الثلاثاء، 29 مايو 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (8)

ويوجد العديد من المؤمنين الآن الذين يقرأون كتبهم المقدسة ويطلبون أن يعرفوا فكر الله فيما يختص بأمور الكنيسة (وهم مخلصون في ذلك) ولكنهم في حالة من التشويش أو الضباب ، فلديهم صعوبة في أن يجدوا النور لأجل تمييز فكر الرب في الامر ، وأنا أؤمن أن هذا يكون نتيجة لوجود معطل مثل بعض الدوافع المختفية في القلب ، وهذا يبيِّن لنا كيف يجب أن نتحذر كي تكون النفس في حالة صحيحة ، ودعونا نري بعض الطرق التي بها يرشدنا الرب .

(١) من خلال الشعور بمحضر الرب معنا أي الشركة
دعونا بداية نقرأ (خر 33 : 13 - 15) "فالآن إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلمني طريقك حتي أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك ، وانظر أن هذه الأمة شعبك ، فقال وجهي يسير فأريحك ، فقال إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" .
وهذا هو الطريق الأول والعظيم الذي به يرشد الرب شعبه وذلك عن طريق الشعور الدائم بمحضر الرب ، وربما نقول أن هذا طريق سامي جداً ونقي ليقودنا الرب فيه . فموسي كان يطلب ارشاد الرب فيما يختص بعبور بني  اسرائيل في البرية لأجل دخولهم أرض كنعان ، وقال له الرب "وجهي يسير فأريحك" أي أن محضر الرب سيقودهم ، وهذا كان ظاهراً في سحابة شكينة المجد التي كانت فوق الخيمة ، وعندما كانت تتحرك كانوا يحلون الخيمة ويتحركون معها ، وعندما كانت تتوقف كان يجب  أن ينصبوا الخيمة هناك ، وهذا كان أمر بسيط للغاية بالنسبة لهم في ارشاد الرب ، فكل ما عليهم أن تتثبت عيونهم علي السحابة ، ويطلبوا أن يقيموا تحتها ، فكانت كمظلة لهم من الشمس الحارقة نهاراً ، وعمود نار يضيئ لهم ليلاً ، إنها صورة جميلة للقيادة بواسطة الشعور بحضور الرب .
وعندما قال موسي "إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا" وكأن لسان حاله قائلاً (يارب إذا لم يكن حضورك معنا فلا نريد أن نتحرك !) ، وهذا يجب أن يكون لسان حالنا أيضاً ، فلا يجب أن نرغب في الذهاب الي اي مكان في هذا العالم إذا لم يكن لنا الشعور بمحضر الرب معنا ، وما أتحدث عنه هنا هو الشعور بالسلام الذي هو امتياز كل مؤمن طبيعي ، ويأتي عن طريق السلوك الصحيح مع الرب (كو 3 : 15) ، يقول "وليملك في قلوبكم سلام الله" ، وتلك هي حالة المؤمن الذي له شركة مع الرب ، ونحن لا يجب أن نسمح بأي شئ في حياتنا يعكر صفو هذا السلام ، وإنني أتذكر أحد الاخوة قد رغب مرة ما أن أذهب معه الي ماليزيا كي نزور الاخوة هناك ، وقد كانت لي الرغبة لذلك ، وقلت له (بالتأكيد سأذهب معك) ، واتفقنا علي خط سير السفر وكان اليوم المحدد للزيارة يقترب ، وحان الوقت لشراء التذاكر ، وابتدأت أشعر بعدم ارتياح ، بل وأفقد سلامي أيضاً ، وبعد وقت لم استطع أن أنام عند التفكير في ذلك ، حتي استدعيت الأخ أخيراً واخبرته بإنني سوف لا أذهب ، وبمجرد أن فعلت ذلك عاد إليََّ سلامي ، ونمت مثل طفل في تلك الليلة ! ، وما حدث هو إنني قبلت باختياري أن أذهب في طريق لم أجد خلالها السلام .
فحالة المؤمن الطبيعية والصحيحة هي أن يسلك في شركة مع الرب ، فإذا كان هذا هو الشئ الطبيعي بالنسبة لنا ، فإننا عندما نتخذ خطوة خاطئة فسوف نشعر بأننا خارج هذه الدائرة ، بكلمات أخري سنفقد سلامنا ، ولهذا يجب أن نترقب خطواتنا ، ونطلب أن نقيم في طريق فعل مشيئة الله ، لأنه في هذا الطريق سيرشدنا الرب بامتلاك الشعور بمحضره ، ولكن إذا اعتدت أن لا تسلك في شركة مع الرب في حياتك ، فإنك سوف لا تعرف ماذا يعني فقدان الإحساس بشئ لم تعتاد علي امتلاكه ، وياله من أمر مؤسف .

دعونا نقرأ عدد آخر لإيضاح تلك النقطة وأقصد القيادة بواسطة الشعور بمحضر الرب (مز 32 : 8) "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك عيني عليك" إنك يجب أن تكون قريباً جداً لشخص ما كيما ترشدك عيناه ، وهذه فكرة عن مدي درجة القرب ، وهذا يتضمن الشركة ، فإذا نظرت أنا الي زوجتي من مسافة بعيدة فإني لا اعتقد إنني استطيع أن أري دوافع عينيها ، ولكن إذا كنت قريباً منها جداً استطيع ، وهذا ما يعنيه الشركة الحقيقية ، إنها قرب القلب والفكر من الرب ، وهذا ما أشتهيه لحياتي .

وهذا يذكرني بقصة سمعتها من شخص ما من انجلترا ، حيث كان هناك أناس صيادون اعتادوا أن يصطادوا الأرانب ، وعندهم مجموعة من الكلاب المدربة تدريباً خاصاً لأجل الصيد ، ويطلقوهم بطريقة معينة ! ، ومرة سأل هذا الشخص مدرب الكلاب الماهرين "كيف تعرف تلك الكلاب المدربة تدريباً جيداً ؟" فقال انه امر في غاية البساطة  عندما ندعو الكلب المُدرَّب للخروج لأجل أرنب يأتي ، وأجد الكلب يتحول ويلتفت إليَّ قبل أن يجري وراء الأرنب ، وبهذا أعلم أنه مدرب جيداً ، فالكلب يعرف جيداً كيف يتتبع الفريسة ولكنه لا يزال يتطلع إلي صاحبه قبل التحرك ! . وهذا بالضبط ما يريد الرب أن يراه فينا ، وربما يكون طريقنا واضحاً لنا حيث نعرف أين نذهب ، ولكننا لازلنا نحتاج أن نلتفت إليه ، وهذا هو معني "الاتكال" والرب سيرشد النفس المتكلة عليه ، ياليتنا لا نتخذ خطوة واحدة في حياتنا تجعلنا نفقد الشعور بمحضر الرب معنا .

ليست هناك تعليقات: