السبت، 25 فبراير 2012

كيف تعرف مشيئة الله لحياتك (2)

مشيئة الله
دعونا نقرأ بعض الفصول من خلال كلمة الله لفهم متطلبات مشيئة الله في حياتنا ، أولاً (أف 5 : 15 - 17) "فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة ، من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" ، فنتعلم من هذا الفصل نقط هامة فيما يختص بمشيئة الله ، في أنه يرغب في أن يُعرِّفنا مشيئته ! ، فالله ليس كما يظن البعض أنه ليس مهتم بإظهار مشيئته لنا ، فهذه الأعداد تخبرنا بحق أنه في جانبنا وهو يريدنا أن نعرف مشيئته ، ربما البعض يقول "كيف يمكن لله أن يهتم بي كواحد من ضمن 6 مليار إنسان في العالم ؟" والآن أيها الأصدقاء نحن هنا لنخبرك أن الله مهتم بك أنت شخصياً ! ، أنه الشخص الغير محدود الذي يستطيع أن يحفظ طريق كل فرد في حياته في  هذا العالم ، وهو يحب كل واحد منكم علي حده محبة خاصة ! ، فهذا الإله الذي نتحدث عنه هنا هو إله فردي يهتم بحياة كل واحد علي حده ، فهو مهتم بك وبكل تفاصيل حياتك ، فهو غير راغب في أن تكون حياتك سلسلة من الاخطاء التي تؤدي إلي الفشل والامتلاء بالحزن وانكسار القلب ، بل علي العكس هو يرغب أن تكون  قراراتك صحيحة لحياتك حتي تكون حياتك مليئة بالبركة وليس بالفشل ، فالشخص الذي يعرف كل الأشياء  الذي لديه كل  القوة والحكمة والذي يقود الكواكب والنجوم بنظام كامل بستطيع بسهولة أن يرشد حياتك كمؤمن خلال هذا العالم ! ، أنه يعرف ما هو الأفضل لك ، وإذا وضعت حياتك في يده فسوف يتبرهن لك بالاختبار بركات مشيئته ، وسوف لا تحزن أبداً أنك فعلت ذلك ! ، ونحـن لم نتقابل مع أخ أو أخت مؤمنه وضعوا حياتهم في يد الرب لأجل  خدمته وقالوا في نهاية حياتهم أنهم لم يكونوا يرغبون في تلك النهاية أبداً ، ولكن علي النقيض من ذلك يوجد هؤلاء الذين لم يعتنوا بإرشاد الله واختاروا طريقهم الخاص بالحياة ولكنهم  جلبوا علي أنفسهم الأسي والحزن وكانت النهاية أليمة .

فنريد أن نوضح تلك النقطة بجلاء في البداية ، وهي أن الرب مهتم بإظهار مشيئته لأجل حياتنا ، وأنت يمكنك أن تقول (حسناً إذا كان الامر هكذا حقيقي فلماذا لا يخبرني بوضوح بمشيئته إذاً؟) حسناً هو يرغب أن يفعل ، ونحن مزمعين أن نري بوضوح من خلال الكتب ما هي إرادته بالنسبة لك ، وأحد الأسباب في أنه لا يأتي ويحدثك مباشرة بتفاصيل مشيئته ، هي أنه يريد أن يعلمنا أن نسلك بالإيمان ، فهو يريدنا أن نثق فيه ، وهذا أمر يجب أن يكون واضحاً لحياتنا الروحية ، وهام لنمونا الروحي وعلي أي حال دعونا نتمسك بهذا الحق العظيم أنه يرغب في أن يعرفنا مشيئته ! .

دعونا نقرأ الآن (1بط 4 : 1 - 3) "فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم بهذه النية ، فإن من تألَّم في  الجسد كُفَّ عن الخطية ، لكي لا يعيش الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لإرادة الله ، لأن زمان الحياة الذي مضي يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة"

وهنـا نجد نقطة أخري عظيمة فيما يختص بمشيئة الله ، إضافة الي الحقيقة الماضية بأن  الله ليس فقط يريدنا معرفة مشيئته بل أيضاً يرغب لنا أن نحيا بقية أيامنا عاملين مشيئته !. فهذه الاعداد التي قرأناها في بطرس الأولي تحدثنا عن حياتنا بأنها تنقسم الي قسمين ، وهذا ينطبق علينا سواء كنا شباب أو كبار السن أن حياتنا تنقسم الي "الزمان الماضي" و "الزمان الباقي" وبالمناسبة فنحن لا يمكننا عمل أي شئ فيما يختص بالزمان الماضي الذي عشناه حسب مسرة الذات - كما يقول هنا - "في الجسد لشهوات الناس" ، ولكن يمكننا عمل شئ ما فيما يختص بالزمان الباقي ، وهذا ما نرغب في التحدث عنه ، فهو لا يرغب في أن نتلف حياتنا بالمعيشة حسب الجسد ، فهؤلاء الذين يعيشون للجسد هم يحيون حياة غير سعيدة وغير راضية ، فهم يشعرون دائماً بالفراغ وعدم الامتلاء وهم  فقط يستسلمون لها ، فالله يريدنا أن نفعل مشيئته وبالتالي نختبر البركات التي تتبع ذلك .
دعونا نقرأ فصل آخر في (مز 40 : 7-8) "حينئذ قلت هنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت وشريعتك في وسط أحشائي" .

النقطة الأخري التي أريد أن أنوه عنها هنا أنه من دواعي  السرور أن نفعل مشيئة الله ! ، إننا نريد أن نضع هذه النقطة أمامك في بداية مقالنا هذا عن مشيئة الله ، أن السلوك في طريق مشيئة الله هو بالتأكيد شئ سعيد حقاً ! ، وأذكر لك ذلك لأن الشرير سيحاول أن يخبرك بأن اعطاء حياتك لمشيئة الله سيكون شئ جاف ويضايق ، وأخيراً ستقود الإنسان الي الندم ، يا أحبائي أن هذا العدد يخبرنا بأن هذا الشئ بالتأكيد غير صحيح ! ، أنه من أكاذيب عدو الخير ! ، لأن هؤلاء الذين وهبوا حياتهم لمشيئة الله هم بكل تأكيد سعداء وأناس ممتلئين في هذا العالم .

وبالتالي نتعلم من تلك الفصول السابقة :
(١) أن الله يرغب لنا أن نعرف مشيئته
(٢) أن الله يرغب لنا أن نعمل مشيئته
(٣) أن الله يرغب لنا أن نختبر فرح السلوك في مشيئته

يتبع

ليست هناك تعليقات: