الاثنين، 18 يوليو 2016

ميراثنا

ميراثنا


"لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ" (1بط 1 :4)
كان هناك ميراثا ينتظر شعب اسرائيل ، كان هذا الميراث علي الضفة الاخري لنهر الاردن من برية سيناء .
لقد قال الرب " فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً" (خر 3 : 8)
كثيراً ما يشار لكنعان في الترانيم كصورة للسماء  أو ما يأتي بعد الموت ، بمعني اخر حالة لا نأتي إليها في هذه الحياة ، ولكن في الواقع كنعان هي صورة ما نستطيع ويجب ان نتمتع به الان . انها تشكل صورة للبركات التي لنا في المسيح ، تلك البركات السماوية التي نقرأ عنها في (اف 1 : 3) "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ"
ان ميراث اسرائيل كان أرضياً ، وبالتالي كان مناسباً ولائقاً بهم ان يغزوا بالسيف ، الواقع انه بسبب عدم قيامهم بهذا بصورة كاملة ، فنسل اعدائهم اصبحوا ولازالوا بلاء لهم في فلسطين الي هذا اليوم .
بالنسبة لنا فبركاتنا سماوية ، لذلك فإننا لا نحارب باسلحة مادية ، ومع اننا لا نحارب حرب مادية ، إلا انها حرب حقيقية ، ان الشيطان وجنوده هم اعداء حقيقيين ، يسعون لاعاقة تمتعنا بمالنا في المسيح  "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ " (اف 6 :12) فنحن الان في منطقة حرب ولن نخرج خارجها الي ان نترك هذا العالم ليكون لنا السلام والراحة في السماء ، والتمتع بكل ما هو في بيت الأب بدون أي اعاقة .
ولكن السؤال كيف ونحن بصدد خصم قوي جداً يحتشد ضدنا ان نسلك بقوة وفي تمتع بميراثنا ونحن علي ارض الاعداء ؟ إن الحقيقة الرائعة هي أننا لا يجب ان نواجه هذا العدو بقوتنا الشخصية ، كما كان الامر بالنسبة لشعب الله في العهد القديم ، وبلا شك اذا حاولنا ذلك فسوف تكون الهزيمة حليفتنا ، فنحن لسنا أهل لمواجهة ابليس ولا قوته ، ففي (2كو 10 : 4 ) يقول "إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ"
فنحن لنا سلاح الله الكامل (اف 6 : 11) ليت الرب يعطينا الطاقة الروحية لنقوم بما هو مكتوب في (اف 6 : 13) "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا"
فتيموثاوس كان يتم تذكرته دائماً بواسطة الرسول أنه "جندي صالح ليسوع المسيح" (5تي 2 : 3)  ، من المهم بمكان ان نلاحظ ان المواجهة الحقيقية لم تبدأ إلا بعد عبورهم الاردن ، ودخلوا ليمتلكوا الأرض  ، صحيح انهم واجهوا عماليق في معركة في البرية (صورة للشيطان يعمل في الجسد وهو يسعي ليعطل سلوكنا مع الله في برية هذا العالم) (خر 17 : 8-15) ، ولكن كان هناك اعداء يجب مواجهتهم في كنعان بنفس مقياس سعي المؤمن ليتمتع ببركته الروحية ويسير في جود نصيبه السماوي ، والعدو سيكون هناك بطريقة او باخري ليعيق ويحبط .
فالشيطان لا يرغب لنا ان نحيا في فرح التمتع بالسماويات ، فهو يعارض ويصد بتصميم شديد كل ما هو من الله أو للمسيح .
اما بالنسبة لاسرائيل كان الاعداء هم "الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ" (يش 3 : 10)
وفي عصر التكنولوجيا اعدائنا تختلف ، فمع ان هناك أشياء ضرورية (الكمبيوتر – الموبايل .....الخ) ونحتاجها في الدراسة والعمل إلا ان هذه الاشياء نفسها قد تعوقنا عن التمتع بالمسيح والسماويات إذا لم نحترص . فهي تشد انتباهنا وتقلل تركيزنا في ساعات وأوقات ضائعة كان يمكن استغلالها في التمتع بميراثنا السماوي ، فألعاب الفيديو ودي في دي مثلاً ، يمكن ان تضيع ساعات كثيرة وبسرعة دون ان ندري وهي أوقات ضائعة لا يمكن استردادها ، أن التلفزيون احضر العالم الي بيوتنا ، اما الانترنت فأحضرنا وأخذنا الي العامل خارجاً ، هذه امور تقلل حساسيتنا وتستهلك عقولنا وتضعف ايماننا . وتلك بعض الاشياء التي تمنعنا من التمتع بالمسيح ، انها اشياء قد لا تكون خطأ في حد ذاتها ولكن اذا لم نكن حريصين فهي تشكل عائق لتقدمنا الروحي ، فيا له من شيطان خبيث !! .
للأسف ان هناك كثيرين من المؤمنين ، بالرغم من انهم مفديين ومخلصين وفي طريقهم للسماء ولكنهم من الناحية العملية لم يعبروا الاردن ليتمتعوا بميراثهم في هذه الحياة ، إنهم لا يعرفون فرح تملك ميراثهم وبركاتهم الروحية كامتلاك حالي .
فيا ليتنا ان لا نجعل العدو يسلبنا التمتع بما هو لنا في المسيح .


ليست هناك تعليقات: