بوكيم موضوع الوقت الحاضر
خطاب لمستر داربى
إن الإعتراف والمذلة لابد أن تكون هى الحالة التى تميز اولاد الله فى هذه الأيام ، فلا مجد الله ولا إكرام المسيح ولا حضور الروح القدس صار لهم الإعتبار من جهتنا فى هذه الأيام ، بل وأيضاً لم نعد نهتم بأين كنيسة الله وما حالتها على الأرض ؟
أنا لا أتكلم هنا على المستوى الواسع للمسيحية ، ولا حتى على المستوى الأضيق فى إنجلترا
أليس هناك ما يُستدعى للمذلة والإعتراف بين هؤلاء الذين فى الدائرة الضيقة التى أكتب إليها ( يقصد جماعة الأخوة وقتها ) ؟ لكن لأجل أى شئ المذلة والإتضاع ؟ ليجاوب كل واحد حيثما يفكر وحيثما يتكلم ولتكن إجابته بإخلاص من نحو الله والمسيح ومن نحو نفسه ، لكنى هنا أجاوب لأجل نفسى ، وليرى الآخرون كيفما يروا .
لقد أسلم الرب يسوع نفسه لأجل خطايانا ، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير ، إن محبة العالم عداوة لله ، وأن الإنشغال بالأمور الأرضية هو عداوة لصليب المسيح .
والآن إن كنت تكلمت عن الله والمسيح لكن ماذا أقول لنفسى ولإخوتى ، هل نحن عمليا وقلبيا وفكريا وفعليا نحيا فى الروح وليس فى العالم ، كما كان المسيح تبارك اسمه يحيا على الارض .
أنا هنا لا أتكلم عن الأشخاص العالميين الذين يعيشون فى العالم ولا حتى عن هؤلاء المسيحيين الذين فى العالم ، بل عن هؤلاء الذين يعيشون فى الأقداس فى عالم الله .
لقد كان لبطرس الاكتفاء والاستناد بالذات وفى ذات الوقت الطاقة القوية والمحبة الشديدة لسيده ( حيث كانت تعمل تلك الدوافع مختلطة بقلب غير متضع ) ، وكل هذا قاده ليستخدم السيف ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة ، فعندما تقتحم الذات والعالمية الأقداس فإن الوضع المناسب لنا هو أن ندين ونحكم على أنفسنا ونتذلل أمام الرب ، فالغيرة والإخلاص بدون المعرفة وإن كانا صحيحين فى الغرض ، لكنها تجعلنا ندافع عن أخطاء جسيمة بسبب الذات ، ويلاحقها إيضا أساليب مرتبطة بالاكتفاء والإستناد على الذات فى كافة تصرفاتنا .
وقناعتى أن حالتنا العالمية وأفكارنا الأرضية أعمت عيوننا وقست قلوبنا ، والتى كان من نتيجتها لم يعد أحد يتعرض للحالة الأدبية التى صارت عليها الكنيسة والتى يحكم عليها بكل إنصاف من مؤمنين كثيرين ، وقليلين فقط لم يعد لهم فكرة عن هذه الأمور التى لا تحصى الحادثة بيننا ، فعواطفنا من جهة المسيح لم تعد حية بما يكفى لندين مثل هذة الإهانات التى تلحق بالمسيح ، وتجعلنا نقف بعيدا وننفصل عنها ، تلك الأمور التى تجعلنا نصادق على الإهانة للمسيح . إن الرب يرفض بشدة إن نستخدم الأساليب العالمية والأفكار البشرية والإدعاء ، كعباءة وغطاء لعواطف قلوبنا الباردة من نحو المسيح وعدم لمعاننا وغيرتنا ، وانفصالنا عن كل مايهين اسمه وإصرارنا ان نعمل بكل حرية بعيدا عن هذه الأمور لمجده
والآن بينما يتضح لى السلوك الذى يتعارض مع المسيح ، وهؤلاء الذين يندفعوا وراء حريتهم ليفعلوا إرادتهم ، يبقى السؤال ماذا بعد ؟ هل يروا ان كل هذا يعطل ويمنع هؤلاء الاحباء الى قلوبنا وللمسيح أيضا وأن فى هذا أيضا تعدى على كرامة المسيح ؟ ان الإجابة هنا وأقول بكل خشوع ويقين ان ثمار اعمالنا هى نتاج أفكارنا البشرية وحالتنا العالمية ،
أما من جهتى فلقد صرت أكثر يقين أنه على أن ازداد كل يوم فى السلوك كنذير ، قد يكون للبعض هذا الامر لينفصلوا وقد يكون للبعض شجاعة وجسارة أكثر ، لكن على كل واحد إن يسلك بمفرده .
لقد حدث التعدى على كرامة المسيح وصارت الحالة الأدبية للكنيسة متعديا عليها أيضا سواء عن طريق مباشر من البعض أو غير مباشر من الآخرين ، والذين لا يهتمون بما لسيدهم لم يعد فى بالهم فى أن ينفصلوا عن ارتباطهم بهؤلاء الذين يجدفون عليه .
وأنا أدرك هذا المبدأ فإنه طالما لم يحكم القديسين على الحالة العالمية والأفكار البشرية فستكون النتيجة لا محالة هى إحزان الروح القدس وانطفاؤه .
إننى أفضل أن إتذلل جدا وأنحنى الى أقصى ما يمكن محتملا الكل بل وأيضاً كل اللوم من الآخرين ، عَلى إن أرتبط بكل ما يفسد الكنيسة أدبيا ، أو أتساهل مع كل مايهين مجد المسيح أو أرتبط بهؤلاء الذين لا يهمهم مجد المسيح ولا الوضع الأدبى للكنيسة ولا وحدانيتها .
إن الإعتراف والمذلة لابد أن تكون هى الحالة التى تميز اولاد الله فى هذه الأيام ، فلا مجد الله ولا إكرام المسيح ولا حضور الروح القدس صار لهم الإعتبار من جهتنا فى هذه الأيام ، بل وأيضاً لم نعد نهتم بأين كنيسة الله وما حالتها على الأرض ؟
أنا لا أتكلم هنا على المستوى الواسع للمسيحية ، ولا حتى على المستوى الأضيق فى إنجلترا
أليس هناك ما يُستدعى للمذلة والإعتراف بين هؤلاء الذين فى الدائرة الضيقة التى أكتب إليها ( يقصد جماعة الأخوة وقتها ) ؟ لكن لأجل أى شئ المذلة والإتضاع ؟ ليجاوب كل واحد حيثما يفكر وحيثما يتكلم ولتكن إجابته بإخلاص من نحو الله والمسيح ومن نحو نفسه ، لكنى هنا أجاوب لأجل نفسى ، وليرى الآخرون كيفما يروا .
لقد أسلم الرب يسوع نفسه لأجل خطايانا ، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير ، إن محبة العالم عداوة لله ، وأن الإنشغال بالأمور الأرضية هو عداوة لصليب المسيح .
والآن إن كنت تكلمت عن الله والمسيح لكن ماذا أقول لنفسى ولإخوتى ، هل نحن عمليا وقلبيا وفكريا وفعليا نحيا فى الروح وليس فى العالم ، كما كان المسيح تبارك اسمه يحيا على الارض .
أنا هنا لا أتكلم عن الأشخاص العالميين الذين يعيشون فى العالم ولا حتى عن هؤلاء المسيحيين الذين فى العالم ، بل عن هؤلاء الذين يعيشون فى الأقداس فى عالم الله .
لقد كان لبطرس الاكتفاء والاستناد بالذات وفى ذات الوقت الطاقة القوية والمحبة الشديدة لسيده ( حيث كانت تعمل تلك الدوافع مختلطة بقلب غير متضع ) ، وكل هذا قاده ليستخدم السيف ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة ، فعندما تقتحم الذات والعالمية الأقداس فإن الوضع المناسب لنا هو أن ندين ونحكم على أنفسنا ونتذلل أمام الرب ، فالغيرة والإخلاص بدون المعرفة وإن كانا صحيحين فى الغرض ، لكنها تجعلنا ندافع عن أخطاء جسيمة بسبب الذات ، ويلاحقها إيضا أساليب مرتبطة بالاكتفاء والإستناد على الذات فى كافة تصرفاتنا .
وقناعتى أن حالتنا العالمية وأفكارنا الأرضية أعمت عيوننا وقست قلوبنا ، والتى كان من نتيجتها لم يعد أحد يتعرض للحالة الأدبية التى صارت عليها الكنيسة والتى يحكم عليها بكل إنصاف من مؤمنين كثيرين ، وقليلين فقط لم يعد لهم فكرة عن هذه الأمور التى لا تحصى الحادثة بيننا ، فعواطفنا من جهة المسيح لم تعد حية بما يكفى لندين مثل هذة الإهانات التى تلحق بالمسيح ، وتجعلنا نقف بعيدا وننفصل عنها ، تلك الأمور التى تجعلنا نصادق على الإهانة للمسيح . إن الرب يرفض بشدة إن نستخدم الأساليب العالمية والأفكار البشرية والإدعاء ، كعباءة وغطاء لعواطف قلوبنا الباردة من نحو المسيح وعدم لمعاننا وغيرتنا ، وانفصالنا عن كل مايهين اسمه وإصرارنا ان نعمل بكل حرية بعيدا عن هذه الأمور لمجده
والآن بينما يتضح لى السلوك الذى يتعارض مع المسيح ، وهؤلاء الذين يندفعوا وراء حريتهم ليفعلوا إرادتهم ، يبقى السؤال ماذا بعد ؟ هل يروا ان كل هذا يعطل ويمنع هؤلاء الاحباء الى قلوبنا وللمسيح أيضا وأن فى هذا أيضا تعدى على كرامة المسيح ؟ ان الإجابة هنا وأقول بكل خشوع ويقين ان ثمار اعمالنا هى نتاج أفكارنا البشرية وحالتنا العالمية ،
أما من جهتى فلقد صرت أكثر يقين أنه على أن ازداد كل يوم فى السلوك كنذير ، قد يكون للبعض هذا الامر لينفصلوا وقد يكون للبعض شجاعة وجسارة أكثر ، لكن على كل واحد إن يسلك بمفرده .
لقد حدث التعدى على كرامة المسيح وصارت الحالة الأدبية للكنيسة متعديا عليها أيضا سواء عن طريق مباشر من البعض أو غير مباشر من الآخرين ، والذين لا يهتمون بما لسيدهم لم يعد فى بالهم فى أن ينفصلوا عن ارتباطهم بهؤلاء الذين يجدفون عليه .
وأنا أدرك هذا المبدأ فإنه طالما لم يحكم القديسين على الحالة العالمية والأفكار البشرية فستكون النتيجة لا محالة هى إحزان الروح القدس وانطفاؤه .
إننى أفضل أن إتذلل جدا وأنحنى الى أقصى ما يمكن محتملا الكل بل وأيضاً كل اللوم من الآخرين ، عَلى إن أرتبط بكل ما يفسد الكنيسة أدبيا ، أو أتساهل مع كل مايهين مجد المسيح أو أرتبط بهؤلاء الذين لا يهمهم مجد المسيح ولا الوضع الأدبى للكنيسة ولا وحدانيتها .
٢٣ يناير ١٨٥٧
J.N . Darby
J.N . Darby