الله لنا
رومية 8 : 31-39
في هذا الجزء من كلمة الله يُجمل الرسول اختبارات القلب وعمل النعمة , اولاً في اختبارات القلب هذه , ثم في اعلان الحرية الحقيقية من خلال الفداء الذي في المسيح يسوع , الذي نتمتع به كمفديين (متحررين) من كل ما كناه في الجسد , من الخطية ومن الشيطان ومن العالم وحتي من الناموس , ولكن الرسول بعد ان فصَّل كل هذه الامور وبعد ان اظهر الطريقة التي بها بحصولنا علي الروح القدس , اصبحنا اولاداً لله وورثة الله ووارثين مع المسيح وبعد ان اصبحنا مدركين لبشاعة العبودية والفساد الذي لا يزال يحيط بنا هنا يختتم الكل باظهار كيف ان قبل كل شئ وفي كل شئ وفوق كل شئ الله لنا وهو يبرز هذه الحقيقة العظمي لا ليظهر ان المسيح في السماويات بل انه معنا في مشاكلنا , وهو يظهر هذه الحقيقة وياله من امر مبارك حتي ان الرسول بولس يصل بها لله نفسه !! رغم انه يجتاز اضطرابات الحياة , ولكن قبل ان توجد التجربة وقبل ان توجد انت ان الله نفسه لك واذا كان الامر كذلك لا يهم ما الذي ضدك !! .
وبعد ان تعمق في اختبارات النفس قبل الفداء , وبعد ان اظهر ان الفداء قد تم يتناول الحقيقة العظمي التي تتربع فوق الكل , وتتخلل الكل , وهذا ليس ما هو نحن بالنسبة لله , لأننا كنا مدانين , وكما يقول في نفس هذا الاصحاح كنا أعداء لله , وغير خاضعين لناموس الله بل اننا في الحقيقة لم يكن ذلك ممكناً , لكن بالعملية التي كشف بها عن بؤسي اظهر لي اعلان ما هو لي أنا , والاستنتاج الذي يصل اليه من كل هذا هو : "إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا (لنا) ، فَمَنْ عَلَيْنَا؟" وسوف نجد انه بالطريقة التي ينظر اليها بها يتناول كل جوانب المسألة . وهو لا يكتفي بالنظر الي الحقيقة المجردة , ورغم ان هذا امر مبارك في حد ذاته لكنه يتناول كل جانب من الجوانب.
وانه لامر فائق القيمة – ايها الاحباء – ان نري الطريقة التي بها الله لنا , ليس فقط ان لا شئ يمكن ان يفوته , لكنه ينشغل بكل شئ يهمنا . تماماً كما يحدث ان شخصاً يصبح عليلاً , فإن صديقه لابد ان يعود للسؤال عنه والاطمئنان علي احواله , اما اذا كان طفلاً فإن امه تكون مهمومة جداً لأجله , وسوف تكرّس كل عنايتها وكل افكارها له إذ ان قلبها هناك , فهي بجملتها له , وكل شئ تبذله لأجله , بل انها سوف لا تسمح لك بالحضور اذا احدثت ضجة , ومع ذلك فهي لا تعدو كونها ام بشرية التي يمكن ان تنسي رضيعها "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ" (أش 49 : 15) , وفي نفس الوقت انها نفس طبيعة محبة الله الكاملة في صورتها المتنازلة , لا شئ يمكن ان يفلت منه , وهو لا يهمل شيئاً , بالتأكيد في استطاعتنا ان نقول " إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا (لنا) ، فَمَنْ عَلَيْنَا؟" .
" اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ" (رو8 : 32) اول ما اجده هنا هو ان الله منعم جواد , فأقول لقد اعطي ابنه المبارك , ان لي الله كمعطي علي أعلي مستوي , حتي انه لا شئ يمكن ان يسمي بعد ذلك ابداً, ولاحظ المنطق ايضاً فإن الرسول يؤسس كل شئ علي ما هو الله في ذاته وما يفعله الله ليصل الي النتائج بالنسبة لنا , ليس الي ما هو فينا بالنسبة لله , ولو إنني اتخذت ما اجده في نفسي اساساً للتفكير لقلت انني انساناً خاطئ , والله لا يمكن ان يقبلني , بل لابد ان يدينني رغم انه قد يوجد قليل من الرجاء. هذا طالما ابني استنتاجاتي علي ما اجده في نفسي , فانه رغم انه قد توجد بعض افكار صحيحة عن الله الا انها جزئياً صحيحة وجزئياً خاطئة , وهذا ليس ايمانا ايها الاحباء . من الصحيح الي ابعد الحدود ان تعرف النفس ان الله ديان قدوس لكن التبكيت الصحيح علي الخطية يجعلنا نشعر ان الله لا يمكن ان يقبلنا .
خذ علي سبيل المثال الابن الضال , لقد تغير , ورجع الي نفسه , وعرف صلاح ابيه , لكنه بدأ علي الفور يطلق العنان لاستنتاجاته علي اساس ما هو , ومن ثم قرر ان يقول " وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ" (لو 15 : 19) لقد ظن ان هذا هو الوضع الأوفق له في بيت أبيه , كان اعترافه بالخطية في محله , ولكن استنتاجاته كانت خاطئة , وهذا ما يفعله الناس الأن , وهو امر طبيعي تماماً لو ان هذا هو كل ما علينا ان نعرفه , لكنهم يمزجون الحق بمفاهيم الناس كما فعل الابن الضال إذ خلط احساسه بالخطية الذي كان في محله مع افكاره الخاصة عن ابيه التي كانت خطأ فادحاً , وعندما نفكر بهذا المنطق فإن هذا معناه اننا لم نلتقي بالله , لأن الابن الضال بمجرد ان قابل اباه كان قد أُلبس الحلة الأولي ووقع علي عنقه وقبله , والي ذلك الحين لم يكن قد وصل الي شهادة الاب علي معاملاته بناء علي ما كانه هو في ذاته .
وهذا بالضبط هو نفس الاسلوب الذي يتبعه الروح القدس عندما يجري استنتاجاته عن الله , قد تفكر النفس بأنها حقيرة , لكنها بذلك تبرهن علي انها لم تنطرح علي النعمة بتبكيت كاف علي الخطية , ولكن الرسول قد تعمق في كل الامر , وهو يتساءل اذا كان الله قد بذل ابنه الوحيد فما الذي يرفض ان يبذله بعد ذلك !! لقد امسكت بهذه الحقيقة ان الله لم يشفق علي أغلي وأعظم من في السماء , فأقول ما الذي يرفض ان يبذله معه ؟؟ , لو كانت عليّ ديون فإنني لن احب ان اطّلع علي دفاتري (هذا ان كنت غير امين) لأنني اعرف ما الذي سأجده هناك في تلك الدفاتر , كل ما فيها يضغط علي اعصابي بشدة , لكن اذا جاء واحد ودفع كل ديوني , فإنني لن اخشي (بعد سداد هذه الديون) ان اطلع علي تلك الدفاتر , بل افتحها علي اخرها , وعلي قدر ما اري من ضخامة هذه الديون علي قدر ما يزداد تفكيري بالامتنان للشخص الذي قام بسدادها , وهكذا الحال مع الفداء , إن نتيجة ادراكي لعظمة ما قد عمل هي ان يجعلني ذلك اكثر تفكيراً في ذاك الذي هو لأجلي (الله) وهكذا فإن التوبة تلازم الشخص باضطراد كل ايام حياته , لأنني كلما عرفت الله أكثر كلما رأيت بشاعة الخطية , لكن اول كل شئ هو ان الله هو المعطي , واذا كان قد بذل ابنه , فإن المجد قد جاء كنتيجة طبيعية , وعلي قدر ادراكي لعظمة المسيح علي قدر ما تزداد رؤيتي لذلك الامر , ان وجودنا في المجد معه ما هو إلا كونه يري من تعب نفسه " مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، " (اش 53 : 11) وما لم نوجد في المجد لن يري من تعب نفسه – هذه هي النتيجة الطبيعية .
لكن الرسول يستطرد طارحا هذا التساؤل " مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ " فالله لي سواء فيما يختص بالخطايا في محوها أو فيما يختص بالبر , فهو لا يقول فقط انه قد تبرر من قبل الله بل يقول ان الله هو الذي يبرر , لذلك فماذا يهم ان يشتكي الشيطان كما فعل مع يهوشع الكاهن العظيم في سفر زكريا " أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟" (زك 3 : 2) . هل تريد ان تطرحه هناك مرة اخري ؟ في مقدورنا ان نهتف بانتصار : من يديننا ؟ بالطبع هو امر مناف للعقل ان نفكر في ذلك , ان البر هنا هو ان المسيح هو بري . انا في المسيح الذي مجّد الله , وأنا اقف امام الله في المسيح , وهو قد قال : " الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا" (يو 13 : 31-32) , لقد مجّد عمل الصليب كل ما هو الله (كل صفات الله) , والأن المسيح في المجد , وأنا إنسان بار فيه , ليس فقط ان كل ما كنته في ادم قد مُحي , بل " لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هذَا الْعَالَمِ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا" (1يو 4 : 17) او حسب الترجمة الأدق كما هو هكذا نحن في هذا العالم .
ثم يأتي امر اخر . إذ يمكن لنا ان نتوقع كل شئ بعد ان اعطانا الله ابنه , ومع ذلك ففي الحقيقة توجد صعوبات في الطريق نستطيع ان نقول نفس الشئ "الله ليّ" لكن لاحظ كيف يغير الضمير فيقول " مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ " لماذا تحوّل الي المسيح , بالتأكيد ان هذا يعني محبة الله في المسيح , لكن لماذا لا يقول محبة الله ؟ لأنه علينا ان نتعامل مع الشخص الذي جلس عن يمين الله بعد ان كان هنا في وسط المشاكل والصعوبات , تقابلنا صعوبات ومشاكل من كل اتجاه , الاضطهاد في العائلة (قد لا يكون ظاهراً لكن من الصعب احتماله) , لقد صادف المسيح مثل هذا ايضاً , قد تقول : هم يقولون عني اني مجنون , لقد اراد اقارب المسيح ان يأخذوه لأنهم ظنوه مختل العقل ايضاً " وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا:«إِنَّهُ مُخْتَلٌّ»."(مر 3 : 21) , ولذلك فإن الرسول يأتي أمامنا بنفس محبة المسيح الذي تنازل " مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ " فنحن هنا قد وجدنا المحبة الإلهية التي تنازلت لكي تختبر كل ما نحن نجتاز فيه , اريد ان اعرف مواساة المسيح او تعاطفه , لن اعرف ذلك عندما سامحني الله , فالله لا يعرف الشفقة في تعامله مع خطاياي , لكن في التجارب , فإنني بالتأكيد اريد ان اعرف ان المسيح تألم إذ قد جُرّب
" مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ هل القوات والرئاسات ؟؟ لقد تجرب المسيح منهم وغلبهم جميعاً من أجلي , لذلك فهم لا يمثلون أي عقبة في الطريق . "فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ " وماذا عن الحياة , لقد دخل المسيح الي مداها ايضاً , وكان له الكثير من الالام والاحزان فيها , وكلما تألمنا اكثر كلما كان ذلك افضل لنا , لكنه قد قال "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ" (يو 14 : 27) الحياة لا تستطيع ان تفصلني عن محبة المسيح , "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ" (في 1 : 21) وماذا عن الموت ؟ وهذا ايضاً لا يستطيع ان يفصلني بل انه سيحملني اليه , والموت ربح , والاضطهادات ؟ ليس فقط انني سأفتخر فيها بل ان المسيح سيكون معي فيها , في كل هذه الامور اتعلم ان اعرف نفسي أنني كيان لا ينفع شيئاً كما أتعلم امانة المسيح , قد اعرف انساناً رحيماً , لكنني اذا استمريت اعرفه لمدة ثلاثين عاماً سأحصل علي اختبار هذا الامر , ليس انه قد تغير , لكنني سأعرفه اكثر , سأجد المسيح الذي اخرجني من المشكلة العظمي هو الذي يتشفع لي الأن , وهو لا يكرر ما فعله عند البداية , لكن نوعاً من الثقة يتزايد مع اختبار كل يوم , سأجد المسيح هو هو لا يتغير , إنني اخجل من نفسي بسبب افتقاري للثقة فيه , واستعلان نعمته يعطيني تألفاً مع معرفته (اقول هذا بكل وقار واحترام) وايضاً يعطيني ثقة وجرأة – شعوراً سعيداً بالثقة "وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا (اكثر من منتصرين) بِالَّذِي أَحَبَّنَا" لأننا نتعلم المسيح الذي هو نصيبنا الابدي ونتعلم انفسنا التي نحتاج ان نتخلص منها , كل الخليقة قد تكون ضدنا , لكنها في النهاية ليست سوي خليقة .
الله ليّ , ليس هنا في محبته كمطلق العظمة الذي فكر فيّ تفكيراً حسناً عندما لم أفكر انا فيه , لكنها محبة الله في المسيح , في ذاك الذي اجتاز في كل الصعوبات من اجلنا : الحياة أم الموت "أَمِ الْحَيَاةُ، أَمِ الْمَوْتُ، أَمِ الأَشْيَاءُ الْحَاضِرَةُ، أَمِ الْمُسْتَقْبَِلَةُ. كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ.", (1كو 3 : 22) , ومن اجلنا لاقي الغضب والضيق والمقاومة والاضطهاد , والان فأنا أري ان نفس الشئ الذي يمكن ان يعترضني هو الذي اجتاز فيه المسيح من أجلي , وهذا شاهد علي المحبة التي اجتازت في كل شئ من اجلي , كل ما يهم الشخص الذي يحبه الله يهتم به المسيح , وبهذه الطريقة علينا ان نتمادي لنصل الي المجد , الي المسيح ان شئت – بكامل الادراك ان المسيح قد اوصلنا الي هناك (الي المجد) وإلا فنحن مثل بني اسرائيل في مصر , عندما اجتازوا البحر الاحمر انتهي كل شئ , لقد تركوا مصر , الفداء اخرجهم , اذ نتحدث الان عن ان العمل قد انجز , فإن الفداء وراءنا , ان غفران الخطايا ليس هو كل ما في الفداء رغم انه مشتمل فيه .
لكننا قد اخرجنا من الحالة التي كنا فيها , الي حالة اخري تماماً كما حدث مع اسرائيل , اذ انهم – رغم وجودهم في مصر – لم يمسهم القضاء عندما حل , لكن هذا لم يكن هو كل شئ , فقد اخرج الله اجسادهم ايضاً , وهكذا هو يخرجنا خارج دائرة الجسد (لست اقصد الاجسام , فهذا لم يتم بعد ) وهكذا فإن الله قد اتي بالاسرائيليين الي حالة جديدة تماماً الي البرية , وهناك كانت لهم السحابة طوال الطريق , كما كان لهم المن (طعاما) , وهناك ثيابهم لم تبلي وارجلهم لم تتورم , كل شئ كان مصدره الله , صحيح انه كان لهم ان يجمعوا المن تماماً كما ان الاجتهاد مطلوب منا في امور الله , ثم بعد ذلك اجتازوا الاردن حيث بدأت الحروب , وعندئذ نجد ان الرب يأتي الي يشوع كرئيس جند الرب , وعندما جاء اليه كالقائد امره ان يخلع نعليه لأن المكان الذي كان واقفاً فيه مقدس .
هذه هي الخصائص المميزة لطرق الله , ليست القضية هي الفداء هنا , لقد اخرجنا الله لنفسه (من حالتنا الأولي) , لكن بعد ان خرجنا كل امر ذو وزن عندنا ينبغي ان يكون بحسب قداسة الله , لأننا موعدون لأن نكون في شركة مع الله , والشركة تعني السعادة المشتركة , الافكار المشتركة والمشاعر المشتركة , ان سرور الاب هو في ابنه , ونحن لنا شركة معه في ذلك , وهكذا فإن شركتنا هي مع الاب وابنه يسوع المسيح , و" إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ" (1يو 1 :6) فالرسول يستحضر صفة الله كالقدوس لكي ما يزيد التأثير علي الشخص المؤمن .
وهكذا فان نتيجة الفداء هي انه يأتي بنا الي الله , وعندما يؤتي بنا الي هناك يمكننا ان نقول " اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي" (مز 139:23) , لأنه يختبرنا فعلاً ليس بقصد الادانة , بل لكي يطهر , ولذلك فنحن نرغب في ان يفعل ذ لك , ومن ثم فإنه فكر مبارك – ايها الاحباء – انه بينما قد اجتاز المسيح في كل ما يمكن ان يصادفني من مشاكل او صعوبات , فإنه يشكلني حتي اكون ملائماً لمكاني هناك في المجد , وهذا صحيح من كل جانب, انه ما لم تصل النفس بقدر كاف للاحساس بالخطية وما لم تجد المسيح ككل شئ فيما يخص التبرير فإنها لن تفهم النعمة , ليعطينا الرب وحده ان نعرف في قلوبنا وضمائرنا ان علينا ان نتعامل مع الله , ليس كما كان يتعامل اسرائيل لأن الحجاب قد شق الان من أعلي الي اسفل , وينبغي ان نسلك حسب النور , إذ قد جئ بنا الي النور , هذا ما أتمناه بكل شدة لنا جميعاً , ان نعرف الفداء الكامل وأن يكون لنا الادراك ان النتيجة هي ان يؤتي بنا الي الشركة مع الاب ومع ابنه حتي ان كل ما لا يتفق مع قداسته يجب ان يُحكم عليه ويزال .
بقلم : يوحنا داربي
ترجمة : د. بطرس ابو اليمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق