهم كان أسوأ من لاجئون الشياطين الذي دخل في قطيع الخنازير وانطرح في البحر
وكأن الشيطان يقول للمسيح ان أردت ان تأخذ هؤلاء الناس معك إلي أعلي فلتدفع التكلفة كاملة ، لأني لي سلطان الموت عليهم ، ولكن الرب يوافق أن يستمر مع أنه بعد قليل جداً كان الشيطان الذي هو رئيس هذا العالم مزمعاً أن يجمع كل العالم ضده ، والتلاميذ خافوا وتركوه وهربوا ، وواحد منهم قد أسلم الرب ، ولكن الرب قد واجه تلك البغضة العظيمة للناس وقال إنني يجب أن أبذل حياتي لكي أفدي هؤلاء من تلك العبودية "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ، ويعتق اولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب 2 : 14 ، 15)
إنهم يسألون بطرس ألا يوفي معلمكم الجزية ؟ فيأتي بطرس الي يسوع ويقول له "ممن يأخذ ملوك الأرض الجزية أو الجباية من بنيهم أم من الأجانب ؟" ويجيب بطرس "من الأجانب "، "إذن فالبنون أحرار" يقول الرب فهو كان ابن الملك العظيم للهيكل وهو حرّ ، ومن ثم يضع نفسه مع بطرس "ولكن لئلا نعثرهم" ، ومن ثم يظهر انه هو الله الذي فوق الكل ورب الخليقة عن طريق تنظيم الخليقة ويأمر السمكة التي في البحر ويخضعها لدفع نقود الجزية ، "فاعطهم عني وعنك" يضع نفسه مع بطرس مرة أخري ، فياله من شخص مُحِب
فعلي الرغم من أنه كان هو الله في كل شئ لكنه كان أكثر الأشخاص المتضعين الذين وطئوا أرضنا ، وقد كان في ساعة الموت بمفرده ، انه انتظر رقة فلم تكن ، "امكثوا ههنا واسهروا معي" في تجربته المريعة طلب من التلاميذ في جثسيماني أن يسهروا معه ساعة واحدة فلم يقدروا ، وجاء ملاك من السماء ليقويه ، فهل ترك خدمته كالعبد ؟ كلا ، فهو لن يترك خدمته كالعبد ، لأن الذات تُحب أن تُخدَم ، أما المحبة فهي تُسرَّ أن تَخدِم ، وهذا بالتمام ما وجدته في المسيح.
ليس الشخص الذكي هو الذي يعرف الله ، نحن نعرف الله فقط عن طريق رغباتنا ، إن الملحدين يقولون ليس لنا قوة أكثر من قوة الفكر البشري ، فإذا استطاع الإنسان أن يعرف الله بالمعرفة العقلية لم يعد إنسان ، ولم يعد الله هو الله علي الإطلاق ، إن الضمير هو الذي يعرف طريق الله ، إنها الرغبة التي فيَّ ، انظر الي سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة، ماذا قد عرف سمعان عن المسيح ؟ لم يكن يشعر بأي احتياج إليه ، علي الرغم من أنه أكرمه وقدَّم له الاحترام كضيف في منزله ، ولم يكن المسيح متغافلاً عن جهل سمعان ، فهو يعرف ويشعر بذلك كله ، فسواء كنت بارداً أو غير ذلك تجاهه فهو يشعر بك تماماً . من المعروف أن أسماء الله التي تُعبِّر عن ذاته أنه نور وأنه محبة ، فلو تطلعنا إلي المرأة الخاطئة نجد أن النور جعلها مكشوفة أمام نفسها ، والمحبة جعلتها تعرف المسيح وتثق فيه ، فالمسيح قد عرف قلبها تماماً وهي قد عرفت قلب المسيح تماماً ، وعلي الرغم من أن سمعان الفريسي لم يعتبر أن المسيح مستحقاً لهذا اللطف ولكنها وجدت ملء النعمة في ذلك الشخص ، وملء النور والمحبة التي قدرت علي أن تسدد كل أعوازها ، فخطاياها الكثيرة (والتي كان يعرفها تماماً) قد غُفرِت كلها لأنها أحبت كثيراً ، فقلب الله وقلب الإنسان قد تقابلا بالنعمة والبركة معاً ، بينما كان الفريسي بعيداً عن كل ذلك
قد تعلمت هذا الدرس هنا أن شخص الرب يسوع يملأ قلبي بكل القوة قبلما أعرف حقيقة غفران خطاياي ، قد قلنا أن أسماء الله المعبرة عن ذاته أنه نور وأنه محبة ، وقد وجدناهما واضحين في المسيح ، فالنور يُعلِن كل شئ فيَّ ، والمحبة هي التي تزيله عني ، فعندما يأتي النور ويظهرني قدام الله أجد نفسي في محضر المحبة وأجدها تتمم كل شئ عني ، ولو أنني وجدت النور بدون المحبة فسوف أفر هارباً لكي ما أختبئ من قدام الله ، وإذا وجدت المحبة بدون النور فسوف لا تقدر المحبة أن تفعل كل شئ ، ولكنني أجد الاثنين واضحين في المسيح ، فالنور الإلهي يكشف كل شئ فيَّ والمحبة الإلهية تطرح كل شئ نجس عني ، وعندما يأتي النور يصبح الضمير أميناً ، ولنأخذ اللص علي سبيل المثال ونسمع كلماته "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا" (لو 23 : 41) فالنور قد كشفه ، "وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله" ، والسؤال الآن كيف عرف ذلك ؟ عن طريق التعليم الإلهي ، أليس قلوبنا نحن أيضاً تقول نفس الشئ عن المسيح ، وبعد ذلك يدعوه اللص "يارب" وهذا تعليم إلهي عن شخص الرب ، كل تلاميذه هربوا بعيداً ، وهذا اللص هو الوحيد الذي اعترف بربوبية المسيح علي الصليب ، وهذا قد أراح قلب المسيح في تلك الساعة ، وماذا يطلب اللص بعد ذلك ؟ هل طلب خلاص من آلامه ؟ كلا ، في اثناء تلك الآلام المريعة للموت علي الصليب هل يسأل اللص من الشخص المعلق بجواره الذي بحسب الظاهر ليس لديه أي قوة أن يُقلِّل من آلامه علي الصليب ؟ كلا ، ولكن طلب أن يتذكره عندما يأتي إلي ملكوته ، ونتيجة ذلك هي "اليوم تكون معي في الفردوس" ، وهنا نجد قلب قد اكتشف ما هو في ذاته ، أما الفريسي الذي هو مثل القبر المُبيَّض من الخارج فلم يتعلم ذلك ، ولكن القلب المُنكسِر هو القلب الذي يلائم قلب الله الشافي
والسؤال الآن هل سيكون المسيح خادم في المجد ؟ نعم بالتأكيد يقول سأكون هكذا هناك ، أنه يقول لتلاميذه إني ماضً الي الآب ولا أعود أكون رفيقكم هنا علي الأرض ، ولكن سوف لا أترككم ، فماذا سيفعل ؟ إنني يجب أن أؤهلكم لتكونوا معي ، أي ليكون لكم معي نصيب ، أنتم أنقياء ، ولكنكم حتماً ستتلوث أرجلكم اثناء مسيركم في هذا العالم ، وهذا سيجعلكم في غير شركة معي في المجد ، ولذا يجب أن أغسل أرجلكم ، وهذا ما يفعله معنا الآن ، أنه الخادم (العبد) الذي يغسل أقدامنا الآن ، فهو قد أعدَّ نفسه لهذه الخدمة ، فبالنظر إلي مقامنا نحن أنقياء تماماً قدام الله ، ولكن بالنظر الي سلوكنا خلال هذا العالم فنحن عرضة للتلوث ، والمسيح هو خادمنا لأجل تطهيرنا ، انظر الي لوقا (12) فتجد أنه سيكون خادمنا في المجد "ويتقدم ويخدمهم" (لو 12 :37) إنها المحبة الإلهية التي لا يُعبَّر عنها ، انه سيبيقي دائماً إنسان ، "لتكن احقاؤقكم ممنطقة وسرجكم موقدة" ، فيجب أن يكون لي الاعتراف والشهادة الكاملة بالمسيح ، وهذا هو السراج الموقد ، هل احقاؤك ممنطقة لأجل الخدمة اثناء غيابي ، فعندما آتي سوف تجلس وتستريح وسأخدمك بنفسي ، فهل أنسي اتضاع المسيح ؟! وهل من الجائز أن أنسي أنه أخذ صورة إنسان وبذل نفسه لأجلي ، وأخذني معه إلي أعلي لأكون معه حيث هو ، إنه سيبقي إنساناً إلي الأبد لأجلي ، لا يمكنني أن أنسي ذلك ؟ كلا ، خلال كل الأبدية سوف لا أنسي اتضاعه علي الأرض ، وأثناء رؤيتي له وهو في المجد يقوِّي النفس لكي ما تسعي دائماً إليه ، وما يغذي النفس هو الخبز النازل من السماء ، وهذا يجعلنا نتنحَّي عن ذواتنا تماماً
إني غير محتاج إلي الدخول في تفاصيل أكثر ، ولكنك تجد في بقية فيلبي (2) الرقة في المشاعر النابعة من عدم وجود الذات والمحبة الحقيقية للآخرين ، لأن النفس قد تشكَّلت بالمسيح وتُطعم باستمرار عليه إلي أن تصل وتكون مثله في المجد ، فيجب أن يكون لي ما هو في فيلبي (2 ، 3) كل القوة التي ترغبها في أن تتأمله وتدرسه وتعيش بواسطته وسوف تتشبه به في كل نعمته ولطفه ومحبته ، ويالها من مكانة فنحن قد افتدينا بواسطته ونحن ذاهبون لنكون معه ومثله في المجد وقبل ذلك يجب أن نظهره هنا علي الأرض
فليعطنا الرب أن ننشغل به انه الشخص المملوء محبة ، والمملوء لطفاً واتضاعاً ، وبالتالي نُظهِر نفس هذه الصفات ، ان الخطية الأولي في العالم كانت هي خطية فقدان الثقة في الله ، فهو قد أتي إلينا وحمل كل خطايانا ، ويقول لنا الآن يمكنكم أن تثقوا فيَّ ، إن الله يريد أن يستعيد ثقة قلبك فيه ، ثقة غير اجبارية أو إلزامية ، ومحبة أيضاً ليست إلزامية ، وذلك ليس من خلال تحريضات يعطيها لنا من السماء بل بواسطة مجيئه إلينا علي الأرض
الرب يعطينا أن نعرف اكثر عن شخصه ، الشخص الذي عندما يُخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها ويقابل الأسد لأجلها وينقذها فليعطنا أن ندركه حق تقديره
هناك تعليق واحد:
الرب يباركك ياأخ عاطف
ناجح
إرسال تعليق