الأحد، 16 سبتمبر 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (10)

‮(٣) ‬من خلال العناية الإلهية


دعونا نقرأ‮ (‬أم‮ ‬16‮ : ‬9‮) "‬قلب الإنسان‮ ‬يفكر في‮ ‬طريقه والرب‮ ‬يهدي‮ ‬خطواته‮" ‬وأيضاً في‮ (‬أرميا‮ ‬10‮ : ‬23‮) "‬عرفت‮ ‬يارب أنه ليس للإنسان طريقه‮ . ‬ليس لإنسان‮ ‬يمشي‮ ‬أن‮ ‬يهدي‮ ‬خطواته‮" ‬وهنا نجد عددين‮ ‬يستحضران أمامنا طريق آخر‮ ‬يرشدنا الله به‮ ‬،‮ ‬وهذا من خلال عنايته‮ ‬،‮ ‬ويمكنك أن تسأل ما هي‮ ‬العناية ؟ إنها طرق عمل الله من خلف الستار في‮ ‬حياة البشر‮ ‬،‮ ‬وبما أن الله له كل القوة في‮ ‬السماء وعلي‮ ‬الأرض تحت إرادته‮ ‬،‮ ‬لذا فهو‮ ‬يقدر ويعمل في‮ ‬كل مشاهد الحياة اليومية‮ ‬،‮ ‬فلا شئ‮ ‬يحدث مصادفة‮ ‬،‮ ‬لأنه مكتوب في‮ (‬مراثي‮ ‬3‮ : ‬37‮) "‬من ذا الذي‮ ‬يقول فيكون والرب لم‮ ‬يأمر ؟‮" ‬فلا شئ‮ ‬يمكن أن‮ ‬يحدث إلا بتعيينه‮ ‬،‮ ‬ونحن قد سمعنا في‮ ‬أحد المؤتمرات أن المسيح‮ "‬رأس لكل الأشياء للكنيسة‮" (‬أف‮ ‬1‮ : ‬22‮) ‬،‮ ‬فكل شئ‮ ‬يمس حياة هؤلاء الذين‮ ‬يكونون الكنيسة هو فوق ذلك الشئ‮ ‬،‮ ‬فهو لا‮ ‬يسمح إلا بما‮ ‬يريد أن‮ ‬يمسنا فقط‮ ‬،‮ ‬تلك هي‮ ‬العناية الإلهية‮ ‬،‮ ‬فهو‮ ‬يقودنا بواسطة أشياء معينة‮ ‬يسمح بها في‮ ‬طريقنا وبها نقدر أن نميز مشيئة الله‮ .‬

ويجب أن نتحذر عندما ننقاد بواسطة الظروف‮ ‬،‮ ‬لأننا من الجائز أن ننخدع‮  ‬،‮ ‬فالخطورة هي‮ ‬عندما نحاول تفسير الظروف ونحن لسنا في‮ ‬شركة مع الرب‮ ‬،‮ ‬وبالفعل‮ ‬يجب في‮ ‬كل هذه ان نكون في‮ ‬شركة مع الرب لأجل تمييز فكره‮  ‬،‮ ‬ونحن عرضه لأن نسيئ فهم الظروف ونسيئ فهم الكتب وكل شئ طالما لسنا في‮ ‬شركة مع‮  ‬الرب‮ .‬

دعني‮ ‬اقرأ لك‮ (‬أع‮ ‬16‮ : ‬9‮ - ‬11‮) "‬وظهرت لبولس رؤيا في‮ ‬الليل رجل مكدوني‮ ‬قائم‮ ‬يطلب إليه ويقول اعبر إلي‮ ‬مكدونية وأعنا‮ ‬،‮ ‬فلما رأي‮ ‬الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الي‮ ‬مكدونية متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم‮ ‬،‮ ‬فأقلعنا من ترواس وتوجهنا بالاستقامة الي‮ ‬ساموثراكي‮ ‬وفي‮ ‬الغد إلي‮ ‬نيابوليس‮" ‬
وهذه هي‮ ‬المرة الأولي‮ ‬التي‮ ‬دخل فيها الانجيل الي‮ ‬اوروبا‮ ‬،‮ ‬فترواس كانت المكان الذي‮ ‬تقابل فيه لوقا مع بولس وسيلا وتيموثاوس واصطحبوهم الي‮ ‬اليونان‮ ‬،‮ ‬واصبحوا بعد ذلك أربعة ارساليات‮ ‬،‮ ‬وعلي‮ ‬أي‮ ‬حال بولس تعلم من هذه الرؤيا عن طريق ظرف سمح به الله في‮ ‬عنايته ان‮ ‬يرشده في‮ ‬طريقه‮ ‬،‮ ‬وتحققوا ان الله دعاهم ليذهبوا الي‮ ‬مكدونية التي‮ ‬هي‮ ‬شمال اليونان‮ .‬

وهنا لنا مثال‮  ‬واضح عن كيفية استخدام الله للظروف كيما‮ ‬يرشدنا بها في‮ ‬طريق مشيئة الله‮ ‬،‮ ‬وعناية الله تظهر مرة أخري‮ ‬في‮ ‬العدد القادم أنهم عبروا خلال البحر في‮ ‬يومين‮ ‬،‮ ‬وتوجهوا الي‮ ‬ساموثراكي‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬جزيرة وكانت نصف الطريق عبر بحر أجيان‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬يوم واحد‮ ‬،‮ ‬وفي‮  ‬اليوم التالي‮ ‬وصلوا الي‮ ‬نيابوليس في‮ ‬مكدونية‮ ‬،‮ ‬وهذا أمر هام جداً بالنسبة لي‮ ‬،‮ ‬فالرياح قد اعانتهم ليعبروا تلك الرحلة سريعاً عبر المياه‮ ‬،‮ ‬فانت‮ ‬يمكنك أن تقول أن الرب كان فاتحاً‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬وانظر بعد اصحاحات قليلة في‮ ‬هذا السفر الي‮ (‬أع‮ ‬20‮ : ‬6‮) ‬عندما حصل بولس علي‮ ‬فكرة ان‮ ‬يذهب الي‮ ‬اورشليم‮ ‬،‮ ‬لكن روح الله قاده الي‮ ‬طريق أخري‮ ‬،‮ ‬فكان عليه أن‮ ‬يعبر نفس المياه‮ ‬،‮ ‬ولكن بالعكس‮ ‬،‮ ‬ولكن لاحظ هنا أنه قيل‮ "‬وأما نحن فسافرنا في‮ ‬البحر بعد أيام الفطير من فيلبي‮ ‬ووافيناهم في‮ ‬خمسة أيام الي‮ ‬ترواس‮" ‬أي‮ ‬أن الرحلة استغرقت خمسة أيام هذه المرة‮ ! ‬،‮ ‬فماذا نتعلم من ذلك ؟ فعندما دعاهم الرب الي‮ ‬الذهاب الي‮ ‬غرب مكدونية‮ ‬،‮ ‬فإن ذلك أخذ‮ ‬يومين فقط ليعملوا تلك الرحلة‮ ‬،‮ ‬ولكن عندما ذهبوا في‮ ‬طريق أخري‮ ‬حيث لم‮ ‬يكن بولس تحت قيادة الروح القدس‮ (‬أع‮ ‬20‮ : ‬22‮ ‬-‮ ‬23‮ ‬،‮ ‬21‮ : ‬4‮ ‬،‮ ‬10‮ ‬-‮ ‬14‮) ‬فهذا أخذ خمسة أيام‮ !‬ ،‮ ‬فالرياح كانت مضادة للسفينة فأخذت طريقها رجوعاً‮ ‬الي‮ ‬ترواس‮ ‬،‮ ‬فالظروف كانت تشير الي‮ ‬أنه لم‮ ‬يكن متحركاً‮ ‬بحسب مشيئة الله الكاملة‮ ‬،‮ ‬فنحن‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون لنا القرب‮  ‬الكافي‮ ‬من الرب لنميز فكره في‮ ‬ظروف مثل هذه‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يتطلب شركة مع الرب‮ .‬

فالله‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يستخدم أشياء بسيطة‮ ‬،‮ ‬ولكن ان كنا قريبين قرباً‮ ‬كافياً‮ ‬إليه سنميز هذه الأمور‮ ‬،‮ ‬فربما‮ ‬يوجد شئ ما خاص بشخص‮ ‬يقلقك وتريد أن تخبره‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬تريد أن تتخلص من حمل علي‮ ‬كاهلك‮ ‬،‮ ‬فترفع سماعة التليفون وتحاول الاتصال به لكنك تجد الخط مشغول‮ ! ‬،‮ ‬وتعاود الاتصال مرة أخري‮ ‬،‮ ‬ولكن الخط لايزال مشغول‮ ‬،‮ ‬وربما تحاول ذلك عدة مرات‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬موقف مثل ذلك ربما‮ ‬يريد الرب أن‮ ‬يخبرك بأن لا تفعل ذلك‮ !‬ ،‮ ‬فمن الجائز ان تقول شئ ما‮ ‬يجعلك تندم بعد ذلك‮ ‬،‮ ‬والرب‮ ‬يحاول أن‮ ‬ينقذك منه‮ ‬،‮ ‬فربما الجسد الذي‮ ‬فيك‮ ‬يود الاندفاع‮ !‬ ،‮ ‬والرب قد سمح بأن‮ ‬يكون الخط مشغول مرة ومرات‮ ‬،‮ ‬وربما‮ ‬يريد أن‮ ‬يخبرك أنك تسلك ضد مشيئته في‮ ‬هذا الأمر‮ .‬

دعونا نتوجه الي‮ ‬ايضاح في‮ ‬العهد القديم لمعرفة ارشاد الرب بواسطة الظروف في‮ (‬تك‮ ‬24‮) ‬،‮ ‬أن ابراهيم كان مرسلاً‮ ‬عبده ليجد‮ (‬معيناً‮) ‬أي‮ ‬زوجة لابنه اسحق‮ ‬،‮ ‬وإني‮ ‬استعين بذلك لأنه‮ ‬يوجد بعض الشباب لديهم الرغبة في‮ ‬ايجاد الشخص المعين من قبل الرب لأجل حياتهم‮ ‬،‮ ‬وهذا حسن‮ ‬،‮ ‬فابراهيم قد استعان بعبده الذي‮ ‬هو صورة للروح القدس‮ ‬،‮ ‬وإنني‮ ‬أرجو أن تدع الروح‮ ‬يرشدك في‮ ‬هذا الامر الهام جداً لحياتك‮ .‬

فنجد أولاً أن هذا العبد قد صلي‮ ‬من أجل ذلك ووضع الأمر امام الرب لكي‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يأخذ الامر من الرب لمقابلة البنت المعينة من قبله‮ ‬،‮ ‬فهو صلي‮ ‬أنه عندما‮ ‬يسأل البنت بعض الماء ليشرب‮ ‬،‮ ‬وتكون هي‮ ‬في‮ ‬نفس الوقت راغبة أن تعطيه ليشرب وأكثر من ذلك تكون راغبة في‮ ‬أن تسقي‮ ‬جماله أيضاً‮ ‬،‮ ‬وهذا بالضبط ما حدث‮ !‬ ،‮ ‬ونري‮ ‬ذلك الأمر موجود في‮ (‬تك‮ ‬24‮ : ‬27‮) "‬وقال مبارك الرب إله سيدي‮ ‬ابراهيم الذي‮ ‬لم‮ ‬يمنع لطفه وحقه عن سيدي‮ ‬إذ كنت أنا في‮ ‬الطريق هداني‮ ‬الرب إلي‮ ‬بيت إخوة‮  ‬سيدي‮"‬ ‮.‬
فقد بارك الله وشكره لأنه أتي‮ ‬به الي‮ ‬حيثما كان‮ ‬يقصد‮ ‬،‮ ‬وعندما تحدث الي‮ ‬الفتاة واكتشف بنت من هي‮ ‬ووجد أنها من نفس العائلة التي‮ ‬أخبره سيده عنها‮ ‬،‮ ‬ويمكننا استخلاص الكثير من الدروس من هذا الاصحاح فيما‮ ‬يختص بهذا القرار الهام لحياتك‮ ‬،‮ ‬أليس أمراً‮ ‬شيقاً‮ ‬أن نجدهما‮ ‬يجتمعان بهذه الطريقة ؟ أنه كان متطلعاً‮ ‬الي‮ ‬فتاة من نفس العائلة‮ ‬،‮ ‬ولماذا كان‮ ‬يجب أن‮ ‬يقصد هذه الأسرة بالذات ؟ حسناً أنه من‮  ‬المهم جداً أن تجد رفيقاً‮ ‬لحياتك من بين هؤلاء الذين لهم إيماناً مساوياً‮ ‬ثميناً‮ ‬مثلك‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يؤسفني‮ ‬أن أجد شخص‮ ‬يخرج ليبحث عن زوجة أو تبحث عن زوج في‮ ‬الدوائر المسيحية الأخري‮ ‬،‮ ‬أو حتي‮ ‬بين العالم‮ ‬،‮ ‬لأنني‮  ‬أعلم أنه من الصعوبة أن‮ ‬يكون هناك توافقاً‮ ‬بيننا وبين تلك الدوائر‮ .‬

كن حذراً‮ ‬عندما تريد أن ترتبط فيجب أن تأخذ من نفس السيط الذي‮ ‬أنت فيه‮ ‬،‮ ‬وهذا تعبير مأخوذ من سفر العدد أصحاح‮ (‬36‮) ‬،‮ ‬حيث قيل لبني‮ ‬اسرائيل أن‮ ‬يتزوج كلا منهم من نفس السبط‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬ينطبق رمزياً‮ ‬علينا كمؤمنين فيجب أن نرتبط من نفس دائرتنا‮ ‬،‮ ‬وبكلمات أخري‮ ‬من بين المجتمعين الي‮ ‬اسم الرب‮ .‬

وأمـر شيق أن نري‮ ‬الخمس البنات اللاتي‮ ‬كن لصفلحاد أخذن نصيباً‮ ‬في‮ ‬الميراث لأن الميراث كان‮ ‬يقسم للأولاد في‮ ‬الأسرة‮ ‬،‮ ‬وأما الفتيات كن‮ ‬يتوقع لهن أن‮ ‬يتزوجن بشخص ما له ميراث ونصيب من أبيه‮ ‬،‮ ‬ولكن تلك الفتيات لم‮ ‬يكن لهن اخوة‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أخذن ميراث أبيهن‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الأولاد الذين‮ ‬يتزوجون بهن سيكون لكلا منهم نصيب مضاعف من الميراث‮ !‬ ،‮ ‬لأن هؤلاء الأولاد لهم بالفعل ميراث من أبيهم وسيضاف اليهم نصيب عندما‮ ‬يرتبطوا بتلك الفتيات‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل الأولاد‮ ‬يقبلون علي‮ ‬الارتباط بهن‮ !‬ ،‮ ‬إنني‮ ‬غير متأكد من شكلهن‮ ‬،‮ ‬ولكن الشاب الذي‮ ‬سيرتبط بواحدة منهن سيكون له نصيب مضاعف‮ ‬،‮ ‬ويمكنك أن تقرأ عن ذلك في‮ ‬يشوع‮ (‬17‮) ‬،‮ ‬فكان هناك عشرة أنصبة وقعوا في‮ ‬سبط منسي‮ ‬بسبب بنات صلفحاد‮ .‬

وأريد أن أخبر الشباب الآن‮ ‬،‮ ‬إذا كنت ستأخذ واحدة من الفتيات اللاتي‮ ‬نشأن في‮ ‬الاجتماع‮ ‬،‮ ‬وهن في‮ ‬حالة روحية مناسبة ويرغبن أن‮ ‬يسرن مع الرب سيكون لك نصيباً مضاعفاً‮ !‬ ،‮ ‬لأن تلك الفتيات لديهن شيئاً‮ ‬ما قد تعلمهن من خلال اختبارهن في‮ ‬السلوك مع الرب‮ ‬،‮ ‬وهذا شئ ذو قيمة كبيرة‮ ‬،‮ ‬فلا تخسر ذلك‮ ‬،‮ ‬فإذا أخذت نصيباً‮ ‬لنفسك والفتاة التي‮ ‬تزوجت بها لها أيضاً‮ ‬نصيب‮ ‬،‮ ‬فياله من زواج رائع‮ ‬،‮ ‬تطلع الي‮ ‬الرب‮ ‬،‮ ‬وهو سيرشدك في‮ ‬هذا القرار الهام‮ ‬،‮ ‬ولاحظ قول العبد‮ "‬إذ كنت في‮ ‬الطريق هداني‮ ‬الرب‮" (‬تك‮ ‬24‮ : ‬27‮) ‬فهو كان سائراً‮ ‬في‮ ‬الطريق الذي‮ ‬يدل علي‮ ‬نشاط الإيمان عندما قاده الرب‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يبيِّن لنا أن الله‮ ‬يقود شعبه عندما‮ ‬يكونوا سائرين بالإيمان‮ ‬،‮ ‬والإيمان مثل دفة السفينة‮ ‬،‮ ‬فهي‮ ‬توجه السفينة فقط أثناء تحركها‮ ‬،‮ ‬فإذا توقفت السفينة وحاول القبطان تحريك الدفه هنا أو هناك فلا تفيد شيئاً‮ ‬إلا إذا تحركت السفينة‮ ‬،‮ ‬وهكذا نفس الشئ معنا‮ ‬،‮ ‬فنحن‮ ‬يجب أن نكون متحركين في‮ ‬تدريب الإيمان‮ ‬،‮ ‬نحتاج أن نضع أقدامنا ونتقدم إلي‮ ‬الأمام ونثق في‮ ‬الرب‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يُكرِم الإيمان‮ ‬،‮ ‬وسيفتح الطريق أمامنا‮ ‬،‮ ‬أحياناً‮ ‬نتوقع أن‮ ‬يفتح الرب لنا الطريق بينما نحن جلوس وننتظره لكي‮ ‬نتحرك‮ ‬،‮ ‬ولكنه‮ ‬يريدنا أن نكون في‮ ‬حالة تدريب‮ - ‬اي‮ ‬في‮ ‬حالة السير‮ - ‬وهو سيكرم خطوات الإيمان ويقودنا‮ .‬

فالرب‮ ‬يقدر أن‮ ‬يعلن فكره لنا من خلال الظروف السلبية أيضاً‮ ‬،‮ ‬ويقول في‮ (‬مز‮ ‬32‮ : ‬9‮) "‬لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم‮ ‬،‮ ‬بلجام وزمام زينته‮ ‬يكم لئلا‮ ‬يدنو إليك‮" ‬،‮ ‬وأحياناً‮ ‬لا نكون في‮ ‬شركة معه والرب لا‮ ‬يزال‮ ‬يرشدنا‮ ‬،‮ ‬وهذا لا‮ ‬يكون مُسرِّ‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يستخدم‮ (‬مدرسة الطرقات القاسية‮) ‬إن الحصان‮ ‬يوجه بواسطة اللجام والزمام وشئ مؤلم لدي‮ ‬الحصان أن تضع اللجام في‮ ‬فمه لكي‮ ‬توجهه هنا أو هناك‮ .‬
ونحن نجري‮ ‬أحياناًَ عندما لا‮ ‬يدعونا الرب أن نجري‮ ‬ونأخذ خطوة عندما لا‮ ‬يوجهنا الرب في‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬ولذا‮ ‬يقول هنا‮ (‬لا تكن كذلك‮) ‬،‮ ‬وأحياناً‮ ‬نتحرك سريعاً‮ ‬باتخاذ قرارات في‮ ‬الحياة وبعدها نجد أنفسنا في‮ ‬صعوبة ويقول الكتاب بهذا الشأن‮ "‬والمستعجل برجليه‮ ‬يخطأ‮" (‬أم‮ ‬19‮ : ‬2‮) ‬ويقول أيضاً‮ "‬من آمن لا‮ ‬يهرب‮ (‬يتعجل‮)" (‬أش‮ ‬28‮ : ‬16‮) .‬

ومن الجانب الآخر‮ ‬يمكننا أن نشبه البغل‮ ‬،‮ ‬وأنت تعرف البغل أنه‮ ‬يتسم بالعند والحرون‮ ‬،‮ ‬وقد اعتادأبي‮ ‬أن‮ ‬يحكي‮ ‬لنا‮  ‬قصة قد حدثت اثناء الحرب العالمية الأولي‮ (‬1914‮ - ‬1918م‮) ‬عندما اعتادت البغال أن تحمل الأثقال أثناء الحرب‮  ‬وقد قال لنا أنه كان وقت عصيب جداً ،‮ ‬فكانت البغال تدخل المعركة وعندما تسمع صوت المتفجرات تتوقف عن الحركة من الخوف‮ ‬،‮ ‬وكانت تعند ولا تتحرك والمحارب كان‮ ‬يحمل معه مسدساً‮ ‬وفي‮ ‬هذه الحالة كان‮ ‬يرمي‮ ‬البغل بالرصاص في‮ ‬رأسه‮ ‬،‮ ‬ويستحضر‮ ‬غيره‮ ‬،‮ ‬ونحن‮ ‬يمكننا أن نتشبه بالبغل أيضاً‮ ‬،‮ ‬والرب قد‮ ‬يدعونا لفعل شئ ولكننا لا نتحرك‮ ‬،‮ ‬أنه‮ ‬يقول لنا‮ "‬لا تكونوا كبغل‮" .‬

اعرف شاباً كان راغباً في‮ ‬الذهاب الي‮ ‬مكان ما‮ ‬،‮ ‬وكان في‮ ‬موضع شك بالنسبة لذلك‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يكن متأكداً‮ ‬من فكر الرب‮ ‬،‮ ‬ولكنه بكل تهور أراد‮  ‬أن‮ ‬يذهب‮ ‬،‮ ‬وكان في‮ ‬صراع بهذا الشأن‮ ‬،‮ ‬فصعد الي‮ ‬حجرة نومه حيث كان له نتيجة‮ ‬يومية‮ ‬يقرأ بها في‮ ‬كل‮ ‬يوم عدد معين من الآيات‮ ‬،‮ ‬والآن بما أنه‮ ‬غير متأكد من الرغبة في‮ ‬فعل ذلك الشئ فأراد أن‮ ‬يقلب النتيجة ليقرأ عدد جديد‮ ‬،‮ ‬لربما‮ ‬يجد اجابة وهو كان‮ ‬يأمل أن‮ ‬يجد عدداً يخبره بالذهاب الي‮ ‬هناك مثل‮ (‬2مل‮ ‬6‮ : ‬2‮) "‬فلنذهب‮" ‬وعندما قرأ النتيجة وجد كلمة تدعوه قائلاً‮ "‬من فضلك ارجع‮" ‬وهذا لم‮ ‬يكن عدداً في‮ ‬الكتاب‮ ‬،‮ ‬ولكنه بالتأكيد كان اجابة عن سؤاله‮ ‬،‮ ‬والنقطة هنا ان الله‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يستخدم اي‮ ‬شئ ليوجهنا في‮ ‬الطريق‮ ‬،‮ ‬وإذا كنا في‮ ‬شركة سيكون لنا القدرة علي‮ ‬تمييز فكره‮ .‬

أمثال‮ (‬3‮ : ‬5‮ ‬،‮ ‬6‮) "‬توكل علي‮ ‬الرب بكل قلبك وعلي‮ ‬فهمك لا تعتمد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬كل طرقك اعرفه وهو‮ ‬يقوِّم سبلك‮" ‬والرب‮ ‬يسرِّ‮ ‬أن‮ ‬يرشدك في‮ ‬الطريق وإحدي‮ ‬طرق ارشاده هي‮ ‬أن‮ ‬يجعل طريقك مستقيماً ،‮ ‬لأن كلمة‮ ‬يُقوِّم تعني‮ ‬أن‮ ‬يجعل الطريق مستقيماً‮ ‬،‮ ‬فإذا كان الطريق التي‮ ‬أنت مزمع أن تمضي‮ ‬فيها تبدو معقدة فإن هذا صوت من الرب لأجل ارشادك‮ ‬،‮ ‬فعندما‮ ‬يفتح الطريق لنا لنذهب فيها سيكون الطريق مستقيم وبسيط‮ ‬،‮ ‬فنحن نحتاج ان نصلي‮ ‬مع كاتب المزمور‮ (‬مز‮ ‬27‮ : ‬11‮) "‬علمني‮ ‬يارب طريقك واهدني‮ ‬في‮ ‬سبيل مستقيم‮" .‬

فإذا كنت تصلي‮ ‬بشأن أمر ما والاجابة لم تأتي‮ ‬واضحة‮ ‬،‮ ‬أو ليست هي‮ ‬الطريق المستقيم المفتوح قدامك لأجل توجيهك فهذا من المحتمل أن الرب‮ ‬يريد أن‮ ‬يدعك تمكث حيث أنت علي‮ ‬الأقل في‮ ‬الوقت الراهن‮ .‬
وشيئاً‮ ‬واحد من المهم أن نعيه عندما ننقاد بواسطة الظروف وهو أنه‮ ‬يجب أن نكون في‮ ‬شركة لكي‮ ‬نميز فكر‮  ‬الرب في‮  ‬الأشياء التي‮ ‬تأتي‮ ‬في‮ ‬حياتنا‮ ‬،‮ ‬فيمكننا بسهولة أن نميز الظروف بطريقة خاطئة تماماً‮ ‬ونفقد الطريق‮ ‬،‮ ‬فيونان مثلا كان في‮ ‬حالة سيئة وعندما أراد أن‮ ‬يذهب الي‮ ‬ترشيش نزل ووجد السفينة التي‮ ‬كانت ذاهبة إلي‮ ‬نفس المكان الذي‮ ‬يرغبه‮ ‬،‮ ‬فمن الممكن أن‮ ‬يقول‮ "‬ان الظروف مرتبة‮  ‬بالنسبة‮  ‬ليَََّ‮ ‬وهذا دليل واضح علي‮ ‬الذهاب في‮ ‬الطريق الصحيح‮" ‬ولكنه كان في‮ ‬الطريق المعاكس تماماً لمشيئة الرب‮ ‬،‮ ‬وإذا كنا نصمم ونحدد طريقنا الخاص‮ ‬،‮ ‬فالرب‮ ‬يدعنا نمضي‮ ‬في‮ ‬تلك الطريق حتي‮ ‬نتذوق من ثمار طريقنا‮ ‬،‮ ‬مكتوب في‮ (‬مز‮ ‬106‮ : ‬15‮) "‬فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالاً في‮ ‬أنفسهم‮" ‬فهو سيعلمنا في‮ "‬مدرسة الألم القاسي‮" ‬أن اختيارنا ليس صالحاً‮.‬

ليست هناك تعليقات: