"لأن الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة , هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كو 4 : 6)
كنت في الطريق لزيارة صديقي عادل في يوم مشرق من أيام الربيع الرائعة .
كنت أتأمل في الطبيعة من حولي التي تكسوها اشعة الشمس الساطعة بالبهجة والاشراق , وكان كل ما هو حولي يبتسم ويشدو ممجداً الله , رفعت انا ايضاً صوتي بالتسبيح مشاركا اياها بقلب مبتهج وساجد .
عندما وصلت الي منزل صديقي وفتح لي الباب , وقفت علي العتبة وهالني الفرق الشاسع بين الخارج والداخل , فالغرفة التي دخلتها كانت تغوص في الظلام اذ كانت النوافذ مغلقة والرطوبة تطغي علي المكان , وفي ركن من الغرفة يتقوقع عادل علي مقعده وعيناه تشعان بالحزن وكأنه يجترع الظلام من حوله , وعندما رآني رفع نحوي عينيه وبدأ يروي لي كل ما كان في قلبه , وأنهي حديثه بهذه الجملة " "زي ما انت شايف كله ماشي غلط ومش قادر اعمل أي حاجة" .
نظرت اليه وجاءت اولي كلماتي له : "يا عادل .. ايه رأيك لو فتحنا الشباك شويه ؟ فقرأت علي وجهه التعجب وكأنه يقول " ما هذا ؟ ما دخل الشباك بما كنت اقوله لك ؟" فقام وفتح النافذة بحسب رغبتي , وللتو غزت اشعة الشمس المكان وامتلأت الغرفة بالضياء وطرد الدفء رطوبة المكان , ويا للفرق !! لقد كانت هي ذات الغرفة لكن محتوياتها تغيرت تماما عندما ظهرت الوانها الطبيعية في ضوء اشعة الشمس وتحددت مساحتها وتغيرت هيئتها تماماً .
الا نعيش نحن ايضاَ في أحيان كثيرة ونوافذنا مغلقة ونحن لا ندري ؟ ألا نسمح بأن تستوطن في أذهاننا تلك الافكار المظلمة التي تجعلنا نتقوقع علي أنفسنا وينتابنا اليأس والقنوط ؟ ثم نبدأ الحكم علي الامور من خلال نظارة سوداء تحجب النور عن أعيننا وتجعلنا نري ظروفنا واحوالنا بلا رجاء ولا منفذ , فنعيش مكتئبين . إن الحل بسيط وهو في متناول أيدينا , فما علينا إلا أن نفتح نافذتنا نحو السماء ونتجه بالصلاة نحو الشخص الوحيد الذي بيده ان يدخل اشعة شمس محبته الي حياتنا ويغيرها في كل شئ .
نعم , قد لا تتغير الظروف كثيراً أو تحل المشكلات تماماً , لكننا في ضوء محبته وصلاحه سنراها بصورة اخري . سوف يتغير حجمها ويتضاءل في ضوء قدرة الهنا المحب ويتغير لونها في ضوء صلاحه وأمانته ويخف تأثيرها بل وقد يتلاشي في ضوء وعوده الصادقة والأمينة .
افتح يا صديقي نافذتك نحو السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق