السبت، 7 مايو 2011

السبيل الي قوة المسيحي في هذا العالم (1)

الســـبيـل إلـي قوة المسيحي

(2كورنثوس 12)

هذا الأصحاح يقدم لنا بطريقة مميزة السبيل الذي ينال به المؤمن القوة خلال مسيرته في برية هذا العالم ، فالآن ليس فقط الطريق الذي يسير فيه المؤمن فحسب بل أيضاً كيف يمكنه أن ينال القوة وهو سائر في هذا الطريق ، وما هي قوة الله الكاملة المُعَدَّة لأجل السلوك في هذا الطريق ، وهنا (أي في هذا الاصحاح) نري غاية ما يمكن أن يصل إليه المؤمن صعوداً كان أو نزولاً .
في بداية الاصحاح نري إنساناً اُختطِف إلي السماء الثالثة ، فقد كان في أسمي درجات البركة الروحية ، اختبر تلك البركات الحقيقية ، حتي أنه لم يكن من الملائم وقتها أن يتحدث عنها عندما عاد إلي حالته الطبيعية ، وبلا شك إيمانه قد تقوي بواسطة تلك البركات لأجل خدمته ، لكنه لم يستطع أن يتحدث عنها في وقتها . والآن توجد بركة سامية جداً روحية يمكننا أن نختبرها نحن أيضاً بالمثل ، وبلا شك كانت قد أُعطيت للرسول بطريقة خاصة لكن الأشياء التي أدركها يمكننا نحن أيضاً ادراكها ومن ثم في ختام ذلك الأصحاح نري علي النقيض من ذلك الحالة المريعة التي يمكن أن ينحدر إليها مؤمن ، فنحن نقرأ عن الحسد والتحزب والخصومات والنجاسة والعهارة ....الخ ، فبالفعل كانت حالتهم سيئة ، حتي أن الرسول بولس لم يقدر أن يذهب إلي كورنثوس ، فقد كان المكان هكذا مفسداً حتي استطاع أن يقول الرسول ذلك المثل الشائع بين القدماء (المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة) وكان ينطبق ايضاً علي القديسين هناك ، وهنا يقول الرسول "لأني أخاف إذا جئت أن لا أجدكم كما أريد وأُوجَد منكم كما لا تريدون" ، ففي البداية لم يرد الرسول أن يرجع إليهم  لكنهم قد تأثروا برسالته الأولي حتي أنهم أبعدوا الإنسان الذي ارتكب الشر الفاضح ، وتيطس أيضاً ذهب إليهم ، فعاد وأخبر الرسول بتوبتهم وحزنهم وأشواقهم الحارة من نحو الرسول ، وبالتالي ارتاح قلبه ، لكنهم لا يزالوا في حالة سيئة وكانت هناك فخاخ عظيمة تحيط بهم  حتي جعلته يقول "أخاف لئلا توجد خصومات ومحاسدات وسخطات وتحزبات ...الخ" حتي أنه كان هناك بينهم زنا لا يسمي حتي بين الأمم ، صحيح أنهم قبلوا توبيخ الرسول لهم ، وأبعدوا الإنسان المخطئ ، لكنهم لازالوا معرضين للسقوط لأنهم يروا الشر حولهم من كل جانب وهذا ما لم يشعروا به . أما الأمر معنا فمختلف منذ دخولنا إلي المسيحية إذ يجب أن نشعر ونحكم علي كل شئ بحسب النور الأدبي الذي لنا منذ دخول المسيحية إلي العالم ، فهـم قد اعتادوا منذ الماضي علي أمور النجاسة ، صحيح أنهم قد صححوا أشياء كثيرة في حياتهم من جذورها ، لكن لازال الرسول مرتعباً بشأنهم ، وأخاف إذا جئت ... أوجد منكم كما لا تريدون" ، وكأن لسان حاله إذا أتيت سأفصل بينكم وسأكون قاطعاً ويمكنني أن أتي بعصا ، فقد كان خائفاً لئلا يستخدم القوة في ممارسة هذا النوع من القطع مع هؤلاء الذين لم يتوبوا .

(يتبع)

بقلم : يوحنا داربي
ترجمة : عاطف فهيم

ليست هناك تعليقات: