كلمة للأمهات
"الحكمة بنت بيتها ، نحتت أعمدتها السبعة" أمثال 9 : 1
"حكمة المرأة (أو المرأة الحكيمة) تبني بيتها والحماقة (أو المرأة الحمقاء) تهدمه بيدها" أمثال 14 : 1.
هذه السطور كُتبِت أساساً للآباء ، ولكنني شعرت بيقين أن الأمهات لابد لهن من كلمات قليلة خاصة في هذه الأيام . فإني أعلم أيتها الأم المسيحية بأنك تولي بعناية فائقة أولادك الأعزاء الذين أعطاهم إياك الله . وتُبدين سروراً واهتماماً ببيتك أكثر من زوجك ، فهذا هو النموذج الذي رسمه الله للحياة المنزلية . لأن البيت هو دائرة اهتمامك الخاص ، وأُعطِي لك أن تُدبري البيت (1تي 5 : 14) . وعند تأسيس البيت لإقامة عائلة جديدة كم تطلب منك ومن زوجك أن تدرساً معاً الخطط ، وأن تفكرا سوياً في أن تجعلا بيتكما مكاناً للاستمتاع مع أولادكما . وكم كانت خطة الله التي أعطاها لنا في غاية الأهمية ، ليست لإقامة بيتاً جميلاً من الخشب أو الطوب أو الحجارة ، والتي قد تُفسده قلوباً محطمة خلف أسواره الشاهقة ، بل كانت خطته إقامة بيت يظلله النور والمحبة . وبالاختصار فإن صفة البيت هي التي تُعبِّر عن حقيقته سواء كان بيتاً متواضعاً أو عظيماً في مظهره .
ولقد تحدثنا عن السبعة الأعمدة للبيت التي تنحتها الحكمة لنا ، ثم قرأنا في الأعداد التي تلتها عن الوليمة المدهشة هناك . وهذا ما نرجوه جميعنا . فكل أب مسيحي وكل أم إنما تريد هذا البيت السعيد بأفراحه وسلامه - أما هدمه فلا يتطلب إلا شيئاً قليلاً .
وأنتِ أيتها الأم المسيحية أيمكن أن يكون زوجك عوناً لك في بناء هذا البيت الذي يقوم علي النور
والمحبة أم أنكِ تهدميه سريعاً . تستطعين أن تشجعيه وتؤازريه في محبته وتقويمه للابناء ، ويُمكنِك أيضاً أن تقاوميه وتمنعيه من ذلك . هذا أمر في غاية الأهمية . تستطعين أن تتركي في بيتك أكبر الأثر وأعظمه بطرق متنوعة أكثر جداً مما يمكن أن يفعله زوجك . فأنتِ مع أولادك مدة أطول من بقاء الزوج معهم ، وهم ينظرون إليكِ . وأنتِ تستطعين أن تفعلي أكثر مما يفعله هو ، وأنت قادرة أيضاً علي هدم البيت . تذكري كيف أفسدت حواء البيت الأول في العالم عندما عملت بالاستقلال عن الله وعن زوجها . إنها لم ترجع له بل اتخذت بنفسها القيادة والقرار وأصغت إلي صوت الشيطان بدلا من ذلك . كان الله قد جعلها معيناً لآدم ، ولكنها أعاقته بدلا من إعانته ، وجلبت له ولنفسها أيضاً العديد من الأحزان والمآسي . إن الله يعطينا دائماً النموذج الأفضل ، وبإمكاننا أن نتوقع البركة طالما نسعي للنعمة لنتمكن من اتباع كلمته .
ولقد أعطي الله أيضاًَ شيئان ظاهريان لكي يميز بهما مكان المرأة ، شعرها الطويل ومظهرها ، وأنا أؤمن أنه يجب أن نذكرهما هنا إذ لهما الأهمية أمام الله لذكرهما في كلمته بطريقة محددة . فالشعر الطويل هو علامة الخضوع (1كو 11 : 3-15) الذي يجب حفظه في بيت تقي . كذلك أيضاً المظهر المتواضع . فملابس الرجال غير مسموح للمرأة أن تلبسها لأن هذا يخالف مكانها التي أعطاها إياها الله (1تي 2 : 9 ، تث 22 : 5) . وفي هذه الأيام التي نري فيها العالم بهذا الشكل من المخالفة ، فإننا نحتاج إلي العين البسيطة التي تُسرَّ الرب في هذه الأمور ، وليس الناس ، وكم لهذا الأمر من أهمية أمام أولادنا .
عزيزتي الأم المسيحية "كُفّ . . عن استماع التعليم للضلالة عن كلام المعرفة" (أم 19 : 27) . لا
تُصغي إلي نصيحة العالم ، ولا حتي لمسيحيين قد "رفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم" . (لو 7 :30) لأنها تدينهم . إنها الحكمة التي تجعلك تطلبي نعمة لتشغلي مكانك كمُعيِنة (وليس كرأس) حيث أعطاك الله في بيتك . إنه مكان عجيب . وحتي لو فشل زوجك في أن يشغل مكانه كالرأس فاطلبي من الرب نعمة لتشغلي مكانك ، وفشل زوجك لا يُغيِّر مكانك ولا مسئوليتك . وكذلك لا يُغيِّر مكانه هو أو مسئوليته . إنه يحتاج إلي معونتك وصلواتك . وللأسف فكم فشلنا نحن كأزواج . وعندما نتبين الخطأ ويلوم أحدنا الآخر فذلك لا يصحح الأمر ولن يساعد في بنيان البيت ، فالفشل بالتأكيد يخرب البيت . فكم نحتاج كثيرا للنعمة والقوة التي تأتي من فوق خاصة عندما تثور المشاكل في البيت . ولكن ليتنا لا نتحول عن هذا النموذج الإلهي .
وهناك البعض ممن يقرأون تلك السطور ، ولهن أزواج غير مؤمنين ، وأعلم أن الرب يعطيكن نعمة ، إذا تطلعتن إليه ، كما قال بطرس "وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة" (1بط 3 : 1) .
وكم نشكر الله كثيرا لأجل هذه التعاليم الثمينة في كلمة الله ، وأن الله لم يتركنا لأفكارنا في مثل هذه الأمور . فقد رسم لنا الصورة الصحيحة ، لا لكي ينتزع سعادتنا ، بل لخيرنا كآباء وكأمهات ليكون فرحنا كاملاً . ليت كل منا يتناول الكتاب ويبحث باجتهاد ولننظر ماذا تقول كلمة الله ونسأله النعمة لكي نتمم ذلك .
وأقول بكل تواضع ومحبة ، فإنني أؤمن أن الله قد خطط أن تصبح أيامنا في بيوتنا مثل "أيام السماء علي الأرض" تث 11 : 21 ، إذا اتبعنا حكمته .
تأملي هذه الأمور جيداً أيتها الأم المسيحية ، وليت الله يباركك ويبارك أولادك الأعزاء . فإن كنا نعمل بحسب كلمة الله فسنبرهن علي بركة السير في طرقه ، وسيقول زوجك وأولادك عنك ما قيل عن الزوجة والأم الموصوفة في أم 31 : 28، 29 "يقوم أولادها ويطوبونها . زوجها أيضاً فيمدحها . بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنتِ ففُقتِ عليهن جميعاً" .
ليت هذا يُقال عنكِ ، ليس فقط عندما يكون أولادك صغاراً ، بل أيضاً وهم يكبرون . فكلما أحبوا الرب أكثر كلما أحبوكِ أكثر . وعملك سُيكافأ هنا ، وستصبح السنوات الأخيرة من الحياة سنوات سعيدة لكِ ولزوجكِ ، إن كان الرب سيُبقينا وقتاً . وليس هناك فرح أعظم من هذا إذا سلك أولادنا في الحق . وأحياناً أفكر وأقول أنه ليس من حزن أعظم من هذا إن لم يفعلوا ذلك .
"فتشددوا أنتم ولا ترتخِ أيديكم لأن لعملكم أجراً" 2 أيام 15 : 7 .
بقلم : جوردن هاي هو
ترجمة : عاطف فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق