الأحد، 16 سبتمبر 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (11)

‮(٤) ‬من خلال الأنبياء


نري‮ ‬طريقة رابعة‮ ‬يرشدنا بها الرب دعونا نقرأ‮ (‬أم‮ ‬11‮ : ‬14‮) "‬حيث لا تدبير‮ (‬مشورة‮) ‬يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المشيرين‮" ‬،‮ ‬وأيضاً‮ (‬أم‮ ‬12‮ : ‬15‮) "‬طريق الجاهل مستقيم في‮ ‬عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم‮" ‬فهنا نجد طريقة أخري‮ ‬يرشدنا بها الرب‮ ‬،‮ ‬وذلك من خلال أقوال الانبياء‮ !‬ ،‮ ‬ولربما تقول‮ "‬هل الله لا‮ ‬يزال‮ ‬يستخدم أنبياء اليوم ؟ بالحقيقة هو‮ ‬يفعل ذلك‮ ‬،‮ ‬أنه مزمع ان‮ ‬يستخدم إخوتك كأنبياء أو بطريقة نبوية في‮ ‬الحديث لفكرك‮ ‬،‮ ‬فمن الممكن ان أحد اخوتك‮ ‬يأتي‮ ‬إليك بكلمة من الله عن طريق فمه أو فمها ويعطيك مشورة إلهية سواء‮ ‬يحرضك علي‮ ‬شئ أو‮ ‬يحذرك من شئ فهم‮ ‬يتصرفون في‮ ‬ذلك الوقت كأنبياء ونحن نحتاج ان نسمع لهم‮ ‬،‮ ‬وان كان هذه هي‮ ‬الحالة فإنني‮ ‬أرجوك أن تسمع لهؤلاء الذين لديهم معرفة بطرق الله ولهم اختبار في‮ ‬الطريق مع الرب‮ ‬،‮ ‬فهم‮ ‬يقدرون أن‮ ‬يعطوك نصيحة ومشورة صالحة فيما‮ ‬يختص بقرارات الحياة‮ ‬،‮ ‬ويجب أن تتحذر بالطبع لأن هناك نصائح كثيرة حرة محيطة بنا فلا ننساق وراء أي‮ ‬نصيحة لأنه توجد نصائح سيئة وتذكر أنني‮ ‬قلت أنه في‮ ‬كل الأربع الطرق التي‮ ‬يقودنا بها الرب أننا‮ ‬يجب أن نكون في‮ ‬حالة روحية صحيحة أولاً ،‮ ‬وبالتالي‮ ‬إذا جاء شخص ما إليك بنصيحة فاسدة فستكون قادراً‮ ‬علي‮ ‬تمييزها‮ .‬

دعني‮ ‬أعطيك مثالاً ،‮ ‬فنحن كنا نفكر أن نبيع منزلنا وقد سمعت مشورة من عدد من الإخوة‮ ‬،‮ ‬البعض نصحونا ان نبيع والبعض الآخر قال لا تبيع‮ ‬،‮ ‬فماذا نفعل ؟‮ ‬،‮ ‬أنا اعتقد أن نصيحة الأخ‮ "‬Jim‮"‬‮ ‬كانت الافضل وقال لنا‮ "‬انتظروا الرب‮" ‬،‮ ‬فهو لم‮ ‬يورط نفسه في‮ ‬أحد الطريقين نبيع أو لا نبيع‮ ‬،‮ ‬وأنا اعتقد أن هذا هو الصواب‮ ‬،‮ ‬فأحياناً‮ ‬عندما لا تكون متأكداً‮ ‬من شئ فمن الأفضل أن تقول هكذا فلا خطأ في‮ ‬أن تقول‮ "‬أنا لا أعرف ولا أرغب أن أضللك‮" .‬

دعونا نقرأ‮ (‬2مل‮ ‬6‮ : ‬8‮ ‬-‮ ‬12‮) ‬،‮"‬وأما ملك أرام فكان‮ ‬يحارب اسرائيل‮ ‬،‮ ‬وتآمر مع عبيده قائلاً‮ : "‬في‮ ‬المكان الفلاني‮ ‬تكون محلتي‮" ‬،‮ ‬فأرسل رجل الله الي‮  ‬ملك اسرائيل‮ ‬يقول‮ : "‬احذر من أن تعبر بهذا الموضع‮ ‬،‮ ‬لأن الأراميين حالون هناك‮" ‬،‮ ‬فأرسل ملك اسرائيل الي‮ ‬الموضع الذي‮ ‬قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرة ولا مرتين‮ ‬،‮ ‬فاضطرب قلب ملك أرام من هذا الأمر‮ ‬،‮ ‬ودعا عبيده وقال لهم‮ : "‬أما تخبرونني‮ ‬من منا هو لملك اسرائيل ؟‮" ‬فقال واحد من عبيده‮ "‬ليس هكذا‮ ‬يا سيدي‮ ‬الملك‮ ‬،‮ ‬ولكن أليشع النبي‮ ‬الذي‮ ‬في‮ ‬اسرائيل‮ ‬يخبر ملك اسرائيل بالأمور التي‮ ‬تتكلم بها في‮ ‬مخدع مضطجعك‮" .‬
وهنا نجد مثالا عن النصيحة الصالحة‮ ‬،‮ ‬فملك اسرائيل كان تحت هجوم من ملك أرام‮ ‬،‮ ‬ونري‮ ‬أليشع متحدثاً‮ ‬بكلمة الله إليه‮ ‬،‮ ‬فأخبر ملك اسرائيل‮ "‬لا تذهب الي‮ ‬الموضع الفلاني‮ ‬لأن الله أخبرني‮ ‬أن العدو هناك ويعد لك كميناً‮" ‬وطالما ملك اسرائيل أصغي‮ ‬الي‮ ‬النبي‮ ‬فسيكون في‮ ‬أمان‮ ‬،‮ ‬أما النية اليوم هي‮ ‬أن نهجر النبي‮ ‬لأنه لا‮ ‬يخبرنا بما نحب‮ ‬،‮ ‬وأما هنا فنجد الملك‮ ‬يسمع لأقوال النبي‮ ‬ويعمل بها‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬ينجي‮ ‬نفسه مرة ومرات‮ .‬

وهذا تعليم هام لأنه توجد أماكن معينة في‮ ‬هذا العالم لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يذهب إليها إنسان الله‮ ‬،‮ ‬لأن عدونا بالتأكيد موجود هناك وبالتأكيد سيهلكنا لو ذهبنا الي‮ ‬هناك‮ ‬،‮ ‬ومن الجائز أن‮ ‬يكون مكان بالنسبة لك مختلف عن الذي‮ ‬ليَّ‮ ‬،‮ ‬ومهما تنوعت عاداتك واهتماماتك فإن العدو هناك ليهاجمك‮ ‬،‮ ‬فمن الجائز ان‮ ‬يكون نوع من الرياضة الخاصة التي‮ ‬تأخذ اهتماماتك ووقتك‮ ‬،‮ ‬أو مكان‮ ‬يقدر العدو أن‮ ‬يعثرك فيه ويتسلط عليك اكثر واكثر‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬تلك الحالة من الافضل أن لا تذهب الي‮ ‬ذلك المكان‮ .‬
فيجب أن نحترس ونحتاج الي‮ ‬أن نحذر أحدنا الآخر‮ ‬،‮ ‬فلو رأينا أخ‮ ‬يعمل شئ ممكن أن‮ ‬يؤدي‮ ‬الي‮ ‬تلف لحياته الروحية‮ ‬،‮ ‬فالأخ‮  ‬الأمين أو الأخت‮ ‬يجب أن تحذره من الخطر‮ ‬،‮ ‬وبهذه الطريقة نتصرف كأنبياء أو بروح النبوه‮ ‬،‮ ‬ومن الجائز أن لا نحب ذلك ولكن الكتاب‮ ‬يقول‮ "‬لا تحتقروا النبوات‮" (‬1تس‮ ‬5‮ : ‬20‮) .‬

كنا نتحدث قبلاً‮ ‬عن ذهاب بولس الي‮ ‬اورشليم عندما كان روح الله‮ ‬يخبره في‮ ‬كل مكان‮ "‬وإذ وجدنا التلاميذ مكثنا هناك سبعة أيام وكانوا‮ ‬يقولون لبولس بالروح أن لا‮ ‬يصعد الي‮ ‬اورشليم‮" (‬أع‮ ‬21‮ : ‬4‮) ‬،‮ ‬وهنا نجد صوت الاخوة كأنبياء‮ ‬،‮ ‬والذي‮ ‬كان بولس‮ ‬يفعل حسناً‮ ‬لو أصغي‮ ‬إليهم‮ ‬،‮ ‬وبعد قليل في‮ ‬نفس الاصحاح نجد نبي‮ ‬اسمه اغابوس قال نفس الشئ لبولس وحذره عن طريق أنه أخذ منطقته وربط‮ ‬يدي‮ ‬نفسه ورجليه‮ ‬،‮ ‬فتلك هي‮ ‬أمثلة للاخوة الذين‮ ‬يخبرونا بنبوة لصالحنا ونجد في‮ (‬أم‮ ‬25‮ : ‬12‮) "‬قرط من ذهب وحلي‮ ‬من إبريز الموبخ الحكيم لأذن سامعة‮" ‬ياليت تكون لنا الأذن الصاغية‮ .‬

والآن أريد أن أضع ملخصاً‮ ‬لما قيل‮ : ‬أود أن أقول انه من المهم جداً لكي‮ ‬نميز مشيئة الرب أن ننتبه لحالتنا الروحية‮ ‬،‮ ‬نحتاج أن نتنحي‮ ‬عن رغباتنا في‮ ‬ذلك الامر‮ ‬،‮ ‬فلا تكون لنا ارادة خاصة بهذا الشأن‮ ‬،‮ ‬وأنا أدرك أن هذا ليس بالامر الهين‮ ‬،‮ ‬ولكن هؤلاء الذين ليس لهم مشيئة خاصة‮  ‬سيميزون مشيئة الله‮ ‬،‮ ‬ومكتوب في‮ (‬مز‮ ‬25‮ : ‬9‮) "‬يدرب الودعاء في‮ ‬الحق ويعلم الودعاء طرقه‮" ‬والشخص الوديع هو الذي‮ ‬لا‮ ‬يصرِّ‮ ‬علي‮ ‬إرادته الذاتية‮ ‬،‮ ‬وهذا لا‮ ‬يعني‮ ‬أننا‮ ‬يجب أن نكون كاملين‮ ‬،‮ ‬لأننا تحدثنا عن أننا نحتاج الي‮ ‬تدريب لكي‮ ‬نعرف مشيئته‮ ‬،‮ ‬ولكن لو كنا ودعاء فإن وعد الرب هو أن‮ ‬يرشدنا‮ .‬

والشئ المعزي‮ ‬لنا هو إننا لو كنا سالكين بالإيمان فإن الرب سوف لا‮ ‬يدعنا نخطئ لأن الكتاب‮ ‬يقول‮ "‬أكرم‮  ‬الذين‮ ‬يكرمونني‮" ‬،‮ ‬فالله‮ ‬يكرم الإيمان‮ ‬،‮ ‬وإن كنا نأخذ خطوات خاطئة في‮ ‬امر ما وكنا أمناء ومخلصين أننا نسلك بحسب مشيئته ومحاولين أن نسره فبالتأكيد سيوقفنا من خلال أشياء معينة تبين لنا خطأنا‮ ‬،‮ ‬أليس هذا فكر معزي‮ ‬لنا ؟‮! ‬،‮. ‬فكم إلهنا صالح‮ ! ‬،‮ ‬ولنا إيضاح لهذه النقطة في‮ (‬تك‮ ‬20‮) ‬،‮ ‬لأن أبيمالك حاول أن‮ ‬يأخذ امرأة ابراهيم‮ (‬معتقداً‮ ‬أنها اخت ابراهيم‮) ‬لتكون له زوجة‮ ‬،‮ ‬وعمل ذلك عن دون قصد بسلامة قلبه ونقاوة‮ ‬يديه‮ ‬،‮ ‬ولكن الله أتي‮ ‬إليه في‮ ‬حلم وأخبره إنها كانت زوجة إنسان آخر‮ ‬،‮ "‬فقال له الله في‮ ‬حلم أنا أيضاً‮ ‬علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا وأنا أيضاً‮ ‬أمسكتك عن أن تخطئ إليَّ‮ ‬،‮ ‬لذلك لم أدعك تمسها‮" (‬تك‮ ‬20‮ : ‬6‮) ‬فأبيمالك كان لا‮ ‬يعلم ولكن الله حفظه من أن‮ ‬يخطئ إليه خطئأً‮ ‬كبيراً‮ ‬،‮ ‬وأنا أؤمن أنه سيحفظنا من أن نخطئ إليه أيضاً‮ ‬،‮ ‬لو كنا نعمل شيئاً‮ ‬بإيمان وليس بحسب مشيئته‮ ‬،‮ ‬والآن صحيح لو كنا نحتاج إلي‮ ‬تأديب فكما ذكرنا سيعطينا مطلبناً‮ ‬ولكن سيرسل هزالاً‮ ‬في‮ ‬أنفسنا‮ (‬مز‮ ‬106‮ : ‬15‮) ‬،‮ ‬ولكن ذلك لكي‮ ‬يعلمنا شيئاً‮ ‬لم نقدر أن نتعلمه في‮ ‬مدرسة الله‮ ‬،‮ ‬وذلك فقط بسبب عناد قلوبنا‮ ‬،‮ ‬ولكن هذا موضوع آخر‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لو كنا نسير بضمير صالح ونتصرف بالإيمان في‮ ‬أمر ما فالرب سيوقفنا ويمنعنا من فعل شئ ليس بحسب مشيئته‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬هذا تعزية عجيبة لنا‮ ‬،‮ ‬ويعطينا ثقة أن نتقدم بالإيمان واثقين فيه‮ .‬

ليست هناك تعليقات: