الثلاثاء، 22 مايو 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (6)

(٦) الخضوع لكل سلطان بشري
دعونا نقرأ (1بط 2 : 13 - 15) "فاخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب إن كان للملك فكمن هو فوق الكل أو للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير لأن هكذا هي مشيئة الله أن تفعلوا الخير فتسكتوا جهالة الناس الأغبياء" .
وهنا أيضاً نجد مشيئة الله لحياتنا ، وما هي ؟ أن نخضع لكل سلطان بشري لأجل الرب ! ، ومن الجائز ان يكون السلطان هو قانون الأرض ، دفع الضرائب مثلاً ، أو الحفاظ علي السرعة القانونية أثناء السير بالسيارة ، أو أي شئ آخر ، فالله يدعونا أن نخضع لكل سلطان  بشري ، إنها مشيئته ، فإذا كنت ترغب في عمل مشيئة الله فلا تسير بسرعة غير قانونية ! .
وأعرف أخاً كان ذاهباً الي منزله بعد حضور الاجتماع ، وقد أوقفته الشرطة بسبب زيادة السرعة عن  المعدل المطلوب ، وعندما تطلعوا إليه لاحظوا أنه يرتدي بدلة فسألوه من أين تأتي ؟ (لأن الناس غير معتادين علي ارتداء البدل في يوم الأحد) ، فأجاب : من اجتماع الكتاب المقدس ، وهو للتو قد أتي من اجتماع كسر الخبز ، فقال له الشرطي "حسناً ألم تتعلم شيئاً في ذلك الاجتماع ؟ ، فحتي العالم يعرف جيداً أننا كمسيحيين يجب أن نطيع القوانين ، إنها مشيئة الله .

(٧) أن نخدمه
دعونا نقرأ الفقرة الأخيرة لموضوعنا في (أع 13 : 36) "لأن داود بعدما خدم جيله بمشورة الله ، رقد وانضم الي آبائه ورأي فساداً" ، النقطة هنا أن داود خدم جيله بمشيئة الله ، فنفهم من هذا الفصل شيئاً آخر يحدثنا عن مشيئة الله ، وهو أن نخدمه ! ، فعندما نسلم حياتنا للرب ، فإننا نضع حياتنا لكي يستخدمنا كما يري ، والرب له شيئاً ليفعله كل منا علي حده ، إنها خدمة سعيدة ، وهو قال "لأن نيري هين وحملي خفيف" (مت 11 : 30) .
البعض لديه فكرة عن خدمة الرب وهي الذهاب الي بلد بعيد والسكني في كوخ بين الثعابين والعقارب ، وبالتالي يتخوف البعض أن يرسله الرب إلي هناك ، ولكن لديَّ شئ يحب أن أخبرك به إن عمل الإرساليات ليس هو العمل الوحيد لأجل شعب الرب  ، فالدعوة للأخوات الشابات هنا أن يتزوجن ويلدن الأولاد ، لكي ينشأن رجال وسيدات أتقياء للجيل القادم ، والذين سيحملون مشعل الشهادة المسيحية ، ويمكن أن يستخدمك الرب لتقوية القديسين في اجتماعك المحلي ، ويالها من خدمة هامة إنها لأجل تعضيد الشهادة ، لأنكم أيها الشباب عليكم مسئولية تجاه اجتماعكم المحلي كمسئولية عن الشهادة للرب لكي يستمر حق الاجتماع الي اسم الرب ، فالرب يريدك أن تكون شجاعاً في الاجتماع ، وهذه خدمة للرب .
والآن يقال عن داود أنه "خدم جيله" ، فيوجد عمل تستطيع أن تعمله أنت أفضل مني بكثير وهو الوصول الي جيلك بهذا الحق ، ومستر "هاي هو" اعتاد أن يقول (يمكنك انت فقط ان تكون أكثر فائدة للذين هم في سنك عن الكبار سناً) فالرب يريدك أنت في  خدمته ، فهو له الكثير لك تجاه جيلك ، والآن ربما تقول (أنا لا أعتقد أنني استطيع ذلك) فأنا لا أقدر أن أبشر ، تذكر دائماً أنه ليس الخدمة كلها تبشير ، فالله من الجائز أن يستخدمك في التبشير ، وبالتالي تحتاج ان تكون راغباً في أن تسمح له باستخدامك في ذلك ، فموهبتك ستنمو بواسطة الاستخدام ، ولذا يجب أن تتدرب في استخدام تلك الموهبة بقدر المستطاع .
وأتذكر شئ يشجعني كثيراً قد حدث عندما كان الأخ "ألبرت هاي هو" يبشر ، ويمكنني أن أقول أنه كان أخاً مبشراً فصيحاً بيننا في تلك الأيام ، وربما كان سيربح أموالاً كثيرة عن طريق التبشير لو كان راغباً في ذلك في الخدمة في دوائر المسيحية ، هناك حيث يمكن للإنسان أن يصنع لنفسه اسماً ونشكر الله أن ذلك لم يحدث ، وعلي أي حال في مرة ما سمعته يبشر في مؤتمر ، فقال ، (والآن أريد أن أقتبس عدداً من المكتوب عزيزاً علي قلبي جداً ، وهذا العدد هو الذي خلصت عن طريقه ، وموجود في (يو 5 : 24) ، وابتدأ "الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بــ ......" وبعدها تلعثم وفقد خط تفكيره ولم يكمل بقية العدد ! ، وأخيراً قال حسناً دعونا نخرج الشاهد ، فهو قد كان مبشراً بليغاً بحسب ما عرفته ، ولم يقدر أن يتذكر العدد المحبوب لديه ! ، والآن ربما يكون ذلك شيئاً غريباً ، ولكني تشجعت بسبب ذلك ! ، فإذا كان هو قد تلعثم في الكلام مثلي ، فذلك لكي لا يكون لي الثقة بذاتي وطلاقتي في الحديث ، فأحياناً نفتكر بأن التبشير الحسن هو أن نقول كل شئ (أي الكلمة كاملة) ، ولكن التبشير الحسن والمجيد هو التبشير بالاتحاد مع الروح القدس ! ، ووالد الأخ ألبرت قد اعتاد ان يقول (بكل تأكيد ما يأتي من القلب يذهب إلي القلب مباشرة) ، وهذا هو الشئ الهام في التبشير .
والآن نستطيع أن نلخص ما قلنا في ماهية مشيئة الله لحياتنا :
(١) أن نؤمن به
(٢) أن نسبحه ونشكره
(٣) أن نسلم أنفسنا له
(٤) أن نسلك في القداسة
(٥) أن نعرف الحق
(٦) أن نخضع لكل ترتيب بشري من أجل الرب
(٧) أن نخدمه

ليست هناك تعليقات: