ويوجد العديد من المؤمنين الآن الذين يقرأون كتبهم المقدسة ويطلبون أن يعرفوا فكر الله فيما يختص بأمور الكنيسة (وهم مخلصون في ذلك) ولكنهم في حالة من التشويش أو الضباب ، فلديهم صعوبة في أن يجدوا النور لأجل تمييز فكر الرب في الامر ، وأنا أؤمن أن هذا يكون نتيجة لوجود معطل مثل بعض الدوافع المختفية في القلب ، وهذا يبيِّن لنا كيف يجب أن نتحذر كي تكون النفس في حالة صحيحة ، ودعونا نري بعض الطرق التي بها يرشدنا الرب .
(١) من خلال الشعور بمحضر الرب معنا أي الشركة
دعونا بداية نقرأ (خر 33 : 13 - 15) "فالآن إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلمني طريقك حتي أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك ، وانظر أن هذه الأمة شعبك ، فقال وجهي يسير فأريحك ، فقال إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" .
وهذا هو الطريق الأول والعظيم الذي به يرشد الرب شعبه وذلك عن طريق الشعور الدائم بمحضر الرب ، وربما نقول أن هذا طريق سامي جداً ونقي ليقودنا الرب فيه . فموسي كان يطلب ارشاد الرب فيما يختص بعبور بني اسرائيل في البرية لأجل دخولهم أرض كنعان ، وقال له الرب "وجهي يسير فأريحك" أي أن محضر الرب سيقودهم ، وهذا كان ظاهراً في سحابة شكينة المجد التي كانت فوق الخيمة ، وعندما كانت تتحرك كانوا يحلون الخيمة ويتحركون معها ، وعندما كانت تتوقف كان يجب أن ينصبوا الخيمة هناك ، وهذا كان أمر بسيط للغاية بالنسبة لهم في ارشاد الرب ، فكل ما عليهم أن تتثبت عيونهم علي السحابة ، ويطلبوا أن يقيموا تحتها ، فكانت كمظلة لهم من الشمس الحارقة نهاراً ، وعمود نار يضيئ لهم ليلاً ، إنها صورة جميلة للقيادة بواسطة الشعور بحضور الرب .
وعندما قال موسي "إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" وكأن لسان حاله قائلاً (يارب إذا لم يكن حضورك معنا فلا نريد أن نتحرك !) ، وهذا يجب أن يكون لسان حالنا أيضاً ، فلا يجب أن نرغب في الذهاب الي اي مكان في هذا العالم إذا لم يكن لنا الشعور بمحضر الرب معنا ، وما أتحدث عنه هنا هو الشعور بالسلام الذي هو امتياز كل مؤمن طبيعي ، ويأتي عن طريق السلوك الصحيح مع الرب (كو 3 : 15) ، يقول "وليملك في قلوبكم سلام الله" ، وتلك هي حالة المؤمن الذي له شركة مع الرب ، ونحن لا يجب أن نسمح بأي شئ في حياتنا يعكر صفو هذا السلام ، وإنني أتذكر أحد الاخوة قد رغب مرة ما أن أذهب معه الي ماليزيا كي نزور الاخوة هناك ، وقد كانت لي الرغبة لذلك ، وقلت له (بالتأكيد سأذهب معك) ، واتفقنا علي خط سير السفر وكان اليوم المحدد للزيارة يقترب ، وحان الوقت لشراء التذاكر ، وابتدأت أشعر بعدم ارتياح ، بل وأفقد سلامي أيضاً ، وبعد وقت لم استطع أن أنام عند التفكير في ذلك ، حتي استدعيت الأخ أخيراً واخبرته بإنني سوف لا أذهب ، وبمجرد أن فعلت ذلك عاد إليََّ سلامي ، ونمت مثل طفل في تلك الليلة ! ، وما حدث هو إنني قبلت باختياري أن أذهب في طريق لم أجد خلالها السلام .
فحالة المؤمن الطبيعية والصحيحة هي أن يسلك في شركة مع الرب ، فإذا كان هذا هو الشئ الطبيعي بالنسبة لنا ، فإننا عندما نتخذ خطوة خاطئة فسوف نشعر بأننا خارج هذه الدائرة ، بكلمات أخري سنفقد سلامنا ، ولهذا يجب أن نترقب خطواتنا ، ونطلب أن نقيم في طريق فعل مشيئة الله ، لأنه في هذا الطريق سيرشدنا الرب بامتلاك الشعور بمحضره ، ولكن إذا اعتدت أن لا تسلك في شركة مع الرب في حياتك ، فإنك سوف لا تعرف ماذا يعني فقدان الإحساس بشئ لم تعتاد علي امتلاكه ، وياله من أمر مؤسف .
دعونا نقرأ عدد آخر لإيضاح تلك النقطة وأقصد القيادة بواسطة الشعور بمحضر الرب (مز 32 : 8) "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك" إنك يجب أن تكون قريباً جداً لشخص ما كيما ترشدك عيناه ، وهذه فكرة عن مدي درجة القرب ، وهذا يتضمن الشركة ، فإذا نظرت أنا الي زوجتي من مسافة بعيدة فإني لا اعتقد إنني استطيع أن أري دوافع عينيها ، ولكن إذا كنت قريباً منها جداً استطيع ، وهذا ما يعنيه الشركة الحقيقية ، إنها قرب القلب والفكر من الرب ، وهذا ما أشتهيه لحياتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق