
كل هذا ما كان يجتاز به الإنسان في رومية (7) ، هنا لم يتحدث عن المسيح لكن عن الإنسان في الجسد ، فالموضوع هنا ليس في عدم وجود رغبات جديدة ، بل أنه لا يستطيع اتمام تلك الرغبات ، وهنا فهو إنسان مسئول أمام الله ولسان حاله "إن حالتي كلها خطأ" "ويحي أنا الإنسان الشقي" ، وهذا كان صحيحاً ، لكن ما هو موضوع الحديث هنا في معظم الوقت ؟ عن الناموس "ونحن نعلم أن الناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية" فالناموس لا يدين فقط التصرف الخطأ ، بل أيضاً يطلب منه ما يجب أن يكون عليه الإنسان ، فيوقظ فيه الرغبة لما يجب أن يفعله ، لكنه لم يفعل "فإني أصادق الناموس أنه حسن" لكن ليس لديه ما يفعله ازاء ذلك .
مرة أخري بماذا هو يُسَر هنا ؟ "فإني أُسَر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن" فإنني لي الرغبة بحسب ما هو صحيح ، لكن ليس لديّ المخلص ، فإني عالم بالناموس ، ولكن ماذا يقول الناموس ؟ يقول أنك يجب أن تحب الله من كل قلبك ، لكن لست أفعل ذلك ، إذن فأنت هالك ، أنه يطلب مني ما يجب أن أكون عليه أي يطلب ما لا أستطيع فعله ، أنه يطلب من الإنسان أن لا يشتهي ، وأنه يجب أن يحب الله من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته وقريبه كنفسه ، لكن من هو الإنسان الذي يطلب منه الناموس ذلك ؟ إنه الإنسان في الجسد ، إنسان تجره شهواته ناحية الشر ، فالناموس يطلب من الإنسان الخاطئ أنه لا يجب أن يكون خاطئ ، وهذا هو ما يفعله الناموس فقط ، فإذا كانت هذه هي حالتي فماذا يمكنني أن أفعل ككائن مسئول تحت الناموس ؟ لماذا إذاً يدينني ! فإن الناموس لا يقدر أن يعمل معي شئ سوي أنه يدينني فقط ، فهو يجب أن يدين لأن القلب فاسد وردئ بالتمام وتلك هي الحقيقة ، فإن الوصية تكشف أن الشر موجوداً هناك ، ونحن نعرف بالتجربة والاختبار أنه لو كان هناك شئ ما علي المنضدة وقلت "لا أحد يحاول أن يعرف ما علي المنضدة" ففي الحال كل واحد سيسعي لمعرفة ما يوجد هناك ، وتلك هي الطبيعة الإنسانية ، إذ أن الخطأ والعيب ليس هو في الناموس مطلقاً .
(يتبع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق