كيف تعرف مشيئة الله لحياتك
أريد أن أتحدث عن موضوع مشيئة الله ، وكيف نعرف ذلك لحياتنا ، إنه موضوع عملي وخطير وجميعنا نحتاج إليه ، وأود أن ابدأ بكلمة تبشيرية قليلة .
لي رغبة أن نبدأ موضوعنا في البداية بالتطلع الي أمثال (8 : 1-2) "ألعل الحكمة لا تنادي والفهم ألا يعطي صوته ، عند رؤوس الشواهق عند الطريق بين المسالك تقف" وآخر خمس كلمات تترجم "مفترق الطرق" بحسب ترجمة داربي ، وهذا ما أريد التحدث عنه إليك ، وأنت تعرف ان مفترق الطرق هو مكان اتخاذ القرار ، لأن المسافر يجب أن يقرر في أي طريق يذهب ، وأنت لا يمكنك أن تفعل مثلما قال "يوجي بيرا" عندما قال "عندما تأتي إلي مفترق الطرق فاذهب فيها" لا ، فأنت لا تستطيع أن تأخذ طريقين في نفس الوقت ، ولكن من الممكن أن تذهب في احداهما .
ومن الممكن أن يكون هناك شخص ما في مفترق الطرق بالنسبة لحياته الأبدية ، وربما لا يدرك الإنسان أنه في مفترق الطرق ومن الجائز أن يختار الطريق الخطأ ، لكن الحكمة الإلهية تدعوهم أن يختاروا الحياة ، أن يختاروا المسيح ، ونحن نصلي الي الله أن يسمعوا كلمات بها يخلصون (أع 11 : 14) ويقول الكتاب "أشهد عليكم اليوم السماء والأرض ، قد جعلت قدامك الحياة والموت ، البركة واللعنة ، فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك" (تث 30 : 19) ويقول الرب "أميلوا آذانكم وهلموا إليََّ ، اسمعوا فتحيا أنفسكم وأقطع لكم عهداً أبدياً" (أش 55 : 3) ، وكلمة الله تقول أيضاً "حتي متي تعرجون بين الفرقتين ، إن كان الرب هو الله فاتبعوه" (1مل 18 : 21) والشئ المنطقي أن نفعله هو "تعرَّف به واسلم بذلك يأتيك خير" (أيوب 22 : 21) ، فيا صديقي صوت الحكمة يصرخ في مفترق الطرق لكي يدعوك أن تأتي إلي المسيح وتخلص .
وبالرغم من أنني أعلم أن قارئ هذه السطور ربما يكون غير مؤمن ، إلا أنني أعلم أن الكثيرين مؤمنون حقيقيون ، وإنني أعلم ان الكثيرين فيكم كمؤمنين بطريقة أو بأخري أيضاً يقفون في مفترق الطرق في حياتهم المسيحية ، فأنتم تواجهون قرارات - قرارات هامة - حيث تحتاجون فيها الي معونة وإرشاد من الرب ، وأنا بصدد التحدث عن معرفة مشيئة الله بصورة عامة ، وبعد ذلك سنعرف كيفية معرفة مشيئة الله بأكثر تفصيل في أمور حياتنا ..
وأنت تعلم أنه يقال أن معطم القرارات الهامة التي يأخذها الشخص في حياته هي عندما يكون في مرحلة الشباب ، وهذه القرارات عادة ما تكون لها التأثير الهائل الذي يؤثر علي توجيه حياتنا ، ويشكل خصائصنا فيما بعد .
وأهـم القـرارات في حياة الكل هو أن تقبل المسيح كمخلص لحياتك ، أنه القرار الذي يجب أن يأخذه الشخص في مرحلة الشباب ، إن الإحصائيات تخبرنا أنه قليلاً ما يقبل الإنسان المتقدم في السن المسيح لأجل الخلاص . وبعد أمر الخلاص سيحتاج الإنسان إلي قرار خطير آخر ، وهو مع أي جماعة مسيحية سيتحد ، وأيضاً القرار فيما يختص بالخط الوظيفي للعمل ، وأين يعيش الفرد ، وأيضاً السؤال عن الشخص الذي سترتبط به ! ، وهكذا ...الخ ، فكل القرارات العظيمة في الحياة عادة يتخذها الشخص عندما يكون شاباً ، وعادة هذه القرارات تؤثر علي باقي حياتك ، فهي بالفعل قرارات هامة جداً ! ، فمن المهم أن تكون لنا حكمة من الله في حياتنا ، حتي نأخذ قرارات صحيحة ، فإذا سمحنا للرب أن يقودنا بحسب مشيئته فسوف ننال بركة من حكمته وسوف نجد أن "الحكمة تبررت من جميع بنيها" (لو 7 : 35) ، ونحن نرجو ونصلي أن كل الشباب يكون لديهم الرغبة لفعل مشيئة الله .
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق